ورثة السماوات - الفصل 232 : دموع المطر
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 232:
-دموع المطر-
(قراءة ممتعة)
نور الشمس بدأ بالتغلغل بين ثنايا الغيوم التي هربت من سماء أرض الحرب، لقد كانت الشمس في أوجها تطل على ساحة الحرب مشرقة على جسد يوكي المثخن بالجراح القاتلة بينما يترامى على ذراعي رين المصدوم من هول ما يحدث أمامه..
كانت ساحة الحرب هادئة تماما رغم أنه في العادة مكان فوضوي تسمع فيه صرخات الجرحى وأنين من يقتربون من الموت، ولكن هاته الحرب كانت عكس ما يمكن توقعه..
بوجه متجعد من كل زاوية وعينين إتسعتا لدرجة التمزق، كان رين ينظر ليوكي دون أن يستطيع نطق حرف واحد، هو فقط يستمع لما يقوله يوكي وينظر دون أن ينبت له جفن..
كان يوكي يبتسم بين ذراعي رين رغم كمية الجروح التي عليه بينما يقول:
“أنت تعاني، وكثيرا لدرجة تشعرك وكأن الموت هو أكثر ما سيريحك ؟”
لم ينطق رين بأي كلمة حتى بعد سؤال يوكي، ولكن يوكي لم يلقي بالا لإجابة رين، فبداخله هو يعلم الإجابة، لذا فهو أكمل بينما صوته بدأ يضعف شيئا فشيئا جراء الألم الذي يعانيه بعد تمزق ذراعه وإختراق جسده:
“لقد تم محو كامل ذكرياتك من قبل كيان سام أثناء ذلك القتال في طائفة الأسد، هو حتى لم يخبرنا هويته أو سبب فعلته ولكن لم نستطع فعل شيء فهو قوي، قوي لدرجة أنه كان معلم والدنا..”
كان رين يستمع لما يقوله يوكي بصدمة، فهو رأى سابقا حين أعطى جسده لشياو فإن شخصا ما من خلف رقبته قام بضؤبه ليفقده الوعي، وبعد تلك الليلة تم محو كامل ذاكرة رين حتى الآن هيا عادت نسبيا، ولكن ما صدمه أكثر هو الشخص الذي محى ذاكرته وأخبر الجميع أنه كان معلم والدهم أقوى إمبراطور…
في تلك اللحظة بدأ يوكي بالسعال بينما الدم يتطاير، ولكنه أكمل قائلا بعض الحزن:
“أخي….”
في تلك اللحظة شعر رين وكأن نبض قلبه فور سماعه لكلمة أخي من يوكي بمثابة إنفجار عظيم داخل صدره..
من الجانب كان أوذيس ينظر لكل ما يحدث بصمت رفقة البقية قبل أن يقول لداريوس بجدية كبيرة:
“داريوس، فلتجعل السماء تمطر…”
كان داريوس هو الآخر ينظر لرين ويوكي بينما عيناه مليئتان بالدموع قبل أن ينطلق بسرعة مهولة للسماء جعلت الأرض تتشقق تحته، بينما يخلف بضع كلمات لأوذيس:
“أنت محق، فلا يمكننا جعل ذلك الأخرق الضعيف يبكي أمام أخيه الأصغر..”
وووووش
بوووم بوووم بوووم
العديد من الإنفجارات مع هالة كئيبة وشريرة إنبثقت من السماء قبل أن تبدأ الغيوم بالتجمع بوتيرة سريعة جدا، بينما أوذيس ينظر لداريوس بأعين ممتلئة بالدموع هو الآخر:
“ما الذي تهذي به أيها الوغد، ليس يوكي فقط من سيبكي الجميع هنا سبق وبدأ بالبكاء، لذا تكذب وتخفي دموعك فهذا الفتى الذي سيموت الآن هو رفيق دربنا وأخ لنا…”
خلف أوذيس كانت أريناس تبكي في حضن باست، بينما هوميروس والبقية بالكاد يكبحون دموعهم، ولكن في تلك اللحظة فإن نية قتل عظيمة إنبثقت من الجانب..
