ورثة السماوات - الفصل 215 : سيلفر الصغير
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 215:
-سيلفر الصغير-
(قراءة ممتعة)
في عالم الدو وبالضبط في أراضي الموت داخل عشيرة الجارييس.
مرت أكثر من سبعة أشهر منذ تلك الحادثة، منذ حادثة المعركة بين قاعة النجمة السماوية والعشائر الثلاث، الكل كان يظن أن القتال سينتهي حين خسر زعيم القاعة من قبل جارييس دي هان ولكن في الحقيقة القتال يأخذ منحنى غريبا بعض الشيء، فيبدو ان العشائر الثلاث بدأت تهز رجالها كليا عن ذاك المكان، وكانت الواجهة هيا في أعماق أراضي الموت المقفرة، فقد قامت أليشا بإيجاد طائفة التنين، ولكن قبل أن يرتحلو فإن هناك مشكلتين، الأول هو وجود حاجز يحيط بطائفة التنين الحقيقية يمنع أي أحد من الدخول، رغم محاولات أليشا البائسة بالاختراق بشتى الطرق إلا أن الحاجز لا يمكن كسره مطلقا، وأما الشيء الثاني هو انهم لا يمكن أن يبرحو عشائرهم دون امر ملكهم، ولكن ذلك الملك لا يمكن القول أنه حي أو ميت.
ذلك الزعيم وذلك الملك هو رين، لقد كان موضوعا وسط حاجز مائي، ما يقوي ذلك الحاجز هم الملوك، حيث كانو يتناوبون في وضع الطاقة داخل حاجز الماء ويحاولون ربط ذراعي رين بجسده وإمداده بقوة الحياة والطاقة الروحية بشتى الطرق.
ولكن الأمر دون جدوى لا يزال الأمر على حاله، هو لم يفتح عينيه او يحرك شعرة من جسده طيلة سبعة أشهر، فحتى أنه لا وجود لنبض مطلقا.
ومن الحانب فإن الزعيم مينغ قام بنقل كافة سكان طائفة الأسد إلى العشائر الثلاث، ولكن هذا ولد بعض النازعات الداخلية، وكانت المشاكل تكثر وتزيد شيئا فشيئا وخاصة أن الزعيم الحقيقي والذي يمكنه التحكم بزمام الأمور لا تزال حالة غير معروفة.
في تلك الليلة كان كان الجو هادئا بعض الشيئ عدى داخل قصر عشيرة الجارييس، كانت كل من أريناس وأليشا إضافة لطبيبتين أخرتين بجانب ديهيا المستلقية على سريرها بألم فضيع باديعلى ملامحها.
بينما كان هناك بضع ملوك في القصر إضافة للزعيمين مينغ وهان، كان كل من هناك يتناقشون حول الوضعية الحالية، ومجري الأحداث الحالي، لقد كان ضغطا لا يوصف، فمعظم ما خطط له من قبل الإمبراطور ريو اكاغي يأخذ طريقا جديدة لا أحد يعلم نهايتها، بينما كان الصمت يعم المكان فإن أوذيس تكلم قائلا بجدية جعلت كل من هناك يتفاجؤون:
“رغم أن كلمات إمبراطورنا ومعلمنا ريو مطلقة إلى أني في هاته المرة سأفضل أن أثق بكل ما قاله سيلفر…”
وقبل أن يكمل أوذيس كلماته فإن الوقت توقف للحظة، للحظة وجيزة او اقل من ذلك بمليار مرة، نية قتل عظيمة ووحشية إنبثقت في الأنحاء، لقد شعر الجميع وكأنهم مراقبون وتحت ضغط فضيع..
تكلم هوميروس بحيرة مع بعض الخوف:
“مثل هذا الضغط المشؤوم ونية القتل العظيمة هاته، لا أحد بإمكانه إطلاقه عدى أشخاص عاشو مئات السنين بجانب الموت..”
تكلم مينغ ببعض الخوف:
“أيعقل أن زعيم المنظمة نفسه تحرك إلى هنا؟”
ماهي سوى ثواني قبل أن يركض داريوس من أسفل قبو القصر قائلا والخوف يملئ وجهه:
“لقد فتح عينيه لبرهة.. لقد لقد…”
قام أوذيس والبقية بتهدئة داريوس التي بدت عليه علامات الخوف الشديد:
” فلتتنفس جيدا واهدئ داريوس”
“أخبرنا ما حدث”
لم تمر سوى ثواني معدودة بينما كان الجميع ينتظر إجابة داريوس قبل أن يقول:
“لقد شعرتم بالأمر قبل قليل؟ لقد كان رين هو صاحب تلك الهالة المشؤومة، ليس اوهورا وليش شياو، بل رين نفسه، بمجرد فتح عينيه لبرهة إنبثقت تلك الهالة العظيمة وحتى أني سمعت نبض قلبه لمرة واحدة وه، ولكن لم يكن مجرد نبض عادي لقد بدي الأمر وكأني دخلت نطاق الموت والحياة لبرهة…”
كان الجميع متفاجئين بينما يركضون ناحية رين..
