ورثة السماوات - الفصل 250 : وصول التعزيزات
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 250:
-وصول التعزيزات-
(قراءة ممتعة)
بحدود مملكة التنين ومملكتي القوس الذهبي والظلام حيث تقع مدينة آيبريس التي كانت في حالة فوضى عارمة بعد أن رأى حراس القلعة من الأعلى نصف جيش التحالف المتكون من خمسة عشر ألف مقاتل أدناهم بمستوى روح، وفي طليعة الجيش هناك ملك مع أكثر من خمسين قديس، إثنان منهم على عتبة مستوى الملك…
بااااااا
رجل في حوالي الخمسينيات من العمر ذو بنية جسدية قوية، مع شعر رمادي مربوط نصفه العلوي بعود طويل، والنصف الآخر كان ينسدل على كتفيه البارزين، جونغ الأخ الأكبر لزعيم عشيرة تشاو والعم الأكبر لزين تشاو…
وقف جونغ تشاو بينما يتحدث بجدية:
“أعدو كافة الجيش، لن ننتظر حتى وصول التعزيزات وشرفنا وشرف رفاقنا الذين قتلو على المحك…؟”
كان هناك بعض القادة الفرعيين الغاضبين مما حدث سابقا، لقد قام جيش التحالف بقتل بعض من رفاقهم ورمي رؤوسهم أمام مدخل مدينة آيبريس، تمهل جونغ في ردة فعله بإنتظار بعض التعزيزات من جيش المملكة ، ولكن يبدو أن تحركات جيش التحالف كانت أسرع، لذا لن يكون هناك وقت لإنتظار التعزيزات بينما الحرب تطرق أبواب مدينتهم، وستتعرض عائلاتهم للخطر في أي لحظة فور وصول الأعداء، فما كان عليهم سوى التجهز بسرعة ومقابلة الأعداء خارج حدود المدينة على الأقل حتى وصول التعزيزات..
فكر جونغ مليا بينما يحدث نفسه.
‘كان تعداد جيش آيبريس يتجاوز العشرين ألف مقاتل، ولكن بعد حادثة قلعة كانغ الشمالية وجب على أكثر من نصف جنود مدينة آيريس الرحيل لقلعة كانغ الشمالية في سبيل تقديم الدعم ضد مملكة الشمس قبل بضعة سنوات، تعدادنا حاليا لا يفوق عشرة آلاف مقاتل ومن بينهم بعض المبتدئين الذين لم يتجاوزو النطاق السفلي بعد ولا يجب إشراكهم، مما يتيح لنا حوالي سبعة آلاف مقاتل فقط، ومع إحتساب القادة الثمانية الذين لا بأس بقوتهم التي تتراوح ما بين قديس بنجمة حتى تسع نجوم، قوتنا ليس كافية حتى للإطاحة بنصف الجيس القادم إلينا حاليا.. تبا…”
في تلك اللحظة دخل أحد الجنود قائلا بصخب:
“سيدي، الجيش جاهز ورهن إشارتك بأي وقت…”
قام جونج بالإلتفات بسرعة بينما يقول بهيبة وجدية:
“لننطلق أيها الرفاق…”
كانت أعين جونج جادة تماما، بينما خطاه ثابتة لا تحيد لقد كان مثل الملك الذي لا يهاب الموت، ولكن ليس هذا فقط بل كل القادة خلفه لا يقلون حزما، لقد كانت دماءهم تشتعل غضبا، وهذا ما يجعل من القائد جونج يمشي فخورا وبخطى ثابتة، فهاته القلعة وهاته المدينة، هيا منزله وهؤلاء القادة والجنود كلهم أهله وناسه، معظم القادة الذين هناك إختارو التضحية بحياتهم على أن يبرحو مكان معلمهم ووالدهم الأكبر جونج مسؤول ومسير هاته المدينة كلها..
……
في تلك الأثناء بمكان قتال رين ضد كازو حيث كانت كل المنطقة محطمة تماما، بينما هناك بضعة جنود يحاولون حمل شيرو وكازو المرميان أرضا..
