ورثة السماوات - الفصل 210 : دهاء رين
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 210:
-دهاء رين-
(قراءة ممتعة)
في داخل قصر عشيرة الجارييس وبالضبط في إحدى الغرف التي قام زعيم العشيرة بإعطاءها لرين..
كان رين مستلقي على سريره بينما يفكر حول كل ما حدث معه في الفترة الأخيرة، ولكن ما كان يحيره هو الأسرار الأخيرة حول ماضي والده، فرغم ما يعلمه حول والده فهو لا يعلم سوى قطرة من بحر كبير وشاسع حول ماضيه، ولكن سر عداء شياو له ولبقية عائلته هو كان أكثر ما يحير رين، هو يريد الذهاب للعالم السفلي ومعرفة الحقيقة حقا، ولكن لن يكمنه ذلك في الوقت الحالي عليه إعاد بناء طائفة التنين الجديدة ثم تحرير شياو من جسده حتى يتسنى له التدرب بحرية..
بعد التفكير لكثير من الوقت فإن فكرة طرأت على رأس رين، فهو قبل مدة حين دخل لعالم أكاليبس تمكن من رؤية النصف الأسود من ذلك العالم، لقد كانت الهالة الصادرة المكان مخيفة وقوية بحق ولا أحد يستطيع تحملها، لذا جاء في رأس رين إحتمال أن تكون روح شياو القوية هيا المحجوزة في ذلك المكان، ولكن بعد التفكير مليا فهو تنهد قائلا:
“لو كان شياو مختوما بعالم أكاليبس الذي داخلي، ألا يعني أن شياو ختم في عالم أكاليبس وليس بداخلي؟ لالا لالا هذا غير منطقي مطلقا فكل من زعماء العشائر و أوهورا قد قالو عكس فرضيتي…. ولكن أتسائل حقا ماذا يوجد بذلك النصف من عالم أكاليبس حقا…؟”
قام رين بالوقوف من على سريره بينما يخرج ثلاثة صناديق، صندوق واحد كان مختلفا عن بقية الصناديق وهو صندوق والده الذي يحتوي على بذرة شجرة العالم لذا بعد النظر لبعض إليها لبعض الوقت فهو أعادها داخل خاتمه الفضائي، قبل أن يقول بفتح الصندوقين الآخرين ليحمل قطعتي السيف الأسود محطم السماوات…
قام رين بوضع من دماءه على القطعتين بينما يضخ بعضا من قوته الروحية، كان رين هذه المرة عكس المرات السابقة لم يكتفي بإخضاع القطعتين فقط بل يحاول وضع حاجز ما من الطاقة حولهم ليدخلهم داخل نطاق روحهم، فالمرتين السابقتين قد تعرض لألم فضيع بعد إنتهاء العملية حتى أنه فقد وعيه وكاد يموت..
مرت بضع دقائق بل حتى أن الأمر تجاوز ساعة بينما لا يزال رين مغلقا عيناه محاولا السيطرة على القطعتين تماما قبل إدخالهم داخل نطاقه الروحي…
وووش وووش
عكس ما توقعه رين فإن القطعتين أمامه تحطمتا بينما تتحولان لغبار ذهبي يدخل عقله ببطئ بينما وجه رين متعرق بالكامل:
“تبا، يبدو أنه لا مفر من الألم….”
أغمض رين عينيه بينما ينتظر ذلك الشعور الفضيع المصاحب لدخول القطعتين…
مر بعض الوقت دون أن يشعر رين بشيء قبل أن يفتح عينيه بهدوء، ليصعق من المنظر أمامه فقطع السيف غير موجودة ولكن لم يشعر بأي ألم مطلقا، لقد خسر رين الكثير من قوته في سبيل إخضاع القطعتين وربما الأمر قد نجح، لذا هو قام بإخراج إكسيرا تهدئة الروح من خاتمه الفضائي ليتناوله قبل أن يجلس متقاطع القدمين مجددا مغمض العيني…
كان رين يحاول دخول نطاقه الروحي هاته المرة..
نطاق روح رين كان يحتوي على منصة عملاقة مزودة بشتى أنماط النقوش الغريبة والغير مفهومة، وعلى جانبي هاته المنصة كان هناك بوابتين شفافتين ولكن رين لم يلقي بالا لهما لينظر لوسط المنصة العملاقة..
