لابد ان أختم السماوات - الفصل 639 : تفوق عقل البطريرك

الفصل 639 : تفوق عقل البطريرك

المترجم : IxShadow

” أيها الوغد الصغير! ماذا تريد؟ ماذا تفعل!؟ ” قام بطريرك الإعتماد بإحكام قبضة يده ثم ضربها على الأرض. ملأ دوي القصر ، مما تسبب في اهتزاز الجبل بأكمله. في الواقع ، تدحرجت الأمواج عبر البحر المحيط بالجزيرة.

” أنت تعبث معي ، أليس كذلك ، أيها الوغد ! ” غضب بطريرك الإعتماد. ” أنا أتصرف بحسن نية ونوايا جيدة! لقد ساعدتك في إخراج كل شيء بسلاسة ، ثم رفضت!؟!؟ ” تدحرج صوته ذهابًا وإيابًا داخل القصر ، لكنه لم يرن في الخارج. لقد كان الآن مضطربًا إلى أقصى الحدود ، وعلى وشك الطيران في حالة من الغضب.

” هل تحاول حقًا دفع البطريرك إلى الجنون! بغيض! البطريرك يرفض لعب لعبتك الصغيرة. سآخذ طائفة الطليق وأرحل. لا يستطيع البطريرك تحمل استفزازك ، لذلك سيتجنبك كليًا! ” كان بطريرك الإعتماد على وشك متابعة كلماته ، عندما بدا فجأة وكأنه يفكر في شيء ما.

” انتظر. لا! ” ظهرت نظرة الشك فجأة على وجهه.

” هذا الوغد الصغير ماكر إلى أقصى الحدود. في الوقت الحالي ، ما زال لا يعرف أنني هنا. إذا ظهرت ، فستخرج القطة من الحقيبة. إذا اكتشف أنني كنت مختبئًا في بحر درب التبانة… “فجأة ، ومضت عينا بطريرك الإعتماد.

” همف. البطريرك ذكي ، سَّامِيّ وقدير. كيف يمكن أن أخدع؟ ” يقطر صوت بطريرك الإعتماد بالازدراء. ” من الواضح أن الوغد الصغير يشعر بالخوف. لذلك لن أكشف عن نفسي مهما حدث. سأثابر… فماذا لو أخذ سيد ؟ هذا لا يصل لمجرد تفاهة! لن يقبل سيد روح وليدة؟ ماذا عن مجموعة إذن !؟ لا أصدق أنه سيرفض! ” مرة أخرى ، انتشر حسه السَّامِيّ في جميع أنحاء طائفة الطليق.

في هذه الأثناء ، خارج البوابة الرئيسية لطائفة الطليق ، ترددت صدى كلمات منغ هاو ، مما تسبب في شهيق زهانغ ون فانغ. نظر نان’ إير إلى منغ هاو بعيون واسعة للحظة ، ثم تحدث على الفور بصوت واضح ونقي.

” أنا لا أقبل…”

ارتجف قلب لورد الوادي الثالث على الفور ، وحدق في منغ هاو ببغض. كان على وشك أن يقول شيئًا ما عندما ، فجأة ، انطلقت ثمانية تيارات من الحس السَّامِيّ تجاههم.

ظهرت ثمانية شخصيات في الجو. على الرغم من أن وجوههم لم تكن واضحة ، إلا أن تموجات قاعدة زراعة الروح الوليدة كانت واضحة تمامًا. ارتجفت طائفة الطليق بأكملها ، وأضاءت السماء بألوان مختلغة. تطايرت الريح والغيوم في هياج ، وأضاءت أشعة الضوء الساطعة كل الاتجاهات.

تسببوا على الفور في اقتراب عدد لا يحصى من التلاميذ من المنطقة ؛ أما بالنسبة لتلاميذ طائفة الطليق الذين كانوا بالفعل عند البوابة الرئيسية ، فقد ومضت وجوههم وبدأوا جميعًا في الركوع على ركبهم للتملق.

بدأ أعضاء العشائر من البحر الخارجي في الطابور باللهاث. حفظوا المشهد في حالة صدمة وعقولهم ترتجف.

” اللوردات التسعة العظماء كلهم هنا ! “

” ما الذي يحدث بالضبط؟ لا تخبرني… لا تخبرني أن كل منهم أصدقاء مع عشيرة زهانغ؟ “

وقف أعضاء عشيرة زهانغ هناك يرتجفون ، مليئين بالفراغ والخوف أيضًا بسبب كل ما كان يحدث.

