الساحر اللانهائي - الفصل 324
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 324 : الخروج الثاني -2-
عندما وصل شيرون إلى غرفة إيمي، توقف أمام الباب لالتقاط أنفاسه. خلال ذلك، حاول الاستماع إلى الأصوات داخل الغرفة، لكنه لم يشعر بأي حركة تُذكر. بعد أن طرق الباب بقوة، سمع أخيرًا صوت البطانية تتحرك.
بصوت هادئ، قالت شيرون: “أنا شيرون. سأدخل الآن.”
ثم توقف صوت البطانية فجأة كما لو كان قد اختفى. وبعد الانتظار لبعض الوقت دون تلقي أي رد، تحدث شيرون مجددًا:
“إذا لم تفتحي الباب، سأفتح وأدخل.”
في تلك اللحظة، سُمع صوت شيء يسقط من السرير، تلاه صوت خطوات غاضبة وقوية. فُتح الباب فجأة، وظهرت إيمي بوجه محمر وهي تقول بعصبية:
“ماذا؟ لماذا تقتحم الغرفة فجأة وتثير كل هذا الإزعاج؟”
“سمعت أنكِ مريضة، فقلقت. لكنكِ لا تبدين مريضة.”
تنهدت إيمي. كانت تعلم منذ فترة طويلة أن الأكاذيب لا تنطلي على شيرون. تراجعت خطوة للخلف مشيرة له بالدخول، بينما استدارت وعادت إلى السرير.
“يبدو أن هناك سوء فهم. لم أكن أتهرب من أحد، بل كنت فقط أحتاج إلى بعض الراحة لتصفية أفكاري.”
“أعلم ذلك.”
ابتسم شيرون بخفة وهو يغلق الباب. عندما سمع شاكورا، الذي كان يقرأ الجريدة في الطابق الأسفل، صوت الباب يُغلق، ارتسمت ابتسامة على وجهه.
“لقد اجتاز الاختبار الأول.”
إيسيس رفعت كتفيها بدهشة ثم اتجهت حاملة الشاي نحو الطابق العلوي. في العادة، كانت تجلس في غرفة إيمي للدردشة مع شيرون، لكن هذه المرة اكتفت بتقديم صينية الضيافة وغادرت، مما يعني أنها تركت القرار لشيرون بالكامل.
بينما جلس شيرون وإيمي على طرفي الطاولة، نظر شيرون إلى فنجان الشاي وضحك. عادت إلى ذاكرته لحظة قبل ستة أشهر، حين رشّت إيمي الشاي على وجهه. كانت إيمي تفكر في نفس الموقف، لكنها شعرت بالخجل منه، فحاولت محوه من ذاكرتها وأخذت رشفة من الشاي.
“إذن، ما الذي أتى بك اليوم؟ لا تخبريني أنك تخطط لاصطحابي إلى مكان غريب مجددًا؟ كنت آمل أن أرتاح في هذه العطلة.”
“لهذا السبب أتيت. أردت أن أتيح لكِ فرصة للراحة.”
سألت إيمي بوجه غير مفهوم: “تتيح لي فرصة للراحة؟ كيف؟”
“أقترح أن نخرج في موعد.”
“بففففف!”
رشّت إيمي الشاي من فمها بطريقة أشبه بالرشاش، حتى تبلل وجه شيرون بالكامل. ولم يتوقف الرذاذ حتى فرغت كل ما في فمها.
فتح شيرون عينيه ببطء وقال بصوت منخفض: “هذه المرة الثانية، أليس كذلك؟”
احمر وجه إيمي وهي تمسح شفتيها وتنهض: “ماذا تقول! أيها الاحمق!”
أخذت منديلاً من على الرف لتنظف فمها، ثم سحبت بعض الأوراق الأخرى وألقتها على شيرون.
بينما كان شيرون يمسح وجهه، قال:
“في كل شتاء، يقام مهرجان في جبال ريس. كنت دائمًا أرغب في الذهاب، وأردت أن أسألكِ إن كنتِ ترغبين في مرافقتي.”
كان هذا العرض مفاجئًا. شيرون، الذي كان يعرف بالطالب المثالي، يدعوها للخروج للترفيه.
