الساحر اللانهائي - الفصل 364
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية المشعوذ اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 364 : المشروع الأسوأ -2-
شيرون وصل إلى الطابق الثامن عشر، الطابق الذي يستطيع أي موظف الوصول إليه، ولكن تجاوز باب مكتب رئيس الجمعية كان شيئًا مختلفًا تمامًا.
أثناء وقوفه أمام الباب محاولاً تهدئة أنفاسه، قالت له “فلور”:
“اسمع جيدًا، خلف هذا الباب يوجد رئيس الجمعية.”
نظر شيرون إليها،
وأضافت فلور: “ما تسمعه هنا يجب أن يبقى هنا. الأمر مختلف تمامًا عمّا أعرفه، ولن أطرح عليك أي أسئلة مستقبلاً. لذا، لا تلمّح لأي شيء.”
تمكّن شيرون من الشعور بتصميم “فلور”، كما أنه جاء إلى هذا المكان بعد أن خاطر بحياته. وبينما كان يتساءل عمّا سيقوله “غولد”، كان يأمل أيضًا أن يكون مستعدًا لمواجهة ما سيُلقى عليه.
طرقت “فلور” الباب بدلاً من شيرون وقالت:
“شيرون هنا.”
فُتح الباب وأطلت “كانغان” برأسها. نظرت للخارج أولاً، ثم التفتت نحو شيرون.
“أوه، لقد أتيت. وتعافيت بسرعة.”
“نعم، بفضل اهتمامكم.”
“ادخل اذن. أما أنتِ يا فلور فاذهبي الآن، لقد قمتِ بعملكِ.”
لم تُظهر “فلور” أي مشاعر من الحزن أو الأسف؛ فقد كانت تعرف أن هذه ليست المرحلة التي يمكنها المشاركة فيها.
“لقد قمت فقط بواجبي. شكرًا لكم.”
غادرت “فلور” الغرفة، وفتحت “كانغان” الباب بالكامل لشيرون.
كان “غولد” قد انتهى من صبغ شعره وجلس على أريكة قديمة داخل المكتب، بينما تفوح رائحة السيجار من الجدران.
قال “غولد” بصوت هادئ: “لقد أتيت؟ هيا اجلس.”
جلس شيرون أمامه، وقدّمت “كانغان” الشاي. لم يتحدث أحد، وكان من الواضح أن الشخص الذي عليه فتح المحادثة معروف بين الثلاثة.
بدأ “غولد” أخيرًا بالحديث، قائلاً: “‘ميرو’…”
أضاف بنبرة مليئة بالحنين: “كانت زميلتي في المدرسة.”
أومأ شيرون قائلاً: “نعم، أعرف ذلك.”
تابع “غولد” بتنهيدة: “كانت فتاة غريبة، أو ربما كان عليّ أن أقول إنها غريبة الأطوار. ذات يوم قالت لي إنها تستطيع خلق حياة، فقلت لها أن تحاول. لكنها قالت إنها تحتاج إلى جثة.”
كان حديث “غولد” حول “ميرو” مشوقًا، مما جعل شيرون ينصت بكل اهتمام، حيث كان لديه فضول عن هذه الشخصية كما لديه فضول حول “غولد”.
أكمل قائلاً: “لذلك تسللت إلى مختبر التشريح وأخرجت جثة، فقط أخذت عينات نسيجية منها. لو اكتُشف الأمر لطُردت من المدرسة، لكنها لم تهتم. ثم أخذتها إلى مختبرها، وهناك كان لديها خزان زجاجي وعدة أجهزة غريبة موصولة ببعضها البعض…”
لوّح “غولد” بيديه بشكل متكلف كما لو كان يعبر عن تعقيد التجربة.
قال شيرون محاولاً التفاعل: “يمكنني أن أتخيل كيف كان الأمر.”
أكمل “غولد”: “كانت تضع مواد غريبة في الخزان، وكان مشهدًا مقززًا للغاية. قررت المغادرة، لكنها أمسكت بي وأخبرتني أن لدي دور مهم. فلم يكن لدي خيار سوى البقاء.”
كان من المدهش لشيرون أن يتخيل أن “غولد”، الذي يمتلك الآن نظرات ترهب الجميع، قد وقع تحت سيطرة “ميرو” في يوم ما. لم يستطع إلا أن يبتسم.
واصل “غولد”: “بعد ذلك، انتهت التحضيرات، و‘ميرو’ أعطتني كأسًا صغيرًا وطلبت مني أن أملأه بالمني.”
