ورثة السماوات - الفصل 253 : المرض
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 253:
-المرض-
(قراءة ممتعة)
جونغ تشاو قائد مدينة آيبريس، والتي تعتبر أحد حصون ودفاعات مملكة التنين الإثني عشر..
كان جونغ رفقة بعض من قادته الفرعيين بمقدمة الجيش المتكون من سبعة آلاف مقاتل..
أمعن جونغ النظر لبعض الوقت بملامح رين وهيئته وحاول أن يتفحصه جيدا، قبل أن تشتد ملامحه وتتحول للون الأسود بينما يضم يديه وينحني لرين قائلا:
“أيها السيد الصغير، إنه لشرف لي لقاءك أخيرا…”
كانت ملامح رين لا مبالية ولكنه إبتسم بينما يقول:
“لا بأس، فلترتح…”
في تلك اللحظة قام جونغ بإرخاء نفسه قليلا، ولكن رين سأله قائلا:
“هل أدخل مدينة آيبريس أم أنك ستقود الطريق لأجلي أيها القائد جونغ…”
إبتسم جونغ بمرارة، فهذا الفتى لم يبدو مباليا بالإحترام الذي تم منحه له، بل يريد منه أن يقود الطريق لمدينة آيبريس فورا، بينما تساؤلات الجميع ترتكز حول الجيش الذي كان قادما للمدينة..
تقدم رين ليضع يده على ظهر جونغ قائلا:
“لا تقلق وخذني للمدينة، لقد تعاملت مع كل الأعداء، وأيضا…”
في تلك اللحظة وجه رين بصره للقائد لاي الذي كان بحوزة احد القادة الفرعيين لمدينة آيبريس بينما يقول ببسمة:
“شكرا لإعتناءكم به، فأنا سأحقق معه لاحقا…”
كان ذلك القائد الفرعي غاضبا بعض الشيء من تصرفات رين المغرورة، ولكن بما أن القائد جونغ لم يقل شيئا، بل وقام بالإنحناء بإحترام له، فهذا إن عنى شيئا فهو يعني أن خلفية هذا الفتى قوية لتجعل شخصا مثل القائد جونغ ينحني، لهذا فهو أغلق فمه كإحترام للقائد جونغ لا غير…
في تلك اللحظة إستدار جونغ بينما يقول:
“أيها الشجعان….”
صوت جونغ كان ممزوجا بالطاقة وهذا ما جعله مرتفعا بعض الشيء بينما يكمل قائلا:
“دعونا نعود للمدينة…”
تحت أوامر القائد جونغ فإن كامل الجيش تراجع بهدوء وخطى ثابتة مع صخرة عظيمة من التساؤلات على ظهر كل شخص هناك..
…
..
..
…
سرعان ما مر المساء بسرعة ليحل محله الظلام الذي غطى على كامل مدينة آيبريس، حيث كان رين بغرفة معدة خصيصا لأجله داخل قلعة مدينة آيبريس..
كان رين جالسا بوضعية تأملية متقاطع القدمين، مغلق العينين..
وماهي سوى ثواني قبل أن يقول وهو بنفس الوضعية:
“إذن ما الجديد…؟”
لم يكن رين يحادث نفسه، بل كان ذلك الشخص الذي تسلل بين جيش مدينة آيبريس ليقف أمام رين في وقت سابق من اليوم، ذلك الشخص هو أريناس أحد الملوك وأتباع رين، والتي ردت بحزم:
“الحصون الإثنا عشر بمملكة التنين، تسعة منها تابعة للعشائر التسع الأساسية، بينما حصني فالياري، وكوانتشو رفقة حصن آيبريس، هاته الحصون الثلاثة تابعة لعشيرة الأكاغي، فالياري وكانتشو تحت حكم مباشر لملك مملكة التنين، بينما مدينة آيبريس رغم حياديته بسبب أوامر جونغ إلى أن هناك سيدا مباشرا لهذا الحصن…”
صمتت أريناس قليلا قبل أن تكمل قائلة:
“السيد المباشر لمدينة آيبريس في الخفاء هو نفسه عمك الأكبر هوانغ…”
فور قول تلك الكلمات إرتسمت إبتسامة كبيرة على محيا رين بينما يقول:
“هذا رائع….”