“أنت تتحدث عن الآثار القديمة؟ عن قلعة ملكة الجليد. نعم، سمعت عنها، لكنني لم أتمكن من الذهاب بسبب انشغالي.”
“نعم. فكرت في أن نقضي هناك يومين أو ثلاثة، لنتخلص من الإجهاد. في الواقع، أنا أيضًا كنت أفتقر للحماس مؤخرًا وأحتاج إلى تجديد طاقتي. هذه المرة، لن يكون هناك أي خطر. سنذهب ونستمتع بوقتنا.”
أسندت إيمي ذقنها بيدها وغرقت في التفكير. كانت المشكلة الكبرى بالنسبة لها أن الرحلة تستمر لمدة يومين أو ثلاثة.
“نذهب نحن فقط بدون أصدقاء؟ أين سننام؟”
“سنجد مكانًا للإقامة. وفي الليل، يمكننا أن نناقش الأمور.”
“آه…”
إيمي بقيت صامتة للحظة. كانت الفكرة في أنهم سيشاركون غرفة واحدة، لكن الطريقة التي قال بها شيرون ذلك بكل ثقة جعلت من الصعب عليها الشك.
“هل يمكن أن تكون…”
حاولت إيمي قول شيء، لكنها هزت رأسها. حتى لو حاولت توضيح الموقف، فإن إثارة هذه الفكرة قد يجعل الأمور أسوأ.
“لماذا؟ هل هناك شيء يقلقك؟ في رأيي…”
“لا، لا بأس. انتظر في الخارج، سأجهز وأخرج. إذا أخبرت والدي أننا ذاهبون إلى هناك، سيُحضر لنا عربة.”
“حسنًا، سأنتظرك في الأسفل.”
خرج شيرون أسرع مما هو متوقع، فنظر إليه شاكورا وإيسيس بوجهين متسائلين. لكن بعد سماع كلام شيرون، اقتنعوا على الفور.
“أوه، آثار ملكة الجليد…”
شاكروا تذكر شبابه. في فترة مواعدته لإيسيس، اصطحبها أيضًا إلى تلك الآثار كجزء من موعد.
“إنه مكان جميل، ورومانسي.”
“نعم، سمعت بذلك. لكن يبدو أن الأمر يستغرق وقتًا لرؤية كل شيء هناك.”
ضحك شاكروا بصوت عالٍ. “هذا هو جمال المكان أيضًا، لا يمكنك العودة في يوم واحد. حسنًا، اذهبا. سأحضر لكما عربة. إذا غادرتما الآن، يمكنكما الوصول بحلول صباح الغد.”
تنفس شيرون الصعداء. كان من الطبيعي أن يقلق الآباء عندما تذهب ابنتهم في رحلة مع رجل بمفردها. لكن شاكروا زاد الطين بلة بتقديم نصيحة إضافية.
“عندما تصل إلى الآثار القديمة، ابحث عن نزل يسمى ‘كريستال الثلج’. أنا وزوجتي أقمنا هناك أيضًا. ستحصلان على ذكريات جيدة.”
نظرت إيسيس إلى زوجها بدهشة. بدا أنها كانت على وشك قول شيء، لكن توقفت عندما خرجت إيمي من الغرفة.
“شيرون، هيا بنا. أبي، سأذهب إلى مهرجان الشتاء.”
قالت إيمي وهي تنزل الدرج مرتدية معطفًا شتويًا أحمر مزينًا بفراء الأرانب. بدا أن شعرها المجعد لا يزال يطلق البخار من السرعة التي جففته بها.
عرفت إيسيس، التي كانت تعلم أن ابنتها ليست من النوع الذي يهتم بالمظهر، أن هذا التغيير أدهشها. حتى شيرون كان مدهوشا بعض الشيء من مظهر إيمي الناضج الذي لم يكن معتادا عليه في المدرسة، فأخذ ينظر إليها لبضع لحظات قبل أن يستجمع نفسه ويودع والدي ايمي.
/سانجي : ابننا عاشق، اخخخخخ بس خوفي من التويستات الي تصير/
“إذن، سنذهب الآن.”
