ورثة السماوات - الفصل 209 : الحقيقة
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 209:
-الحقيقة-
(قراءة ممتعة)
داخل قصر عشيرة الضوء الأسود حيث كان رين واقفا بصدمة بعد كل ما سمعه، الشخص الذي قتل والدته ويسعى للإنتقام منه هو أخوه غير الشقيق، كان رين مصدوما بعد كل ما سمعه ولكن أكثر ما صدمه حقا هو أن ذلك الشخص هو مختوم داخله، وهذا جعل رين يفكر بالشخصين اللذان تحدثا إليهما سابقا، الأول هو أوهورا جين أخ معلمه الأصغر، ولكن الشخص الثاني لم يعرفه مطلقا رغم أنه ساعده كثيرا، بعد كثير من التفكير فالهالة السوداء التي تحيط به أحيانا وترقع قوته والأجنحة العظمية تلك هيا بالتأكيد شيء لا يمكن سوى لسلالة الشياطين إستعماله، وهذا جعل رين يتأكد أن ذلك الشخص الذي كان يتحدث له بداخل عقله طيلة هذا الوقت هو شياو أخوه غير الشقيق وعدوه اللدود الذي قتل والدته….
كانت تلك المعلومات ثقيلة على رين بعض الشيء وقد جعلته يكتئب قليلا، ولكن سرعان ما هدئ نفسه ليسأل بفضول:
“إذا كان شياو هو حقا أخي غير الشقيق، لكني أتسائل لما يكره والدي وحتى أنه قتل والدتي وحاول قتلي أنا ويوكي في الماضي؟ لا أفترض أن تزوج والدي بإمرأة ثانية هو سبب كافي ليكره شياو والدي وكل عائلته الجديدة…”
تنهدت أليشا قليلا فهيا لا تريد إخبار رين بهذا الأمر، ولكن الأمر محتوم في النهاية:
“والدك الإمبراطور…..”
في تلك اللحظة وقبل أن تكمل أليشا كلامها فإن ذراع أوذيس أو بالأحرى مخالبه قد سبق ووصلت لعنقها بينما يقول بجدية كبيرة، كانت عينا أوذيس تشبه الوحش بينما يده أصبحت تحتوي على بعض الشعر أقرب منه للفور وفي أطراف أصابعه كانت هناك مخالب حدة بينما تلمس رقبة أليشا بينما يقول:
“أظن أن علينا التوقف هنا….”
بالكاد إستطاعت أليشا إبتلاع ريقها، فهيا حتى لم تلاحظ متى وصل أوذيس لرقبها، ولكن ما بث الرعب داخلها هو عينا أوذيس…
ووووش
ولكن في تلك اللحظة وقبل أن يلاحظ أحد فإن سيفا بسرعة الرعد، لا بل بسرعة البرق، لقد كان الأمر لجزء من الثانية ولكن كان قادر على قطع ذراع أوذيس بينما يعيد السيف لغمده قائلا بجدية عكس المرات السابقة:
“إن لم يعرف السيد الصغير الحقيقة الآن فأتسائل متى سيعرف ؟ وأيضا لا تجرؤ على رفع سلاحك أو إبراز هالتك في حضرة السيد الصغير مجددا…..”
كان ذلك الشخص الذي قطع ذراع أوذيس هو تشي مينغ، ولكن قبل أن يلاحظ أحد فإن أوذيس صوب لكمة قوية بإستعمال ذراعه اليسرى على مينغ ، ولكن رغم سرعة مينغ إلى أنه لم يستطع سحب سيفه ليدافع بإستعمال الغمد فقط وهذا جعل قوة اللكمة ترسله طائرا للخلف بعشرات الأمتار بينما يحطم العديد من جدران القصر….
