ورثة السماوات - الفصل 252 : لؤلؤة السماء الصافية
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 252:
-لؤلؤة السماء الصافية-
(قراءة ممتعة)
بعد بضعة دقائق أخرى خف صوت صرخات الجنود الخمسة عشر ألف الذين حرقو عن بكرة أبيهم وتحولو لوقود يزيد لهب هاته النيران البيضاء المستعرة…
وقف رين بصمت بينما ينظر لكل هاته النيران البيضاء حوله قبل أن يقوم بإعادة تنانين اليوشي خاصته لنطاق روحه، ولكن ماحيره أن التنين الصغير كان يريد البقاء معه ولم يرد العودة، وهذا جعل رين يضع يده على رأس التنين الصغير قائلا ببسمة:
“لا بأس فلتعد الآن لوالدتك وسأصطحبك معي المرة القادمة…”
رغم أن تنين اليوشي الصغير لا يجيد لغة البشر ولا يفهم ما يقوله رين ولكنه أومئ برأسه قبل أن يعود عبر البوابة السماوية التي أنشاءها، وبالضبط نحو عالم أكاليبس الشاسع والذي أصبح جزءا من نطاق روح رين، حيث تعيش كل تنانين اليوشي هناك بداخله….
فور دخول التنين الصغير وإغلاق البوابة فإن رين أدار رأسه ناحية كتلة اللهب البيضاء والتي تغطي ذلك مساحة شاسعة جدا..
بهدوء وبخطى ثابتة تقدم رين ليدخل وسط تلك النيران..
..
من الجانب البعيد كان كل من كاثرين و يوهاو الذي وصل وتدخل لإمساك إبنته قبل لحاقها برين في آخر لحظة، يراقبون كل ما حدث منذ بدأ بأعين مقتوحة من شدة صدمتهم وذهولهم بما حدث الآن..
بالكاد أجبر يوهاو نفسه على إبتلاع ريقه بينما تنزل قطرة العرق الباردة تلك من جبينه ثم خده لتسقط أرضا..
كان يوهاو يفكر بداخله بصدمة لا نظير لها.
‘كما توقعت ليس تنين يوشي واحد هو مصدر غروره ذاك، بل تبين أن لديه خمسة تنانين إضافة لواحد صغير…’
كانت كاثرين هيا الأخرى مصدومة مما يحدث قبل أن تقول:
“أبي، أحقا هذا الفتى من عائلتنا…؟ حتى أنا ليس لدي الفرصة بمواجهته في قتال مرشحي زعامة العشيرة..”
في العادة لو كان الشخص الذي تتحدث عنه كاثرين أي مقاتل آخر مهما كانت قوته، كان ليقوم بتوبيخها ويخبرها أن تطور من نفسها وعزيمتها ولا تستسلم، ولكن الآن بدى الأمر وكأن لسانه مقطوع وهو ينظر لإبنته بببسمة عاجزة..
في تلك اللحظة صرخت كاثرين:
“أبي، ذلك الفتى يدخل وسط النيران البيضاء…”
تجعدت حواجب يوهاو قبل أن يحول بصره هناك، ليجد أن ما تقوله كاثرين صحيح، بينما يفكر.
‘ما الذي يفعله هذا الفتى، نيران الدرجة الرابعة، تلك النيران البيضاء يمكنها أن تبقى ملتهبة لمدة عشرة أيام على الأقل قبل أن تختفي من شدة حرارتها، ما الذي يخطط لفعله، أو يعقل أن أبي قام….’
..
في تلك الأثناء وصل ما يقارب سبعة آلاف مقاتل يترأسهم القائد جونغ تشاو في طليعة الجيش، لينصدمو من هول المنظر الذي أمامهم، كل الجيش المتكون من خمسة عشر ألف مقاتل كان محروقا عن بكرة أبيه بنيران بيضاء من الدرجة الرابعة..
