ورثة السماوات - الفصل 200 : رين يبتسم مجددا-
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 200:
كانت الفتاة من عالم أصل السماء واقفة بجانب رين الذي لا يزال مستلقي على الأرض بينما ينظر ناحية ظهر آرثر مستغربا ومذهولا أو بالأحرى مصدوما من كلماته التي قالها، فرغم أن هذا الشخص أمامه يبدو مألوفا ولكن لا يتذكر ولا شيئ عنه، كان رين في حيرة من أمره مترددا، فهو قبل قليل عانى من بعض الصدمات النفسية والآن هذا الشخص أمامه يريد أن يأخذه حيث العشائر الثلاث، في تلك اللحظة تحدث شيو فان بهدوء:
“أتسائل مدى مؤهلاتك وإمكانياتك لتأخذ شخص مثله ؟ وكيف يمكن أن نصدقك؟”
تجعدت حواجب آرثر قبل أن يقول بهدوء هو الآخر:
“وأنا أتسائل ما شأن شخص آخر بما يحدث داخل عالمي ؟”
صمت شيو فان لبعض الوقت قبل أن يبتسم قائلا:
“هاه، عالمك ؟ رغم أن عمرك قد تجاوز المئة ولكن مستوى قوتك وصل لمستوى لا بأس به رغم حجم الطاقة السماوية الروحية ومواردكم القليلة في هاته العوالم المتدنية”
في تلك اللحظة إنصدم أرثر مما يقوله هذا الرجل أمامه فنظرة واحدة منه جعلته يبدو كالشخص العاري أمامه فكل أوراقه مكشوفة بينما يقول داخله..
‘بنظرة واحدة إستطاع معرفة عمري ومستوى قوتي ومع ذلك هو لم يخف، بل…..’
في تلك اللحظة إزدادت صدمة آرثر بينما ينظر ناحية شيو فان بأعين مرتبكة قائلا:
“هل أنت من عالم…..؟”
وقبل أن يكمل آرثر كلامه فإن شيو فان قاطعه قائلا:
“لا أظن هذا يعنيك…..”
رغم أن آرثر مصدوم تماما فهذا الشخص يبدو من ذلك العالم وهذا جعلت رغبته بلقاء يوكي تزداد لدرجة أن قلبه ينبض بسرعة، فهاهو أمامه خيط يمكن أن يوصلهم لذلك العالم، ولكن رغم ذلك فهذه مجرد فرضية سيتأكد منها حين يأتي الوقت، فلو كان حقا من ذلك العالم فهذا سيكون أفضل ما يحصل لهم، ولكن آرثر أخفى ذهوله قليلا بينما يركز على ما يحدث في الوقت الحالي قبل أن يقول:
“بما أني لست هنا من أجلك فسأكتفي بالرد على هذا الفتى هنا…”
صمت آرثر قبل أن يوجه بصره ناحية رين:
“أنا أحد طلاب الإمبراطور ريو أكاغي وصديق معلمك وبقية الملوك الآخرين، ألا تظن أن هذا كافي ليثبت مدى صدقي….”
في تلك اللحظة إنفتحت عينا رين بينما يحرك نفسه بهدوء واقفا، ولكن قبل أن يقف تماما فإنه شعر ببعض الدوار والصداع بينما يسعل بعض الدم، ولكن قبل أن يسقط فإن تلك الفتاة تقدمت لتمسك برين قائلة:
“هل أنت بخير ؟”
“طائر العنقاء الأسطوري”
كان ذلك الكائن مهيبا ونادرا في كامل العوالم، يمكن القول أن هناك ما لا يتعدى عشر طيور عنقاء على الأكثر في كافة العوالم الرئيسية والفرعية وهذا جعلها تنصدم تماما، ولكن قبل أن تقول شيئا فإن آرثر رد قائلا:
“هو مجرد شظية روحية من طائر العنقاء الأصلي، هذه الشظية تستعمل لتهدئة القوى العقلية والروحية وشفاء كل الإصابات والجروح لخمس مرات قبل أن ينتهي مفعولها…”
شعرت تلك الفتاة أنه كاد يغمى عليها، فهذا الطائر أسطوري ونادر بحق لهذا فهيا كادت تصدق أنه طائر جقيقي، ولكن إمتلاك شظية روحية لطائر أسطوري مثل العنقاء هو كنز غالي الثمن….
في لحظة الصمت الصغيرة تكلم رين قائلا بلا مبالاة:
“وما أدراني أن كل من هب ودب يمكن أن يأتي لي ويطلب رفقتي ويقول أنه واحد من طلاب والدي…”
إنصدم آرثر من كلمات رين فهو لم يتوقع مثل ردة الفعل هاته، فهو لا يريد أن يفصح هويته لرين، ليس في الوقت الحالي على الأقل ولكن هذا يصعب الأمور، ولكن بعد التفكير قليلا فإن آرثر تنهد قائلا:
“حسنا أيها الشقي أنا…..”