“كح، كح!” لم يستطع شيرون تمالك نفسه وسعل.
/سانجي: دور مهم بينت السايكو؟؟؟ /
سأل بخجل: “وهل… أعطيتها؟”
ضحك “غولد” ساخراً: “هل جننت؟ بالطبع قلت لا وخرجت. ولكن في اليوم التالي، أحضرت الكأس مملوءًا، وقالت إنها اشترته.”
واصل “غولد” حديثه: “عادت التجربة إلى مسارها، وكانت النتائج مقززة؛ فقد غلت المواد وتحولت إلى سائل مقزز أطلقت عليه ‘ميرو’ اسم الحساء البدائي. تحديتُها إذا خرج شيء حي من هذا، سأركض في المدرسة مرتديًا ملابسي الداخلية فقط.”
ضحك شيرون على هذه الملاحظة، فقد بدا أن الحياة المدرسية لم تتغير كثيرًا عبر الزمن.
قال “غولد” بحزن: “مر شهر، وعدت إلى المختبر. كانت ‘ميرو’ في حالة هيجان، وأنا لم أفهم السبب. هل اعتقدت حقًا أن شيئًا سيخرج من هذا؟ كنت أظن أنها فتاة غريبة الأطوار فقط، فقررت أن أتبع مزاجها.”
قال شيرون مبتسمًا: “نعم، أفهم.”
لكن تعبيرات “غولد” تغيرت فجأة.
قال بجديّة: “لكن، وُجد شيء.”
“ماذا؟”
أجاب “غولد”: “كان السائل المقزز قد جف، وكان الخزان مغطى بمادة لزجة، وكان هناك كائن حي في الداخل لم أرَ مثله من قبل.”
تساءل شيرون بدهشة: “هل أحضرته من مكان آخر…؟”
هز “غولد” رأسه نافياً.
“لا. في البداية اعتقدت ذلك، لكن الحقيقة أن أي كائن حي يتخيله الإنسان سيكون مبنيًا على نماذج معروفة. ولكن هذا الكائن كان مختلفًا تمامًا، كان حقًا كائنًا ظهر في بيئة مستقلة.”
لم يستطع شيرون تصديق ما يسمعه، ولكن نظرة “غولد” كانت جادة وحقيقية. كان لا يزال مصدوماً حتى الآن وهو يسترجع تلك الذكرى.
/سانجي : ☠️☠️☠️☠️/
قال “غولد”: “أقسم، لو كنت هناك، لشعرت بنفس الشعور. كان الكائن مختلفًا بشكل لا يمكن إنكاره.”
سأل شيرون، بصوت يكاد يخلو من الثبات: “كيف صنعت ‘ميرو’ هذا الكائن؟”
هل يمكن للبشر خلق كائن حي؟ حتى الآن، كل ما استطاع البشر تحقيقه كان مجرد “هارفيست”، كائن سحري شبه حي يمتلك حركة، ولكن لا أحد يطلق عليه اسم كائن حي.
“لم تذكر ميرو شيئاً عن ذلك، وأصرت على أن ما حدث اليوم يجب ألا يُعرف بأي حال. ولكنني بدأت أفهم الآن. ميرو هي أفضل ساحرة في العالم تتعامل مع الأبعاد. قد يكون بإمكانها تسريع الزمن بمليارات السنين في مساحة معينة من صنعها.”
“هل قامت بتطوير كائن بدائي إلى كائن حي؟”
“ربما، لكن هذا ليس الأهم. الأهم أنني ركضت في المدرسة بملابسي الداخلية، والآن الجميع يظن أنني منحرف.”
‘لكنني أعتقد أن هذا ليس بالأمر المهم.’
شعر “شيرون” بالحاجة لكبح كلماته التي أوشكت على الإفلات. ضحك “غولد” بإدراك لما كان يدور في ذهنه، لكنه لم يكن يمزح.
“ميرو كانت تعلم أن هذا الكائن لن يعيش طويلاً. وفي النهاية مات بعد أسبوع. بكت ميرو كثيراً في ذلك اليوم. قد تتساءل لماذا خلقته أصلاً، لكنها كانت غريبة الأطوار وغير متوقعة.”
أومأ “شيرون” برأسه. بدا واضحاً أن ميرو لم تكن شخصاً عادياً، وهذا مجرد جانب بسيط من قصتها.