في تلك اللحظة كان الجميع مصدوما مما يحدث، وحتى رين لم يعرف ما يفعله، بل لم يعرف حتى ما حدث ويحدث، الأمر كان في ثواني معدودة وهذا قد تخطى توقعاته تماما…
صوت خطوات قادم من الحفرة التي أحدثها أوذيس بإرسال مينغ طائرا بفعل لكمته، تقدم مينغ بخطى ثابتة قبل أن يبصق الدم من فمه…
فور وصول مينغ للقاعة فهو قام بسحب سيفه بينما يقول بنية قتل وجدية كبيرة:
“لا أريد مقاتلة وحش مثلك ولكن لا مفر من ذلك…”
في تلك اللحظة تقدم رين وسطهما بينما يقول بغضب:
“فلتتوقفا كلاكما حالا…”
في تلك اللحظة قام مينغ بإعادة السيف لغمده بينما يركع أرضا، ونفس الأمر في الجهة المقابلة فإن أوذيس ركع أرضا بينما يطلبان السماح بصوت واحد:
“أنا أعتذر من السيد الصغير…”
“أنا أعتذر من السيد الصغير…”
لا يزال رين مصدوما مما يحدث قبل أن يقول والغضب يملئ وجهه:
“حرب كبيرة تطرق أبوابنا، ليس فقط من فرع النجمة السماوية، ولكن من منظمة النجمة السوداء كلها وأنتم الآن تحاولان قتل بعضكما في حضرتي….”
كانت نظرات رين غاضبة تماما، فهو أدرك أنه لو لم يكن ذو عزيمة أكبر من هذه وروح قيادية فهو لن يستطيع التحكم في طائفة التنين الجديدة ولن يصبح كوالده أبدا إن لم يعاقب كل من يخالف أوامره أو يتجرأ على إهانته، لذا فهو إستجمع نفسه بينما يقول بجدية ونبل كبير:
“ما الذي سيحدث بعد أن قطعت ذراعه مينغ؟”
قام مينغ بخفض رأسه بينما يقول:
“أطلب العفو من حضرتك، ولكن ذلك الرجل أمامك ليس بشريا عاديا فلا داعي للقلق عليه…”
تفاجئ رين بينما يدير رأسه لأوذيس قبل أن يجد كل من حوله مصدوما ليصدم هو الآخر، ذراع أوذيس المقطوعة قد نمت مجددا بينما يده الأخرى لازالت في الأرض، لم يقم أوذيس بتركيب ذراعه المقطوعة وليس هناك أثر هالة حول يده، لذا هيا ليس ذراعا من الطاقة، لقد كانت ذراعا عادية قد نمت مجددا، ولكن رين حوال إخفاء صدمته بينما يقول لأوذيس بجدية:
“لما قمت بإيقاف أليشا ؟”
في تلك اللحظة خفض أوذيس رأسه قائلا بجدية هو الآخر:
“أنا أطلب العفو من حضرتك، ولكن هناك بعض الأمور لا يجب أن تعرفها، فلم يحن وقتــــ….”
“اصمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت”
صوت صراخ رين الكبير جعل أوذيس يصمت بينما ينظر له رفقة البقية بصدمة:
“إلى متى ؟ إلى متى سأبقى جاهلا بكل ما يحدث حولي ؟ فقدت ذاكرتي منذ زمن بعيد ولا أتذكر أي شيء قبل ذلك سوى بعض الصور التي تحدث صداعا مؤلما داخل عقلي، وأيضا لا أعرف ما حدث ويحدث بعائلتي، لطالما إعتاد معلمي أن يخبرني أنه لم يحن الوقت، ولكن منذ موت معلمي فلن أثق بجملة لم يحن الوقت أبدا، لذا إن لم تخبروني الآن فأنا سأسعى لمعرفتها وحدي…”
كان رين غاضبا بينما يصرخ في الأنحاء وهذا جعل الجميع صامتا ومصدوما، وحتى أنهم أحسو بثقل الكلمات التي يقولها، فلا يعقل أنك تحاول أن تفعل شيئا وأنت لا تعرف ماهو، إنه لأمر مرهق حقا وخاصة على فتى لم يبلغ حتى الرابعة عشر من العمر مثل رين، في تلك اللحظة بعد صرخات رين وكلماته التي نبعت من القلب فإن الجميع إستطاع الإحساس بقلب رين المجروح ومدى ثقل ما يحمله على كاهله….
ووووش
في تلك اللحظة توهج خاتم رين قبل أن تخرج منه هيئة أوهورا الشفافة بينما يقول مخاطبا رين وأوذيس:
“لقد كبرت حقا رين، لذا لا مفر من إخباره أليس كذلك أوذيس…”
تفاجئ أوذيس من الشخص الذي ظهر الآن، أوهورا جين أحد أعز أصدقاء أوذيس أكثر من أي واحد من بقية طلاب الإمبراطور ريو…
تنهد أوذيس بينما يقول:
“أظن معك حق….”