ثم ملأ الجو صمت مميت. نظر منغ هاو لأعلى ، وعيناه تتألقان. رغم أن كل هؤلاء الناس كانوا من مزارعي الروح الوليدة ، إلا أنه تواجدت تموجات غريبة منبثقة من أجسادهم. مع قاعدة زراعة منغ هاو ، كان بإمكانه الشعور بها ، لكنه لم يستطع رؤية ما كانوا عليه بالضبط.

بالطبع ، بالنظر إلى أنهم لوردات داخل الطائفة ، سيكون لديهم بالتأكيد بعض الأسرار لرفع مستوى كرامتهم ، وهو ما فهمه منغ هاو.

” هذا الطفل لديه مصير يربطه بطائفة الطليق! ” قال صوت قديم من داخل أحد تيارات الحس السَّامِيّ الثمانية في الجو. تردد صدى الصوت في جميع أنحاء طائفة الطليق بأكملها.

” بعد المناقشة ، نحن لوردات الوديان التسعة العظماء جميعًا نقبل هذا الطفل كمتدرب! سينضم إلى طائفة الطليق كتلميذ الدَاخِل ! “

تردد صدى الصوت في آذان كل الحاضرين. أعضاء العاشر الآخرون من البحر الخارجي توقف تنفسهم بقلق غير مسبوق. حدثت العديد من التحولات غير المتوقعة للأحداث ، لدرجة أنهم لن يكونوا قادرين على نسيان هذا اليوم لبقية حياتهم.

صُدم تلاميذ طائفة الطليق تمامًا ، وبدأوا جميعًا في النظر إلى الطفل الصغير المحتجز بين ذراعي لورد الوادي الثالث.

يجب الإشارة إلى أنه داخل طائفة الطليق ، كان هناك ثلاثة تلاميذ دَاخِل فقط! اعتبارًا من هذه اللحظة ، كان هناك أربعة!

تبع ذلك صمت تام ، سُمِعَ بعدها دوي انفجار. نتج هذا الصوت عن أصوات الحشود في الطابور وهم يعبرون عن عدم تصديقهم وصدمتهم المطلقة.

الأمر الذي حدث للتو سينتشر قريبًا عبر البحر الخارجي بأكمله ، بالإضافة إلى الحلقة الرابعة. على مر السنين ، لم يحدث مثل هذا الحدث في طائفة الطليق. قبل جميع لوردات الوديان التسع شخصًا واحدًا كمتدرب! سرعان ما سيصبح هذا الشخص مشهورًا تمامًا.

أما بالنسبة لعشيرة زهانغ ، فقد شهدوا ارتفاعًا شديدًا بسبب أحداث اليوم. سواء كان ذلك في البحر الخارجي أو الحلقة الرابعة ، بسبب علاقتهم مع طائفة الطليق ، لن يجرؤ أحد على استفزازهم. لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى ينتشر هذا الأمر في كل مكان.

كان من المقرر أن ترتفع عشيرة زهانغ إلى مستوى الشهرة.

لهثت زهانغ ون فانغ من هذه النعمة غير المتوقعة. لقد كان الأمر مدهشًا للغاية ، مما تسبب في ارتعاش شكلها بالكامل والدموع تنهمر من على وجهها. أعضاء عشيرة زهانغ من حولها كانوا متحمسين للغاية.

ابتسم منغ هاو. عندما لاحظ أن نان’ إير ينظر إليه مرة أخرى ، أومأ برأسه.

حشد نان’ إير شجاعته ، ثم تحدث بوضوح. ” نان’ إير يقبل الأسلاف الكبار على أنهم سادة ! “

لم يكن صوته مرتفعًا جدًا ، ولكن بمجرد أن رن ، أدرك الجميع ، سواء كانوا من تلاميذ طائفة الطليق أو أعضاء العشائر من البحر الخارجي ، أنه اعتبارًا من هذه اللحظة ، كان هذا الصبي… مختلفًا تمامًا عنهم!

مع تسعة لوردات وادي عظماء كأسياده  ، سيكون الشخص الأول في طائفة الطليق بأكملها. في الواقع ، طالما أن موهبته الكامنة لم تكن فقيرة للغاية ، فمن المؤكد أنه سيصل إلى تكوين النواة!

من الآن فصاعدًا ، ستكون عشيرة زهانغ مثل الشمس الحارقة في السماء. كل من نظر إليهم بازدراء سيُجبر على أن يحني رؤوسه امتثالاً. أي شخص كان لديه خلافات معهم في الماضي لن يكون قادرًا إلا على أن يتلوى بالخوف ويرسل هدايا الاعتذار بأعداد كبيرة.

