الساحر اللانهائي - الفصل 345
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 345: تجاوز السمو -2-
“اتخذوا مواقعكم الدفاعية!”
تجمع الأربعون جنديًا في دائرة محكمة. في موقف غير واضح المعالم كهذا، كان من الأهم تجنب الهجوم الفردي.
أخيرًا، تمكن “كوان” من رصد العدو. على بعد 20 مترًا، ظهرت ظلال سوداء تتراقص، متتابعةً كالأقنعة البيضاء وهي تظهر واحدة تلو الأخرى.
“ما هذا؟”
كان الأعداء يرتدون أقنعة تشبه البوم، يدورون في دوامة قبل أن يصطفوا في تشكيل مثلثي.
“مستحيل…”
ثلاثون مقاتلاً سحبوا سيوفهم في آن واحد، لكن الصوت كان واحدًا. في هذا الموقف، تذكر كوان شيئًا من تدريباته القيادية، يتحدث عن مجموعة معينة.
“لا يمكن أن يكون…”
إنهم “فنجان الرياح”، أقوى جماعة في فنون السيف. كانت فرقة “فنجان الرياح” حراس الإمبراطورة “تيراج” من إمبراطورية “كاشان”. إذا ظهروا هنا، فلا شك أن قائد طائفة الظلام “كوينترا” كان تحت حماية “تيراج”.
/سانجي : الي ما يذكرهم ذولي الي تدخلوا في مملكة كازورا واخذوا شيرون للعلاج/
“ما الذي تخططون له يا كاشان؟”
أطلقت مجموعة “فنجان الرياح” هالة الموت المميزة، المعروفة باسم “كاجسي”.
“عندما تصل إلى العالم الآخر…”
“آاااه!”
صرخة جندي من الكتيبة الثانية كسرت الصمت. حتى كوان شعر بقوة الهالة، وهي ليست شيئًا يمكن للجندي العادي مواجهته.
“سحقا!”
اندفع كوان للأمام، متجاوزًا سرعة الرياح، لكن أفراد “فنجان الرياح ” تفرقوا كالعاصفة قبل أن يتجمعوا مجددًا. تخلّفت خلف حركاتهم آثار سيوف متعددة، بينما كان كوان يتحرك متحديًا قوانين الجاذبية.
‘اللعنة… كم عدد نقاط الجاذبية المحيطة؟’
كانت قدرات “فنجان الرياح” مذهلة حقًا، حيث استطاعوا تجسيد قوانين الديناميكا في أجسادهم البشرية. شعر كوان كأنه يقاتل في وسط فراغ معدوم الجاذبية.
لكن المفاجأة الحقيقية كانت لأفراد “فنجان الرياح”.
“إنه يستغرق وقتًا طويلاً… كم مرة واجهناه؟”
“حوالي 23,000 مرة.”
كان من النادر أن يتحمل شخص ما أكثر من ألف ضربة من فنونهم القتالية، مما يعني أن هذا الشخص لا يمكن أن يُهزم خلال ثانية واحدة فقط.
“كم أن هذا العالم غريب.”
لو كان هذا العالم كاملاً بنسبة 100٪، لكان كل كائن حي سعيدًا كبقية المخلوقات. ولكن دائمًا ما يوجد 0.1٪ من الشذوذ، ذلك الشذوذ الذي يجعل البقية تافهين.
“إنه كائن استثنائي وُلد من الصدفة… واحد من المختارين.”
هذا ما شعر به أحد أفراد “فنجان الرياح” تجاه كوان.
مهارات، تقنية، توازن جسدي، قدرة على التحكم بالجاذبية، وإبداع في إيجاد مسارات جديدة.
“إنه عبقري.”
في لحظة التفكير، فتح أفراد “فنجان الرياح” أنفسهم كالأجنحة، ثم عادوا كعاصفة تحيط بكوان كالثعبان.
“يجب أن نقتل العبقري.”
احتلت سيوفهم كل مساحة ممكنة، لدرجة أن سرعتهم بدت وكأنها تتحرك ببطء.
“اهجموا! اهجموا جميعًا!”
في تلك اللحظة، انقض الجنود نحوهم، ولكن بمجرد دخولهم نطاق “فنجان الرياح”، تحولوا إلى قطع من اللحم كأنهم وقعوا في آلة حادة. بالكاد استطاع كوان الخروج من دائرة القتال، وكان ذلك بتلقائية شبه غريزية.