قام أوهورا بإدار رأسه ناحية أليشا بينما يقول:
“السيدة أليشا فلتكملي ما كنتي تقولينه قبل قليل…”
كان الجميع مذهولا من الهيئة الروحية التي أمامهم فلا أحد إستطاع معرفته عدى الزعماء الثلاثة إضافة لأوذيس ورين، أما شينومي وأكازاكي وشيرو إضافة للشيخ وانغ قد كانو ينظرون بصمت…
تكلمت أليشا بصدمة:
“أوهورا الصغير متى إستطعت جمع شتات روحك…؟”
إبتسم أوهورا قائلا:
“هاهاه قبل مدة قصيرة فقط…”
في تلك اللحظة إنصدم شيرو بينما يقول من خلف الجميع:
“أوهورا، ألست الملك الأزرق أوهورا الأخ الأصغر لملك الظلام سيلفر ؟ ألم تمت قبل مدة؟ ما الذي تفعله هنا ؟ وكيف عدت؟ إذا عدت أنت ألا يعني هذا أن أخوك ومعلم رين سملك الظلام سيلفر يمكن أن يعود للحياة…؟”
في تلك اللحظة خفق قلب رين بقوة فور سماع هاته الكلمات التي تصدر من شيرو ليقول:
“شيرو، معلمي مات لا داعي لذكر الماضي، أنا أريد الحصول على إجابات لأسئلتي….”
تنهد شيرو بينما يتراجع للخلف قليلا فهو كان سيكون سعيدا جدا لو كان بإمكان سيلفر العودة للحياة مثل أوهورا، بهذا فإن الكآبة التي بداخل رين والحمل على ظهره سيقل قليلا، فهو الشخص الذي يحبه ويثق به رين أكثر من أي أحد، وأيضا فهو أحد منافسي شيرو الذين يريد التغلب عليهم…
(ملاحظة مؤلف: إضحكو على شيرو قليلا فهو يعتبر سيلفر أحد منافسيه، والأكثر من هذا هو أصبح طالبا لأوذيس بعد تحديه في قتال وقد خسر بألف قتال من أصل ألف قبل أن يصبح طالبا عنده هههههههه)
تنهدت أليشا من الجانب بينما تقول:
“سبب كره وحقد شياو على والدك وعائلته الجديدة هو….”
صمتت أليشا لبعض الوقت فهيا لا تريد أن تقول مثل هاته الكلمات التي ربما تغير نظرة رين لوالده ولكنها جمعت شجاعتها لتقول:
“الإمبراطور المبجل ريو أكاغي قام بقتل زوجته الأولة ووالدة شياو هانا جين أمام عينيه….”
في تلك اللحظة إنصدم رين مما تقوله أليشا قبل أن يتسائل:
“وهل هناك سبب لفعلته تلك ؟”
رد أوهورا هاته المرة:
“بالنسبة لمعلمنا وإمبراطورنا العظيم كانت هذه الحادثة هيا أحد أسوء أحداث ماضيه لهذا المبهم، لهذا لم يخبر أحدنا ما السبب الذي دفعه لفعل ذلك، وحتى القصة بشأن معلمي ريو قتل زوجته الأولى السيدة هانا ماهي سوى إشاعات سمع بها زعماء العشائر من شياو، أما أنا وسيلفر فقد سمعنا بها في العالم السفلي، ولكن كلها غير موثوقة، هناك ثلاثة أشخاص يعلمون الحقيقة بدون إحتساب والدك….”