أي شخص لديه عداوة دم معهم سيضطر إلى الفرار فورًا من البحر الخارجي. وإلا فلن يتمكن من العثور على مأوى في أي مكان.

كانت عشيرة زهانغ مثل السلطعون الذي قفز فوق بوابة التنين وحصل على أعلى مكافأة. كان هذا هو التقييم النهائي لجميع الحاضرين.

تنهمر الدموع من على وجه زهانغ ون فانغ. تسببت الفرحة في قلبها بظهور أجمل ابتسامة أظهرتها على وجهها. ” الزوج ، هل روحك تراقب كل هذا من العالم السفلي…؟ “

حدق أعضاء عشيرة زهانغ الآخرون بفرح شديد ، كما لو كانوا يرون الاحتمالات التي لا حصر لها المفتوحة الآن لمستقبلهم. لقد فكروا في الماضي ، ثم فكروا في المستقبل ، وبدا أنهم اكتسبوا استنارة جديدة. إن فهمهم الجديد سيبقيهم مستمرين حيث وصلوا إلى عالم أعلى.

ومع ذلك ، أكثرهم حماسة من بين الجميع ، لم يكن أي عضو من الحشد ، ولم يكن أي عضو من عشيرة زهانغ. بدلا من ذلك ، كان بطريرك الإعتماد ، في قصره. كان متحمسًا جدًا لدرجة أن جسده ارتجف وهو يسير ذهابًا وإيابًا. نظر إلى غو يي دينغ تري-راين بتعبير ساخر.

هو ، بالطبع ، لم يهتم بما كان يحدث مع عشيرة زهانغ. ظهر ترقب شديد في عينيه وهو ينظر إلى طائفة الطليق ومنغ هاو. كان يأمل بشدة أن يكون كل هذا كافياً لدفع منغ هاو لمغادرة جزيرة القديس.

” ليس لديك سبب للبقاء ، أيها الوغد الصغير ، فلماذا لا تذهب؟ ها ها ها ها! هيا أطلق السرعة القصوى! لا تسمح تحت أي ظرف من الظروف أن أراك مرة أخرى! ” فكر بطريرك الإعتماد فيما سيكون عليه الحال إذا غادر منغ هاو دون أي شكوك على الإطلاق. عندها سيكون قادرًا على أن يعيش حياة حرة خالية من الصعاب. عندما حلل كل هذا  ، ملأته الإثارة ، كما لو أنه حصل على نوع من الانتقام. كلما فكر في مغادرة منغ هاو ، شعر بتوقع أكبر.

حاليًا ، كانت طائفة الطليق بأكملها في ضجة. كان منغ هاو يضحك وعيناه تتألقان. بعدها ، عاد تعبيره إلى طبيعته حيث نظر إلى زهانغ ون فانغ والآخرين.

من النظرة في عينه ، بدا أنه لا يزال قلقًا بشأن أعضاء عشيرة زهانغ ، ويبدو أنه متوتر بشأن سلامتهم في المستقبل.

رغم أن الآخرين قد لا يكونون قادرين على قراءة تعبيره ، إلا أن بطريرك الإعتماد ركز بشكل كامل على منغ هاو ، وشعر به على الفور. دون تردد ، أرسل حسه السَّامِيّ إلى لوردات الوادي التسعة.

كما لو كانوا يعرفون ما كان يفكر فيه منغ هاو ، بدأ لوردات الوادي التسعة بالتحدث على الفور.

” أعضاء عشيرة زهانغ هم أصدقاء مقربون من طائفة الطليق. ستبقون في جزيرة القديس بمنطقتكم الخاصة ، والتي ستكون ملكًا لكم إلى الأبد. “

على الفور ، ملأت موجات الحسد والغيرة الشديدة قلوب مختلف أفراد العشائر من البحر الخارجي. بعد كل شيء ، كان أحد الأسباب التي دفعتهم للانضمام إلى طائفة الطليق ليس فقط إتاحة الفرصة لعضو واحد من العشيرة ، ولكن للعشيرة بأكملها للحصول على فرصة للانتقال إلى جزيرة القديس.

لقد كان شرفًا ومكانة عالية جدًا. بعد الانتقال إلى جزيرة القديس ، لن تحتاج العشيرة مرة أخرى للقلق بشأن استمرار وجودها في المستقبل. طائفة الطليق ستكون أكبر حامي لهم.

الآن ، شاهد الجميع بينما تلقت عشيرة زهانغ سابقًا مثل هذا الحظ الجيد. ملأت الأفكار المعقدة المختلفة قلوب جميع الحاضرين. اتخذ الجميع على الفور قرارًا بأنهم لن يدخروا أي جهد أو تكلفة ليصبحوا أصدقاء مع عشيرة زهانغ.