فو النظر للمنصة الروحية العملاقة فهو تفاجئ أن كل شيء لازال على حاله، المنصة العملاقة لا تزال هناك بينما قطع السيف الموجودة وسط المنصة قد سبق وإندمجت ولكن هاته المرة لم يحدث هذا شيء برين وهذا جعله محتارا من الأمر، هل هذا بسبب أن مستوى قوة رين قد إرتفع أم ماذا ؟ كان جسد رين في حد ذاته سرا لا يستطيع معرفته حتى معلمه ذو العلم الكبير، لهذا فإن رين أخفى الأمر عن أي مخلوق كان ما عدى سيلفر وجده الذي يبدو أنه قد سبق وعلم بالأمر..
بعد أن نظر رين جيدا لقطع السيف المندمجة فهو إبتسم قائلا:
“خمسة من أصل تسعة، لم تبقى سوى القطع المتواجدة بالطوائف الخمس هناك…”
قام رين بإغماض عينيه ليحاول الخروج ولكن شعر بشيء مختلف، شيء يتحرك بفوضوية ليفتح عينيه وينظر للمنصة، لقد كانت قطرة الماء، هيا تعبر عن عنصر الماء أحد العناصر السبع التي إستطاع رين حيازتها بينما بقية العناصر الستة كانت تحيط بالمنصة بينما هيا شفافة…
إقترب رين ناحية قطرة الماء التي كانت تصدر العديد من أصوات الماء الغير عادية، توقف رين أمامها بينما يضع يده على قطرة الماء تلك…
سووووش ووووش
في تلك اللحظة توهجت قطرة الماء ببريق سماوي خفيفي بينما ترتبط بجبين رين…
قام رين بإغماض عينيه بينما يستوعب ما يحدث داخل نطاق روحه..
مرت بضع دقائق قبل أن يفتح رين عينيه على أرض الواقع قائلا بصدمة كبيرة:
“فن عنصر الماء هذا، بالتأكيد تساوي أو ربما تتخطى فنا قتالي روحي من درجة السماء العليا….”
في تلك اللحظة أدرك رين سبب سماعه لصوت قطرات الماء في الآونة الأخيرة، لقد أنقذته كثيرا، ولكن سبب سماعه لصوت القطرة هو أن عنصر الماء كان يتحدث إليه ويحاول تمرير فن عنصر الماء السماوي له، والآن رين تمكن من الإستحواذ على فن عنصر الماء القوي ولكن لو إحتاج أن يتدرب عليه هو يحتاج إلى مكان مغمور بالمياه، مثل البحر أو ربما بحيرة أو شلال…
رين لن يتمكن تدريب قوته الروحية حسب كلام أوهورا لأنه لو رفع مستوى قوته أكثر فإن ختما آخر سيفتح وهذا قد يؤدي لموته، ولكن أوهورا لم يقل أنه هناك مانع من التدرب على الفنون القتالية الروحية…
قام رين بالوقوف بإبتسامة قائلا:
“يبدو أني سأذهب للتدرب لبعض الوقت، لا داعي لأفكر كثيرا بشأن بقية الأسرار فأنا سأكتشفها على أي حال…”
قام رين بالوقوف بهدوء بينما يضع يده على الباب، ولكن قبل أن يفتحه فإنه تم فتحه من الجانب الآخر…
كان باب الغرفة يفتح بهدوء وتحت أنظار رين فإن فتاة في مثل عمره تقريبا ذات شعر أصفر وعينين زرقاوتين قد كانت تنظر له بصدمة، ولكن رين كان ينظر لها هو الآخر بأعين غير مبالية قبل أن يقول:
“ما الأمر ؟”
تفاجئت تلك الفتاة بنيما تنظر لمظهر رين وتحاول تهديد هويته عبر النظر للون عينيه وشعره وشكله قبل أن تقول بصدمة كبيرة:
“هل هل هل هل أنت السيد الصغير رين أكاغي؟”
تنهد رين بداخله..
