الساحر اللانهائي - الفصل 381
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 381 : معنى البقاء -3-
نزل كولي إلى المنطقة الافتراضية، ووقف 30 طالباً في صفوف مقسّمين إلى فريقين، فريق أحمر وآخر أزرق.
أخذ “شيرون ” نفساً عميقاً ليهدئ من توتره. اختبار النجاة ليس معركة مباشرة ضد أشخاص، ولا هو أيضاً تكتيك استراتيجي لمواجهة وحوش. ليس هناك وسيلة للتغلب على الطبيعة القاسية.
كان الألم قدراً لا مفر منه، ولم يتبقَ سوى 10 ثوانٍ حتى يواجه هذا الألم.
بعض الطلاب الذين سبق لهم تجربة الاختبار في السنة الماضية كانوا قد بدأوا بالفعل يفقدون اللون من وجوههم.
’اللعنة. لو لم يكن هذا الاختبار موجوداً، لكنت مستعداً للبقاء في صف التخرج حتى لـ10 سنوات إضافية.‘
كان اختبار النجاة هو أكثر ما يخشاه طلاب صف التخرج.
“يتم الآن إرسال المعلومات إلى المنطقة الافتراضية. وقت الانتظار: 5 ثوانٍ… 4 ثوانٍ… 3 ثوانٍ…”
مع انطلاق صوت الإرشاد الأنثوي، أظهرت تعابير مختلفة على وجوه الطلاب، منهم من أغلق عينيه بإحكام، ومنهم من حرّك كتفيه ورقبته ليريح عضلاته، وآخرون استجمعوا قواهم بعزم. كان “شيرون ” يحدق أمامه بهدوء لتهدئة نفسه، حين ضربه أحدهم على ذراعه؛ لقد كان “ييروكي”.
“لنلتقِ مرة أخرى على قيد الحياة، شيرون .”
“اكتمل إرسال البيانات. يتم الآن تشغيل برنامج البرودة القارسة في المنطقة الافتراضية.”
بدأت المناظر من خلف وجه “ييروكي” المتبسّم تتغير كصفحات كتاب تُقلّب، إلى أن ظهرت قمة جبل مغطاة بالثلوج.
نظر “شيرون ” بدهشة حوله. الهواء البارد دخل إلى أنفه، وكان الثلج المنتشر في كل مكان يلمع مع أشعة الشمس.
كانت السماء قريبة بما يكفي ليشعر كأنه يستطيع لمسها. أما الجبال المغطاة بالثلوج التي كانت تحيط به، فبدت وكأنها طُليت بدهان زاهٍ وبارز.
“هل هذا هو… المستوى الأول من اختبار النجاة؟”
رغم أن الطلاب من الفئة الثانية فما فوق قد خاضوا اختبارات النجاة من قبل، إلا أن البرنامج يُعاد تهيئته في كل مرة، مما يعني أنهم كانوا يواجهون الموقف للمرة الأولى.
أشار “ييروكي” إلى مكان ما خلفه، وقال: “البداية من هناك.”
عندما التفت “شيرون ” لينظر، اتسعت عيناه بذهول.
كانت هناك سحابة ضخمة من الثلوج تهبط ببطء، مشكّلة انهياراً ثلجياً.
“سحقا!”
أطلق العديد من الطلاب، مثل “بوييل” و”باندورا”، تعويذة الانتقال اللحظي واندفعوا بالاتجاه المعاكس، بينما بقي بعضهم، بما فيهم “شيرون “، واقفاً مكانه.
سرعة الانهيار الثلجي كانت أبطأ مما كان متوقعاً. كان الجليد يسقط من ارتفاع شاهق، وظهوره الهائل يعني أن كمية ثلوج هائلة كانت تهوي باتجاههم.
“ليس الوضع مصمماً للهروب… إنه أمر لا يمكن تجنبه…”
بوووووم!
نزلت كتلة ثلجية ضخمة بحجم لا يُوصف على قمة الجبل، دافعةً الهواء إلى الخارج. اندفعت ريح قوية أشبه بتمزيق الخدود، وفي غضون 0.1 ثانية، غطّت العاصفة الثلجية القمة بالكامل.
“آه!”
ضغط “شيرون ” على أسنانه محاولاً استجماع قواه.
دفعه الانهيار الثلجي بسرعة تفوق سرعة السيل بعيداً عن القمة.
’لا! عليّ أن أتماسك!‘
بينما كان يبتلع الثلوج التي تندفع نحو فمه، بدأ “شيرون ” يشق طريقه عبر الكتلة الثلجية.
