لابد ان أختم السماوات - الفصل 829 : إخلاء

الفصل 829 : إخلاء

 المترجم : فضاء الروايات

تحول منغ هاو إلى شعاع ضوء مندفع في المسافة. تبعه مئات من الأشخاص في مطاردة ، ولكن حتى الآن ، كان لدى معظمهم قواعد زراعية لا تقارن به على الإطلاق ، وكان الآخرون غير قادرين على فك الأختام التي من شأنها أن تجعلهم مطابقين له. بالإضافة ، كان لدى منغ هاو مرجل البرق المتحدي للسماء. لذلك ، لم يستغرق الأمر سوى بضع ساعات حتى لم يعد لديه أي مطاردين خلفه.

مئات الأشخاص الذين تأخروا في اللحاق بالمجموعة صمتوا. بعد فترة ، قرر بعضهم الاستسلام ؛ حلقوا على الفور في الجو لمغادرة كوكب سماء الجنوب. ومع ذلك ، كان لا يزال هناك عدد غير قليل ممن لم يرغبوا في الاستسلام بهذه السهولة.

كان هذا ينطبق بشكل خاص على الطوائف والعشائر التي تم القبض على لورداتهم وانساتهم الشباب من قبل منغ هاو. من المؤكد أنهم لن يتمكنوا من المغادرة ولم يكن لديهم خيار سوى الانضمام معًا للبحث عن منغ هاو.

عند هذه النقطة ، لم يهتموا بالثروة السعيدة لمعبد المذهب الداوي القديم الخالد على الإطلاق. والذي تم الحصول عليه بواسطة منغ هاو. لذلك ، كان من السهل تخيل كيف أنه بمجرد أن يغادر الجميع كوكب سماء الجنوب ، لن يتطلب الأمر سوى القليل قبل أن ينتشر اسم منغ هاو في جميع أنحاء الجبل التاسع.

انطلق منغ هاو الآن بصمت عبر الجبال ، مرتديًا قبعة واسعة من الخيزران. كانت القبعة في الواقع معجزة ؛ بعد وضعها ، تم إخفاء هالته بالكامل ، مما جعل النظر من خلاله صعبًا. يمكنه حتى استخدام القبعة لتغيير مظهره.

إذا كان هذا كل شيء ، فلن تكون بالصفقة الكبيرة ، ويمكن اعتبار العنصر عديم الفائدة مثل عظام الدجاج. بعد كل شيء ، حتى بعد تغيير مظهره وإخفاء هالته ، فإن أي شخص ذكي رآه يأخذ القبعة سيعرف أنه هو بمجرد أن يروا القبعة نفسها.

لكن… قبعة الخيزران كان لها وظيفة أخرى. بعد وضعها على رأسه ، أحاطت به موسيقى داو عظيم. على الرغم من أنها لم تكن واضحة جدًا ، فقد شعر بهدوء لا يوصف بمجرد دخول الموسيقى إلى أذنيه.

شعر منغ هاو أنه لم يكن عنصرًا سيئًا ، لذلك ارتداه بينما بدأ في البحث عبر حقائب الحمل التي حصل عليها. كانت حقيبة حمل وانغ مو تحتوي على عدد غير قليل من العناصر المتنوعة التي تسببت في تألق عيون منغ هاو. كما تم ملء حقائب حماة الداو حتى الأسنان.

” غني! هؤلاء المختارون من خارج سماء الجنوب فاحشي الثراء ! ” عيناه توهجتا مثل الشموس. بعد إخفاء حقائب الحمل ، ومض جسده وهو يندفع متقدمًا بسرعة.

بعد ساعتين ، رن صدى دوي ، واهتزت الأرض. من الممكن سماع هدير غاضب مع صراخ مروع. كان مصدر الضجة مجموعة من إحدى الطوائف الثلاث والكنائس الستة ، كنيسة زهرة أوركيد الدم . قبل لحظات فقط ، ظهر منغ هاو وهاجمهم. لم يقتل أي شخص ، لكنه ضربهم حتى أصيبوا بجروح خطيرة ثم أخذ حقائبهم.

حتى أثناء مغادرته ، أجرى مسحًا سريعا لحقائب الحمل الخاصة بكنيسة زهرة أوركيد الدم ، وعندها احتدم غضبه.

لم تكن كل حقائب الحمل فارغة ولكنها كانت بالتأكيد أخف بكثير مما كان ينبغي أن تكون. يبدو أن شخصًا ما قد نهبهم في وقت مبكر قبيل مجيئهم !