كان ساتان يمشي بخطى ثقيلة بينما هالته ونية قتل تغطي المكان شيئا فشيئا بشكل عنيف بينما يقول وكأنه مجنون:
“يوكي…”
في تلك اللحظة داخل عقل ساتان ظهرت بعض الذكريات بينه وبين يوكي، بينما يتذكر حين تعرفو لأول مرة:
(فلاش باك ساتان ويوكي في عمر الخامسة)
في طائفة التنين القديمة هرب ساتان البالغ من العمر خمس سنوات من جده راي والجنود الذين يلاحقونه، قبل أن يختبئ في أحد أزقة طائفة التنين:
“فيوو يبدو أني هربت منهم أخيرا..”
“هااااي أنت…”
في تلك اللحظة سمع ساتان صوتا فتى من خلفه قبل أن يدير وجهه بخوف، ولكنه تفاجئ من هيئة هذا الفتى ليقول بنبرة ساخرة:
“ما الذي تريده أيها الفتى القزم…”
تجعدت حواجب يوكي الصغير بينما يقول بغضب:
“أيها الوغد أتريد الموت..”
كان ساتان أيضا غاضبا حين تمت دعوته بالوغد لهذا إقترب من يوكي بينما يشده من عنقه، قبل أن يبدأ قتال بينهما ولكن كلاهما تفاجئا فكلاهما يعرف نفس الفنون القتالية وهذا جعلهما مشككان بالأمر بينما يطرحان سؤالهما في وقت واحد بينما يتوقفان عن القتال:
“من أنت أيها الوغد ؟”
“من أنت أيها القزم ؟”
تجعدت حواجبهم من ذلك السؤال ولكن قبل أن يتقاتلو مجددا فإن صوت سيلفر جاء من آخر زاوية في هذا الزقاق:
“يوكي أكاغي وساتان كروسفورد، هذا أنتما..”
تفاجئ يوكي بينما يقول ببسمة:
“سيلفر لقد أتيت أخيرا…”
كان ساتان مصدوما مما يقوله سيلفر فيعني أن هذا الفتى أمامه هو يوكي أكاغي إبن الإمبراطور العظيم ريو أكاغي، ولكن قبل أن يقول شيئا فإن يوكي إبتسم بينما يقترب من ساتان:
“لطالما أخبرني الجد راي عنك، وقد أصبحت صديقي بجطايات الجد راي فقط..”
إبتسم يوكي بينما يقول لساتان:
“لقد إلتقينا يا صديقي القديم…”
(نهاية الفلاش باك)
كانت العديد من الذكريات تتراود لعقل ساتان بينما نية قتله وهالته تطغى على المكان، ولكن فور وصوله لنصف الطريق بينه وبين يوكي فإن يدا قد سقطت على رأس ساتان بينما تغرسه أرضا..
قام ساتان بلمح الشخص الذي أوقع به بالأرض بينما يثبته ليتفاجئ بكونه إيغمراسن، الذي تحدث بهدوء:
“فلتثبت هنا ولا تقترب، أتريد أن تفسد لم الشمل الذي طالما إنتظره يوكي…؟”
في تلك اللحظة تذكر ساتان أكثر شيء أراده يوكي، لهذا هو إستسلم عن فعل أي شيء بينما يضع رأسه بالأرض ويصرخ بأعلى صوت:
“يوكييييييييييي….”
كان إيغمراسن يمسك برأس ساتان ولكنه تركه يبكي على الأرض ليقف وينظر نحو السماء التي بدأت تهطل وتزداد قوة أمطارها شيئا فشيئا ليقول:
“هذا أفضل للجميع…”
حتى إيغمراسن كان حزينا بشدة لما يحدث الآن، ويمكن القول أنه رفقة كافة اللوك يشعرون بالذنب، فرغم التلميحات التي تلقوها من المذكرات التي قام سيلفر بشرح بعضها، ولكن لم يستطيعو إنقاذ يوكي..
في تلك الأثناء، كانت قطرات المطر تسقط شيئا فشيئا على وجه يوكي بينما تغسله من الدماء بعض الشيء لتظهر بعض ملامحه، بينما عيناه إنهارت بالبكاء قائلا بصوت حزين:
“أنا أعتذر يا أخي…”
“أنا أعتذر رين..اه… أنا أعتذر…”
كان يوكي يبكي بشدة بينما المطر يغطي قليلا على صوت بكاءه ودموعه التي إختلطت مع الأمطار، ولكن هذا لم يمنع رين من معرفة ورؤية ما يحدث فأخوه الأكبر الذي كان سببا في موته يبكي بينما يعتذر منه..