“هاه!”
كانت الكتلة الثلجية ضخمة كالجبال الجليدية، وكانت تهوي نحو ألاسفلٍ بحيث لا يمكن رؤية نهايتها.
وفي قمة تلك الكتلة، رفع “شيرون ” رأسه بصعوبة.
“هاه! هاه!”
بعد أن بصق ما في فمه من الثلوج وفتح عينيه، رأى الشمس، دائرية وواضحة في السماء الصافية.
طار “شيرون ” في الهواء محافظاً على تعويذة الطيران، وبدأ بمراقبة ما يجري حوله.
بدأ بعض الطلاب الآخرين ممن اختاروا نفس القرار بالخروج من الكتلة الثلجية المتساقطة واحداً تلو الآخر.
“شيرون !”
عندما التفت إلى صوت “ييروكي”، رأى “ييروكي” يشير نحو الأسفل، مغطى بالثلوج، ويصيح بصوت عالٍ: “انزل بهدوء في الوقت الحالي!”
قبل أن ينهي حديثه، كان شلال من الثلج قد ابتلع “ييروكي”.
توجهت نظرات “شيرون” المذهولة إلى الأعلى، حيث كانت السماء الصافية قد أصبحت مغطاة تمامًا بالثلج الأبيض.
“حقًا هذا لا يُحتمل…!”
كان سيل الثلج الأبيض يتدفق نحو المكان الذي كان يقف فيه “شيرون”.
“آآه، آآآآه…!”
“مؤلم… أنقذوني…”
نظر “كولي” إلى الطلاب الذين كانوا يتدحرجون في منطقة الواقع الافتراضي بنظرة مليئة بالشفقة.
جميع الطلاب الثلاثين كانوا قد دخلوا في حالة نصف وعي بمجرد أن اجتاحهم الانهيار الثلجي.
“ما الذي يعانون منه؟ هؤلاء الأطفال تربوا في رغدٍ ورفاهية.”
ورغم أن الفوز يعتمد على الناجي النهائي، إلا أن أي طالب لم يكن ليضحي بالاختبار بسهولة. فكل ما يحققه الطالب من درجات يُكشف أمام الجمعية وكشافة المهن، لذا سيبذلون كل جهدهم للثبات حتى النهاية.
“قد تكون هذه تجربة لا يحتاجونها في حياتهم، لكن العالم الذي سيعيشون فيه سيكون أكثر قسوة بكثير. فبسبب الواقع القاسي، تصبح الحياة جحيماً.”
قال”كولي” وهو يسحب يديه من خلف ظهره ويستدير.
“المدير.”
كان “ألفياس” يقف مع نائبة المدير “أوليفيا” ينظران إلى منطقة الواقع الافتراضي.
“الجميع في حالة نصف وعي. طبيعي أن يحدث هذا.”
“حتى المحترفون يكرهون هذا الأمر. هناك مدارس قليلة تقبل بهذا الاختبار، لذا يتم انتقاؤه بعناية.”
اختبار البقاء هو أحد المواضيع التي تتعرض للنقد من الجمعية. ورغم أهمية تقييم قدرات الطلاب العملية، إلا أن هناك خطراً من تحطيم معنوياتهم قبل أن تتفتح مواهبهم.
فالطلاب الذين لم يتخرجوا هم أيضاً عناصر مهمة للمجتمع على المدى الطويل؛ سيصبحون معلمين، وسينضمون إلى قوات الأمن، ويعملون في النقابات، ويخدمون في الإدارات الحكومية. بدون هؤلاء، لن تتمكن مجتمعات السحر من العمل.
لهذا، تقصر الجمعية اختبار البقاء على الخمسة الكبار فقط، الذين لديهم عدد خريجين يفوق عشرة كل عام.
يعد هذا الاختبار تجربة لا تُنسى وتصبح دائماً حديث الأصدقاء الخريجين، وهي جزء من فخر هذه المدارس العريقة.
سألت “أوليفيا”:
“أليس هذا البرنامج من تقديم الجمعية هذا العام؟ هل هذه المرحلة الأولى، “عاصفة الثلج”؟”
“نعم، بقيت دقيقتان فقط. رغم أن الوقت يبدو ساعتين بالنسبة للطلاب.”
ضيقت “أوليفيا” عينيها بامتعاض.
“لكن لم يسقط أي طالب حتى الآن. هذا يقلل من التمايز بين الطلاب ذوي الدرجات المنخفضة. سأطلب زيادة في الصعوبة مستقبلاً.”
