لابد ان أختم السماوات - الفصل 865 : أنا سَّامِيّ!

الفصل 865 : أنا سَّامِيّ!

 المترجم : IxShadow

الحشود في الجبل والبحر التاسع شاهدت شاشات الدوامة ويمكنها رؤية كل ما واجهه لينغ يونزي والآخرون.

شمل ذلك الرجل صاحب النصف رأس ، وكذلك كل الأشياء الأخرى الكامنة في الضباب.

يمكن سماع العديد من الشهقات من المزارعين في الجبل والبحر التاسع. بالنسبة لمعظمهم ، كانت هذه المرة الأولى التي يرون فيها أطلال الخلود. في المحاكمة بالنار السابقة ، لم يُسمح للغرباء برؤية هذه الأشياء ، لكن هذه المرة كانت مختلفة. لم تكن الجوائز مذهلة فحسب ، ولكن لأول مرة ، تمكن الجميع أيضًا من إلقاء نظرة على أطلال الخلود.

رغم أنها كانت جزءًا صغيرًا فقط ، إلا أنها كانت كافية لجذب انتباه عدد لا يحصى من المزارعين.

عندما رأوا الجثة العملاقة ، ترددت صيحات الصدمة في كل الاتجاهات. ثم ظهرت شجرة الداو العتيق ، وكان من الممكن سماع صرخات أعظم من الدهشة.

” إنها في الواقع… تنمو على قمة جثة العملاق! “

” هذه هي شجرة الداو العتيق؟ ما هي بالضبط؟ لماذا سميت شجرة داو ؟! “

” تلك الجثة … يا للهول  ! لم أتخيل أبدًا وجود أشياء بهذه الضخامة! كيف يمكن ؟! إذا لم يكن هذا الشيء ميتًا… فمن يمكنه محاربته؟ إنها… في الواقع جثة حقيقية! “

وجوه البطاركة في قصر السماء المرصعة بالنجوم كانت هادئة. كلهم كانوا على دراية بأطلال الخلود.

ومع ذلك ، كانوا جميعًا يتساءلون عن الدافع الذي جعل المجتمعات الداوية العظيمة الثلاث بأن تسمح لجميع الحشود في الخارج برؤيتها.

جثة ضخمة. شجرة قديمة.

قال لينغ يونزي : ” أوراق الشجرة هي الحلبات. الأوراق على الجانب الأيسر ستكون ساحة قتال الروح الوليدة. الأوراق الموجودة على اليمين مخصصة لفصل الروح. أما بالنسبة للجذع الرئيسي المركزي… ذلك هو المكان الذي سيجرى فيه قتال السعي لداو ! ” بينما رنت كلماته ، وقف منغ هاو هناك على إحدى الأوراق على الجذع الرئيسي ، في المستوى السفلي.

تم وضع جميع مزارعي السعي لداو أيضًا على أوراق مستوى السفلي. عندما نظروا للأعلى ، استطاعوا أن يروا أن الأغصان الخارجة كانت مرتبة في طبقات ، أعلاها كانت على بعد عشرة مستويات.

كلما ارتفع المستوى ، قل عدد الأوراق. في الواقع ، في القمة ، تواجدت ورقة ذهبية واحدة فقط ، والتي كانت لافتة للنظر.

بالنسبة إلى حلبات القتال على اليسار واليمين ، فقد تم ترتيبهم أيضًا في مستويات ، إلا أنه بدلاً من الصعود بشكل مستقيم ، انتقلوا إلى الجانب. وبالمثل ، مع وصول الأوراق إلى نهاياتهم ، تواجدت في نهاية كل منها… ورقة ذهبية!

ثلاث أوراق ذهبية. كانت تلك حدود شجرة الداو العتيق والمواقع التي ستقام فيها المباريات النهائية.

حتى بينما قدم لينغ يونزي شرحه ، قام هو والرجلين الآخرين بإيماءات تعويذة وأخرجوا مواد سحرية استخدموها لبدء إنشاء بوابات النقل الآني على جثة العملاق تحت الشجرة.