الدموع كان تحجب رؤية يوكي بينما يكاد يفقد وعيه من الجروح القتلة، لقد كان يكافح حتى يتمكن من محادثة أخيه قليلا في آخر لحظاته..
بل هو حتى كان يحاول كبح دموعه بكل ما يستطيع دون فائدة:
“إذا كنت سأكون حزينا على شيء، فسأكون حزينا على الوقت الذي عشته بعيداعنك ولم أعتني بك، أعلم أعلم، لا أستحق أن أكون أخاك… ااااه، أنا نكرة وغددددد….”
كان يوكي يصرخ بصوت عالي بينما بشدة:
“أنا أخ وغد…”
كانت ملامح رين متصلبة تماما على وجهه، بينما يعاني من ألم فضيع على صدره، ولكن الأمر الأكثر ألما هو أنه لا يبكي ولا يستطيع إسقاط دمعة واحدة..
قام يوكي برفع يده ليضعها على رأس رين بصعوبة، قبل أن تتوهج ذراع يوكي بضوء ذهبي غطى كامل جيد رين للحظات.
في تلك اللحظة شعر رين بألم كبير يحل على رأسه بعدما فعله يوكي، ولكن هذا في الواجهة فقط، ولكن من الداخل كان رين يشعر وكأن قفلا تحطما بصوت عالي وكأنه إنفجار بعقله، بينما العديد والعديد من المعلومات والذكريات والأفكار تتراود لعقله بقوة تجعل مقلة عينيه تتقلص بينما فمه ينفتح بصعوبة..
كانت تلك ذكريات رين التي تعود إليه بعد أن قام يوكي بفك ختم الكريات من على عقله، ذلك الختم الذي قام بوضعه خبير سام وعلى ما يبدو قد كان معلم الإمبراطور ريو..
قام يوكي بفرك رأس أخيه بينما يبتسم والدموع تملئ عينيه:
“أظن أنك ستكون أكثر شخص سيفهم كلمات سيلفر التي تركها لي قبل زمن، فقبل كل شيء أكثر شخص تعلقت به أكثر من أحد كان معلمك سيلفر…”
صمت يوكي قليلا قبل أن يقول:
“في اللحظة التي تخسر فيها كل شيء، ستظن أنها النهاية ولكن في الحقيقة ما هاته سوى الخطوة الأولى للوصول للقمة، فأنت لن تترك للقدر شيئا يجعلك تخسره، ستراهن معه على ملعبه دون القلق من الخسارة….”
قام يوكي بالسعال بينما بصره بدأ يضعف تدريجيا لدرجة الإنطفاء بينما يقول بصوت صعيف جدا:
“سأراك من السماء، أخي…..”
في تلك اللحظة يد يوكي نزلت من على رأس رين لتلامس خده بلطف قبل أن تسقط مباشرة، بينما عينا يوكي أغلقتا تماما..
توقف نبض قلب يوكي بينما هالته ونيته إختفت تماما، لم يعد أحد يستطيع الشعور بيوكي مطلقا..
إنصعق الجميع مما حدث الآن بينما أريناس إنفجرت باكية رفقة باست، وحتى أن أنوبيس وضع يديه على عينيه بينما يبكي، يمكن القول أن كل من هناك بدأ بالبكاء سواء بصوت عالي، أو عبر إخفاء دموعهم، ولكن مهما إستطاعو إخفاء صراخهم ودموعهم، لكل لا أحد تمكن من إخفاء حزنه..
ولكن وسط هذا الحزن الكبير إنفجر صراخ رين بصوت كبير:
“يوكييييييييييييييييييييي………………”
كان صوت رين عالي جدا وقد إستمر لثواني قبل أن يتوقف تماما بينما يفقد كل قواه، وحتى أنه فقد وعيه بعد كل ما تحمله حتى الآن….
في تلك اللحظة شياو الذي كان يشاهد من بعيد وضع إصبعه داخل أذنه بينما يقول بغضب لا مبالي بكل ما حدث:
“هذا الوغد لا يعرف غير الصراخ والبكاء، طبلة أذني كادت تتمزق…”
صمت شياو قبل أن يحرر طاقته:
“والآن بعد نهاية عرض الأول، حان دورك…”
ووووش
بسرعة كبيرة إنطلق شياو صوب رين..