“ يا الهـي …!”
كان “كوبي”، أكبر الجنود سنًا، يمر بجوار كوان في لحظاته الأخيرة. لم يكن هناك وقت لوداع، لكن عينيه الضاحكتين قالتا كل شيء.
“عش يا قائد الكتيبة.”
بينما كان كوان يشاهد رجاله يُقتلون أمامه، أدرك السبب وراء هذا القتال.
“أفهم الآن. يجب على أحدنا على الأقل أن ينجو.”
كان عليه إيصال أخبار تدخل “كاشان” إلى القيادات العليا. فبدون ذلك، سيسقط المزيد من الجنود في فخ “فنجان الرياح”.
‘هذا هو الخيار الأفضل. وإذا كان هناك من يجب أن ينجو، فالأرجح أنني الأكثر احتمالاً.’
بينما كان كوان يبتعد باستخدام قوته في التحكم بالجاذبية، نظر إلى الظلام الذي تلتف فيه العاصفة السوداء. الجنود الذين لم يعرفهم حتى ليوم واحد، أو لم يلتقِ بأعينهم، قد رحلوا جميعًا.
“لماذا…”
شعر بشيء ساخن يتصاعد من داخله. في ذلك المكان الذي ظن أنه قد احترق بالكامل، اشتعلت نار هائلة.
“لماذا بحق! سحقا!”
انفجر كوان بطاقة الجاذبية مرة أخرى، ليجد أفراد “فنجان الرياح” يعيدون تنظيم تشكيلهم المثلثي على بعد 20 مترًا.
“فلتتخلوا عن فكرة العودة أحياء…”
لم يرد أعضاء “فنجان الرياح”، لكنهم كانوا في حالة من الارتباك والتفكير.
‘لقد فشلنا في المهمة.’
أو بالأحرى، كنا على وشك الفشل.
لو كان “كوان” قد قرر الهرب، لما تمكنوا من الإمساك به. فقد تسببت حياة أربعين جنديًا في خلق سابقة لا يمكن التغاضي عنها أمام أقوى جماعة سيوف في العالم.
رفعت قائدة “فنجان الرياح” يدها ببطء ونزعت قناعها، فرأى “كوان” وجه امرأة ذات جفون سميكة وعينين ضيقتين، وبدون حواجب تُذكر.
“هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها شخص وجه أحد أفراد فنجان الرياح وهو حي.”
“وماذا إذًا؟ أتنتظرين مني أن أكون ممتنًا؟”
“انضم إلينا في فنجان الرياح. سنكون دليلك.”
كان العرض مغريًا، حتى بالنسبة لشخص يعترف به العالم مثل “كوان”. فهم يتبعون حراس الإمبراطورة “تيراج”، وإذا قبل العرض، فسيصعد إلى أعلى مرتبة يمكن للمبارزين الوصول إليها.
وضع “كوان” سيفه على كتفه أخيرًا.
“أرفض.”
مال رأس المرأة قليلاً وكأنها في حيرة. من في العالم يرفض عرض “فنجان الرياح”؟ لا بد أنه فقد إحساسه بالواقع بسبب موت زملائه.
“أشعر بالأسف على موت جنودك، لكن أمامك مستقبل جديد. لا تدع موهبتك تُدفن في الماضي.”
ضحك “كوان” بسخرية. مهما كان “فنجان الرياح” عظيمين، لا يمكن أن يكون هناك شخصان يحملان لقب الأعظم تحت السماء.
“لا تخدعوا أنفسكم. جنودي أدوا واجبهم كجنود. والأحمق هو من لم يتحكم في مشاعره كقائد.”
“إذا لماذا ترفض العرض إذًا؟”
وجه “كوان” سيفه نحو جبين المرأة مرة أخرى.
“كنت أتساءل منذ فترة، ألا تشعرون بالخجل؟ تدعون أنفسكم بالأعظم بينما تهاجمون جماعات؟”
/سانجي : يا رجال واضح انك تريد تموت بس… بس واو يالساطي هيهيهي~~~/
“…إذن لا اتفاق.”
وما إن ارتدت المرأة قناعها على شكل بومة، حتى تفرق الثلاثون مقاتلاً من “فنجان الرياح” كالعاصفة وانقضوا على “كوان”.
‘انتظروا. سأحرص على أخذ أحدكم على الأقل معي.’