ابتسم “ألفياس” بسخرية وهز رأسه.
كانت “أوليفيا” تتمنى تزويد طلابها بأوسمة شرف إضافية.
“أوووه!”
رأى “شيرون” صخرة ضخمة تتجه نحوه، فرفع ذراعيه ليحمي وجهه وهو يسقط.
شعر بألم حاد في ذراعه وبدأ أن أنفه يؤلمه، ثم تلقى ضربة على رأسه بكرة ثلجية.
ورغم أن كمية الثلج لم تكن قاتلة، إلا أن الصدمة كانت كافية لإحداث ارتجاج في رأسه.
“لقد كُسرت ذراعي.”
ورغم أنه حاول حماية جسده بدرع هوائي، إلا أن الصدمة كانت شديدة.
عندما رفع رأسه، رأى أن عظم ذراعه قد انكسر واخترق الجلد.
رغم أن الألم سيختفي قريبًا في هذا العالم الافتراضي، إلا أن الألم العصبي كان مزعجاً أكثر من الواقع.
“هاه… هاه… هاه…”
كان المكان الذي سقط فيه عبارة عن نتوء صخري في منتصف الجرف.
لكن هذا أفضل من لا شيء، وكل ما يمكنه فعله الآن هو الانتظار حتى تنتهي المرحلة.
لكن فجأة، بدأت الصخرة تتشقق وتظهر علامات الانهيار.
أمسك “شيرون” ذراعه المكسورة وبدأ يضحك.
“هل هذا اختبار رسمي؟ هل يريدون قتلنا؟”
/سانجي : الاختبار الي اهلك يزعلون اذا رسبت فيه/
تخيل تعابير الطلاب إذا تم اعتماد اختبار البقاء في امتحان التخرج.
وبدأ يشعر باحترام تجاه جميع الخريجين حول العالم.
“حسناً، لنكمل حتى النهاية.”
رفع شيرون رأسه بعينين مملوءتين بالعزيمة.
في اللحظة التي انهارت فيها الصخور، بدأ جسده بالسقوط نحو الأرض.
_________
صوت اصطدام بالماء!
“ما هذا؟”
فتح شيرون عينيه فور سماعه صوت الارتطام بالماء.
أحس بشعور جليدي يكاد يحطم عقله. كان الطلاب، سواء كانوا أصدقاء أم أعداء، يغرقون وسط الرغوة.
“هل هذه المرحلة الثانية؟”
رغم وجود انتقال واضح بين المرحلتين الأولى والثانية، إلا أن أولئك الذين دخلوا في حالة شبه وعي لم يكونوا قادرين على الإحساس بذلك. كان هذا لمنعهم من استعادة وعيهم.
“لماذا لا أستطيع استخدام السحر؟”
لم يستطع الوصول إلى منطقة الروح. بالطبع، هذا العالم افتراضي، لذا كان من غير المحتمل أن يكون السحر معطلاً بالفعل.
“عليّ أن أصعد إلى السطح.”
بدأ شيرون يتخبط مثل الضفدع متجهاً نحو السطح. شعر أنه سيجمد حتى الموت إذا بقي في الماء لفترة أطول.
عندما مد يده بالقرب من السطح، اهتزت عيناه بصدمة.
لم يستطع الصعود.
ما لمسه كان جداراً جليدياً صلباً وبارداً.
“ما هذا؟ كيف سأخرج إذن؟”
ظهر ظل ضبابي على سطح الجليد. وعندما اقترب شيرون ووضع عينيه على الجدار، رأى صبياً صغيراً جالساً هناك.
“عليّ الخروج. لقد بدات أشعر بالاختناق.”
بدأ شيرون يطرق الجدار الجليدي، كأنه يطلب النجدة.
فهم الصبي بعد فترة وأومأ برأسه، مشيراً إلى مكان ما.
“هناك؟ هل يجب أن أخرج من هناك؟”
للتأكيد، أشار شيرون بإصبعه في الاتجاه الذي أشار إليه الصبي.
أومأ الصبي برأسه مجدداً وبدأ في الاتجاه نحو الموقع، وكأنه سيقوده هناك.
تبع شيرون الصبي، محاولاً دفع نفسه نحو المكان المحدد، لكن الماء البارد كان يخنق أنفاسه.
“هذه مشكلة. لا أستطيع التحمل أكثر.”
كان يريد الوصول فوراً ليشعر بنسمات الهواء النقية، لكن خطوات الصبي كانت بطيئة بشكل مزعج.