أما بالنسبة لعشيرة شو ، فقد بدأت قلوبهم تنبض بالخوف والرعب الشديد. لقد كانوا قلقين من أن الانتقام قد يأتي من عشيرة زهانغ ، والتي ستتحول إلى كارثة كبيرة لا يمكنهم تحملها.

انتهت الآن هذه المرحلة الخاصة من أن يصبح التلميذ متدربًا إلى سيد. انتظرت حشود العشائر مواصلة عملية محاولة الانضمام إلى الطائفة ، في حين أن عشيرة زهانغ ، مع حسد الجميع ، تم إبعادهم باحترام بواسطة تلاميذ طائفة الطليق. أما بالنسبة لمنغ هاو ، فقد راقبه بطريرك الإعتماد بترقب شديد وهو ينفصل أخيرًا من عشيرة زهانغ.

أعطى نان’ إير منغ هاو نظرة عميقة. لوّح بوجه ممتلئ بعدم الرغبة في الانفصال.

مد منغ هاو لشعر الصبي. ثم تمتم للحظة وصفع حقيبة حمله لإخراج زجاجة من الحبوب الطبية ، إلى جانب بعض العناصر السحرية ، والتي أعطاها كلها للصبي.

قال منغ هاو ” ركز على ممارسة الزراعة. أنت لا تعرف أبدًا ، قد نلتقي مرة أخرى يومًا ما في المستقبل. ” بقول ذلك ، ربت على كتف نان’ إير ثم استدار لينطلق في المسافة.

شاهدت زهانغ ون فانغ منغ هاو وهو يبتعد ، ثم نظرت إلى الهدايا التي قدمها لـ نان’ إير. امتلأت عيناها بعمق الامتنان ، جثت على ركبتيها وامتثلت له بكل احترام.

ربما طوال الأبدية ، لن يعرفوا أبدًا السبب الحقيقي لقبول نان’ إير كمتدرب.

شق منغ هاو طريقه.

تحت نظرة بطريرك الإعتماد الاستباقية ، غادر جبال طائفة الطليق. بمجرد حدوث ذلك ، ابتسم بطريرك الإعتماد ، وكان متحمسًا جدًا لدرجة أنه كاد يطلق هديرًا كبيرًا.

لم يسعه إلا أن يشعر بالسعادة لمدى تفوق عقله. في الوقت الحالي ، بدا أن كل ما نظر إليه ملأه بالسعادة. حدقت عيناه بفرح وهو يشاهد منغ هاو يشق طريقه أبعد فأبعد.

ومع ذلك ، في خضم كل ابتسامته ، تفاجئ.

كان ذلك لأنه حتى عندما تحول منغ هاو إلى شعاع من الضوء الموشوري المنطلق عبر الهواء ، توقف فجأة ونظر إلى الأسفل. هناك تحته ، ليس بعيدًا عن طائفة الطليق ، كانت واحدة من أكبر مدن الزراعة في جزيرة القديس!

” آه؟ تعال ، هيا انطلق! ” قال بطريرك الإعتماد وهو يحدق. ” ماذا تنتظر ، هاه؟ “

حلق منغ هاو في الهواء ، وفرك ذقنه. رغم أنه كان من المستحيل معرفة ما إذا كان يفعل ذلك عن قصد أم لا… فقد بدأ يتمتم لنفسه.

” قبل أن أغادر ، أحتاج حقًا إلى شراء بعض العناصر. ربما لن يكون من السهل العثور على مدينة زراعة كهذه على بحر درب التبانة. “

 “ بالإضافة ، فإن مزارعي طائفة الطليق هؤلاء هم أناس طيبون. من المحتمل أن تكون الأسعار هنا منخفضة جدًا ، وبالتأكيد ليست مرتفعة للغاية. إذا كانت مرتفعة ، فقد أضطر للبقاء ضمن جزيرة القديس حتى لفترة أطول. ” طهر حنجرته ، حلق نحو المدينة.

شاهد بطريرك الإعتماد بصراحة منغ هاو ينزل على المدينة. أراد البكاء ، ولكن لم يكن لديه دموع ، وكان على وشك الجنون. بدأ يلهث ويسير في دوائر في القصر ، صرّ أسنانه.

” لقد نجحت بالفعل في الغالب. إذا كان علي الاستمرار ، فليكن! سوف أتعامل مع الوضع! لا توجد أحجار روحية! لعين! سأعطيك البعض! “

” ما دمت تغادر ، سأفعل أي شيء! “

–