ورثة السماوات - الفصل 255 : الليل
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 255:
-الليل-
(قراءة ممتعة)
بعيدا عن حدود مملكة التنين قليلا، وبالضبط بأراضي التحالف حيث كان جيش التحالف الذي يجمع بين مملكتي القوس الذهبي ومملكة الظلام، إنقلب ما تبقى من الجيشين رأس على عقب بعد عودة فرقة الإستطلاع..
فرقة الإستطلاع التي ذهبت خلف جيش التحالف الذي ذهب لمدينة آيبريس قد عادت بأخبار صادمة حول موت كافة الجيش المتكون من خمسة عشر ألف مقاتل..
باااااا
(صوت كسر…)
قائد النصف الباقي من الجيش قام بكسر الكأس الذي كان يشرب منه بينما يقول بغضب:
“تبا، كيف لجيش مدينة آيبريس أن يبيد جيشا بخمسة عشر ألف مقاتل…”
كان معظم القادة الذين هناك غاضبين بشدة مما حدث قبل أن يقول أحدهم وردا على كلمات القائد الآخر:
“لابد أن أحد كبار مملكة التنين ساعد جيش آيبريس..”
إزداد غضب القائد الأول من هاته الكلمات بينما يقول:
“ما الذي سنفعله الآن؟ يجب أن نحصل عليه مهما كلف….”
في تلك اللحظة سمع القادة الذين كانو بالخيمة بعض الصرخات بالخارج وهذا جعلهم في حيرة، قبل أن يدخل أحد الجنود راكضا..
باااا
(صوت إختراق..)
فور دخول ذلك الجندي وأمام مرأى كل قادة ذلك الجيش هناك فإن يدا قد خرجت من صدره بعد أن تم إختراق قلبه..
(صوت تحطم كؤوس، وتحرك كراسي..)
وقف كافة القادة بينما ينظرون للظلام وبالضبط خلف الجندي الذي مات الآن قبل أن يسقط أرضا..
فور سقوط ذلك الجندي فإنه ظهرت هيئة الرجل الذي قام بطعنه بينما يبتسم والدماء تغطي يديه..
إبتسم إيغمراسن بينما يقول:
“مرحبا أيها الصغار….”
…
في تلك الأثناء حيث كان رين داخل نطاقه الروحي والذي أصبح مندمجا بعالم أكاليبس..
“ما هذا بحق الذي يحدث….؟”
وسط السلسلة الجبلية وبين الغابات الشاسعة التي نمت بعالم أكاليبس في الآونة الأخيرة، كان رين ينظر بصدمة كبيرة لأعشاش تنانين اليوشي الضخمة والتي كانت تحمل كما لا يمكن عده بسهولة من بيوض التنانين..
بالكاد إبتلع رين ريقه بينما يقول:
“تنانين اليوشي تبيض مرة كل عشرة آلاف عام، وعلى إفتراض أنه في هاته السنوات هو موعد ولادة التنانين التي أملكها، ولكن ألا يجب أن تفقص بيوض تنين اليوشي بعد عشرة سنوات….”
كان رين ينظر لتنانين اليوشي الصغيرة التي سبق وفقصت قبل بقية البيوض الأخرى..
أمعن رين النظر بكل مكان حول أعشاش تنانين اليوشي و بيوضهم إضافة للتنانين الصغيرة قبل أن يخرج من السلسلة الجبلية ويبتعد قائلا:
“يبدو أنه هناك ما يقارب ثلاثين تنينا صغيرا قد سبق وفتحو بصرهم على العالم الخارجي، بينما لازال حوالي ستين بيضة في أعشاشها…”
تنهد رين فمهما فكر وفكر فهو لم يستطع إيجاد إجابة لسؤاله في الوقت الحالي:
“اااه، لا بأس على أي حال، لا أظن أن هناك مشكلة في الأمر…”
صمت رين قبل أن يشعر ببعض الفرح داخل قلبه، فهاته التنانين الصغيرة ستكبر وتصبح حليفة قوية له في المستقبل..
…
وووش
عاد رين لوعيه بينما يفتح عيناه ويتمدد لبعض الوقت:
“ربما سأستلقي قليلا بما أني لا أستطيع التدرب في هاته الفترة…”
بااا
قفز رين على سريره، قبل أن يوجه بصره للسقف..
بينما كان رين يوجه بصره للسقف فإن يدا ظهرت أما مرأى عينيه بينما يقول:
“هاته اليد قتلت الآلاف من الأرواح اليوم، معلمي، أخي…”
كان رين ينظر ليده قبل أن يغرق في ظلمة كبيرة لتسقط يده على صدره وينام..
….
