ورثة السماوات - الفصل 262: المشاعر الشريرة
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 262:
-المشاعر الشريرة-
(قراءة ممتعة)
القائد الفرعي وأحد الأربعون شخصا الذين أخرجهم رين أمام مرأى الجميع ووجه عليه رفقة البقية أصابع الإتهام بالخيانة، كانت آخر كلات ذلك الرجل هيا إعترافه قبل أن يختنق ويستلقي ميتا أمام الجميع، بينما كان معظمهم وسط صدمة كبيرة وبعضهم مشككين فيما تراه أعينهم..
كان رين واثقا أنه لن يستطيع إقناع الجميع ما دامت هناك هاته الأختام على كل شخص هنا، وتمنع الخونة من الإعتراف بكل شيء مع الأدلة، فيعلم جيدا رغم ما يملكه من ذكريات هؤلاء الخونة إلا أنه لن تنفع بضع حكايات حولهم، سيبدو ككاتب يحاول الإشهار لنفسه بتأليف مؤلفات حول الخيانة وكسب ولاءهم عبر المشاعر التي لاطالما كانت ضعف كل البشر..
“لقد إعترف أنه خائن لصالح تلك المنظمة ؟”
“منظمة النجمة السوداء”
“رغم أنه أعترف ولكن ماذا لو كان هذا من ضمن مخططاته ليجعلنا تحت أوامره”
فور سماع كلمات أحد المعارضين له فإن رين إبتسم بينما يفكر إذا كان كل هذا ضمن مخططاته حقا ؟ولكن وسط إحتجاجات الجميع فإن يوهاو قفز من الأعلى بينما يتبعه القائد الذي كان بجانبه..
فور رؤية داريوس لذلك القائد فقد قفز هو الآخر بينما يلحقهم، ليصلو أمام رين وبقية الخونة..
في تلك اللحظة صمت الجميع في حضور الكبير يوهاو بينما ينظرون إليه بنظرة كلها ترقب لحركته التالية، فتحرك شخصية بمثل مكانة يوهاو لن يكون بسيطا قطعا..
قام يوهاو بالنزول أرضا بجانب جثة ذلك الرجل هناك قبل أن يمسح أثار الدماء التي كانت على خده ويقوم بشمها، وماهي سوى ثواني ليقول:
“هذا الختم الشرير وحده كاف ليشهد بخيانة هذا الشخص، ولكن الأكثر من هذا يبدو أن دماء هذا الخائن تحتوي على مادة غريبة جدا، لقد شعرت بذلك أليس كذلك ؟”
تفاجئ رين مما يقوله يوهاو ليرد بلا مبالاة:
“لقد أحسست بهالة غريبة من دماءه، ولكن أنا لا أستطيع الشم منذ زمن بعيد يبدو أن حاسة الشم لدي معطلة”
فور سماع يوهاو لكلمات رين، فهو كاد ينفجر ضحكا لولا هذا العدد الغفير حوله، فهو قام بكبحها ليظهر إبتسامة غريبة، بينما يصمت ويترك بقية الموقف لرين.
بعد تبادل تلك الكلمات بين رين ويوهاو، حينها فقط أدرك كل من هناك أن رين لم يكن يكذب، وأن أولئك الأشخاص جميعهم خونة، فقط كلمة واحد من يوهاو جعلت الكل يصدق لا يقوله رين، ولكن لا أحد إستطاع قول شيء، فهم فقط إلتزمو الصمت وهذا ما جعل رين يبستم لمدى عظمة يوهاو أمامه ومدى إحترام البقية له، بينما يدير وجهه للبقية قائلا ببسمة كبيرة:
“الختم الموضوع على أجسادكم يتفاعل مع إعترافكم بالكلمات لذا…”
وضع رين إصبعه على فمه والبسمة تعلو ملامحه:
“شششششت…”
(يعني دعونا نلتزم الصمت…)
وقف رين أمام أولئك الخونة بينما يرسم خطا على الأرض، وفور إنتهائه فهو تحدث قائلا:
“إذا كان إعترافكم بأفواهكم سيقتلكم، فماذا لو إعترفتم عن طريق الحركة، أي شخص يتجاوز هذا الخط بإرادته فهذا يعني إعترافه بالخيانة، وحينها سيتم سجنكم وإيجاد طريقة لفك الخت الموضوع على أجسادكم…”
في تلك اللحظة وبينما كان رين يقول كلماته، فإن داريوس كان ينظر لبسمة رين التي تعتلي ملامحه، بينما يشعر بثقل كلماته وكأن الحرف الواحد ينطق في ساعة، فمثل هذا الضغط المقيت والشعور الهائل بنية القتل جعل قطرة العرق تنزل من على خد داريوس بينما يقول:
“ما الذي يخطط لفعله بحق…؟”
نية القتل تلك تسربت بين ثنايا بسمة رين، ولكن ولا أحد بكامل المنطقة وحتى يوهاو وأريناس والبقية إستطاعو الشعور بها، فقط داريوس من إستطاع الشعور بطرفها بينما تعمق معها رفقة كلمات رين وهذا ما بث الشعور المرعب داخل قلبه، فنية القتل تلك ليست بالشيء البسيط أبدا، عكس بقية الملوك يمكن لداريوس وأوذيس أن يطلقو نية قتل عظيمة بسبب كون سلالتهم وأصلهم تنتمي لوحش مقدس، ولكن لم يستطيعو كسب مثل نية القتل هذه إلا بعد قتلهم لعشرات الآلاف من الحيوات بذلك العالم حيث القانون الوحيد هو اقتل أو تقتل، وهذا ما جعل داريوس بالكاد يبتلع ريقه من شدة ضخامة ما يحصل أمامه..