” سحقًا ! ” صاح منغ هاو. استدار ولكم تلاميذ كنيسة زهرة أوركيد الدم أكثر قليلاً. حماة الداو أصبحوا غاضبين لدرجة الجنون ، ولكن مع ختم قواعدهم الزراعية ، كل ما يمكنهم فعله هو التحمل.

أما المختارون فقد أجبروا على كتابة مبالغ ضخمة كتعهدات . الكراهية التي شعروا بها تجاه منغ هاو أصبحت الآن فوق الوصف.

” هؤلاء الناس من سماء الجنوب كلهم قطاع طرق ولصوص! ” قالت شابة ، أحد المختارين من كنيسة زهرة أوركيد الدم ، بصوت يدل على أنها على حافة البكاء.

” لا تقلقي ” ، قال منغ هاو بغضب. ” سوف أساعدك في الانتقام. من يجرؤ بحق على سرقة عملي !؟ “

بعد ست ساعات ، في جزء آخر من سلسلة الجبال ، انتشرت تموجات تقنيات سحرية في جميع الاتجاهات من مجموعة إحدى الأراضي المقدسة الخمس ، سماء لوتس الزرقاء.

كان مصيرهم هو نفس مصير كنيسة زهرة أوركيد الدم. كان منغ هاو لا يقهر. تم سحقهم وأصيبوا بجروح خطيرة. عقب ذلك ، أخذ منغ هاو حقائبهم وكان سعيدًا عندما اكتشف أنها كانت أكثر امتلاءً من المجموعة السابقة ولم يتم نهبها.

في الأيام العديدة التالية ، تجول منغ هاو حول الأرجاء ، قتل بعض الناس من حين لأخر ولكن في الغالب تسبب في إصابات فقط. ورغم ذلك فقد انتشر السخط والاستياء على نطاق واسع بين مجموعات القوى المختلفة. اختار الكثيرون المغادرة ، وعندما وصلوا أخيرًا إلى السماء المرصعة بالنجوم خارج كوكب سماء الجنوب ، تنفسوا الصعداء. تمت استعادة قواعد زراعة حماة الداو ، وكرهوا منغ هاو حتى النخاغ. إلا أنهم لم يكونوا قادرين على العودة إلى الكوكب ولم يكن لديهم خيار سوى الدوس بأقدامهم بغضب والمغادرة.

كان هذا … إخلاءً…

واجه منغ هاو لوحده جميع حماة الداو و المختارين من مختلف الطوائف والعشائر للبحر والجبل التاسع. الآن ، تم إخلاء سلسلة الجبال. كان مصير أي شخص يصادف منغ هاو أن يتم سحقه ونهبه بعد فشله في الهروب.

عندما كان يصادف حقائب الحمل الفارغة ، غالبًا ما كان يجعل أصحابها يكتبون تعهدات. أي شخص لم يتعاون عانى من نفس مصير صن هاي وتم جره من شعره عبر الغابات والجبال.

المزيد والمزيد من الطوائف والعشائر اختاروا المغادرة. حتى  حماة داو عشيرة شمس الجبل و عشيرة لي فقدوا في النهاية شجاعتهم ولم يكن لديهم خيار سوى المغادرة. كان الإستمرار في المطاردة مجرد طلب المتاعب لأنفسهم.

حقيقة أن منغ هاو ، أحد أفراد الجيل الشاب ، قد هزمهم ، كانت كفيلة لقيادتهم إلى الجنون رغم أن حماة الداو إمتلكوا قواعد زراعية أعلى منه ، إلا أن قواعدهم هذه كانت مختومة..

بعد مضي أيام قليلة ، أضاع منغ هاو يومًا كاملاً في البحث دون العثور على أي شخص ينهبه في سلسلة الجبال. بعد بعض التفكير ، توصل إلى استنتاج يفيد بأن الجميع قد غادروا. ومع ذلك ، عند هذه النقطة ، توقف فجأة في مكانه واستدار لينظر بعيدًا. بسبب مستوى قاعدته الزراعية ، كان بالكاد قادرًا على الإحساس ببعض التموجات الخافتة.

” ما زال هنالك شخص لم يغادر؟ ” فكر ، مندهشاً. خلال الأيام القليلة الماضية ، كان يحاول بشكل مستبد فرض إخلاء كامل وافترض أن الجميع قد اختار المغادرة بالفعل. بشكل غير متوقع ، وجد الآن أنه لا يزال هناك أشخاص باقون.

اختفى في ومضة وهو يندفع في المسافة. سرعان ما شاهد مجموعة من أربعة أشخاص كانوا يسافرون بأقصى سرعة. إحداهم كانت فانغ شيانغ شان. بجانبها كانت امرأتان كبيرتان ، على ما يبدو حماة الداو الخاصة بها ، وأخيراً ، رجل عجوز ، يُفترض أنه كان أحد حماة داو فانغ يون يي.

