ورثة السماوات - الفصل 218 : إجتماع
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 218:
-إجتماع-
(قراءة ممتعة)
بداخل طائفة التنين فإن كل من أوذيس وداريوس تمكنا من الدخول بنجاح قبل أن يشعر كلاهما بتشكل الحاجز مجددا وهذا بث بعض الشك بداخلهم، مشى كلاهما لبعض الوقت قبل أن يقول رين:
“أوذيس فلنطر للقصر مباشرة”
قام أوذيس بحمل رين بينما يطيران بسرعة كبيرة، وبعد بعض الوقت فإنهما تمكنا من الوصول لمنتصف الطائفة العملاقة، فرغم سرعة أوذيس الكبيرة إلى أنه إستغرق منه بعض الوقت ليصل لمنتصفها، ولكن ما حيرهم هو وجود العديد من التماثيل الحجرية التي تحيط بساحة ضخمة وسط الطائفة، حيث كان من المفترض للقصر أن يوجد فإنه كان ساحة فارغة، وهذا جعل رين يتذكر حول القصر الموجود بداخل عالم أكاليبس والطريقة لإخراجه من هناك ووضعه هنا، وهل سيفلح الأمر؟
ولكن سرعان ما تحول تفكيره للتماثيل الصخرية المحيطة بالساحة فهنا بضعة تماثيل بطائفة الأسد وإثنين في كل طائفة من الطوائف الستة وبضع مئات داخل عالم أكاليبس، وهذا جعله يخمن حول سر هاته التماثيل…
نزل الإثنين وسط تلك الساحة قبل أن يخرج رين شيئا يشبه البذرة بينما يحفر في الأرض قليلا..
كانت تلك البذرة هيا بذرة شجرة العالم..
من الجانب أخرج أوذيس قطعة لحم بينما يشويها وينظر بإتجاه رين وسرعان ما تم طهوها ليبدا الأكل بينما يفكر:
‘لقد كان سابقا لا يجرأ على فل شيء دون أن يلجئ لأحد أو يسأل عنه، ولكن الآن هاهو يفعل كل ما يجب دون أن يسأل أحد، وحتى أنه إستنتج مكان غرس بذرة شجرة العالم دون أن يسأل عن القصر..’
بعد الحفر قليلا فإن رين وضع بذرة شجرة العالم، ولكن قبل أن يرمي التربة عليها فإنه أخرج ما يشبه الخنجر..
سووووش
تحت صدمة أوذيس فإن رين جرح يده بينما يسكب كما معتبرا من دماءه على البذرة قبل أن يضمد يده بسرعة ويضع التربة على التربة..
تفاجئ أوذيس مما يحدث قبل أن يسأل:
“ما الذي فعلته قبل قليل ؟”
أجاب رين ببسمة:
“ستعرف قريبا، دعنا نعد أولا لنجتمع بالبقية….”
حتى رين لم يكن يعرف هل ستنجح فضريته أم لا، فهو يعتمد على بعض ما إستنتجه من الكتب الذي درسها في وقت ما وكان يظن أنها مجرد خرافة…
…….
أمام طائفة التنين حيث كان داريوس وأليشا مقابلين ريوتارو بصدمة..
قام ريوتارو بحك رأسه بينما ينظر لأليشا التي كانت تبكي أمامه، لقد كان قلبه يخفق بشدة فهو لا يريد أن يشعر بمثل هذا الشعور، ولكن مهما حاول إخافته إلى أنه لا يستطيع فهذه المرأة أمامه تكن له مشاعر كبيرة وعلى العكس هو لا يستطيع أن يتقبل مشاعرها أبدا فزوجته السابقة هيا الأخت الصغرى لأليشا وهذا جعل الأمر يبدو كخيانة لزوجته لهذا لم يتقبل أبدا مشاعر أليشا ودائما ما كان يتهرب منها لعلها تكرهه في يوم ما ولكن الآن أثبت أن حبها كسر كافة الحواجز…
سرعان ما مسحت أليشا دموعها بينما تقول بجدية:
“ما الذي تظن نفسك فاعله أيها اللص بإيقافنا ؟”
تنهد ريوتارو قائلا:
“أجل أنا لص تم نفيي بسبب ما سرقت ذلك اليوم.. ولكن هل تعلمين ما سرقته ؟”
رغم أن ريوتارو سرق شيئا ثمينا جدا حسب قول الإمبراطور ريو ولكن لا أحد تمكن من معرفة ماهيته عدى ريو وراي والجاني ريوتارو، ولكن هذا أثار فضولا كبيرا بداخلها، وقبل أن تقول شيئا فإن داريوس ظهر من الظلال خلف ريوتارو ممسكا بعنقه قائلا ببسمة دموية:
“سنعلم الآن بعد أن تخرج ما سرقته ذلك اليوم..”