كان معظم الخونة مشككين بما سيحدث ولكن سرعان ما بدأو بتقبل مصيرهم واحد تلو الآخر بينما يضعون خطوة تلو الأخرى بعد الخط الذي رسمه رين، ففي داخلهم يريدون الهرب أو فعل أي شيء، ولكن بالنسبة لهم لو لم يكن الكبير يوهاو هنا فقط فربما تمكنو من قتل هذا الغر أمامهم والهرب، ولكن إستسلمو عن ذلك فيوهاو أحد كبار مملكة التنين والذي يمتلك قوة عظيمة يمكنها محوهم في بضع دقائق على الأكثر..
وماهي سوى بضع دقائق أخرى ليتم باقي التسع وثلاثون شخصا بوضع أقدامهم بعد ذلك الخط بينما تزداد بسمة رين..
أدار رين رأسه ناحية سكان المدينة وجيشها ليقول بصوت مهيب:
“حتى بدون دليل فالإعتراف هو سيد الأدلة…”
لم يستطع أحد حتى لو كان يكره رين أن يعارضه، فما يقوله صحيح، ما فائدة الأدلة والمجرم يعترف بجريمته وهذا ما فعله رين الآن، ولكن سكان المدينة وجيشها كانو مضطربين بعض الشيء، فهؤلاء الخونة كانو يرافقونهم ويعيشون وسطهم لبضعة سنوات على الأقل، وهذا بدأ يغرس نقطة سوداء داخل قلوبهم حول هؤلاء الخونة..
في تلك اللحظة صرخ رجل من بين الجنود قائلا بغضب:
“كونشي أيها الوغد الخائن، لماذا خنتنا وخنت المدينة؟”
كان أحد الجنود يصرخ بغضب على جندي آخر خائن، ولكن ليس وحده بل الكثير منهم بدأ بفعل هذا وحتى أن بعض الأصوات من السكان بدأت بالإرتفاع بغضب وتلعنهم:
“سحقا لكم…”
“لماذا أيها الوغد؟ ما الذي يجعلك خائنا بحق؟”
“لماذا يا شينروي..؟”
“كانجورو أيها الوغد، أنت وتلك الحقيرة ميوري، أتمنى لكما الموت فقط..”
سرعان ما زادت صرخات الغضب والإستهجان هنا وهناك، بينما رين مغلق العينين يشعر بكل ما حوله، لقد كان شعور رين غريبا جدا بعد إستعماله لقواه العقلية قبل قليل…
فهناك شيء أسود كان يتسلل لقلوب سكان المدينة وحتى خونتها، شيء مثل النقاط السوداء..
قام رين بفتح عينيه بينما يستدعي بهدوء قطعة السيف الأسود، وسط إستهجان الجميع وتعالي صرخاتهم فإن رين ذهب ناحية الخونة الذين كانت رؤوسهم مطأطأة، لا يستطيعون رفعها لرؤية من هناك، بينما بعض الحزن يعتلي مشاعر رين..
لم يلقي أحد بالا لرين وما سيفعله بينما يكملون صرخاتهم وكلماتهم للتنفيس عن غضبهم، ولكن يوهاو والبقية شعرو بشيء غريب بينما ينظرون لرين الذي كان يحمل السيف الأسود محطم السماوات..