عندما اقترب منغ هاو ، تغيرت وجوه أعضاء عشيرة فانغ الأربعة. تقدمت السيدتان المسنتان للأمام ونظرتا إلى منغ هاو. أما بالنسبة لفانغ شيانغ شان ، فقد ومضت الكراهية في عينيها وهي تنظر إلى منغ هاو.

قال فجأة : ” غادر الجميع. لماذا لم تفعلوا مثلهم أيها الناس؟ “

رداً على كلماته ، تغيرت تعابير فانغ شيانغ شان بشكل غريب، واندفعت من خلف اثنين من حماة الداو ناحية منغ هاو.

أمسك الرجل العجوز بسرعة بذراع فانغ شيانغ شان.

” الأنسة الشابة ، دعينا نخرج من هنا ! “

العجوزتان حماة الداو تحولوا إلى شعاع ضوئي مندفع باتجاه منغ هاو.

” اذهبي وابحثي عن عم العشيرة فانغ شيو فينغ! ثم ستكوني بأمان! اخرجي من هنا ! “

كانوا يتقدمون بحذر شديد وكان من الواضح أنهم خائفون من جذب انتباه منغ هاو. لكن الآن بعد أن أصبح منغ هاو هنا ، لم تكن هنالك حاجة لمحاولة البقاء حذرين، لذلك أسرعوا بأقصى ما يمكن.

عندما سمع منغ هاو كلمات ‘ فانغ شيو فينغ ‘ ، لم يستطع التراجع عن السعال الخفيف. كان على وشك أن يقول شيئًا ما عندما أطلقت المرأتان صرخات صاخبة ثم هاجمتاه بوحشية. انتشرت سحابة من السم ، كان بداخلها هيكلان عظميان يشعان ضوءًا غامضًا. أثناء مرورهم في الهواء ، ذبل الغطاء النباتي تحتهم ومات.

عبس منغ هاو ، ثم لكم بيده اليمنى. تعويذة استهلاك الجبل تسببت في ظهور سلسلة جبال ، والتي أندفعت لسحق المرأتان العجوزتان.

كان من الممكن سماع دوي بينما هاجمت المرأتان العجوزتان بكل القوة الممكنة. ادلعت قوة قاعدة زراعة الخالد الزائف أثناء محاولتهم عرقلة منغ هاو.

أطلق منغ هاو شخيرًا باردًا ، ثم لوح بيده ، مما أدى لظهور دارما المَثَلْ الأعلى خاصته ، والذي صدم قبضته بالأرض ، ليتسبب في حدوث زلزال وظهور تشققات على سطح الأرض. ظهر السحر الأكبر شيطان الدم ، وبدلاً من مطاردة فانغ شيانغ شان ، واصل القتال ضد حماة الداو.

بعد مرور الوقت الكافي لاحتراق عود البخور ، هز رعشان الهواء ، وسعلت المسنتان الدم. ذبلت أجسادهم بشدة بينما ألقوا على الأرض وحدقوا في منغ هاو بكراهية سامة.

” انت ميت! “

” نحن في أراضي سماء الجنوب ، ويتمركز هنا خبير قوي من عشيرة فانغ! الآن بعد أن تجرأت على معاملتنا بهذه الطريقة ، ستموت دون أدنى شك! “

قال منغ هاو ببرود : ” لم أكن أخطط لقتلكم ، لذا توقفوا عن إستفزازي. “

بقول ذلك ، استدار وأنطلق محاولاً السعي خلف فانغ شيانغ شان. لم يستطع التخلص من الشعور بأن هنالك شيئًا مريبًا يحدث معها. حتى الآن ، غادر الجميع سماء الجنوب ، لكنها كانت لا تزال هنا. الأهم من ذلك كله هو رد فعلها الأن فقط على كلماته.

” هل يتواجد بعض الحظ الجيد المتبقي في هذا المكان؟ ” فكر بفضول. حتى وهو يسرع في الهواء ، ترددت المرأتين. حيث صروا على أسنانهم ، وحلقوا خلفه في محاولة لمطاردته.

في هذه الأثناء ، فُتِحَت تسعة بوابات ضخمة للنقل الآني في السماء المرصعة بالنجوم خارج كوكب سماء الجنوب. انتشر الضوء المتلألئ في جميع الاتجاهات بينما ظهر أكثر من اثني عشر شخص خارج بوابات النقل الآني التسع الضخمة.