بعد أن تشكلت بوابات النقل الآني ، قام الرجال الثلاثة بإيماءات تعويذة وأشاروا ، مما أدى لبعث ضوء لا حدود له. في طوائف الجبل والبحر التاسع ، بمجرد ظهور الضوء من بوابات النقل الآني ، تقدم كل من زهاو يي فان ، تاي يانغ زي ، فان دونغ’ير وغيرهم من المختارين إلى بوابات النقل الآني في مواقعهم. ومض الضوء واختفوا.

عندما ظهروا مجددًا ، كانوا يقفون على قمة جثة العملاق في أطلال الخلود.

استغرق الأمر حوالي عشرة أنفاس حتى يصل ما يقرب من مائة شخص من جميع الطوائف. بعدها ، يمكن سماع أصوات طقطقة حيث تحطمت بوابات النقل الآني وتلاشت.

عندما ظهرت فان دونغ’ ير والآخرون ، نظروا حولهم بعقول مرتجفة. يبدو أنها المرة الأولى لهم التي يأتون فيها إلى هذا المكان أيضًا.

من الورقة التي وقف عليها ، استطاع منغ هاو رؤية فان دونغ’ير ، تاي يانغ زي وحتى صن هاي والآخرين. ومضت عيناه ، وظهرت ابتسامة على وجهه.

لوح لينغ يونزي بكمه ، وتحرك ما يقرب من مائة شخص نحو أوراق الشجرة وفقًا لمستوى قاعدتهم الزراعية.

بعد فترة وجيزة ، وقفت فان دونغ’ير والآخرون على أوراق الشجر في أدنى مستوى من الشجرة. أما بالنسبة لـ فان دونغ’ير ، فقد ارتدت عباءة بيضاء وخلفها كرة ضباب بيضاء. كانت سميكة للغاية ، مما جعل من المستحيل رؤية ما بداخلها بالضبط.

لم تكن الورقة التي وقفت عليها بعيدة جدًا عن منغ هاو ، ولم يسعه إلا إلقاء نظرة عليها. تم جذب عينيه بشكل خاص إلى الضباب الأبيض خلفها.

لاحظته فان دونغ ‘ير وهو ينظر وعبست. ومع ذلك ، فقد علمت أن الاثنين سيصبحان قريبًا تلاميذ من نفس الطائفة ، لذلك قمعت غضبها ونظرت إليه فقط.

سرعان ما نظر منغ هاو بعيدًا ، وركز انتباهه على زهاو يي فان ، ثم إلى لي لينغ’ إير. عندما نظر إلى لي لينغ’ إير ، قام بشكل لا شعوري… بفحص مؤخرتها.

لايزال يتذكر كيف صفعها مرتين ، وترك أردافها غير متساوية.

نظرت إليه لي لينغ’ إير ببرود ، ثم تجاهلته تمامًا. شعر منغ هاو بالسعادة إلى حد ما ، ثم نظر حوله حتى لاحظ شابًا معينًا كان يحدق فيه.

عندما التقت نظراتهم ، إرتجف الشاب. كان … بطبيعة الحال ، صن هاي.

لم يتعرف صن هاي على منغ هاو ، ولكن لسبب ما ، عندما نظر إليه منغ هاو ، جعله يلهث ويمتلئ بشعور بارد ومقلق.

في البداية ، لم يدرك منغ هاو من كان الشاب الأصلع. لكن بعد لحظة ، كاد فكه يسقط.

” ماذا حدث لكل شعره؟ ” فكر. “  لا أزال أتذكر أنني تركت القليل. ” لم يكن منغ هاو وحده من كان يفحص هؤلاء المختارين. قام العديد من المتنافسين الآخرين في المحاكمة بالنار بفحصهم عن كثب.

لم يمر وقت طويل قبل أن يُسْمَعَ صوت لينغ يونزي مجددًا.