وصل رين ناحية أول شخص من تلك المجموعة الخائنة، ليرفع الأخير رأسه مقابلا لرين….
سووووش
(صوت قطع)
ولا أحد هناك شعر بالأمر أو إستطاع رؤيته، رؤية تلك الشفرة التي إنطلقت من الجانب الأيمن لرين بينما تخترق الهواء بسرعة لا مثيل لها، قبل أن تمر عبر طبقات من اللحم والعروق والعظام بينما تمزق كل شيء في طريقها..
تلك الشفرة وتلويحة السيف تلك مزقت الهواء فما بالك ببعض اللحم والعظام التي كانت مصدر رقبة ذلك الشخص…
بتلويحة واحدة إستطاع رين تمزيق رقبة ذلك الخائن وفصل رأسه من جسده نهائيا ..
لقد كا الأمر وكأن الوقت توقف بعد سقوط رأس ذلك الخائن هناك لتتناثر الدماء من رقبته المقطوعة وتقوم بتلطيخ رين التي كانت ملامحه باردة بينما عيناه ذابلتان تماما..
كان كل من هناك مصدوم مما يحدث الآن، فهذا الفتى أمامهم قطع رأس أحد الخونة، ولكن تحت أنظارهم لم يكتفي رين بهذا فقط بينما يضخ بعضا من طاقته الروحية حول قطعة السيف الأسود محمطم السماوات ليقوم بعدها بتلويحه على البقية واحدا تلو الآخر..
وووش وووش وووش
سوووش سوووش سوووش
كانت سرعة رين حاليا عظيمة لدرجة لا يمكن تصورها، فلا أحد إستطاع اللحاق به، عدى بعض الأقوياء ولكنهم لم يستطيعو ولم يريدو فعل شيء، فأمثال أريناس وداريوس أنوبيس هيرا ممنوعون من التدخل، بينما يوهاو كان مترددا في تلك اللحظة، ولكن بعد شعوره بالأمر وفي اللحظة التي أراد التدخل بها، فإن رين وقف في نهاية صف الخونة الواقف هناك، بينما يحمل قطعة السيف الأسود محطم السماوات بعينين خاليتين من المشاعر تماما.
باااا
باااا
باااا
(أصوات سقوط)
كان ذلك الصوت هو صوت سقوط أجساد الخونة واحدا تلو الآخر بعد أن قام رين في بضع ثواني تعد على اليد الواحدة بفصل رؤوسهم من أجسادهم.
بعد بعض الوقت من الصمت الذي حل على الجميع فإن رين إستعاد نفسه بينما ينظر لملابسه الملطخة بالدماء بينما يلوح بقطعة سيفه لينفض الدم منها ويعيدها لخاتم تخزينه الفضائي، قبل أن يدير رأسه لكل من هناك..
كان الجميع ينظر ناحية رين بصدمة ورعب عظيمين، ولكن من وسط الحشد الغفير من الناس، هناك من بدأ التقيء بعد رؤيته لهذا السيل الكبير من الدماء، ولكن هناك من بدأ البكاء على الخونة الذين ماتو، فرغم أنهم خونة، ولكنهم لم يستطيعو نسيانهم بعد معاشرتهم طيلة هاته السنين، فكما يقال دوما “الإعتياد سهل، ولكن الفراق أصعب”
هم حتى لازالو لم يستوعبو خيانتهم فما بالك بموتهم الآن وأمام أعينهم..
في تلك اللحظة إبتسم رين بينما يقول ويرد على ما يوجد داخل قلب كل شخص هناك ببضع كلمات صادقة ونابعة من أعماق قلبه البارد:
“لا داعي لتحملو مثل هاته المشاعر الشريرة…”
(هنا رين يقصد المشاعر التي بدأت تتغلغل معظم السكان وخاصة الذين كانو يختلطون مع الخونة، فبعضهم بدأت مشاعرهم تسود ويشعرون بالبغض والحقد على الخونة، والذين هم في الأصل كانو أصدقاءهم أو ربما رفاقهم، فبالنسبة لمفهوم رين الذي ستكتشفونه لاحقا في الأجزاء القادمة، حسب مفهوم رين وما يشعر به، فهو شعر أن بقية السكان بدأت تتشكل بعض النقاط السوداء داخل قلوبهم، لذا هو لم يرد أن يشعر هؤلاء السكان بتلك المشاعر، وهذا ما دفعه لقتل كل من هناك…)
المؤلف:
Red-Akagame
رائد-الأمين