في تلك اللحظة وقبل أن يكمل آرثر كلامه فإن هالة سماوية زرقاء توهجت أمامهم بينما تظر روح أوهورا الذي بدى مبتسما بينما يقول:
“لم نلتقي منذ زمن آرثر….”
تفاجئ آرثر والبقية من هذا الشخص ذو الهيئة الروحية والذي بدأ مباشرة بمحادثة آرثر قبل أن يستدير ناحية رين قائلا:
“رين الصغير، يمكنك الوثوق به يا فتى فهو بالفعل أحد طلاب والدك….”
تفاجئ رين من هذا الشخص أمامه فحسب ما يتذكر هو الشخص الذي كان يحادثه في الآونة الأخيرة وساعده بضع مرات أوهورا جين أخ معلمه سيلفر….
كان رين يفكر لبعض الوقت قبل أن يقول:
“حسنا أنا أصدقكما ولكن لدي شرط قبل الذهاب معك…”
تفاجئ آرثر مما يقوله رين قبل أن يبتسم قائلا:
“أجل يمكنك أن تخبرني بشرطك…”
بالنسبة للآرثر هذا الشرط هو أفضل من الإعتراف بهويته لرين، ويبدو أن تدخل أوهورا كان من أفضل التدخلات بالنسبة له
(ملاحظة مؤلف: سعادة آرثر بتدخل أوهورا مثل سعادة كل الجزائريين بهدف الجزائر في الدقيقة الأخيرة من نصف نهائي كأس إفريقيا ضد نيجيريا والتأهل للنهائي هههههه لهذا هو سعيد بحق)
قام رين بإشارة إصبعه ناحية الفتاة من عالم أصل السماء بينما يقول:
“أريد أن أتأكد من عودتها سالمة لعالمها ومملكتها قبل أن نذهب للعشائر الثلاث…”
صمت الكل من كلمات أوهورا قبل أن يبتسم أوهورا قائلا بينما يختفي تدريجيا:
“ليس لدي وقت كثيرا ويجب أن أعود، ولكن أنا أوافق بدل من آرثر…”
بعد رؤية آرثر لأوهورا يغادر ويجاوب بدل منه فهو تنهد فالوقت يمضي ولا يريد قضاءه بأشياء مثل هاته، ففي الغالب الرحلة لعالم أصل السماء قد تستغرق منه بضعة أيام و أخذ هاته الصغيرة لمنزلها قد يستغرق أياما أخرى وقد يؤدي هذا إلى بعض المشاكل جراء سوء التفاهم هناك، فرين لا يعرف حالة عالم أصل السماء جيدا، ولكن بما أن أوهورا وافق فلا مفر لأوهورا…
كانت تلك الفتاة تراقب ظهر رين بهدوء، فهذا الفتى أمامها أنقذها من الموت في خادثة الصحراء، وبداخل الهاوية، وقبل قليل فهو عرض تابعه لمقاتلة أحد أقوى الأشخاص القائد الأعلى لإمبراطورية الأرض الكبرى رغم أن مملكته تنتمي لتلك الإمبراطورية وحتى الآن ورغم كل ما حصل لا يزال يتذكر كلمته حين طلب منها المساعدة ووعدها بأن يعيدها لعالم أصل السماء لو ساعدته في المقابل، ورغم ذلك هيا لم تقدم له المساعدة مطلقا، بل العكس هو من قام بكل شيئا، وهذا جعلها متوترة بينما تنظر لظهر رين بهدوء حتى شردت ونسيت نفسها بين تلك الذكريات قبل أن يوقظها رين قائلا ببسمة خفيفة على وجهه:
“أنا أعلم أنك تنظرين للأمر بمفهوم خاطئ….”
إستيقظت الفتاة من ذكرياته بينما تتسائل حول ما فهمته خاطئ بينما تكمل سماعها لكلمات رين:
“أنت ساعدتني كثيرا وخاصة حينما صفعتي تلك الفتاة بصفعة دوت داخل عقلي وجعلتني أبتسم الآن، شكرا لك….”
كان رين يبتسم بينما ينظر ناحية تلك الفتاة، وهذا جعلها أكثر غرقا ببسمته الجميلة تلك، فهيا قد قضت معه أسابيع معدودة، ولكنها كانت شبه متأكدة أن رين دون مشاعر قبل اليوم، وبسمته الحالية خير دليل، بينما تبتسم هيا الأخرى بإحراج:
“شكرا لك أنت….”
قام الإثنان بمصافحة بعضهما ببسمة كبيرة قبل أن يقول آرثر:
“بوابة عالم أصل السماء إنها هناك فقط على بعد بضع عشرات الأمتار….”
قام الجميع بالذهاب إلى هناك وماهي سوى دقائق معدودة قبل أن يصلو، ولكن قبل أن يدخلو للكهف الذي يعتبر بوابة الوصل بين العوالم فإن الفتاة تقدمت قليلا بينما تقول:
“أظن أن هذا كثير بالنسبة لي، يمكن أن أكمل من هنا وحدي…”
تفاجئ رين مما تقوله ولكن آرثر وافقها الرأي مباشرة بقوله:
“أنت لست عليما بما يحدث في عالم أصل السماء، ولكن تركها تكمل من هنا وحدها هو القرار الصائب لكلا الطرفين…”
في تلك اللحظة تكلم رين بهدوء:
“اخرج….”