” ستكون مباريات حلبة الروح الوليدة ، فصل الروح و السعي لداو منفصلة تمامًا عن بعضها البعض وستتقدم بشكل منفصل. تحتوي أوراق شجرة الداو العتيق التي تقفون عليها على وظيفة النقل الآني. لن تقوم فقط بنقل شخصين على ورقة واحدة للقتال ، ولكنها ستنقل أيضًا الفائز إلى المستوى التالي! “

” ستستمر المباريات على هذا النحو حتى المعركة النهائية. “

” في مباريات الحلبة  ، الحياة والموت يحددهما القدر. الهزيمة ستؤدي إلى الإقصاء من المنافسة. إذا قمت بنطق كلمات ‘ أنا أتنازل ‘ ، فسيتم استبعادك أيضًا من المنافسة “

” ضعوا في اعتباركم أننا في أطلال الخلود ، والخطر يتربص في كل مكان! حتى لو ظهرت بعض الأشياء الغريبة في الخارج ، أو الأشياء التي تحاول تشتيت انتباهك أو إغرائك ، فلا يجب عليك تحت أي ظرف من الظروف مغادرة أوراق الشجرة “

” على أوراق الشجرة ، أنت بأمان. إذا تركتهم ، من المستحيل القول… ما إذا كنت ستعود وأنت على قيد الحياة “

” والآن ، فلتبدأ مباريات الحلبة! “

تقريبًا في نفس اللحظة التي غادرت فيها الكلمات فم لينغ يونزي ، صرخ منغ هاو بصوت عالٍ.

” البطريرك ، انتظر لحظة! “

رن صدى صوته ، مما جذب انتباه من حوله. عبس لينغ يونزي ونظر إلى منغ هاو. في البداية ، كان يميل إلى تجاهله ، ولكن بعد التفكير في التعبير على وجه منغ هاو عندما رفع بوصلة الفنغ شوي عالياً ، خف قلبه.

” نعم ، ما الأمر ؟ “

” البطريرك ، أردت أن أعرف ، الجثة الهائلة هناك ، هل هي مزارع ؟ ” في الواقع ، لم يكن منغ هاو الشخص الوحيد الذي أراد معرفة إجابة هذا السؤال. جميع المتنافسين تساءلوا عن نفس الشيء. أما المختارون الواصلون حديثًا ، فقد ظلوا صامتين ؛ لقد سألوا بالفعل عن الموضوع عندما كانوا في العالم الخارجي.

ظل لينغ يونزي صامتًا للحظة. لم تكن لديه في الواقع سلطة الإجابة على مثل هذا السؤال. نظر إلى الرجلين الآخرين ، وتبادلا النظرات. ثم قاموا بإخراج زلات اليشم والتي استخدموها للتواصل مع مقر طائفتهم ، للاستفسار عما إذا كان مسموحًا لهم بالرد.

بعد لحظة ، وضع لينغ يونزي زلة اليشم بعيدًا ونظر إلى منغ هاو.

” هذا سَّامِيّ باراميتا ! ”

بعد نطق هذه الكلمات ، لم ينتظر لينغ يونزي رد فعل أي شخص. نادى على الفور مرة أخرى ، ” لتبدأ مباريات الحلبة ! “

ارتجف عقل منغ هاو ، ولم يستطع منع نفسه من الزفير بعمق رداً على الإجابة التي تلقاها للتو. إله…

في الواقع ، اهتز جميع المشاركين في المحاكمة بالنار. ومع ذلك ، حتى عندما حدث هذا ، فإن العالم أمامهم تشوه ، وبدأ في الضبابية. في غمضة عين ، عاد الوضوح للجميع مرة أخرى ، وكانوا في المستوى التالي من الأوراق.

ومع ذلك ، بدلاً من البقاء بمفردهم على الأوراق ، كان كل شخص يواجه خصمًا الآن.

وجد منغ هاو نفسه ينظر إلى شاب كان في الأصل ينفجر بالطاقة. ومع ذلك ، بمجرد أن اتضح المحيط ورأى أنه يواجه منغ هاو ، ساء تعبير وجهه.

لم يكن مختار من الطوائف الخارجية ، بل من المتنافسين من المحاكمة بالنار. بالإضافة… كان على نفس مذبح الرجل في منتصف العمر الذي كان منغ هاو قد نفس غضبه فيه بوقت سابق. كان قد شهد بنفسه الحادث برمته.

رغم أنه شعر بالتمزق من الداخل ، إلا أن عينيه سرعان ما امتلأت بنور قوي. أطلق هديرًا مزمجرا واستخدم القوة الكاملة لقاعدته الزراعية بينما تحول الى شعاع من الضوء يحلق بإتجاه منغ هاو.