“حسنًا، احذري.”
كانت الرحلة إلى جبال ريس تستغرق أكثر من 10 ساعات، لذلك، لكي يصلا في الصباح، كان عليهما الانطلاق بسرعة.
بعد أن خرج شيرون وإيمي من المنزل، نظرت إيسيس إلى زوجها بنظرة حادة وسألته: “كريستال الثلج؟”
“ما الخطأ في ذلك؟”
“هل تقول ذلك بجدية؟ هل نسيت كيف انتهى بنا الأمر إلى الزواج؟ لقد خدعتني هناك!”
“هاها! هل فعلت ذلك؟ على أي حال، لقد استمتعتِ به أيضًا، أليس كذلك؟”
/سانجي : احااا طلعت مو هين يعم شاكورا /
وضعت إيسيس يديها على خصرها ونفخت بحدة. بدا أن شاكورا لم يدرك خطورة الموقف.
“ما الذي تفكر فيه؟”
“إذا كنت ستستخدم العلاج بالصدمة، فمن الأفضل أن تفعله بشكل صحيح. عندما يتدفق الدم إلى الرأس وينزل، تستعيد عقلانيتك.”
“وإذا لم يحدث ذلك؟”
“على أي حال، إيمي ستتخذ القرار. إنها تبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا، وهي بالغة. إنه جسدها، وعليها أن تقرر.”
هزت إيسيس رأسها. كانت العائلة الكارميسية تؤمن بإطلاق العنان لأفرادها، لأنهم يمتلكون مواهب استثنائية في أي مجال يختارونه. وبالتالي، لم يكن هناك مكان للقيود أو القواعد في تقاليد العائلة. كانوا يؤمنون بأنه إذا تُركت الموهبة لتنطلق، فسوف تصل إلى قمة النجاح بغض النظر عن الطريق الذي تختاره تلك الموهبة.
كان لدى العائلة نطاق واسع من المهن التي يعمل فيها أفرادها، وهو ما كان سر قوتهم. القواعد والقيود قد تعرقل المواهب، وكان شاكروا يعرف ذلك جيدًا، لهذا السبب ترك إيمي تتصرف بحرية منذ صغرها، حتى لو أدى ذلك إلى بعض التمرد في بعض الأحيان.
“هل أنت متأكد من أنك تستطيع تحمل النتائج؟ إذا غيرت رأيك لاحقًا أو قلت شيئًا لإيمي، سأكون حقًا غاضبة.”
“تحمل النتائج؟ لماذا عليّ أن أفعل ذلك؟”
فتح شاكروا الجريدة بقوة واستعد للقراءة. كان قد نسي بالفعل أمر ابنته منذ فترة طويلة.
“شيرون سيتعامل مع الأمر.”
_____________
النصف الشمالي من الجنة.
التندرا المتجمدة دائمًا.
في السماء، يُطلق على ذلك “أوبتروس”. كان نمطًا كهرومغناطيسيًا يطفو على الرياح الباردة في الشمال لأزمان لا حصر لها.
إن التبادل المعلوماتي اللانهائي يعني بشكل ما أن أوبتروس كان قريبًا من أن يكون كائنًا سَّامِيًّا. لكنه لم يتمكن أبدًا من أن يكون إلهًا. كانت بيئة السماء، المملة والخالية من التحفيز، لا تجذب اهتمام أوبتروس. وبدون تحفيز، لا يمكن أن يحدث التعلم.
على غرار طفل يُترك في الجبال ولا يغادرها طوال حياته، يتحول في النهاية إلى وحش. عاش أوبتروس لدهور يعيد نفس التبادلات المعلوماتية البسيطة والمكررة. ولكن في أحد الأيام، حدث تصدع في أبعاد الزمن والمكان.
كان ذلك تغيرًا طفيفًا لا يمكن للكائنات الحية أن تشعر به، لكنه كان بالنسبة لأوبتروس حافزًا هائلًا يشبه الولادة أو الفناء.
أدى المجال المغناطيسي الضخم الذي أطلقه أوبتروس إلى ظهور أضواء الشفق القطبي في سماء التندرا.