وووش
من العدم خرج تنين يوشي ضخم أمام رين قبل أن يقول مجددا:
“شيو فان….”
قام شيو فان بالرد فورا:
“أجل….”
“خذ تنين اليوشي معك وساعد السيدة الصغيرة على العودة لمنزلها بأقصى درجات الرفاهية….”
في تلك اللحظة إنصدم الجميع وخاصة شيو فان بينما يقول:
“ما الذي تقو…”
وقبل أن يكمل كلامه فإن رين ألقى بنظرة جدية بإتجاهه ما جعله يصمت لبعض الوقت قبل أن يقول:
“حاضر…”
تحت أمر رين فإن شيو فان واقف مباشرة ولكن تلك الفتاة لازالت مصدومة وصامتة تماما وبينما كانت على شفى الرفض فإن شيو فان تكلم قائلا:
“أنا سأقوم بحمايتك ومساعدتك حتى عودتك للديار، وبالنسبة للرفض فلا أظنه خيارا متاحا تحت ظل إصراره….”
كانت تلك الفتاة متفاجئة تماما مما يحدث أمامها بينما يتقدم رين ليعطيها كريستالة فضائية بإمكانها وضع تنين اليوشي فيها وإستعماله لمساندتها في وقت الضرورة…
قامت تلك الفتاة بقبول الجوهرة بعد أن قام رين بوضع تنين اليوشي داخلها، ولكن فور قبولها كرستالة رين فإن يداهما تلامستا لجزء من الثاني ما جعل الفتاة تشعر بالإحراج بينما رين لا يزال واقفا قبل أن يقول:
“فلتحرصي على الإعتناء بتنيني وشيو فان، سآتي لعالم أصل السماء لأسترد كل ماهو ملكي…”
كانت بسمة رين واثقة تماما فهو يقول ما سيفعله حقا وهذا جعل الفتاة تهدئ من إحراجها قليلا ولكن نبضات قلبها لازالت في تسارع قبل أن تحدث نفسها داخليا، فما الذي تفعله فهذا الفتى هو عدوها ولكن رغم مساعداته ولكن في النهاية سيبقى عدوا، لذا هيا كبحت كل مشاعرها وما حدث بينهم و إبتسمت قائلة:
“لنلتقي لاحقا….”
كانت تلك كلمات الفتاة قبل أن تدخل ذلك الكهف مع بسمة كبيرة فور توديع رين، ولكن بداخل قلبها فهيا كانت تتمنى أن لا يلتقيا مجددا فإذا إلتقيا مرة أخرى ففي الغالب سيكون الأمر في ساحة المعركة كعدوين….
في تلك الأثناء بينما كان رين مبتسما فور توديع شيو فان وتلك الفتاة فإنه تذكر شيئا مهما بينما يقول ببلاهة:
“اااه نسيت أن أسألها عن إسمها، ولكن لا بأس سأسألها المرة القادمة….”
حاول رين التراجع ولكن قبل أن يحدث هذا فإن آرثر أوقفه قائلا بكلمات مهيبة مع بعض الضغط المنبعث:
“ما الذي تحاول فعله بالضبط ؟”
كان رين لا يزال يبتسم ولكن آرثر عكر بسمته قبل أن يجيبه بسؤال:
“ما الذي تقصده بماذا أفعل ؟”
في تلك اللحظة رد آرثر فورا بنية قتل:
“ما الذي تفعله أيها الشقي ؟”
صمت رين لبعض الوقت قبل أن يتنهد بينما تختفي بسمته بينما تحل الملامح السوداء على وجهه مجددا ليقول بلا مبالاة:
“ما الذي تظنني أفعله، أعاني من فقدان ذاكرة حول ماضي، ولا أعرف ما يحدث في عالم أصل السماء، العالم الذي سأنطلق له ربما ليس قريبا ولكن الأمر ليس ببعيد، فماذا كنت تتوقع مني ؟ أكنت تتوقع أن أصمت وأقف مكتوف اليدين بينما أنتظر كل شيء على طبق من ذهب؟ على الأقل إرسال شيو فان لجمع المعلومات والأخبار حول ذلك العالم قبل أن أذهب هناك سيكون فكرة جيدة…”
تفاجئ آرثر من رين تماما، فهذا الفتى أمامه تغير كثير في الآونة الأخيرة وأصبح أكثر خبثا او بالأحرى أكثر دهاءا، وهذا جعله يشكك حول مدى صدق رين في كل ما فعله، ولكن قبل أن يقول شيئا فإن رين شعر ببعض الصداع الخفيف الذي جعله يمسك عقله بعنف، فهذا الألم لا يضاهى حقا…
ولكن ماهي سوى ثواني قبل أن يتنفس رين بهدوء بينما يتكلم قائلا ببسمة كبيرة هذه المرة جعلت قلب آرثر ينقبض قبل أن ينبض بسرعة فور لفظ رين لآخر كلمة: