ورثة السماوات - الفصل 190 : لما أشعر بالغضب؟
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-لما أشعر بالغضب؟-
(قراءة ممتعة)
بينما كانت تلك الفتاة تتحدث حول هزيمة طائفة الأسد من قبل جيش منظمة النجمة السوداء الذي يقدر بألف مقاتل من كتيبة الموت السرية، إضافة لأحد القادة الثمانية، هذا جعل رين ينصدم مما تقوله هاته الفتاة، ولكن رين كان يتسائل كيف يمكن لألف مقاتل فقط أن يستطيع هزيمة جيش طائفة الأسد الذي يقدر عدده بأكثر من خمسة عشر ألف…
بدى رين مصدوما في أعين تلك الفتاة قبل أن تقول ببعض الحزن:
“آسف لما حدث لطائفتك؟”
أدار رين وجهه ناحيتها مجددا وبهدوء بينما يقول بلا مبالاة:
“ليس الأمر وكأني أنتمي لتلك الطائفة..”
صمت رين لوهلة قبل أن يقول بأعين خالية من المشاعر وجافة تماما:
“لم يعد هناك رابط يربطني بتلك الطائفة…”
رغم لا مبالاة رين وعيناه الخاليتان من المشاعر إلا أن تلك الفتاة استطاعت الشعور بمشاعر سوداء حزينة وكئيبة تحت كلمات رين الباردة، وهذا جعلها تتسائل حول ما حصل له ولكن قبل أن تقول شيئا فإن رين أغمض عينه بينما يرتل مجموعة من الكلمات الغير مفهومة..
لم تمر سوى دقائق معدودة قبل أن تتجمع الطاقة المحيطة بهم من كل جانب بينما تتشكل مثل الدوامة حول رين الذي كان يمتصها كالوحش المفترس، هذا جعل تلك الفتاة تصعق تماما، فطاقة عنصر النار هنا أشد كثافة ببضعة أضعاف من اي مكان آخر، ولكن صدمتها ازدادت تمام فور رؤية علامة التنين على ذراع رين بينما تتمتم:
‘تلك العلامة، لقد ظننته مجرد شخص عادي من مملكة التنين، ولكن تبين أنه شخص من عائلة أكاغي الحاكمة…’
كانت تلك الفتاة مصدومة حول هوية هذا الفتى ولكنها تنهدت بيأس، فهيا الأخرى أيضا حاولت تجميع الطاقة الروحية من قبل ولكن أقصى ما استطاعت جمعه من الطاقة حولها كان كالقطرة من بحر، وهذا في وقت تجاوز اربع ساعات قبل أن يبدأ نطاق روحها بالإحتراق ما جعل تدريب نموها يتراجع بنجمة، وهذا جعلها تيأس من فكرة تقوية نفسها، بسبب كثافة عنصر النار هنا.
كانت تلك الفتاة تريد إيقاف رين قبل أن تتمتم:
‘أحقا يجب عليا حقا مساعدة شخص مثله، أيجب أن أساعد عدوا مثله حقا؟..’
‘تبا، ما الذي أفكر فيه، لن أساعده، سأدعه يمر بما مررت به…’
قامت تلك الفتاة بإغماض عينيها بهدوء بينما تحاول نشر طاقتها في كل مكان حتى تستطيع تحمل حرارة الأرض العالية وشمس منتصف النهار الحارقة، فهذا المكان بالنسبة لها أشد حرارة من أي مكان سبق ودخلته…’
….
مرت حوالي ساعة بلمح البصر قبل أن تفتح تلك الفتاة عينيها على صوت أنين رين الخفيف، كان رين الحالي يتعرق بشدة بينما يخرج بعض الصرخات الخفيفة، وذلك جعلها تقول بعجالة:
“فلتتوقف، لا تتدرب أكثر من هذا فعنصر نار هذا المكان فظيع بشكل غريب…”
كانت تلك الفتاة تصرخ على رين لكي يتوقف، ولكن رين لم يستطع سماعها بينما يكمل جمعه للطاقة حول المكان قبل أن يحدث شيء غريب.
في تلك اللحظة شعرت تلك الفتاة إضافة لكل الأشخاص المقيدين هناك أن الحرارة بدأت تقل تدريجيا، أو بالأحرى كان رين كالدوامة التي تبتلع طاقة عنصر النار التي هناك.
بوووم
بوووم
إنفجر صدى من داخل رين قبل أن تنكسر السلسلة حول ذراع رين اليسرى بينما يفتح عينيه بهدوء.
وووش
إجتاحت عينا رين للمكان بسرعة وهذا جعل كل من هناك يشعر بتلك النظرة المشبعة بنية القتل والطاقة العنيفة، ولكنها لم تدم طويلا قبل أن يقوم رين بترتيل بعض الكلمات الغريبة بينما يحرك ذراعه اليسرى بغرابة..
كان المكان هادئ تماما بينما تعود الحرارة الحارقة مجددا وتدريجيا ولكن من حيث لم يلاحظ أحد فإن العديد من قطرات الماء إجتمعت من كل مكان من باطن الأرض، ومن أعلى السماء من الغيوم، إجتمعت العديد من قطرات الماء أمام عيني رين بدون وعاء.