“أسرع! أسرع! لا أستطيع الصمود أكثر…”
انتهت قدرته على التحمل؛ لم يكن بإمكانه حبس أنفاسه أكثر.
كان يرتجف من شدة البرودة والخوف من الموت.
أخيراً، توقف الصبي عن السير. نظر إلى شيرون وأشار إلى نقطة قريبة منه.
“هناك!”
بكل ما لديه من طاقة، بدأ شيرون يتقدم نحو تلك النقطة، ولكن رغم أنها كانت على بعد ثلاثة أمتار فقط، بدت له بعيدة جداً.
“لقد وصلت! أخيراً…!”
بفرحة عارمة، مد شيرون يده نحو المخرج.
لكن…
قوبلت يده بجدار جليدي مرة أخرى.
“ماذا…؟”
تجمد عقله. رفع عينيه إلى الصبي على الجليد، طالباً تفسيراً.
لكن الصبي ضحك ضحكة ساخرة، وقرب وجهه منه، وراح يمد لسانه استهزاءً.
خرجت دفقة من الهواء من فم شيرون .
“لا، عليّ أن أتمالك أعصابي.”
حاول جاهداً كبح غضبه المتوهج بداخله.
كان الصبي، الذي يجلس في الهواء النقي ويعبث بلسانه، يثير كراهيته بشدة. لكن الغضب لن يحل المشكلة.
“أرني مرة أخرى، أين هو المخرج؟”
ضرب شيرون الجدار الجليدي بتوسل.
نظر الصبي إلى شيرون بتفكير، ممسكاً ذقنه كما لو كان يتردد.
بدأ رأس شيرون يسخن مرة أخرى.
“لا، لا، لا. إذا فقدت أعصابي، فهذه نهايتي.”
بعد لحظات من التفكير، قرر الصبي وأومأ برأسه رافضاً توجيهه مرة أخرى.
“سيطر على غضبك. أنا ساحر.”
بدأت أنوار الحياة تتلاشى من عيني شيرون . ومع عدم توفر الأكسجين، بدأت أعضاؤه في التوقف عن العمل.
“الغضب لن يغير شيئاً… حتى في لحظة الموت… يجب ألا أفقد السيطرة…”
فقاعة من الهواء كانت محاصرة في معدته خرجت من فمه، ومع خروج الهواء، تدفقت المياه الباردة إلى معدته.
شعر كأن خلاياه تتجمد.
توقفت حركته، وبدأت راحة يده، التي كانت تلامس الجدار الجليدي، تنزلق ببطء بعد أن تصلبت.
بينما كانت عيناه تغرقان، ظهر له صبي مبتسم.
نظر الصبي بتمعن إلى وجه شيرون وهو ينغمر في أعماق الظلام.
ثم بدا وكأنه قد اتخذ قرارًا، فهز رأسه وأخرج رمحًا ثلاثي الشُعب من مكان مجهول ورفعه عاليًا.
بووووم!
تحطم الجدار الجليدي بضربة واحدة.
ظهرت هذه الرؤية في عيون شيرون الراحلة.
وعندما وصلت الإشارات العصبية المتجمدة ببطء إلى دماغه، بدأت ساقاه تهتزان مجددًا، وبدأ جسده يطفو قليلاً.
“فووهاااه! آااه! آااااه!”
عندما خرج شيرون إلى سطح الماء، بدأ بالتنفس بعمق، لم يكن هناك شيء آخر يمكنه التفكير فيه في تلك اللحظة.
“هاه… هاه…”
بعد حوالي دقيقة، بدأ يستعيد وعيه.
كانت الساحة الجليدية هادئة، وقد اختفى الصبي أيضًا.
“فووها! فووها!”
بدأ الطلاب في الصعود إلى السطح واحدًا تلو الآخر. لم تكن إيمي بعيدة عنه.
‘لقد اجتازت الاختبار.’
كانت إيمي تلتقط أنفاسها، وتظهر ملامحها وكأنها رأت الموت بعينها. ثم رأت شيرون والتقت عيونهما.
ابتسمت له وبدأت تنفخ الهواء على شعرها المبلل ليجف.
“هاها!”
ضحك شيرون . الحياة صعبة حقًا.
وكانت هذه آخر ذكرى له في المرحلة الثانية، “البحيرة الجليدية”.
______________
كل هذا ونحن في المرحلة الثانية 🗿
{فصل مدعوم بواسطة الساحر (المترجم السابق) غراي}
الفصول المدعومه 9/20
ترجمة وتدقيق سانجي