“لم يكن خلق الكائنات الحية الشيء الوحيد، كانت ميرو عبقرية في الإبداع. كانت تصنع أشياءً لم يكن يتخيلها أحد. عندما سألتها كيف تفعل ذلك، أجابت بأنها تستطيع رؤية المبادئ بمجرد سماع اسم الشيء.”
“تسمع… اسم الشيء؟”
تذكر “شيرون” شيئاً فجأة.
“نعم، ربما تكون قد وصلت إلى السجل الأكاشي. على أي حال، كانت ميرو تتقدم بسرعة في المجتمع السحري. فتحت الوظيفة الخالدة منذ وقت طويل، وكانت تؤمن بقدرتها على ثني الزمان والمكان. لكنها لم تكن تهتم بالنجاح، بل كانت تسعى فقط للمعرفة. وهذا ما أدى إلى تأسيس ‘جمعية البحث في العلوم الروحية الخارقة’.”
“نعم، أنا عضو في هذه الجمعية.”
شعر “شيرون” بالفخر لكونه جزءاً منها.
“هاها، تهانينا على حياتك الملتوية. ألاعضاء المؤسسين كانوا ثلاثة: أنا، ميرو، وذاك الغبي ‘ساين’.”
“ساين؟ هو الذي يعاني من ‘متلازمة الخادم’، وصانع مفتاح إيسطاس.”
“نعم، لكنني لا أحبه كثيراً.”
لم يقدم “غولد” تفاصيل، مما أشعر “شيرون” بالإحباط حيث كان يرغب في معرفة مكان “ساين” الحالي.
“والآن… سأخبرك بسر من الدرجة الأولى.”
عندما تغير تعبير “غولد”، شعر “شيرون” بالتوتر وابتلع ريقه.
“عبقرية ميرو جلبت لها مصيبة كبيرة. بدأ أقوى اثني عشر شخصاً في العالم، الذين يعرفون بـ ‘القديسين’، بمراقبة ميرو. لقد كانوا يراقبون ‘الجنة’ لفترة طويلة، ومن هنا جاءت قواتهم المسماة ‘الفالكيري’.”
أصبح وجه “شيرون” مظلماً. كان يعلم أن الملك “أوركامب” من “كازورا” يريد استخدامه للتأثير على قوات الفالكيري.
“عندما أدرك القديسين أن الحرب النهائية باتت وشيكة، بحثوا عن خليفة لغوفين، واختاروا ميرو. في لحظة، تحولت فتاة شابة إلى درع لحماية البشرية. هل تتخيل شعورها؟ أن تحمل قدراً محتوماً لا يمكنها فيه الشيخوخة أو الموت، وأن تكون محاصرة في عالمها الخاص إلى الأبد؟”
لم يجرؤ “شيرون” على الرد.
“أخيراً، عقدت محاكمة كبرى حضرها قادة العالم، وعرفت بـ ‘محاكمة العشرين’. حضرها أفضل السحرة من الإمبراطورية، والبابا من كنيسة لامي، والشخصية التي يعرفها الجميع بـ ‘القديس الحي’، ورؤساء المنظمات الحقوقية. لمنع التحيز، مُنح معلم ميرو ‘ألفياس’ حق التصويت، وكذلك ‘أوليفيا’ من مجلس كنيسة ‘توميا’. كانت النتيجة 16 موافقين، و1 معترض، و3 ممتنعين. انتهت المحاكمة بحكم موت ميرو.”
“كيف يمكنهم فعل ذلك؟”
كان هذا أشبه بوضع حياة البشرية على كفة ومصير ميرو على الكفة الأخرى. حتى إذا كانت قد وافقت طوعياً، فإن القرار لا يزال يبدو جائراً، خاصة مع وجود 20 شخصاً فقط يقررون مصيرها.
“نعم، بالنسبة لي كان كل شيء معقداً للغاية، ولكن بالنسبة للعالم كان يبدو بسيطاً: إنقاذ البشرية بتضحية واحدة. مضت الأيام بسرعة، وأتى يوم الفراق أخيراً. وميرو…”
توقف صوت “غولد” فجأة، وكأن صوته قد تعطل وسط دوامة من الذكريات المؤلمة. عيناه غمرتهما مشاعر قوية، وكان يقاتل لاحتواء دموعه.
— أرجوكم، أنقذوا ميرو! لقد خدمت السَّامِيّ بإخلاص طوال حياتي! سأضحي بروحي، فقط أنقذوا ميرو…”
— هل قلت إن اسمك غولد؟
— أرجوكم… أرجوكم، ارحموا هذه العبدة المسكينة!