قام رين بتقسيم ما جمعه من الماء لجزئين بينما يشرب نصفه قبل أن يعطي النصف الآخر للفتاة التي بجانبه:
“إشربي هذا..”
كانت تلك الفتاة مصدومة تماما بينما تقول:
“ألست مستخـ…”
وقبل أن تكمل تلك الفتاة كلامها فإن رين وتحت تحركات يده اليسرى أرسل الماء الذي جمعه إلى فم تلك الفتاة موقفا إياها عن الكلام.. إنصدمت تلك الفتاة لوهلة ولكنها قامت بقبول الماء بينما تشرب كل ما أعطاها رين دون تفويت قطرة واحدة، فهيا كانت عطشة حقا..
سرعان ما إنتهت تلك الفتاة من شرب الماء قبل أن تستعيد أنفاسها بهدوء، ولكن قبل أن تقول شيئا فإن رين قام بكسر قيوده بينما يقفز للأرض فذلك الإنفجار داخله قبل قليل كان خير دليل على وصول رين إلى مستوى روح بنجمتين، حتى بمستوى روح بنجمة فهو قادر على كسر تلك القيود ولكنه أراد الراحة وتدريب نفسه في هذا المكان الذي يعتبر جنة تدريب بالنسبة لرين..
قام رين بتمديد نفسه قليل قبل أن يرفع رأسه ناحية تلك الفتاة:
“لقد أعطيتك بعض الماء لأنك أخبرتني بعض الأخبار، ولكن لا أظن أنك تريدنني أن أنقذك بالمجان ؟”
كانت تلك الفتاة متفاجئة مما يحدث حقا فهذا الفتى تمكن حقا من كسر قيوده والخروج من هذا المكان، ولكن ما أغضبها هو عجرفة رين وأنه يريد معروفا مقابل إنقاذها، قبل أن تصرخ بغضب:
“سحقا لك، لا أريد منك إنقاذي..”
تنهد رين بهدوء بينما يستدير متجها ناحية قرية الأشخاص الذين سرقو منه خاتم والده وحتى أنهم أخذو النمر الذي يرافقه، وبعد خطوتين فإن تلك الفتاة قامت بالصراخ:
“ما الذي تفعله ؟ أين أنت ذاهب، سوف تقتل لو دخلت هناك..”
إستدار رين ناحيتها بهدوء قبل تتجعد حواجبه بينما يعود خطوة بخطوة، ولكن عكس ما توقعت تلك الفتاة فهو تجاوز الصخرة التي تحملها ليصل صخرة أخرى أبعد قليل قبل أن يقف عندها ويرفع رأسه قائلا:
“هل أنت العم جيروس؟”
قام ذلك الرجل المليء بالدم من كل مكان بفتع عينيه بصعوبة قبل أن يقول:
“رين… أهذا أنت ؟”
جيروس هو صاحب مطعم صغير بطائفة الأسد، لقد كان رين دائما ما يذهب ليأكل عنده ومعظم الوقت كان جيروس يعامله كإبنه وحتى أنه لم يقبل أي نقودا من رين أبدا، وهذا جعل رين يبتعد عنه قليلا ، فهو لم يرد إحباط تجارة العم جيروس الصغيرة بأكله لوجبات مجانية….
إبتسم ذلك الرجل جيروس بينما يقول مجددا:
“يبدو أنك كبرت حقا أيها الشقي الصغير، لقد سمعت أنك دخلت أكاديمية الروح العظمى وأصبحت طالبا لأحد الملوك، لقد أصبحت قويا حقا، لقد جعلت عشرات أو عليا القول مئات الوجبات التي أحضرها لك تذهب للكلاب كل ليلة لأنك لم تأتي..”
كحححه كح كحح كح…
كان العم جيروس يسعل الدم فور إكماله لتلك الكلمات وهذا جعل قلب رين يضطرب، فهذا الشخص كان يرمي وجبة كل يوم بسببه:
“أظننت أنك ستفسد تجارتي بمجرد وجبة، كححح كحه… أنت فتى غبي حقا…”
كان سعال العم جيروس ودماءه تسقط هنا وهناك وحتى أن قطرة دم سقطت على خد رين، وقبل أن يلاحظ رين فإن العديد من الأشخاص بدأوو ينادون من كل مكان:
“وكاري رين، ألست طالب ملك الظلام سيلفر؟”
“الفتى الموهبة..”
“وكاري، لا أنت أكاغي رين..”
…
…
…
أدار رين رأسه قبل أن يلاحظ بعض الأوجه المألوفة، بعضهم كانو حراسا في طائفة الأسد وبعضهم نساء ورجال عاديون ومنهم حتى طلاب من طائفة الأسد من القسم الخارجي، كان عددهم يتجاوز المئة شخص…
لم يجد رين أي كلمة يقولها، لا ليس الأمر أنه لم يجد كلمة يقولها بل الأمر أكثر من ذلك…
قام رين بوضع يده على قلبه الذي ينبض بوتيرة غير عادية بينما يشعر بألم فضيع من صدره.
‘ما الذي يحدث لي؟ ما هذا الشعور؟ لما أشعر بالغضب ؟’
كان رين يمسك صدره بقوة قبل أن تهتز ذرات الرمال من حوله بينما تظهر دوامة قرزية حوله مع هالة سوداوية أخرى…..