كان وجه منغ هاو هادئًا بينما اقترب الشاب. رفع يده اليمنى ولكن في الهواء ، ثم إستدار وبدأ بالسير نحو حافة الحلبة.

في نفس اللحظة التي استدار فيها تقريبًا ، سُمِعَ دوي هائل ورُش الدم من فم الشاب. رغم  أنه كان يقترب مثل الشهاب ، في تلك اللحظة ، خف ضوءه ، وأجبر على العودة أكثر من ثلاثين مترا بينما سعل جرعة من الدم. تعبيره أصبح الآن كئيبًا ، وجهه شاحبًا.

كان يدرك جيدًا أن منغ هاو كبح قوته. لقد تم توجيه الضربة الآن إلى الهواء أمامه ، ولو أنها سقطت على جسده ، فلن يكون نزوله بسهولة إجباره على التراجع قليلاً وانتهاء الأمر بإصابة طفيفة.

أخذ نفسا عميقا ، ثم نظر بحزن إلى منغ هاو ، وشبك يديه ، وانحنى بعمق.

قال ، وبدا مرًا بعض الشيء : ” أنا أتنازل “

بمجرد أن غادرت الكلمات من فمه ، تلاشى ، وعاد إلى المستوى الأول من الأوراق ، مما يشير إلى أنه قد تم القضاء عليه. أما منغ هاو ، فقد جلس متربعًا على حافة الحلبة ونظر حوله إلى المباريات الأخرى التي كانت تقام.

كان يشعر بالسعادة حول نفسه ، ولكن بالنسبة للمزارعين من الجبل والبحر التاسع الذين يشاهدون مباريات الحلبة ، فقد اهتزوا تمامًا من قوة منغ هاو.

” لكمة واحدة… في الهواء! وقد أصاب بالفعل ذروة السعي لداو ! “

” لم يستخدم فانغ مو أي تقنيات سحرية! إنه يعتمد فقط على قوة جسده البدني! “

” لا عجب أنه يستطيع تحمل الضغط خارج تلك المذابح! هذه القوة الجسدية نادرة للغاية! “

الجولة الأولى من مباريات الحلبة كانت شيئًا بسيطًا بالنسبة لزهاو يي فان وكذلك المختارين الآخرين. لم يكن أي منهم بحاجة إلى أكثر من عشرة أنفاس لتحقيق النصر.

نظر منغ هاو حوله في مواقع الحلبات الأخرى وحدد حوالي عشرة أشخاص آخرون إلى جانب المختارين الذين كانوا يستحقون الاهتمام. من بين هؤلاء ، كان الشاب المقنع لي يان. الآخر كان المزارع مع البعوض ، والثالث صبيًا صغيرًا كان أيضًا أحد المتنافسين في المحاكمة بالنار. رغم أنه لم يتحدث أبدًا ، فقد وصل إلى مجموعة ألف منافس بين السعي لداو وكانت لديه قدراته الفريدة.

في الجولة الأولى ، هاجم بشراسة ، وكانت النتيجة أن خصمه تحول على الفور إلى عجينة دموية.

الشخص الرابع كان عجوزا يرتجف باستمرار ويتمتم في نفسه. خصمه الأول كان مختار من طائفة البحار السبعة. بغرابة ، بمجرد ظهوره أمام الرجل العجوز الغامض ، أصبح المختار فجأة مجنونًا وحاول الإندفاع خارج حلبة الأوراق. لولا تدخل لينغ يونزي على الفور لإنقاذه ، لكان في خطر كبير.

من بين هؤلاء الأشخاص الأربعة ، الشخص الذي تسبب في إثارة أكبر إهتمام من منغ هاو لم يكن الرجل العجوز أو لي يان ، بل بالأحرى ذلك الصبي الصغير الذي لا يثير الإعجاب!

” لديه ما لا يقل عن ثلاثين بالمائة من قوة الخالد الحقيقي! ” فكر منغ هاو ، نظر إليه عن كثب. في اللحظة التي نظر فيها إليه منغ هاو تقريبًا ، أدار الصبي رأسه. إلتقت أعينهم متخطية جميع الحلبات المختلفة بينهم ، والتف فم الصبي في ابتسامة شرسة.

–