لابد ان أختم السماوات - الفصل 1093

الفصل 1093: اسمه يهز الأشيلون !

المترجم : hijazi

فوق قمة الجبل المغطاة بالثلوج، هبت رياح شديدة البرودة وسقطت  ندفات الثلج على رأس منغ هاو.  لقد ذابوا بسرعة، وأخذوا معهم بعض الدفء بداخله.  وكان الإحساس الناتج هو البرودة الجليدية.

تسببت البرودة في أن تصبح عيون منغ هاو الفارغة إلى حد ما واضحة فجأة.  عندما استعاد حواسه، توقفت التحولات المذهلة في أراضي الأمة التاسعة.

“إن العالم لديه قوانين طبيعية غير مرئية …”  تمتم.

“فوق القانون الطبيعي توجد قوة الجوهر المتواجدة في كل مكان…. فهم الصفات الجوهرية لشيء ما، ورؤية أصله الحقيقي، ومعرفة كل شيء عنه… هذا هو جوهره.”  على الرغم من أن رحلته من أسفل الجبل إلى قمته بدت وكأنها مرت بسرعة، إلا أنها في الحقيقة استغرقت وقتًا طويلاً.

أدى هذا التناقض في الواقع إلى تنوير كبير فيما يتعلق بجبل الختم الأبيض والأمة التاسعة.  ومع ذلك، فإنه لا يزال يشعر كما لو أن هناك بعض المناطق التي لم يتمكن من التحقيق فيها.  كان هناك شيء ما حول هذا الجبل، وهذه الأمة، وحتى هذا العالم، كان … غير مناسب.

كان الأمر كما لو كانت هناك قوة رفض، وهي القوة التي، على الرغم من ملاحظات منغ هاو للقوانين الطبيعية والجوهر خلال رحلته إلى أعلى الجبل، أكدت أن فهمه كان سطحي.  والآن بعد أن فكر في ذلك، أدرك أنه لم يكن هناك أي شيء عميق أو مهم مطبوع في قلبه.

بعد لحظة من التفكير، نظر حوله إلى رقاقات الثلج التي تغطي مجال رؤيته وتنجرف إلى جسده.

كانت الأرض مغطاة بطبقة سميكة من الثلج والتي سرعان ما التقطت أي رقاقات ثلجية سقطت عليها.  لقد فقدوا أي قدرة على الرقص أو الرفرفة، مهما هبت الرياح لتلتقطهم.

ومع ذلك، بغض النظر عن مدى حجب رقاقات الثلج لرؤيته، لا يزال بإمكانه رؤية أن أمامه كان … تمثالًا.

لقد كان تمثالًا محاطًا بالثلوج تلدوارة .  لقد صورت رجلاً في منتصف العمر على ما يبدو، بابتسامة طفيفة على وجهه.  لم يكن يبدو قوياً أو مهيباً، ولكن يمكن رؤية بريق حاد في عينيه بدا وكأنه تعبير تحذير .  أي شخص يرى التمثال سوف يهتز داخليًا.

لقد كان هذا هو نوع الشعور الذي قد يشعر به البشر عند مواجهة وحش بري.

كان الأمر كما لو أن غضب هذا الشخص يمكن أن يتسبب في انهيار السماء والأرض، ويمكن أن يهز العالم، ويمكن أن يجعل جميع الكائنات الحية تنحني في العبادة.  أخذ منغ هاو نفسا عميقا وهو ينظر إلى التمثال.  يبدو تقريبًا أنه ينظر إليه مرة أخرى.

تسببت هذه النظرة البسيطة في ارتباك عقله، وأرسلت قاعدته الزراعية إلى حالة من الفوضى، وتسببت في غليان تشي ودمه.  سعل فم مليئًا بالدم وتراجع إلى الوراء عدة خطوات، ووجهه يضطرب.

“فقط في أي عالم كان هذا الشخص؟”  الفكر.  “إنه مجرد تمثال، لذا لا يمكن أن يمتلك سوى نسبة ضئيلة من قوة الذات الحقيقية، ومع ذلك فإن إرادته  صادمة!

“انتظر ثانية، هذا ليس صحيحا.  هذا الشعور… مألوف جدًا!”  ومضت عيناه وهو ينظر إلى التمثال، ثم ظهر تعبير غريب في عينيه.