لحظات وجيزة قبل أن يصل الجميع هناك حيث كان رين لا يزال مغمض العينين دون أي حركة وحتى حالة جسده هيا نفسها فذراعيه إلى الان مقطوعان، ولكن من المستحيل أن يكذب داريوس، ولكن من المستحيل أن يصدقو أن مثل ذاك الشعور كان من رين..
في تلك اللحظة تكلم مينغ قائلا بصدمة:
“عالم أكاليبس الذي بداخل رين مقسم لنصفين، نصف مشرق لعام كامل عدى يوم مظلم، ونصف مظلم لعام كامل عدي يوم واحد، لابد أن من أطلق تلك الهالة وذلك الضغط هو الكيان المحجوز داخل جسد رين..”
كان كل من هناك مصدومين مما يقوله مينغ قبل أن يكمل قائلا:
“أعلم أنكم مصدومين من كلامي ولكن عمر وقوة ذلك الكيان المجهول يتجاوز كل ما نعرفه حقا، هو محجوز بختم حتى الإمبراطور ريو اكاغي بمجرد وقوفه أمامه أصبحت قدماه ترتعش رغم الاختام والسلاسل السوداء عليه، بمجرد نظرة واحدة إستطاع كبح كل ما يملك إمبراطورنا العظيم، وحسب قوله فإن ذلك الكيان كان محجوزا هناك على أقل تقدير منذ حوالي ثلاثة ملايين سنة، لا أحد يعرف هاته الأسرار عدى سيلفر الذي قرأ الكتاب الذي خلفه إمبراطورنا خلفه”
تكلم هوميروس قائلا:
“أتقصد كتاب الفوضى البدائية؟ ”
اومئ مينغ برأسه قائلا:
“أجل، الأمبراطور ريو إستطاع فهم ما يقارب واحد بالمئة منه، ولكن حسب ما قاله سيلفر قبل عامين هو أنه فك ما يتجاوز سبعين بالمئة من كل معلوماته، ولكن أبى أن يعرف أحد سر الكتاب وما وصل إليه لحد الان عدى رين بعد بلوغه ووصوله للمستوى الذي يؤهله”
كان كل من هناك مصدومين قبل أن يسمعو صوت خطوات مسرعا من الممر:
“يا رفاق…”
إستدار الجميع ليتفاجئو من منظر ا يناس التعرق هيا الأخرى وهذا جعلهم خائفين مما سيحدث لاحقا قبل ان تبتسم بفرحة:
“لقد ولد أخيرا، سيلفر الصغير…”
بعد كلام أريناس حل صمت عظيم على المكان لدرجة لو سقطت إبرة لسمعتها، قبل أن تقول أ يناس مجددا:
“ما الأمر يا رفاق؟ أليس هذا بخبر مفرح؟”
كان الجميع مصدوما مما حدث سابقا ولكن ما حدث الان هو شيئا يدعو الفرحة ولكنهم شعرو وكأن مشاعرهم تشنجت قبل أن ينطلق أوذيس بسرعة:
“سأصبح أول عم يراه يا رفاق إلى اللقاء”
قام سيفاكس بالركض هو الاخر:
“تبا لن تكون أنت؟ ”
ومن الجانب سخر هورس من سيفاكس:
” أتريد منافستي فيمن سيصير عما لإبن سيلفر أولا؟”
كان كل من هوميروس ومينغ وهان وأريناس واقفين بصدمة مما يحدث بين هؤلاء الفتية قبل أن يقول هان:
” لقد بنى إمبراطورنا عائلة عظيمة هو والدها حقا، أنا ممتن لما حدث سابقا”
في تلك اللحظة بدأ مينغ الضحك قائلا:
“أتقصد حين كنت في البراري في وقت ما قبل عشرات السنين وحاولت مقاتلة الأمبراطور ريو؟ هاهاهاها”
كان مينغ يسخر من هان الذي حاول مجابهة ريو عشرات المرات حينكان في العشرينات من العمر وفي أول قتال له فهو بلل سرواله بنظرة منه.