تفاجئ رين مما يقوله أوهورا، ولكن هذا الأمر ليس بشيء بسيط لذا سيسعى لمعرفة الحقيقة مهما كلف الأمر، لذا قد سأل بفضول وجدية:
“من هم ؟”
في تلك اللحظة أجاب أوهورا ببعض الخيبة:
“إثنان من الثلاثة قد ماتو، السيد العاشر ساي تو، وملك الموت راي كروسفورد…”
صمت أوهورا لبعض الوقت، فمعظمهم يعلمون بموت راي وهذا مازال يؤلم رين، فهو السبب في موت راي، وبالنسبة لساي تو فلا أحد تمكن من التعرف عليه سوى زعماء العشائر الثلاث رفقة أوذيس وأوهورا…
بعد بعض الصمت فإن أوهورا أكمل قائلا:
“الشخص المتبقي والذي يعلم بحقيقة ما حدث هو ملك العالم السفلي ملك الشياطين ليو جين…”
تفاجئ رين مما يسمعه، فلو أراد معرفة حقيقة ما حدث مع والدة شياو ووالده فهو يجب أن يذهب في رحلة للعالم السفلي، ولكن هذا جعل رين يشعر ببعض الضغط، هو يريد معرفة الحقيقة ولكن هناك أمور أهم يجب أن يفعلها…
كان تفكير رين حاليا منصب على إنشاء طائفة التنين ورفع قوته قبل إنتهاء مهلة العام ليذهب لجده، ولكن في تلك اللحظة فإن أوهورا تحدث قائلا:
“رين، أنت ستموت بعد أربع أو خمس أشهر كحد أقصى…”
بينما كان رين يفكر فإن كلمات أوهورا إندفعت داخل عقله ما جعلت قلبه يرتعش قبل جسمه، هو لم يكن خائفا من الموت ولكن ذكرها هكذا مباشرة جعل قلبه يرتعش قبل أن يفعل جسمه…
بالكاد إبتلع رين ريقه بينما يقول:
“ما الذي تقوله ؟”
في تلك اللحظة إزدادت جدية أوهورا بينما يقول:
“ألم تلاحظ أنك أصبحت تشعر بصداع أقوى من ذي قبل على رأسك وأن جسمك لا يطاوعك في بعض الأحيان ؟”
كانت كلمات أوهورا هيا واقع ما يشعر به رين حقا، وهذا جعل أذان رين تنفتح تماما:
“هناك ختمان داخل جسم، الأول موضوع على عقلك وهذا الختم لديه تأثيرات سلبية وهو ما يجعلك تفقد أجزاءا من ذاكرك أو حتى تفقدها منذ وقت وضع الختم، لو نضع عليك ذلك الختم لكان عقلك قد إنفجر… فلو كان شياو يملك جسدا لا يتواجد سوى مرة كل آلاف السنين، فأنت قد فتحت الحكمة المقدسة ويمكنك تعلم المسارات الحقيقية لفنون زراعة القوة، لا يوجد سوى الورثة من يستطيعو فتح الحكمة المقدسة ولكن هذا بعد عشرات ومئات السنين وبعد الوصول لقوة كبيرة وفي النهاية لا يمكنهم سوى فتح مسار أو إثنين كحد أقصى، فقط الأباطرة الأربع ومنهم جدك الإمباطور العتيق ووهان أكاغي هم من تمكنو من فتح ثلاث مسارات، أما أنت يا رين…..”
صمت أوهورا قبل أن يكمل قائلا:
“أنت بعد بضع سنوات من خروجك لهاته الحياة قمت بفتح حكمتك المقدسة، والأكثر من هذا أنك فتحت مسارين وأنت حتى لم تعش مئات أو آلاف السنين ولم تصل لذاك المستوى الذي يؤهلك لفتحها، فلا أحد في كافة هاته العوالم يمكنه توقع إنجازاتك….”
كان كل من هناك مصدومين مما يقوله أوهورا، فهناك زعماء العشائر الثلاث وأوذيس يعرفون الحقيقة ولكن مهما كان عدد المرات التي يسمعون هذه الكلمات فهم يصدمون في كل مرة، في تلك اللحظة قام أوهورا بإكمال كلامه:
“على كل الختم على عقلك سيبقى على حاله لبعض الوقت الإضافي، ولكن الختم على جسدك هو من سيقتلك، ختم دراغيس يتكون من أربعة وخمسين ختم صغير بداخله، كل ختم موضوع على نقطة زوالية من جسدك، يوكي قام بفك ستة وثلاثين ختم سابقا، أما الآن فأنت لا إراديا بفك ثلاثة أختام أخرى، ولكن لو قمت بفك ختم آخر فربما قد ينفجر جسدك بسبب ردة فعل ختم التنين العنيفة، لذا بعد أن تقوم بما أتيت لأجله هناك سيقوم أوذيس بإيصال رسالتي إلى بقية الملوك، حيث سينتظرونك بعد شهرين أمام مصفوفة ختم الظلام الأزلي….”
كان رين مصدوما ليقول بصدمة:
“وما الذي سنفعله، لا تخبرني أننا….”
قام أوهورا بالرد على رين مقاطعا كلماته:
“أنا بداخل جسدك حتى أتفقد الأمر، ولكن يبدو أن الوضع يتفاقم ويزداد سوءا لو لم نفعل ذلك، لذا بعد شهرين سنقوم بالذهاب لمكان طائفة التنين القديمة ونقوم بفك الختم على جسدك وإعادة شياو لجسده……”
المؤلف:
red-akagame
رائد الأمين