كانت الأشكال ضبابية ومن الواضح أنها لم تكن ذواتًا حقيقية ، بل بالأحرى استنساخ إرادة سَّامِيّة . رغم كونهم لا شيء سوى إرادة سَّامِيّة ، فإن ظهورهم هنا تسبب في انتشار تموجات عبر السماء المرصعة بالنجوم وضغط هائل انتشر ليضغط على الكوكب نفسه.

بدأت الأشكال تتحدث في نفس الوقت تقريبًا.

” الزميل المزارع فانغ، يمكننا أن ننسى ما حدث في معبد المذهب الداوي القديم الخالد… ومع ذلك ، أتمنى فقط أن تجعله يعيد لنا المختار جِي يين من عشيرة جِي,. الزميل المزارع فانغ ، أرجوا أن تظهر بعض الخير… “

” الأخ الأكبر فانغ ، المختار من شمس الجبل قد تم القبض عليه أيضًا… من فضلك ، إجعله يفرج عنه! “

” تتمتع عشيرة لي بعلاقة جيدة مع عشيرة فانغ. كيف يمكن لـ لي لينغ’ إير من الجيل الشاب أن تكون قد أُسرت هنا…؟ إنها أمراة ، وإذا تم تلويث نقائها ، يمكن لـ عشيرة لي تحمل ذلك. ولكن ، لا تنسى هذا ، يا فانغ شيو فينغ. لي لينغ’ إير هي الخطيبة المستقبلية التي ستربط بين عشائرنا ! “

” الأخ الأكبر فانغ ، ابني الأكبر سونغ لوهدان قد تم أسره أيضًا. أصبحنا أصدقاء بمجرد أن التقينا أنا وأنت في ما مضى ، الأخ الأكبر فانغ. انظر لما حدث الآن… “

” الأخ الأكبر فانغ ، أنت والأسقف من كنيسة خالد الإمبراطور أصدقاء مقربين. الأسقف مختوم في لحظة حرجة من التأمل ولا يستطيع المجيء. لذا… هل يمكنك أن تمنحنا القليل من الوجه ؟ صن هاي هو أحد أحفادي. “

” الأخ الأكبر فانغ… البطريرك في حيرة إلى حد ما  بسبب ماحدث ما وطلب مني أن أتحدث معك… آه… لقد تم أسر ابني،. ابن أخيك ، فانغ يون يي أيضًا… “

عندما ترددت هذه الأصوات في تانغ العظمى ضمن الأراضي الشرقية ، هز شوي دونغيلو رأسه وابتسم ، ثم اختفى. ضحك فانغ شيو فنغ ومنغ لي أيضًا بمرارة. بعدما زال التقييد الذي تسبب به معبد المذهب الداوي القديم الخالد ، رأوا وسمعوا كل ما حدث.

” هذا الوغد ، لقد تخطى الحد… ” تنهد فانغ شيو فينغ ولم يسعه سوى أن يشعر أن منغ هاو كان في الواقع مخطئًا إلى حد ما. لو كان الناس خارج سماء الجنوب فظين و مسيئين ، لكان من الأسهل التعامل مع الموقف. ومع ذلك ، فقد كانوا هادئين ومهذبين للغاية ، وكانوا محقين في الإشارة إلى العلاقات التي كانت قائمة بينهم. نتيجة لهذا ، شعر فانغ شيو فينغ بالحرج قليلاً.

زوجته ، والدة منغ هاو ، كان وجهها يشع بالفرح ومن الواضح أنها أصبحت مبتهجة للغاية.

تبادلوا النظرات. ثم غمغم فانغ شيو فنغ ولوح بيده نحو السماء. ارتجف كل شيء وظهر صدع هائل. أكثر من عشر أشخاص حلقوا على الفور للأسفل من الأعلى.

رغم كونهم لازالو ضبابيين ، إلا أن مظهرهم تسبب في ارتعاش كوكب سماء الجنوب بالكامل من الضغط الهائل الذي انتشر. لكن هذا كوكب سماء الجنوب ، لا زالوا بحاجة إلى التصرف بحذر.

شبكوا أيديهم في تحية لـ فانغ شيو فنغ ومنغ لي ، وردا على ذلك ، ابتسم فانغ شيو فنغ بسخرية.

” أيها الرفاق المزارعين ، هذه المسألة… أوه ، لا تهتموا. سآخذكم إلى مكان الحادث للتأكد من سلامة جميع أفراد جيل الصغير خاصتكم. “

كان هؤلاء الأشخاص مهذبين لأنهم لم يكن لديهم أي رغبة على الإطلاق في الإساءة إلى فانغ شيو فينغ. رداً على كلماته ، تحولت المجموعة إلى أشعة ضوئية  أنطلقت باتجاه الموقع نحو معبد المذهب الداوي القديم الخالد.

 –