تجعدت حواجب هان بينما يقول بغضب:
“سحقا لك أيها الوغد، لم تصر دائما على معاندتي أتريد بدأ حرب ضدي أم ماذا؟ ”
إبتسم مينغ بسخرية:
“لا يا صديقي أنا فقط تذكرت الأمر سهوا لم أقصد شيئا هيهيهي…”
ابتسامة مينغ الذي يخبئها خلف يده، كانت مجرد حركة إستفزازية ولكنه تنهد مجددا:
“حسنا حسنا لا تغضب يا صديقي، دعنا نذهب ونبارك سيلفر الصغير”
صعد كل من بقى السلالم قبل أن يتفاجؤو بوجود البقية م ميين على الأرض ليتكلم مينغ ببتفاجئ:
“ما الأمر معكم؟ ”
قامت أليسا بطقطقة أصابها قائلة:
“هان مينغ هوميروس، أتريدون بعض الضرب أيضا؟”
تراجع هان ومينغ للخلف فورا فهم يعلمون أن كلمات أليشا قد تقسمهم بينما يتبعهم هوميروس الذي فهم الوضع:
“فلتنقلعو من هنا جميعكم فلتدعو ديهيا وسيلفر الصغير ينامان الان، لقد كان الأمر صعبا عليهما”
فهم الجميع عدى أوذيس الذي تكلم قائلا:
” ولكن أردت إعطاءه بعض اللحم فقط”
كانت أليشا مصدومة مما يقوله أوذيس فهذا الوغد بدون عقلحقا ولكننا حيرها هو داريوس حين قال:
” أتمانعين أن آخذه للجبال وأعلمه صيد الوحوش”
قامت أليشا يضرب رأسها فهذين الولدين غبيين حقا..
….
في تلك الأثناء داخل غرفة ديهيا حيث كانت مستلقية وأمامها فتى صغير ذو بشرة بيضاء لم يسبق أن كان هناك بياض مثلها، لقد كان نائما بينما تنظر له ببسمة:
“أعتذر عن هذا يا بني، ولكن لن يسميك أحد عدى سيلفر أو رين أو الإمبراطور ريو، لذاسأترك إسمك للمستقبل وسأكتفي بدعوتك سيلفر الصغير، فأنت من يذكرني به”
صمتت ديهيا لبعض الوقت قبل ان تدمع عيناها قائلة بحزن:
“أنت نسخة من حبيبي، لقد إشتقت له حقا، إشتقت لسيلفر، فقط لو كان هنا….”
في تلك اللحظة بينما كانت ديهيا تبكي فإن خاتمها الذي أهداه إياه سيلفر في خطبتهم قد توهج بوميض خفيف لتظهر بعدها هيئة سيلفر أمامها..
تفاجئت ديهيا مما تراه لا تحاول الوقوف ولكنقواها خائرة تماما قبل أن يتكلم سيلفر ببسمة:
“مهما حدث بيننا أو معنا، أنا أراك، أنا معك يا حبيبتي، إعتني بولدنا..”
كانت ديهيا مفاجئة قبل أن تصرخ بغضب والدموع لا تفارق وجهها:
“ما الذي تقوله، أيها الوغد الحقير السافل الخائن، ألم تعدني أنك لن تموت؟ ألم تعدني أنه مهما حدث ستبقى معي؟ لماذا؟ لماذا في مثل هاته اللحظات بالضبط لست متواجدا، سحقا لك سحقا لك أين وعودك لماذا أخلفتها”
كان هيئة سيلفر الروحية الحالية تبتسم بصعوبة قبل ينزل ناحية إبنه قائلا:
“لا تقلقي عزيزتي، إعتني بإبننا وبنفسك…”
وقف سيلفر بعد أن رأى إبنه جيداقبل أن يبدأ الإختفاء مخلفا بضع كلمات أخيرا:
” وأيضا يا عزيزتي، أنا لا أعد وإن وعدت فأنا أفي…”
كانت تلك آخر كلمات هيئة سيلفر الروحية قبل أن يختفي، وهذا جعل قلب ديهيا يخفق بشدة بينما تبكي والدموع تتهاطل اكثر من الشلال قائلة:
“ما الذي تقصده؟ أين ذهبت؟ ما الذي تقصده؟ سيلفر أيها الوغد أيها…”
بدأ التعب الجسدي والنفسي يغلب ديهيا بينما تفقد نفسها وتدخل في حالة نوم تدريجي:
“أنا….. أحبك……”
هكذا نامت ديهيا بينما الصغير كان نائما هو الآخر بجانبها…