تحدث أحد الجنود قائلا بإنفعال:
“ما الذي يظن نفسه ذلك الوغد ليأمرنا…؟”
أمسك ذلك الجندي جسم شيرو ليضعه على ظهر الجندي الآخر الذي تكلم قائلا:
“لا فائدة من التحدث الآن، فحتى السيدة كاثرين لم تجرؤ على رد كلمة من كلماته، ربما هو أحد ضيوف مملكتنا، كموهبة قوية من مملكة السيف القرمزي، التي تمتلك أقوى وأكبر مدارس السيافة منذ قرون…”
“أجل أجل أنت محق…”
كان قائد الجنود واقفا ينظر لجسد كازو بحيرة قبل أن يسأله الجندي من الخلف:
“أيها القائد… ما الأمر..؟”
كان قائد فرقة الإستطلاع تائها قبل أن يستدير للبقية قائلا:
“أتعتقدون حقا أنه من مملكة السيف القرمزي، وليس من مملكتنا، أخبروني فقط لما سيأتي شخص من مملكة السيف القرمزي ويخبرنا أنه التعزيزات وهو في طريقه لمساعدة المدينة…؟”
صمت قائد فرقة الإستطلاع قبل أن تسقط قطرة عرق باردة من جسده الذي إقشعر فجأة فور تذكره لعلامة التنين التي كانت بارزة على ذراع رين، ولكن قبل أن يقول شيئا فإن شخص ما ظهر بجانبه..
كان ذلك القائد على وشك قول شيء ما ولكن من العدم ظهر بجانبه رجل جعل كلماته تتوقف في حلقه..
قبل أن يستدير ذلك القائد فإن كافة الجنود إعتدلو في وقفتهم بينما ينحنون بتوتر واحدا تلو الآخر:
“الكبير يوهاو أكاغي..”
“الكبير يوهاو أكاغي…”
..
إستدار ذلك القائد هو الآخر قبل أن يتراجع بضع خطوات وينحني ليوهاو الذي كان ينظر لجسد كازو المصاب.
إبتسم يوهاو بينما يقول:
“هاه لا بأس فلتستريحو يا رفاق…”
إعتدل الجنود في وقفتهم فيوهاو أحد كبار العائلة الذين لا يهتمون للمناصب أو المال.
أخفض يوهاو نظره بينما يقول:
“من قام بهزيمة تشينغوان كازو أحد فناني القتال العشر بعالم أصل السماء..”
خفض ذلك القائد رأسه بينما يرد:
“لقد كان فتى إدعا أن إسمه الكامل هو رين أكاغي…”
وسط كلام ذلك القائد إنصدم يوهاو من فكرة أن رين إستطاع هزم كازو، بل الأمر تجاوز لقطع ذراعه، تشينغوان كازو الثاني في فنون القتال بالسيف بعد الإمبراطور هان، والعاشر على مستوى عالم الدو، ليس فقط خبير فنون قتالية، بل هو متدرب في أوج المستوى الأول من النطاق الثالث، خبير قوة، لن يستطيع شخص بمثل مستواه هزيمته، فما بالك برين..
وسط تفكير يوهاو العميق فإن القائد أكمل قائلا:
“ذلك الفتى الوغد أمرنا بإحضار هذا الشقي كذلك فهو قاتل الآنسة الصغيرة كاثرين وسبب لها بعض الجراح، ورغم هذا يريد منا معالجته…”
إستدار القائد للجنود خلفه بينما يقول:
“إرمو ذلك الفتى أرضا يا رفاق….”
أدار يوهاو نظره لشيرو قبل أن يلاحظ سيف كاثرين المحطم أمامه، بينما يراقب كل الآثار التي خلفتها معركة شيرو وكاثريت، التي كانت شبه منعدمة بعد أن أثرت عليها آثار قتال رين وكازو..
فهم يوهاو بعد تحليل الموقف أن كاثرين كانت هنا لمقاتلة رين ولكن شيرو قاتل مكانه، رغم أن شيرو فقد وعيه إلا أن النتيجة التي إستطاع إستشعارها بعد تحليله لكل الدلائل حوله جعلت نظرته ناحية شيرو تتغير كثيرا بينما يتمتم.
‘هذا الفتى يستعمل تقنية نمو سيد أسياد التنانين..’
من خلف القائد خرج جندي بينما يتكلم بغضب:
“لقد نسيت أن تخبره حول تبجحه بشأن كونه ملك مملكة التنين وذلك البلابلا الذي يهذي به…”
فور سماع تلك الكلمات تنهد يوهاو بعجز من تصرفات رين الطفولية تلك، لقد كان يركض هنا وهناك بينما يلقب نفسه ملكا ويغتر بنفسه كثيرا، وضع يوهاو يده على رأسه بينما يقول بخيبة أمل:
“اااه هذا الشقي، أيظن أن تنين يوشي واحد بهاته العظمة ليجعله مغرورا حتى هذا الحد…”
(إستشعار لحظي….)