“لقد تم استدعائي إلى هنا من خلال هذا التمثال ….

“علاوة على ذلك، فإن القوة التي أصابتني لم تأت من التمثال، بل من … الأمة التاسعة بأكملها!”  لمعت عيناه وهو ينظر إلى الأمة التاسعة بأكملها.

“كانت تلك… قوة المصير الوطني.  السبب الذي يجعل الأمر مألوفًا جدًا هو أن هذا المكان هو نفس برج تانغ !!  أو ربما يكون من الأفضل أن نقول أن قوة  تشي للأمة التاسعة، عند دمجها، تسمح لهذا التمثال بإشعاع ضغط مذهل!

“يضم عالم عاصفة الرياح تسع أمم، وكل واحدة … لديها ما يزيد قليلاً عن عشرة بالمائة من تشي عالم عاصفة الرياح !

“السبب الذي جعلني أشعر بهذا الشعور بالرفض هو … أنني لست كيانًا في عالم عاصفة الرياح !

“حسنًا، الآن بعد أن وصلت إلى هنا، يجب أن تكون هناك طريقة ما للتخلص من قوة الرفض، والحصول على موافقة الهالة الوطنية!”  نظر منغ هاو إلى التمثال، وركزت عيناه على علامة غير قابلة للاكتشاف تقريبًا على ظهر يده.

بدون فحص دقيق، سيكون من المستحيل تقريبًا رؤية العلامة بوضوح.  أشرقت عيون منغ هاو بتصميم عندما حوّل إحساسه  إلى تقنية سحرية وأطلقها باتجاه العلامة.  ومع ذلك، بدا من المستحيل فتح العلامة، كما لو كان هناك نوع من الختم في مكانها والذي سيتطلب اختراقه عدة ساعات.  فكر منغ هاو بصمت، ثم فجأة أجرى تعويذة بيده اليمنى وأطلق العنان لشعوذة خاتم الشيطان الخامس.

حتى الآن، كان على دراية بشعوذة الخامس ، وكان قادرًا على اكتشاف أنها مفيدة عند التعامل مع الأختام.  عكس الداخل والخارج.  استهلك وابصق.  يمكن أن يفك جميع أنواع الأختام!

عندما أطلق منغ هاو العنان لسحر الشعوذة ، نظر جيان داوزي والآخرون عند سفح الجبل بنظرات ثابتة.  تنهد جيان داوزي داخليًا، وظهر وميض غير محسوس عبر عينيه.  على الرغم من أنه لم يكن قادرًا على تحقيق أي اختراقات أخرى في قاعدة الزراعة في هذا العمر، إلا أنه كان قادرًا على استخدام السحر السري لتمديد طول عمره لسنوات عديدة.

في الواقع، لقد عاش لفترة طويلة لدرجة أنه نسي منذ فترة طويلة كم كان عمره بالضبط.  علاوة على ذلك، لن يتمكن أبدًا من أن ينسى كيف داس الخالدون سكان عالم عاصفة الرياح تحت أقدامهم، وأذلوهم.  لن يتمكن أبدًا من أن ينسى شعوره عندما يعامل كعبد.

“ربما لو لم أقابل ذلك الشخص… فلن يكون لدي مثل هذه المشاعر”، فكر.  “بعد كل شيء، عالم عاصفة الرياح هو أحد العوالم السفلية للعالم الخالد، وهو عالم العبيد.”  لقد حنى رأسه لتغطية الكراهية والسم التي تومض في عينيه.

وسرعان ما أصبح يقظًا ، ونظر إلى الأعلى.  لقد اختفت كل هذه النظرات السابقة من عينيه، والتي أصبحت الآن مليئة بما يبدو أنه تبجيل طائش للخالدين.

في الواقع، من بين عدد لا يحصى من الخالدين الذين واجههم، لم يمنحه أي منهم نفس الشعور الذي أعطاه منغ هاو.  واشتدت يقظته.