خلال تلك الثلاث ثوانٍ التي حدث فيها التصدع، استطاع أوبتروس الهروب إلى عالم جديد. وكانت أولى محطاته سلسلة جبال “ريس”. امتصت شبكة أوبتروس الكهرومغناطيسية البيئة المحيطة بسرعة هائلة، تمامًا كدماغ طفل حديث الولادة يكتسب معرفة جديدة.
أكثر ما أثار اهتمام أوبتروس وجذب أكبر كم من المعلومات كان في منطقة وسط الجبال، حيث كانت هناك بقايا قلعة قديمة. تجمعت أعداد هائلة من البشر هناك، وكلهم كانوا يبثون معلومات بشكل متفجر. تلقائيًا، امتص أوبتروس كل تلك المعلومات دون وعيهم، وبدأ يفتح مجالات جديدة من المعرفة.
______________
عند الفجر، وصل شيرون وإيمي إلى جبال ريس، وتناولا وجبة سريعة في عربة طعام قبل أن يتوجها إلى مكتب التذاكر عند مدخل القلعة القديمة. كان المكان يعج بالزوار، وانتظر الاثنان في الطابور حتى حصلا على التذاكر ودخلا.
فتح شيرون عينيه على مصراعيهما بدهشة عند رؤية المشهد أمامه.
“مذهل…”
كانت القلعة القديمة قد أعيد ترميمها بالكامل، لكن ليس بالحجر أو الطين، بل بالجليد. انعكس ضوء الشمس ليحول المشهد بأكمله إلى بحر من الألماس المتلألئ. حتى إيمي التي عادة ما تكون واثقة، احمرت وجنتاها من روعة المنظر.
كان شيرون راضيا تمامًا. كانت المرة الأخيرة التي اصطحب فيها إيمي إلى آثار “غاليانت” كارثية من البداية، حيث اضطروا إلى محاربة فرقة المرتزقة “الباروت” وانتهى بهم الأمر بالذهاب إلى السماء والنجاة من الموت بصعوبة.
لهذا السبب، أقسمت هذه المرة أن تكون الرحلة ممتعة.
/سانجي: ههههههههه اضحكتني… ذي تصير لو أنتم بعمل رومانسي يبني/
“هيا، يبدو الأمر ممتعًا.”
بدأ شيرون وإيمي المشي عبر السهول الجليدية. الجسور التي تربط الأبراج، والسلالم داخل القلعة، وحتى الأسوار، كلها كانت مصنوعة من الجليد.
فكر شيرون: “لهذا يسمونه مهرجان الشتاء”.
كانت القلعة مغلقة في الربيع بسبب ارتفاع درجة الحرارة الذي يؤدي إلى انهيار البنية الجليدية، وبحلول الصيف يذوب الجليد تاركًا خلفه بقايا قاحلة، كما لو كانت ذكريات الشتاء مجرد حلم صيفي.
“شيرون، دعنا نجرب هذا.”
أشارت إيمي إلى كشك صغير يبيع حلوى الجليد.
وضع شيرون الحلوى في فمه، كانت مزيجًا من الثلج مع شراب الفراولة، لتجمع بين هشاشة الجليد وطعم الفراولة الحلو.
“إذن، اشترينا الطعام، من أين نبدأ؟”
“من المؤكد أننا يجب أن نذهب لرؤية ملكة الجليد أولاً.”
قادت إيمي شيرون نحو القلعة الرئيسية. كانت هذه القلعة أقل تضررًا من غيرها، حيث كانت تتكون من قاعة ضخمة تبلغ مساحتها 120 مترًا مربعًا، مع درجين على الجانبين. كان الدرج الأيسر قد انهار منذ زمن بعيد، وتم ترميمه باستخدام نحت الجليد.
دخلا القلعة وتوجها إلى الممر الذي يربط السلالم، حيث كانت الملكة الجليدية تقف، محاطة بالجليد، كما لو كانت نائمة داخل كتلة ضخمة من الثلج.
______________
سانجي : همممم~~
ماذا سيحدث برايكم ؟
ترجمة وتدقيق سانجي وغراي