‘يبدو أنها من أتباعي الذين لا أعرفهم مجددا…’
إبتسم رين بينما يقول:
“أجل أنا هو رين أكاغي…”
وووش
في تلك اللحظة قامت الفتاة بخفض رأسها بينما وجهها محمر بالكامل:
“أنا أعتذر أيها السيد الصغير، أنا أنا أنا إسمي تشي ميرنا إبنة زعيم عشيرة السيف تشي كاي…”
لاغم أنه سيدهم الصغير حقا، وهو الزعيم الذي يجب أن يقودهم مهما كان عمره، ولكن بالكاد يستطيع رين تحمل الأمر، فهولا يريد مثل هاته المعاملة الكبيرة، هو يريد فقط أن يحترمه الجميع وأن يكونو سعيدين حوله، لذا فهو إبتسم قائلا:
“لا داعي لذلك فلتقفي ميرنا، تشرفت بمعرفتك…”
قام رين بالإبتسام بوجه ميرنا، ولكن هيا وجهها قد أصبح أحمر قاتما كالدم من شدة الخجل بينما تقول بخجل:
“سسسيدي ال ال الصغير، ووووالدي ينتظرك رفقة الزعيم هان…”
كان رين متفاجئا من تصرفات هاته الصغيرة أمامه ولكنه لم يلقي بالا لتصرفاتها، فقد كان متشوقا للقاء الأخ الأصغر للزعيم مينغ، الزعيم الجديد لعشيرة تشي، كاي، ولديه أيضا ما يخبر الزعيمين به، فزعيم عشيرة كيوستاي، الزعيمة أليشا ستكون مشغولة هاته الفترة بالبحث حول ما أمرها به رين، حول سر بطولة العشائر قبل سنوات حين مات شقيق فيول الأكبر، فهو سيساعد فيول بأخذ إنتقامه من الفاعل الحقيقي، أيضا قد طلب بالبحث وتصفية العشائر من أي خائن ولكن الزعيم مينغ قد تمكن من ذلك تماما بينما أليشا قد قالت أن عشرين بالمئة من عشيرتها خائنون ولكنها تملك خطة ما، لهذا ترك لها كل شيء وفي الغالب ستكون مشغولة قليلا، بينما مينغ سيكون مشغولا بترحيل أناس طائفة الأسد إلى هنا، فحسب كلام أوذيس، فالطائفة دمرت بالكامل بينما بعض الملوك منهم سيفاكس وأريناس وداريوس عانو من بعض الجروح الخفيفة، ولكن هم لا يزالون هناك لحماية الأبرياء، ولكن أكثر ما صدم رين هو خبر ديهيا التي كانت تحمل بداخل أحشاءها إبن معلمه سيلفر، لقد كان أفضل خبر قد سمعه لهذا هو طالب بترحيل كافة سكان طائفة الأسد إلى هناك وجعل كل الملوك بصفة عامة وديهيا بصفة خاصة تتراجع، فديهيا يجب أن تعيش وأن تلد إبن معلمه سيلفر بأمان وهدوء، فحتى لو إضطر للتضحية بحياته فإبن سيلفر لن يموت قطعا…
-(جايكم سيلفر صغير ههههه)-
قام رين بإغلاق باب الغرفة قبل أن يتوجه لقاعة القصر ومن الخلف كانت ميرنا تتبعه وتنظر لظهره بينما تقول بداخلها..
‘هل هذا هو الزعيم الجديد ؟ هناك هالة نبيلة تحيط به، هو يبدو رائعا حقا مثل ما قال إبن عمي أكازاكي’
بينما كانت ميرنا تفكر فإن وجهها إحمر خجلا بمجرد التفكير حول رين..
‘تبا ما الذي أفكر فيه…’
قامت ميرنا بالإسراع في اللحاق برين من الخلف قبل أن يصلو لقاعة القصر حيث كان بعض الشيوخ من كل العشائر يحيون رين، والذي بادلهم التحية هو الآخر قبل أن يوجه نظره ناحية الزعيم هان وذلك الشخص الذي بجانبه، لقد كان شخص ذو شعر أصفر وعينين حمراوتين كالياقوت مثل أكازاكي ومينغ ولكن ما حيره أن ميرنا كانت تملك أعين زرقاء عكسهم، كانت ملامحه مهيبة وتحوم حوله هالة نبيلة، كان يبدو صغيرا جدا حسب مظهره في الغالب هو لم يتجاوز الثلاثين، ولكن سرعان ما تنهد رين فهو لن يستطيع الحكم على عمر الناس هكذا فقط مثل ما حدث مع جده سابقا، إبتسم كلا الزعيمين بينما يحيان رين بالخضوع مباشرة:
“نحن نحيي السيد الصغير…”
“نحن نحيي السيد الصغير..”
قام رين بإمساك يدي هان وكاي ورفعهما بينما يقول ببسمة هو الآخر:
“دعونا من هاته الرسميات في كل مرة…”
إبتسم كلاهما قبل أن يجيب كاي ببسمة جميلة:
“أنت حقا تشبه سيدنا الإمبراطور العظيم ريو، أنا أتسائل حجم ومدى ما ستصل إليه…”
إبتسم رين بينما يقول:
“هذا لطف من الزعيم الكبير كاي..”
صمت رين لبعض الوقت قبل أن يقول:
“الزعيم هان، أريد منك أن تساعد مينغ في الإسراع بترحيل سكان طائفة الأسد لهذا المكان بأسرع ما يمكن…”
قام هان بضم يديه قائلا:
“حاضر سيدي الصغير…”
ومن الجانب إبتسم كاي بينما يقول:
“وأنا أيها السيد الصغير، ألن تشرفني بأمر منك…”
إبتسم رين قائلا:
“لا تقلق أيها الزعيم كاي أنا لم أنسك…”
تسللت بعض الأفكار داخل عقل كاي بينما يقول ببسمة داخل..