أدار القائد جونغ ليجد حفرة وبداخلها رجل مغمى عليه بينما يبدو مثخنا بالجراح بعض الشيء، ولكنه لازال على قيد الحياة، صرخ جونغ قائلا:
“ليتقدم رجلين ويقومو بحمل ذلك الرجل هناك ومساعدته على الإستيقاظ…”
بلمح البصر تقدم إثنين من رجال جونغ ليقوم بحمل القائد لاي الذي كان فاقدا الوعي، بينما يعالجونه ويساعدوه على النهوض..
“ااااه… أين أنا …”
سرعان ما إستعاد لاي وعيه بينما يرى جيش مدينة آيبريس العظيم فوقه، ولكن الشخص الذي إستطاع معرفته هو القائد جونغ وهذا دب بعض الخوف بقلب لاي..
لم يهتم جونغ بما يشعر به لاي ليقول:
“ما الذي حدث هنا…؟”
رغم أن لاي فقد وعيه بعد أن سقط عليه رين سابقا، ولكن بسبب قوته فهو إستطاع فتح عينيه لبضعة ثواني ويشاهد ما حدث سابقا، ولكن كان الأمر وكأنها فيديو متقطع داخل ذكريات وعقل لاي المشوش الذي بدأ التحدث كالمجنون:
“ذلك.. الفتى.. جيش…. تنين.. إبادة…”
كان لاي جالسا على الأرض ويتحدث برعب، قبل أن يقوم بالتراجع أكثر ووأكثر فور تذكره لكل ما حدث…
لقد كان كل مكان بجسده يسيل بالعرق البارد من شدة الرعب والخوف..
ووووش ووووش ووووش
في تلك اللحظة إرتفع شيء من وسط تلك النيران التي أمامهم، بينما تتصاعد النيران هيا الأخرى لتحيط به مثل الدوامة..
دوامة النيران البيضاء كانت تتكرز أكثر وأكثر بينما تسحب كل ذرة لهيب ونار بيضاء كانت بالأرض، قبل أن تتشكل كرة نارية بيضاء ضخمة في الهواء…
كان كل من هناك يراقبون ما يحدث بصدمة عظيمة حيث كل النيران التي كانت على الأرض تطفو حاليا بشكل دائري في السماء، في تلك اللحظة صرخ لاي بخوف:
“وحش، وحش، أنقذوني….”
كان جونغ يراقب تصرفات لاي منذ البداية، ولكن ما أثار فضوله هو هيئة ذلك الشخص الذي إرتفع للسماء قبل أن تحيط به تلك النيران الكثيفة..
مرت بضعة دقائق منذ بدأت تلك النيران بالطوفان في السماء..
في تلك الأثناء كان رين وسط تلك النيران التي تحرق كل لحمه ولكن دون أي خدث يذكر، لقد كان رين يستعمل كل تلك النيران ليملئ بحره الروحي حتى يستطيع الإختراق لمستوى آخر، فمستوى قوته الحالي بأوج مستوى السيد فقط، ولكن ما يستطيع بحره الروحي إمتصاصه يكفي اي مقاتل عادي آخر ليخترق للنطاق الثالث..
كل هذا حدث طيلة العامين حيث استطاع رين الوصول لمستوى الملك ثم تدميره ليعيد من الصفر، لقد حدث هذا الأمر بضعة مرات، وهذا جعل البحر الروحي الخاص برين يوازي شخص بالمستوى الأول من نطاق خبير القوة أو الحياة..
إستغل رين نيران اليوشي الطبيعية والتي يمكنها أن تحفز سلالة التنين داخله أكثر وأكثر، بينما يستغل بقايا الطاقة المتوفرة من تلك النيران في ملئ بحره الروحي، ولكن بعد بقاءه لبعض الوقت بداخل هاته النيران إستطاع معرفة أن نيران تنانين اليوشي حاليا مركزة ببضعة أضعاف وهذا جعله يتساءل.
‘أتسائل إذا كان الأمر راجعا لقوة من ماتو سابقا؟ أو ربما طاقتهم إندمجت بالصدفة مع النيران…’
رغم تساؤلات رين ولكنه إبتسم قائلا:
“الأمر غير مهم، شكرا لهذا الطبق الرائع…”
في تلك اللحظة فتح رين عينيه وسط تلك النيران التي كانت تحرق جسده، أو بالأحرى يمتصها جلد التنين خاصته، بينما ما بقي من تلك النيران..