في تلك الأثناء وبمكان بعيد بعض الشيء بالعاصمة الملكية وصل نائب القائد جونغ لمقر عشيرة الأكاغي بينما أخبر الحراس أنه يحتاج لمقابلة الكبير هوانغ أكاغي..
كان ذلك الجندي ينتظر في باحة منزل هوانغ الذي كان جزءا من القصر، قبل أن يخرج لمقابلته قائلا:
“ما الذي أحضرك في مثل هذا الوقت…”
فور سماع ذلك الصوت إستدار الجندي ونائب القائد جونغ بسرعة قبل أن ينحني قائلا:
“أيها الكبير هوانغ، لقد أمرني القائد جونغ بإيصال رسالة مستعجلة لك…”
أخرج ذلك الجندي ورقة مختومة بختم جونغ قبل أن يحملها هوانغ ويفتحها..
فور فتح هوانغ لتلك الرسالة فهو بدأ بقراءتها مباشرة..
مرت بضع ثواني، لا بل بضع دقائق..
لا
بل هاهي تمر أكثر من عشر دقائق منذ فتح هوانغ الرسالة الصغيرة، ولكن لسبب صادم كان هوانغ قد سبق وقرأ الرسالة أكثر من مرة بينما تتصلب ملامحه بعد رؤيته لمحتوى هاته الرسالة…
فما تحتويه هاته الرسالة هو ما كان يتوق له هوانغ منذ زمن طويل جدا، الشخص والعلاج الذي يمكن أن يشفيه من مرضه الذي إستمر في قهره لعشرات السنين، بل ظن أنه لا مفر من الموت وأن أجله في بضعة سنوات كحد أقصى..
رغم أن هوانغ لم يكن متأكدا من الأمر إلى أنه شعر بعينا رين وهيا تتفحص جسده في وقت سابق، وإضافة لما قاله جونغ حول الجيش الذي قام رين بحرقه، وما قاله حول مرض هوانغ..
كل ما ذكر في هاته الرسالة وما إنتبه له هوانغ جعلت نسبة صحة هاته المعلومات ترتفع داخل قلبه، وهذا ما يتمناه بينما يقول بصوت مسموع أمام ذلك الجندي:
“إذا إستطعت فعل ذلك فسأدين لك بكل ما أملكه وحتى نفسي…”
نظر الكبير هوانغ لذلك الجندي قبل أن يقول له:
“إبقى هنا لبعض الوقت…”
ضم ذلك الجندي يديه قبل أن يرد بحزم:
“حاضر سيدي…”
دخل هوانغ لمنزله بسرعة وماهي سوى بضعة دقائق ليعود ومعه رسالة عليها ختم خاص بالكبير هوانغ أكاغي..
قام هوانغ بإعطاء تلك الرسالة لنائب القائد جونغ، والذي بدوره إنطلق بسرعة كبيرة عائدا لمدينة آيبريس…
….
في تلك الأثناء بأحد الممالك بإمبراطورية الأرض الكبرى، وبالضبط مملكة الضباب التي أسست قبل مدة ليست بالبعيدة مقارنة ببقية المالك العريقة، مملكة الضباب والتي يحكمها هيكاي توشي أكاغي.
كان الوقت قد سبق وتجاوز منتصف الليل ولكن هيكاي كان مستيقظا بينما ينظر للسماء بأعين تملئها كمية عظيمة من المشاعر..
كان هيكاي ينظر لتلك النجوم المرصعة بالسماء، وذلك البدر الأبيض اللامع من بعيد، قبل أن يسمع صوتا من الجانب:
“ما الأمر أيها الزعيم هيكاي…”
إستفاق هيكاي من غفلته بينما يوجه بصره للفتى الذي يبدو في آواخر العشرينيات، ذو شعر أزرق طويل ومربوط للخلف، مع قرن صغير نسبيا في الجهة اليمنى من رأسه، ذو هيئة جسدية معتدلة وهالة نبيلة تحيط به..
إبتسم هيكاي بينما يقول:
“يبدو أنك إعتدت جسدك الجديد…”
إبتسم ذلك الفتى قبل أن ينحني قائلا:
“رغم أن الزعيم رين هو من أراد مني أن أطلب مساعدتك فيما يريد فعله، ولكن أيها الملك هيكاي…”
في تلك اللحظة قام ذلك الفتى بالركوع أرضا، حاول هيكاي إيقافه عن الركوع ولكن ذلك الفتى أبى ذلك بينما يقول بحزن:
“أرجوك، أنا أتوسل أيها العم، لا بل أقصد الزعيم هيكاي، ساعدني في إنقاذ آخر ما تبقى لي من عائلتي….”
صمت ذلك الفتى لبعض الوقت قبل أن يكمل بصوت أكثر حزنا وتشددا في الطلب:
“ساعدني كي أنقذ أخي سيلفر….”