— الرب سيغفر لنا جميعاً.
نظر “شيرون” حوله، وشعر وكأن الغرفة تهتز.
‘ما الذي يحدث؟’
التفت إلى “غولد”، وشعر بالخوف. في عيني “غولد” الجافيتين، كانت تتصارع مشاعر هائلة أشبه بعاصفة لا يمكن مواجهتها.
ثم تحول المشهد، واندلعت نيران هائلة.
كان الجو يضاهي ما اختبره في الملجأ، مع اختلاف رئيسي؛ هذه المرة، كان “غولد” حاضراً في الجحيم ذاته.
بدأ بياض عيني “غولد” يظهر، وتشوّه وجهه، وبدت شفتاه وكأنهما تتمزقان.
‘هذا جنون!’
حاول “شيرون” أن يتحمل الضغط باستخدام قواه، ولكن كان التأثير جسدياً حقيقياً. لو استمر الأمر، فقد ينفجر الطابق الثامن عشر.
وسط النيران، اخترق صوت هادئ وقوي:
“رئيس الجمعية.”
واختفى المشهد الجحيمي وكأنه لم يكن. بدأ “غولد” يعود إلى وعيه، وتراجع قليلاً.
أخيراً، تمكن “شيرون” من التنفس. لم يكن قد أدرك أن جسده قد غمره العرق البارد.
استند “غولد” على الأريكة كأن شيئاً لم يحدث. لكنه لم يعد يتحدث عن محاكمة العشرين.
“على أي حال، انتهت حياة ميرو بذلك. بعد ذلك اليوم، بدأت في تنفيذ مشروع، والآن حان وقت تحقيقه. وهذا هو السبب الذي جعلني أطلب مقابلتك.”
أعد “شيرون” نفسه لسماع ما سيأتي، وتقدّم “غولد” للأمام بشكل مفاجئ، وهمس بصوت عميق:
“سأدمّر بُعد ميرو.”
“….”
“شيرون” وضع كلمات “غولد” في ذهنه وحاول تحليل معناها. بعد أن أدرك الحقيقة، شعر بالرعب أكثر من ذي قبل.
“هل تعني أنك ستدمّر المتاهة!”
هذا كان يعني أن “غولد” يخطط لاستعادة “ميرو”. من وجهة نظره، كان ذلك أمراً منطقياً وطبيعياً.
لكن إذا حدث ذلك… فإن هذا العالم سيتجه نحو الدمار.
“إذا اختفى بُعد ميرو…”
“نعم. ستغزونا جيوش الجنة. ثمانية ملوك ملائكة. وعشرات الملائكة العاديين، ومئات الملائكة الساقطين، وآلاف الكيانات الشيطانية، والعمالقة والجنيات، والسحر القديم، والمواطنون المسلحون بأسلحة ميكانيكية ومخطط. بغض النظر عمن ينتصر، سيصبح عالمنا أرضًا محروقة. وهذا ما أحاول إخبارك به.”
لم يحاول “غولد” تجاهل الحقيقة. فقد أمضى عشرين عامًا بنفس التصميم الراسخ، ولن يتزعزع الآن.
مسح “شيرون” وجهه بيديه. شعوره بأن الخوف أصبح حقيقة ملموسة كان يثقل صدره. لا، لقد كان الأمر أسوأ مما توقع بكثير.
كان الأمر يتطلب التضحية بحياة كل كائن في هذا العالم لإنقاذ امرأة واحدة. لم يشعر بالخوف أو الهلع. كان الأمر أشبه بشعور بارد يسيطر عليه عند مواجهته مشكلة بحجم لا يستطيع تحمله.
“هل هناك طريقة للقيام بذلك؟”
لو كان بوسع “غولد” إحضار “ميرو”، لكان فعل ذلك منذ وقت طويل. هذا يعني أن هناك شروطًا صعبة لتحقيق ذلك.
“بالطبع، توجد طريقة.”
ابتسم “غولد” برضا. كان واثقًا من “شيرون” الذي لم يفقد تركيزه على الأساسيات حتى في هذا الوضع الخطير. مما زاد من ثقته فيه.
_______________
سانجي : غولد انت صاحي؟ قلت ساطي ومجنون بس تروح انت تسوي الحرب؟ جنون أستاذ غولد. يجب يكون عندك خطة والا تكون ختمت الجنون ☠️
ترجمة وتدقيق سانجي