بالكاد كان ريوتارو يستطيع التنفس بسبب داريوس ولكنه أرغم نفسه على الإبتسام قائلا:
“أتظن أنك ستخيفني مثلا أيها الصغير داريوس إبن زعيم منظمة النجمة السوداء، وإبن السيد العاشر ساي تو بالتبني، أتسائل هل تعلم أن أكثر شخص تحترمه وتحبه قد مات قبل مدة بعد أن قتله سيلفر في العالم السفلي؟ لقد ضحى سيلفر بذراعه في ذلك القتال ولكنه قتل ساي تو وقام بأكل قلبه ليرث قوته، وحتى جثة السيد…”
“كفى كفى كفىىااااااااااااااااااا…..”
بوووووووووووووووم
قامت طاقة عنيفة بالخروج من جسد داريوس الغاضب والتي أرسلت ريوتارو طائرا لعشرات الأمتار، فرغم أنه يعرف كل هذا إلا أنه دائما ما حاول تناسي الأمر، فالشخص الذي رباه وعلمه السيد العاشر ساي تو قد مات، وهذا الوغد أمامه يذكره بالجرح المدفون بأعماقه…
كانت الضربة التي تعرض لها ريوتارو عنيفة بحق وهذا جعله يقف بصعوبة بينما يمسح الدم من فمه، وهذه المرة فإن نظرة جادة ملئت وجهه بينما يقول:
“الحقيقة هيا الحقيقة، مهما حاولت فأنت لن تهرب من شيئين إثنين، الموت والحقيقة…”
(أول حكمة من الشخصية الجديدة خذوها بالإعتبار، والصراحة تعبر عن حالتي النفسية الفضيعة هاته الأيام)
في تلك اللحظة فإن صوت رين قد وصل لمسامع الجميع:
“الموت أمر حتمي والحقيقة متغير نسبي يعتمد على مدى دهاءك وسعة حيلتك بالحياة، حينها يمكنك جعل الجحيم جنة والجنة جحيم…”
(ملاحظة: ما قاله ريوتارو هيا حكمته الخالصة وقد قام بكتابتها في كتاب قام رين بقراءته من قبل وهاهو ذا يكملها فقط لا غير)
صمت رين لبعض الوقت قبل أن يقول:
“هاته الحكمة مقتبسة من كتاب قرأته في وقت ما، أظن أن كاتبه هو ريوتارو…”
إبتسم ريوتارو قائلا:
“لم أظن أن كتابي سيكون بهاته الشهرة، ليقرأه السيد الصغير بنفسه…..”
تفاجئ رين فهو رد هكذا فقط ولم يظن أن صاحب ذلك الكتاب الذي قرأه في أوقات فراغه ريوتارو سيكون أمامه، ولكن ماهي سوى ثواني قبل أن ينحني ريوتارو أرضا بينما يقول:
“جارييس دي ريوتارو واحد من العشائر الثلاث والمخطط الحربي والمستشار العسكري السابق للإمبراطـــ…”
وقبل أن يكمل كلامه فإن أليشا ضربته على رأسه بينما تقول:
“تبا لما عليك تصعيب الأمر، السيد الصغير هذا الشخص أمامك هو المدان جارييس دي ريوتارو والذي سرق غرضا ثمينا ما جعل والدك ينفيه، وهو أيضا والد فيول..”
تفاجئ رين فهذا الشخص أمامه هو والد فيول، وهذا جعل قلبه يرتعش، الشخص الذي حكت عنه الأساطير ورغم ضعفه في المعركة التطبيقية إلى أن مهارته الإستراتيجية لا مثيل لها وتكاد تكون مطلقة، لذا فور نزول رين فهو تقدم لريوتارو بينما يقدم يده له..
تفاجئ كل من هناك مما يحدث قبل أن يسأل ريوتارو:
“ما الأمر أيها السيد الصغير ؟”
تنهد رين قائلا:
“أليس من المفترض أنك سرقت شيئا ما بأمر من والدي وقام بنفيك ولكنها مهمة لك وبعد أن آتي أنا تعطيني ما سرقت ؟ هات ما سرقت إذن…”
إنصدم الجميع مما يحدث قبل أن يبدأ ريوتارو الضحك بشدة من كلمات رين الغريبة، وكأنه إعتاد على كل ما يفعله والده بالتحكم بقدره:
“هاهاهاهاهاها السيد الصغير أنت حقا مضحك هاهااهاهاها”
بد بعض الوقت فإن ريوتارو توقف من الضحك قبل أن يقول:
“أعتذر ولكن ما سرقته ذلك اليوم لم يكن بأمر من الإمبراطور المبجل ريو أكاغي، وكما أني لن أعطيه لك مهما فعلت ومهما كنت….”