“قاعدة زراعته عميقة، وهو ماكر للغاية، ويهاجم بقسوة مطلقة.  هو… ليس من النوع الذي يمكن التعامل معه بسهولة.  ومع ذلك، فمن المرجح أن يقع في نشوة هنا.  وحتى لو لم يحدث ذلك… لا يهم مدى قوته، فلن يمر وقت طويل قبل أن ينتهي صبر عالم عاصفة الرياح، وسوف ينفجر تمامًا! ”  أخذ جيان داوزي نفسا عميقا، وومض ضوء لامع في عينيه قبل أن يعودوا مرة أخرى إلى حالتهم السابقة.  أدخل يديه في أكمامهما المتقابلتين، ثم انحنى إلى الأسفل، جاعلًا نفسه يبدو غير واضح وغير ضار.

“لا يوجد عضو في الأشيلون سيفهم تمثال اللورد الإمبراطوري بنظرة واحدة.  على الرغم من أن بعض الأشخاص الذين يأتون إلى هنا يدركون أسراره، وفي كل مرة يأتون فيها تصبح المدة أقصر، في النهاية، الأسرع سيستغرق ست ساعات على الأقل.  قد يكون منغ هاو هذا ذكيًا بشكل لا يصدق، مع تنوير غير عادي، ولكن حتى هو سيحتاج إلى مزيد من الوقت…”  كان يضحك ببرود وهو ينظر إلى منغ هاو على قمة الجبل.  ثم اضطرب وجهه فجأة، واتسعت عيناه بالصدمة .

لم يكن هو فقط.  كان الرجال المسنين الذين يقفون خلفه يحدقون بعيون واسعة ويلهثون.

في اللحظة التي أطلق فيها منغ هاو العنان لسحر الشعوذة على علامة الختم، شعر بأنه كان يفتح الباب.  ارتعد عقله، واهتز العالم.  انطلقت قوانين طبيعية لا تعد ولا تحصى من هذا الباب، و العديد من الجواهر.  اجتاحوه ودفنوه وتحولوا إلى عاصفة اندلعت في كل الاتجاهات.

لقد تعرضت الأمة التاسعة الهادئة سابقًا مرة أخرى لتحولات مذهلة.  ارتفعت سلاسل الجبال وتغيرت مسارات الأنهار .  تسببت التحولات المذهلة في ظهور شعور لا يوصف في عقول وقلوب جميع الكائنات الحية في الأمة التاسعة.

لهث منغ هاو في سروال  كانت العاصفة تدور حوله.  يمكن رؤية العديد من القوانين الطبيعية والجواهر، ولكن سرعان ما لمعت عيناه عندما أدرك أن العديد منها كانت مكررة.  يمكن رؤية وهج العرافة ، وسرعان ما تمكن منغ هاو من تحديد… أن هناك ثلاثة آلاف فقط!

من بين هؤلاء الثلاثة آلاف، العدد الذي لم يكن مكررًا يتكون من فقط… ثلاثمائة!

تومضت عيناه عندما تباطأت العاصفة فجأة وبدأت تتقارب أمامه على شكل لهب.

وتراقصت الشعلة في يد التمثال، كما لو كان مصباحًا، مصباحًا يحمله التمثال!

ألقى اللهب الراقص ضوءًا غريبًا على التمثال، وعندما لمس هذا الضوء منغ هاو، شعر فجأة أن قوة الرفض تتلاشى بشكل كبير.

حدق في اللهب، الذي يمكن من خلاله رؤية ثلاثمائة قانون طبيعي وجوهر.  لسوء الحظ، لم تكن كاملة، على الرغم من أن هذا كان السبب وراء تمكن منغ هاو من الشعور بها .

عندما رأى تلك الجواهر الثلاثمائة، خرج صوت فجأة مثل الرعد في ذهنه.

“ثلاثة آلاف داو.  ثلاثة آلاف عالم.  تسع أمم تعصف بها الرياح.  تسع أمم مع ثلاثمائة داو لكل منها.  إنهم يشكلون ختم العالم…. آخر ثلاثمائة داو تقع في المعبد المركزي!

“أيها الغرباء، كلما فهمتم الداو العظيم، كلما تلقيتم المزيد من التنوير، وكلما اقترب اليوم الذي تحققون فيه الداو الخاص بكم!”