(صوت طقطقة الباب….)
في تلك اللحظة وقبل أن يتم طرق الباب فإن الإثنان قد شعرا بوجود شخص يقترب من الباب، قبل أن يطرقه بينما يقول رين:
“ادخل…”
فتح الباب ليدخل منه جندي صغير في السن بعض الشيء بينما يحني رأسه بخوف:
“أيها، أقصد سيدي…”
وقف رين من مكانه بينما يتقدم لذلك الجندي المتوتر بينما يضع يده على كتفه قائلا:
“لا عليك أيها الشجاع، إستجمع أنفاسك…”
في تلك اللحظة شعر الجندي ببعض الراحة بعد كلمات رين قبل أن يعتدل في وقفته، ولكن ما يعله ذلك الجندي أن رين حين وضع يده على كتفه فهو ضخ بعض من طاقته لتدخل جسد ذلك الفتى وتقوم بإراحة أعصابه عبر بضع نقاط ضغط، وكل هذا كان تحت أنظار أريناس التي لاحظت الأمر بينما تتمتم.
‘متى تعلم الأساليب الطبية…؟’
رغم أنها حركة صغيرة إلى أنها مثيرة للدهشة بالنسبة لفتى بمثل عمره مع مثل هاته القوةوالموهبة والذكاء والعلم الذي لا تعلم أريناس إذا كان حقا إكتسبه في ظرف عامين أم أنها عشرات السنين…
فور إعتدال ذلك الجندي وإستجماع أنفاسه فهو تحدث قائلا:
“القائد جونغ يدعوك للعشاء معه رفقة قادة الفروع الآخرين…”
كان رين متحضرا لمثل هاته الدعوة، قبل أن يوجه نظره لأريناس قائلا:
“هل أنهى أنوبيس، داريوس، هيرا جمع المكونات…؟”
ردت أريناس بحزم مجددا:
“أجل لقد تم تحضير كل شيء، وفي الغالب سيكونون هنا غدا…”
تحدث رين مجددا بعد كلمات أريناس:
“أين أوذيس هوميروس الآن..؟”
تفاجئت أريناس من سؤال رين، وكيف لا فهو السبب في الفوضى التي حصلت بعد أن ألقى أوامره سابقا، ولكن مهما تعمقت فالنهاية واحدة، رين ليس السبب، بل السبب هو الخائن الذي يعرف هويته رين من بين الجميع، لذا فهيا تنهدت بينما تقول:
“أوذيس وهوميروس أمام القاعة التي يرقد بها سيلفر…”
لم يتفاجئ رين مما يحدث بل هو تناسى ما قالته بينما يوجه لها أوامر أخرى، قبل أن يذهب رفقة ذلك الجندي المتوتر:
“لقد كدت أنسى، شيرو وذلك الفتى بالمستشفى الآن تأكدي من حمايتهما…”
فور قول تلك الكلمات فإن أريناس إختفت من المكان بلمح البصر بينما رين رافق ذلك الجندي عبر ممرات القصر وحتى الغرفة التي كان القائد جونغ ينتظره بها..
فتح باب القاعة بينما يدخل رين بهدوء وثبات وسط كافة من هناك، بحيث يقدر عدد المدعوين بتسع أشخاص فقط من بينهم القائد جونغ..
وقف الجميع من كراسيهم فور رؤية رين الذي دخل..
كان رين منصدما بعض الشيء من ردة فعل القادة الفرعيين هؤلاء، ولكن سرعان ما لاحظ تغير تعابيرهم عن السابق..