بوووم بوووم بوووم
في تلك اللحظة وقبل أن يشعر شياو بشيء فإنه كان الآن يطير هنا وهناك بينما جسده يتلقى العديد من الإصابات..
بوووم بوووم بوووم
إيعمراسن، أوذيس، داريوس، زيكسل، معظم الملوك كانو حاليا يستخدمون قوة مهولة بينما يتداولون بتدمير دفاعات شياو..
كان شياو يتعرض للعديد من الضربات التي تحطم دفاعاته، في كل مرة يحاول إدراك ما يحدث يظهر ملك من الملوك أمام وجهه، تارة يرسلونه للسماء، وتارة يغرسونه بأعمق نقطة بالأرض، كان شياو يتضرر أكثر وأكثر..
بووووووووووووووووم
في تلك اللحظة تحررت هالة شياو لتبعدهم عنه بينما يتراجع للخلف قليلا..
كان جسد شياو مثخن بالجراح، ولكن فور وقوفه فهو سقط على ركبتيه، فيبدو أنه يعاني من بعض الكسورفي كافة أنحاء جسده..
كان الأمر لثواني معدودة ولكن شياو كان في حالة حرجة، وحتى أن رامسون الواقف مقابلا ليوهاو شعر بالخوف، ولهذا فهو إستغل لحظة غفلة يوهاو، وإلهاء شياو للبقية بينما يتسلل بين ثنايا الحرب فارا..
ولكن قبل أن يلاحظ فإن باست أنوبي ويهاو قد حاصروه مجددا، ولكن قبل أن يشعر فإن رمحا قد سقط من السماء بينما يخترق جسد رامسون بقوة كبيرة، لقد إستعمل أريناس وأنوبيس تقنية رمح الكارثة، والذي سقط في لحظة غفلة على رامسون ليبيده تماما من الوجود…
لقد كان كافة الملوك في حالة غضب وهائجين في تصرفاتهم ضد كل عدو…
في تلك الأثناء شياو الساقط على ركبتيه تكلم بغضب:
“لو كنت سأموت، فعلى الأقل سأجعل عائلة الوغد ريو تعاني، سأقتل آخر فرد من عائلته…”
كان أحد خناجر شياو ساقطا على الأرض بجانب يوكي ورين بعد أن قام يوكي بإنقاذ رين من هجوم شياو القاتل، فإنه تمكن من جعل شياو يسقط أحد خناجره، لهذا إستغل شياو تلك النقطة لصالحه، فهو قد سبق وشكل عقد دم مع سلاحه الذي يعتبر من أقوى أسلحة العوالم الأساسية، بينما يتحكم به بهالته عن بعد..
شعر الملوك ببعض الخطر مما سيحدث لو لم يتمكنو من إيقافه..
وووش
قام شياو بالتحكم بالرمح ليرفعه عاليا بينما يمنحه قوة عظيمة، قبل أن ينطلق بلمح البصر صوب رين..
كان الجميع مصدومين مما سيحدث ولهذا حاولو التدخل والركض بأقصى ما يستطيعون لينقذو رين، ولكن..
ولكن لم يتمكن أحد من الوصول أمام رين عدى شخص واحد، لقد كان زيكسل الذي وقف أمام خنجر شياو الطائر..
قام ذلك الخنجر بإختراق يدي زيكسل الجليديتين، قبل أن يخترق صدره، حاول زيكسل إيقاف الخنجر من إختراق جسده ليصل لرين ولكن، هذا الخنجر أقوى مما يستطيع أحد تحمله..
في تلك اللحظة قام زيكسل بترتيل ترنيمة قبل أن ينفجر جسده متجمدا كليا بينما ذلك الخنجر فور إختراقه و خروجه من جسده فهو قد تجمد بجليد جسد زيكسل ليتوقف تماما….
كان شياو غاضبا مما حدث، فقد تمكن هذا الوغد أمامه من إيقاف خنجره، ولكن لم يلقي بالا لما حدث الآن ويشعر به الكثير، لقد قام ذلك الخنجر بإختراق قلب زيكسل الذي مات متجمدا بينما يدافع عن رين…
المؤلف:
Red-Akagame
رائد-الأمين