في تلك اللحظة شعر يوهاو بخطب ما بينما يستشعر بعض الهالات العدائية التي تقترب من مدينة آيبريس..
قام يوهاو بالنظر للجنود قائلا:
“أحضرو هذين الولدين وتأكدو من علاجهم جيدا…”
ووووش
إنطلق يوهاو بسرعة ناحية المكان الذي إستشعر منه إقتراب جيش التحالف، لم يتوقع أنه سيتم مهاجمة مدينة آيبريس بهاته السرعة، ربما تنين يوشي واحد قد يكفي لصد بضعة آلاف ولكن الجيش القادم يملك بحوزته حوالي خمسة عشر ألف مقاتل إستطاع يوهاو إستشعارهم، ولكن ما أغضبه وجعله يسرع هو هالة إبنته التي ترافق رين لمكان الأعداء، يجب أن يذهب بسرعة…
….
في تلك الأثناء بحدود مملكة التنين وفي نهاية الغابة التي خرج منها رين وكاثرين قبل أن يتوقف كلاهما قبل أن ينظرا لمد البصر حيث كان هناك جيش كبير يتقدم لمدينة آيبريس، بسرعة كاثرين ورين الكبيرة، بضعة دقائق فقط وسيكونان أمام ذلك الجيش ولكن رين أدار وجهه لكاثرين قائلا:
“لا تقتربي أكثر….”
في تلك اللحظة إبتعد رين قليلا عن كاثرين بينما يغمض عينيه قبل أن تتوهج علامة التنين بينما جسده بدأ يتحول تدريجيا..
شعره الأحمر بدأ يزداد طولا بينما جلده يصبح مثل الحراشف ويتلون باللون الأحمر شيئا فشيئا، ومن خلف ظهر تمزقت ملابسه ليخرج ما يشبه العظمين..
كلاانك باااا…
(صوت تحطم عظم أو صوت تشقق)
العظمين اللذان خرجا من ظهر رين بينما تزدادان طول، لقد كانت كل عظمة مثل الغصون التي تنمو عليها أغصان أخر، بينما عظام رين تنمو أكثر وأكثر لتصبح بطول بضعة أمتار مشكلة ما يشابه أجنحة عظمية محاطة بهالة سوداء مشؤومة…
ضغط رين بقدميه على الأرض ما جعلها تتحطم بعض الشيء..
(صوت الرياح)
بووووووووووووم
بلمح البصر فور ضغط رين على قدميه فهو طار محلقا للسماء مخترقا الغيوم بينما يخلف خلفه حفرة عظيمة جعلت التربة كلها تتطاير قبل أن تقع..
سرعة رين كان خالية بينما يقطع السحب قبل أن يصل لإرتفاع محدد جعله يتوقف هناك، ولكن..
ووووش ووووش
بتحريكة واحدة من جناحين رين جعلته يرنفع بضعة مئات الأمتار أكثر قبل أن يصل لأعلى ما يمكنه..
في تلك اللحظة رفع رين رأسه للشخص الذي كان واقفا أعلى منه ببضعة أمتار بينما يقول:
“أتعلم يا إيغمراسن..”
كان ذلك الشخص هو إيغمراسن الذي إبتسم لكمات رين بينما يقول:
“ما الأمر أيها الزعيم..”
إبتسم رين قائلا:
“أنا محتار بشأن ما سأفعله..”
رد إيغمراسن فورا وبحزم:
“ما الأمر ربما يمكنني مساعدتك..”
إبتسم رين بينما يحك رأسه قائلا:
“هل أقتل الجميع….؟”
فور سماع إيغمراسن لما يفكر به رين، ورؤية بسمته الخالية من المشاعر فهو تكلم قائلا:
“حتى بين جيشي التحالف لازال هناك بعض الأبرياء..”
صمت إيغمراسن بينما ينظر لنية القتل التي بدأت بتغليف رين قبل أن يقول:
“الإنتقام لن يولد سوى الإنتقام…”
في تلك اللحظة تحولت ملامح رين تدريجيا، حتى الإبتسامة أصبحت وجها عابسا، بينما حواجبه مجعدة وجتى أن الجو حوله تغير تماما، قبل أن يقوم بإرخاء جناحيه ليسقط بهدوء مخلفا بضع كلمات:
“ماذا عن معلمي وأخي، أليسا أبرياء….؟”