كان الصوت عميقا، ولكن منغ هاو لم يكن لديه الوقت للتفكير في الأمر.  اللهب في يد التمثال جعله يشعر فجأة… بالاهتزازات القادمة من فاكهة النيرفانا.

كانت تلك الاهتزازات هي الرغبة.  أصبح لدى منغ هاو فجأة إحساس قوي بأنه… إذا تمكن من الحصول على التنوير فيما يتعلق بتلك الجواهر الثلاثمائة، فيجب أن يكون قادرًا على الاندماج بالكامل مع فاكهة النيرفانا الثانية!

في تلك اللحظة نفسها، انفجر شعاع من الضوء من المعبد المركزي لعالم عاصفة الرياح.  لقد انطلق عبر الهواء، مما جعل جميع المزارعين في العالم يحدقون به بعيون واسعة.

لقد تسبب في انتشار تموجات لا حدود لها، وملأت سماء عالم عاصفة الرياح ، مما مكن الجميع من رؤية العديد من الجبال الوهمية، والتي كانت جميعها بها تماثيل ضخمة.

على ما يبدو، هذا العالم الوهمي المعروض… يمثل ارتفاعات مجد لا مثيل له !

وفجأة، انهار أحد التماثيل، مما أدى إلى حدوث انفجار هائل في كل الاتجاهات.  حتى عندما انهار، تم إصلاحه، وتحول إلى تمثال جديد، تمثال… لمنغ هاو!

ردد صوت صارم في كل العقول، وملء كل القلوب: “لقد تجاوز منغ هاو من الأمة التاسعة حامل الرقم القياسي السابق.  لقد صنع تمثالًا لنفسه، وسيكافأ بتدفق تشي للأمة التاسعة! ”

“مستحيل!”  فكر جيان داوزي وهو يرتجف.  خلفه، كان الرجال المسنين الآخرون يحدقون بعيون واسعة.

اعتبارًا من هذه اللحظة، يبدو أن تدفق تشي للأمة التاسعة يقبل تمامًا منغ هاو.  وبينما كان يدور حوله، اختفت قوة الرفض تمامًا.  يلهث، نظر منغ هاو إلى السماء.

وفي الوقت نفسه، اهتز المزارعين الآخرون وأعضاء الأشيلون في الدول الأخرى تمامًا.

في الأمة الرابعة وقف شاب وسيم، الذي كان لديه الآن نظرة غريبة في عينيه.  زمجر وضم يديه في قبضتيه، “منغ هاو.  لماذا يبدو اسمه مألوفا جدا؟”

في الأمة الأولى، وقف العضو الأول في الأشيلون الذي لا يضاهى أمام تمثال مماثل، والذي كان يلمع أيضًا بشكل مشرق.  ويمكن أيضًا رؤية كرة من اللهب في يد هذا التمثال.  من الواضح… أنه حصل على التنوير بعد لحظات فقط من حصول منغ هاو عليه.

وبعد أن بدا مصدومًا للحظة، قال: “أسرع مني… مثير للاهتمام.  حسنًا، حتى لو تم إخباره ببعض أسرار هذا المكان، فلا يمكن الحصول على التنوير هنا إلا من خلال تجربته مع مرور الوقت. ”

ظهر بريق عميق في عينيه، وبدأ يضحك.  “أعتقد هذه المرة أنني سأتمكن من إضافة عنصر ثمين آخر إلى مجموعتي.  منغ هاو من الأمة التاسعة.  إنه من الجبل والبحر التاسع، أليس كذلك؟  لذا، يجب أن يكون هو الرجل الذي تبحث عنه شيو ير ؟ ”

في الأمة الثامنة كان هناك شاب محاط بعظام دوامية.  نظر فجأة في اتجاه الأمة التاسعة.  “منغ هاو …. لقبه هو منغ!”

وقد أصيب أعضاء آخرون في الأشيلون بالصدمة بالمثل، ولأول مرة، انطبع اسم منغ هاو في قلوبهم.  كانوا جميعًا أعضاء في الأشيلون ، وتم اختيارهم من بين المختارين.  كيف يمكنهم التراجع بسهولة عن التحدي!؟

ارتفعت الرغبة في القتال بشكل مكثف في قلوبهم، والتي أثارها منغ هاو عن غير قصد.

……..