‘يبدو أن السيد الصغير ليس بهين حقا…’
“ولكن هل يمكنك الإقتراب قليلا…”
إقترب كاي بينما يهمس رين بداخله:
“الزعيم كاي أريد منك أن تضع بعضا من الرجال حول قاعة النجمة السماوية…”
في تلك اللحظة إبتسم كاي :
“هاهااهاه وأنا كنت أتسائل ما سيخبرني به السيد الصغير، ولكن لا تقلق الكل يعلم أن العشائر الثلاثة أصبحت عدوة لقاعة النجمة السماوية كما أن مينغ قام بفعل ذلك قبلا، فلا تنسى أننا أول من وجه العداء لتلك القاعة…”
تفاجئ رين قليلا ولكنه تناسى الأمر ليقول:
“إذن لا داعي أن أهمس مرة أخرى، ولكن أريد شيئا آخر، أتسائل إذا كان يريد الزعيم كاي سماعه…”
إبتسم كاي قائلا:
“فرحا وسرورا سيدي الصغير فلتطلب ما شئت…”
إبتسم رين بإبتسامة خبث صغيرة، فهذا الكاي قد سخر منه حين همس بأذنه أول مرة وهو لم يرد أن يحرجه، ولكن هذا الكاي قام بإحراج رين قليلا لذا فهذا الوقت ليرد به قائلا:
“أنا أريد أخذ إبنتك معي قليلا…”
تفاجئ كاي وحتى أن وجهه قد بدأ بالتعرق من شدة خجله، فما الذي يقوله هذا الفتى، هو يطلب الزواج من إبنته أمام الجميع دون أن يخجل قليلا، رغم أن كاي كان مصدوما ولكنه كان سعيدا بداخله فمستقبل إبنته سيكون مشرقا بجانب الزعيم الجديد لطائفة التنين التي تجمع تحتها العشائر الثلاث، ولكنه كأب لا يستطيع إحتمال ما يقوله رين ببساطة بينما يقول بوجه محمر بعض الشيء وتردد كبير:
” ولل لكن إب إبنتي…..”
كانت ميرنا خجلة تماما ووجهها أكثر حمرة من أي وقت قد سبق، فهيا لم يتخيل لها أن شخصا مثل زين إبن الإمبراطور ريو أكاغي المبجل سيطلب يدها للزواج، في تلك اللحظة إبتسم رين قائلا:
“أنا أريد الذهاب في رحلة تدريبية صغيرة وأريد من ميرنا مساعدتي، لهذا سآخذها معي لتكون مرشدتي لبعض الوقت…”
بوووم بوووم على رأس كل من ميرنا وكاي، فيبدو أنهم فهمو رين بشكل خاطئ قبل أن يصدمه مجددا:
“ما الأمر أيها الزعيم كاي ؟ هل حدث شيء لما أنت صامت ؟ هل فهمت الأمر بشكل خاطئ ؟ أم ماذا ؟”
كان رين يبدو كالأبله بكلماته ولكن كلها لها معنى وهو رد الدين لكاي الذي كان محبطا قليلا قبل أن يقول:
“حسنا يمكنها الذهاب معك…”
إلتوت حافة فم هان بإبتسامة خفيفة مما فعله رين بإحراج زعيم عشيرة تشي بينما يقول بداخله..
‘حتى بالكلمات هو زعيم رغم صغره…’
ولكن سرعان ما إختفت تلك البسمة ليسأل بجدية:
“ولكن هل لي أن أعرف أين يريد السيد الصغير الذهاب ؟”
إبتسم رين قائلا:
“حتى أنا لا أعرف، أولا سأذهب لشراء بعض الأشياء من الأسواق، وبعدها أريد من ميرنا أن ترشدني لأقرب مكان يحتوي كمية مغمورة من المياه..”
رد كاي وهان فورا:
“هل نرسل معك بعض الحراس”
رد رين بلا مبالاة:
“فلتجعل إثنان يتبعاني من الخلف وإجعل بضعة حراس خلف الإثنين، فأنا أريد الذهاب للسوق ولفت بعض الإنتباه قليلا وهذا قد يجعلني عرضة لخطر لست مستعدا له…”
لم يفهم كلا الزعيمين كلام رين وما سيفعله ولكنهما شعرا بأنه فتى حكيم بعض الشيء ولديه خططه لذا فهما قد وافقا على الأمر…