ووووش
قام رين برفع ذراعه اليسرى قبل أن تظهر بلورة غريبة على كفة يده بينما يقول:
“لؤلؤة السماء الصافية…”
لؤلؤة السماء الصافية الكنز العتيق الثاني الذي قام زعيم عشيرة تشي بإحضارها لرين بعالم الدو، والآن بات رين يعرف بعض إستعمالات هاته اللؤلؤة، وأحد إستعمالات هاته اللؤلؤة هو تخزين الطاقة وتحريرها بأي وقت، مهما كان حجم وقوة تلك الطاقة فهاته الجوهرة يمكنها ختم كل شيء، بينما يستخدمها الآن..
ووووش وووش ووووش
في تلك اللحظة بدأت كافة النيرات التي تحوم حول رين تمتص لداخل اللؤلؤة بقوة وسرعة مهولة، ولم تمر سوى بضع ثواني قبل أن تنتهي اللؤلؤة من إمتصاص كافة النيران..
أعاد رين لؤلؤة السماء الصافية لخاتمه الفضائي بينما يقول:
“ليس لدي متسع من الوقت الآن لأقوم بإمتصاص تلك الطاقة، عليا تخزينها لوقت لاحق، أظن بها ما يكفي للإختراق حتى رتبة روح على الأقل، ولكن…”
تنهد رين بينما ينزل من السماء ببطئ:
“ولكن هذا ليس كافي بتاتا، تبا…”
فور وصول رين فهو إستشعر العديد ن الهالات، هالة جيش مدينة آيبريس الذي وصل قبل قليل..
كان جونغ يراقب الوضع بهدوء هو الآخر بينما يشاهد ذلك الفتى الذي يتقدم نحوهم، بينما لاي زاد صراخه ورعبه بعد رؤية رين لدرجة أنه بلل ملابسه، وهذا جعل معظم من في مقدمة الجيش يتسائل حول هوية ومدى قوة هذا الفتى الذي ينعته لاي بالوحش ويخاف منه لهاته الدرجة..
باااا
قام أحد القادة الآخرين بضرب لاي على رأسه ما جعله يفقد الوعي مجددا بينما يقول:
“صراخ هذا الرجل لم يزدنا سوى صداعا…”
في تلك اللحظة وصل رين الذي كانت معظم ملابسه ممزقة بعد صد هجوم شيرو وكاثرين، وبعد قتال كازو، وبعد فتح بعض من قوة سلالته سابقا، لقد كانت ممزقة بشدة، ولكن جونغ إستطاع معرفة أنها ملابس السلالة الحاكمة لعشيرة الأكاغي بمملكة التنين العظيمة، لهذا عيناه لم تفارق جسد رين الذي كان واقفا أمامه ببسمة كبيرة..
إبتسم رين بينما يقول:
“تعالي….”
ووووش
من الجيش العظيم لمدينة آيبريس شخص مثل الظل ظهر خلف جونغ قبل أن يتجاوزه بلح البصر ليظهر خلف رين بينما يضع رأسه بأذن رين ويتمتم…
كان جونغ مصدوما ومحتارا من هوية ذلك الشخص الذي تسلل من خلف الجيش وخاصة أنه تجاوز جونغ دون أن يستطيع الشعور به، لهذا فقوة ذلك الشخص حتما وقطعا أقوى من جونغ بكثير..
في تلك اللحظة إبتسم رين قائلا:
“القائد جونغ تشاو أنا أدعى رين أكاغي الأخ الأصغر ليوكي أكاغي…”
سوووش
في تلك اللحظة قشعريرة عظيمة إمتدت لتغطي كامل جسد القائد جونغ، ليس من سماع إسم هذا الفتى وخلفيته بل بعد سماع الإسم الثاني ‘يوكي أكاغي’….