كان رين يمرر بصره عن كل شخص هناك، وبمجرد فعل ذلك فإنهم ينحنون تباعا وبإبتسامة كبيرة زادت فضول رين قليلا، ولكن في اللحظة التي تصادمت عيناه بعينا جونغ الذي إبتسم قائلا:
“لقد وصلتنا الأخبار، مبارك لك أيها السيد الصغير…”
فهم رين سبب إحترام كل من هناك له، لقد علم الجميع هويته الحقيقية بعد ما تم إرسال الأخبار من العاصمة الملكية حول المرشح الجديد إبن ريو أكاغي وحفيد ووهان أكاغي..
لم يكلف رين نفسه كثيرا بينما يستمع لكلمات القائد جونغ ويجلس بالمقعد الذي بجانبه على طاولة مستديرة ومليئة بما لذ وطاب من اللحوم والمأكولات..
فور رؤية رين لتلك الطاولة الضخمة المعدة لأجله فهو تذكر شخصا ما طرأ على ذاكرته.
‘كانت لتفرغ الطاولة بثواني لو كان أوذيس هنا. ههه…’
سرعان ما بدأ من هناك بالأكل والشرب بفرحة بعد سماع كل تلك الأخبار وخاصة بعد ما قام رين بالكشف حلو أنه السبب في إبادة الجيش الذي كان قادم، رغم أنه لم يصدقه أحد في البداية إلى أن جونغ أكد ذلك برسالة العاصمة الملكية والتي تحتوي بين ثناياها أن رين يملك تنين يوشي، وهذا جعل من هناك سعيدين بهذا العشاء، بل كل من هناك زاد إحترامهم وتقديرهم لرين الذي أثبت أنه أهل للثقة حتى قبل أن يلتقيهم، فهو قتل بنفسه ألذ أعدائهم والذين قتلو رفاقهم الأعزاء، لذا فهم لم يكفو عن طرح عبارات الشكر والثناء على رين طوال السهرة بينما هم سكارى…
..
مر بعض الوقت قبل أن ينسحب قادة الفروع واحدا تلو الآخر، ليبقى في النهاية رين وجونغ فقط..
كان جونغ نصف ثمل بينما يوجه بصره لرين ويحاول تفحصه.
‘لا أظن أن كل تلك النيران من صنع تنين يوشي واحد، وحتى إن كانت كذلك فهذه شجاعة منه الوقوف في وجه خمسة عشر ألف مقاتلا بمفرده، والأكثر من هذا تلك النيران البيضاء وجسده….’
كان جونغ يفكر ويفكر، ولكن وسط تفكيره فإن رين قاطعه قائلا بنبرة صوت غاضبة بعض الشيء:
“كف عن محاولة قرائتي وما حول أيها القائد جونغ، أنت تغضبني بهذا…”
كان القائد جونغ يشرب من كأسه قبل أن يقوم ببصق ذلك الشراب بصدمة..
(صوت بصق الشراب…)
قام جونغ بوضع الكأس بينما يمسح فمه، قبل أن يبتسم بمرارة:
“اااه أنا أعتذر إذا كنت أزعجتك أيها السيد الصغير…”
كان جونغ فضوليا حقا حول مدى قوةة رين الغير معلومة وما يخفيه، ولكنه سرعان ما أزاح تلك الأفكار عن رأسه بعد كلمات رين التالية:
“مرض العم هوانغ، إلى متى تظنه سيستمر في التحمل….؟”
بااا
(صوت كسر كأس…)
أعاد جونغ حمل كأسه مجددا ولكن بعد كلمات رين حول مرض هوانغ فهو قد أوقع الكأس سهوا من شدة الصدمة من كل ما يقوله رين، فلا أحد فيكامل هاته المملكة، لا أحد عدى القائد جونغ يعلم بمرض هوانغ الذي طالما أخفاه منذ عشرات السنين عن البقية، وقد حرصا كلاهما على التستر عن الأمر…
لاحظ رين ملامح جونغ المصدومة قبل أن يبتسم:
“أنا أملك علاجا لمرض العم هوانغ ولكن لدي شروطي….”