كيف يمكنه أن يواجه زملاءه في الآخرة إن لم يأخذ معه واحدًا من هؤلاء؟
نشر “كوان” قوته في التحكم بالجاذبية بينما غمر نفسه في عاصفة “فنجان الرياح”. كانت حركاتهم تتجاوز القتال، وكانت أشبه بفن رائع.
‘الحل كان بسيطًا.’
اخترق “كوان” الجدار الذي يفصل بين الحياة والموت، فقد تجاوز حاجزًا لا يمكن الوصول إليه إلا لمن تخلى عن الرغبة في النجاة. وأمام هذه الحالة، شعر أفراد “فنجان الرياح” بالقلق.
‘هل السيف جميل إلى هذه الدرجة؟’
في قمة النشوة، شق سيف “كوان” الفضاء، وأطاح برأس أحد أعضاء “فنجان الرياح”، واخترق قلب آخر.
‘اثنان… أعتقد أن هذا كافٍ لأستحق وجبتي.’
/سانجي : بصراحة واو… ما توقعت تقدر تسوي كل هذا يرجال/
انفجر “فنجان الرياح” في دوامة من الغضب. كانت هذه خسارة نادرة في تاريخهم بأكمله، فقد فقدوا اثنين من أعضائهم في لحظة واحدة.
راقب “كوان” هبوب العاصفة من حوله بهدوء، لكنهم لم يقتلوه. بدلاً من ذلك، بتروا وتر العرقوب لديه كما لو كانوا يقطعون لحم السمك.
/سانجي : وتر العرقوب هو حبل ليفي قوي يربط العضلات خلف عضلة الربلة إلى عظمة الكعب… الي يريد يعرف أكثر يشوف عمو كوكل/
“آاغغغغغ!”
صرخ “كوان”، ليس بسبب الألم، بل لأن كل ما يمثله وكل إدراكاته قد تلاشت مع قطع 30 جرامًا من جسده.
كان لقبه “ساحر ساحة المعركة” يعتمد على قدرته الفائقة على الحركة والسرعة، والتي لم تعد موجودة بعد الآن.
“آاااا…!”
لم يستطع “كوان” الوقوف مجددًا. لكن رغم ذلك، زحف على منحدر الجبل بيديه. استمر صوت “فنجان الرياح” يهمس حوله مثل أنين الأرواح.
لقد أصبح مجرد حشرة.
تابع “كوان” زحفه. لم يكن يخشى الموت، فقد فقد كل شيء. لكن لم يكن بإمكانه التخلي عن حياته بعد أن ترك رجاله خلفه.
استمر في النضال كالحشرة.
“اصمتوا!”
انبح ككلب.
“اقتلوني! أقتلووووني!”
اخبر سيدك أن فنجان الرياح أبقاك حيًا. هز ذيلك واعترف بذلك.
بينما كانت الرياح تشتد، سمع صوت لهب يتصاعد. كان العالم كله يحترق أمامه.
غرس “كوان” وجهه في الأرض وقبض على يديه. لم يعد قادرًا على التحمل. كل ما آمن به انهار كليًا.
“آااااااااا!”
في غابة الأشباح، دوّى صراخ “كوان”.
“…”
فتح “كوان” عينيه، وظل وجهه خاليًا من التعابير، لكن جبينه كان مغطى بالعرق البارد.
“اللعنة.”
كوان كان عاجزًا عن تحريك أصابعه كما لو كان في كابوس. في كل مرة كان يحلم بأعضاء “فنجان الرياح”، كان يتجمد مكانه لعشر دقائق، تمامًا كما حدث قبل عشر سنوات عندما قطع وتر العرقوب لديه.
بعد أن زحف بصعوبة خارج “غابة الأشباح”، فقد كوان وعيه بمجرد عودته، وتم نقله بشكل عاجل إلى تورميا.
ورغم تقديم تقرير عن تحالف “تيراج” مع جماعة الظلام، لم يكن لهذا التقرير أي تأثير يُذكر على الوضع السياسي.
ظلّت كتيبة البحث تحاصر الجبال لشهر كامل تقريبًا، منخرطة في معارك صغيرة دون تقدم يذكر، حتى تم حلّها لاحقًا.
كان هناك بعض الاتفاقات بين إمبراطورية كاشان وبعض الأطراف، لكن هذه الأمور كانت سياسية بحتة، ولم يكن لكوان أي دور فيها.