وقبل أن يكمل ريوتارو كلامه فإن داريوس وضع يده على رقبته بينما يقول:
“ألا تظن أنك تماديت يا رجل ؟”
أكمل ريوتارو كلامه:
“أنا لن أخرج ما سرقت ذلك اليوم حتى لو تم تقطيعي، وقد تم نفيي هنا قبل زمن وبعد أن أرسل ريو الطائفة فأنا قمت بحراستها طيلة هاته المدة…”
كان هناك بعض الحزن الذي بدى واضحا في نبرة صوت ريوتارو ما إضطر رين لقطع كلامه قائلا:
“حكم والدي عليك هو النفي، وأما الآن أنا أكسر ذلك الحكم يمكنك العودة للمنزل في أي لحظة، كما أن فيول في أمس الحاجة إليك في كثل هاته الأوقات…”
تفاجئ ريوتارو مما يقوله رين، فالزعيم الجديد يسقط حكم الزعيم السابق ويسامحه حتى بعد فعلته الشنعاء تلك، قام ريوتارو بالصراخ:
“ما الذي تظن نفسك فاعله ؟ أنا مذنب وهكذا يجب أن أتقبل حكمي؟ وحتى أنك لم تسألني حول ما سرقت ؟”
إبتسم رين قائلا:
“بما أن ما سرقته لم يجعل والدي يعدمك، بل أنه إئتمنك في حراسة طائفة التنين ألا يجعل هذا يدل على أن والدي لم ينفيك بسبب خطئك بل هو أعطى مهمة ما كان ليعطيها لأحد غيرك، وأيضا…”
صمت رين قليلا قبل أن يقول:
“لقد تعرضت للكثير طيلة هاته الفترة، أظن أن عليك العودة للمنزل والراحلة قليلا فالجد لا يزال بإنتظارك إضافة لفيول”
إنصدم ريوتارو مما يقوله رين الآن، فهو بالكاد يستطيع تصديق الأمر قبل أن يسقط أرضا متذكرا كل ما حدث ذلك اليوم قبل أن تنزل الدموع من على خده…
قام ريوتارو بالخضوع أرضا والدموع تملئ وجه:
“السيد الصغير… أنا أتعهد بالولاء للسيد الصغير.. حتى لو طلبت مني قتل نفسي فأنا لن أتردد بذلك…”
كان أوذيس وداريوس وحتى أليشا متفاجئين بكيفية تعامل رين مع الأمر ولكنه إبتسمو ما عدى داريوس الذي لا يزال غاضبا قليلا…
في تلك اللحظة قام رين بالتحدث بنية الأمر:
“طاقة الأختام والجواجز حول الطائفة سوف يتم إمتصاصها قريبا من قبل بذرة شجرة العالم، ولكن هذا سيجعل الشجرة تشكل حاجزها الخاص والذي يمكن أن يحميها حتى تكمل برعمها الأول، لذا لا داعي للخوف حول الطائفة بعد الآن، كل ما علينا فعله هو العودة للعشائر وتحضيرهم للتنقل بعد بضعة أيام بعد أن تفتح البذرة برعمها الأول…”
تفاجئ الجميع كيف لرين أن يعرف حول شجرة العالم ولكن هو قد سبق وقرأ حول هاته الأمور التي كان يظن أنها مجرد خرافة في مكتبة معهد الروح التابع لأكاديمية الروح العظم بطائفة الأسد، لقد كان بدون طاقة روحية وكل ما إستطاع أن يكسبه في ذلك الوقت هو قراءته لمثل هاته القصص التي لم يظن أنها ستفيده في يوم ما، لقد كان يظن أنها مجرد خرافات فقط..
“وأيضا…”
صمت رين قليلا قبل أن يكمل قائلا:
“حضرو أنفسكم لإجتماع طائفة التنين الأول غدا صباحا بقصر عشيرة الضوء الأسود، وأيضا أنت مدعو كذلك لحضور الإجتماع جارييس دي ريوتارو…”
____________________
حكمة اليوم للقائل جارييس دي ريوتارو:
“الحقيقة هيا الحقيقة، مهما حاولت فأنت لن تهرب من شيئين إثنين، الموت والحقيقة…
الموت أمر حتمي والحقيقة متغير نسبي يعتمد على مدى دهاءك وسعة حيلتك بالحياة، حينها يمكنك جعل الجحيم جنة والجنة جحيم…”