لم يستطع كوان أن يصبح بطلًا. فقد اختفى حادث ذلك اليوم في صفحات التاريخ، ولم يُذكر حتى اسم “فنجان الرياح”.
عرض الجيش عليه منصب قائد كتيبة الفرسان، وهي ترقية بمرتبتين، لكنه كان يعلم جيدًا أنها كانت محاولة لإسكاته، فاختار التقاعد بدلاً من ذلك. كانت حالته النفسية قد تضررت إلى درجة لم يعد يستطيع فيها حتى حمل سيفه.
عاش لفترة وكأنه شبه ميت. التفكير في جنوده حال دون أن يفكر في الانتحار، ومع ذلك لم يجد أحدًا يعتمد عليه.
وفي يوم من الأيام، وبدعوة من صديقته الوحيدة كيويرا إليز، قبل عرضها بالعمل في مدرسة “كايزن” لتعليم فنون القتال بالسيف.
‘يمكنني التحرك الآن.’
خرج كوان من سريره، وهو يعرج بقدمه اليمنى، متجهًا نحو النافذة. عند سحب الستائر، تسللت أشعة الصباح لتضيء مكتبه القديم.
كان المكتب مغطى بعدد كبير من الأوراق البحثية مبعثرة هنا وهناك.
‘وجهة نظر تحليلية نفسية حول الظاهرة الفوقية الذهنية’، ‘فن التجسيد’، و‘العلاقة بين الإرادة والظواهر’، على الرغم من اختلاف العناوين، كان جميعها مرتبطًا بموضوع واحد.
في زاوية المكتب، كانت هناك ملاحظات لافتة لصياغة أفكاره الخاصة، لكنها ملتصقة بشكل عشوائي.
نظر كوان إلى هذه الأوراق بنظرة جافة، ثم مسحها جميعًا بيده لتتناثر على الأرض.
رغم جمعه لكل ما يمكنه عن الظاهرة الفوقية الذهنية، لم يتمكن من الوصول إلى الهدف. فماذا تعني “الإرادة” إذن؟ حتى الآن، كان لا يزال يعرج. مهما حاول المشي بشكل طبيعي، فلا يمكن التغلب على الأمر.
‘أوجنت ريان.’
من كان ليصدق؟
أن عبقريًا معترفًا به مثل كوان، لن يتمكن من فعل ما حققه فتى لا يملك أي مواهب ظاهرة.
‘آمل ألا ينتهي به الأمر كالأحمق.’
هز كوان رأسه. كان يدرك الحقيقة في أعماق قلبه. لقد انكسر سيفه بالفعل، منذ اللحظة التي تم فيها قطع وتر العرقوب لديه، تخلى عنه سَّامِيّ السيف أيضًا.
‘لقد انتهى عام آخر.’
كان اليوم هو اليوم الأخير من الفصل الدراسي الثاني في مدرسة السيف. المادة التي كان يشرف على تدريب الطلاب فيها هي المصارعة، كجزء من تقييمات القتال.
حتى لو تمكن “ريان” من تحقيق الظاهرة الفوقية، فإنه لن يتمكن من تحمل القوة المعززة لمستخدمي “المخطط”.
اليوم سيكون على الأرجح يومًا صعبًا آخر بالنسبة له، ولكن كان لدى كوان فضول حول ما قد يحققه بعد نصف عام من الجهد.
_____________
دخلت “تيس” غرفة تغيير الملابس مع بقية الطالبات في فريقها.
كانت المصارعة تتطلب تلامسًا جسديًا كاملاً، ولم يكن هناك تمييز بين الجنسين في مدرسة السيف، لذلك كان يتعين على الجميع خلع قمصانهم أثناء التقييم.
لكن كان يُسمح للإناث بارتداء قمصان رياضية ضيقة (تانك توب).
كانت “تيس” تعاني من صعوبة في ارتداء قميصها الرياضي. كان هيكلها العظمي كبيرًا بالإضافة إلى حجم صدرها الكبير، مما جعل ارتداء القميص يبدو وكأنه محاولة لحشره داخل إطار ضيق.
_________________
سانجي : بصراحة كوان عجبني كثير….. حتى النهاية قرر القتال رغم أن النتيجة واضحه… خسارة كبيرة شخص عبقري مثله يضيع هكذا
ترجمة وتدقيق سانجي وغراي