ورثة السماوات - الفصل 189 : هل إلتقينا من قبل؟
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
189:
-هل إلتقينا من قبل؟-
(قراءة ممتعة)
مر أكثر من أسبوع منذ هروب رين من طائفة الأسد، لقد كان يرتدي زي الرحالة في وسط الصحراء الشمالية رفقة النمر المجنح..
وووش
في تلك اللحظة في إن عاصفة رملية عنيفة كانت قادمة وبقوة صوب رين ولكنه قام بالإختباء خلف مجموعة من الصخور هناك ريثما تمر تلك العاصفة…
بعد حوالي ساعة فإن تلك العاصفة قد مرت قبل أن يقول بهدوء:
“لا أريد البقاء في هذه الصحراء كثيرا لذا سأقوم بالركوب على ظهرك”
قام رين بالركوب على ظهر النمر المجنح بينما يركض بسرعة مجنونة..
وووش وووش وووش
بعد أكثر من نصف يوم ركض فإن ذلك النمر شعر بالتعب وخاصة أنهم دخلو نصف الصحراء، لقد كان الجو حارا جدا وحتى رين الذي لم يرهق نفسه كان يشعر بالتعب قبل أن يلاحظ شيء ما يشبه القصر وأمام ذلك القصر فإن هناك شخصان دمعت عينا رين لرؤيتهم قبل أن يقول بفرح والدموع تسيل:
“فلتنطلق بأقصى سرعة صوب ذلك القصر”
تفاجئ النمر مما يقوله رين فلا وجود لقصر أمامهم عدى الصحراء القاحلة التي تمتد على مد البصر أمامهم قبل أن يسمع صوت صراخ رين ويرى بكاءه:
“معلمييييي…. إليزابيث….”
الشخصان اللذان أمام القصر هما إليزابيث ومعلم رين سيلفر، ولكن مهما أمر النمر فإنه كان متفاجئا ويأبى التحرك بسبب وعطشه، لذا فإن رين سقط من على ظهر النمر بينما يسير ببطئ شديد…
كان رين بالكاد يحرك قدماه قبل أن يسقط أرضا:
“تبا معلمي أمامي لا يمكنني السقوط هنا…”
لم يستطع رين تحريك قدميه قبل أن يقول والدموع تفيض من عينيه:
“حتى لو تحطمت قدماي فأنا سآتي إليك زحفا معلمي….”
كان ذلك النمر المجنح مصدوما لزين الذي يزحف بحزن كبير، فبالنسبة له عينا ذلك الفتى كانتا خاليتا المشاعر، ولم يبدي أي ردة فعل طيلة الأيام الماضية ولكن أثناء نومه في الليل فهو يبكي بشدة بينما ينادي حول شخص مثل معلمه، والآن هو متأثر بحر الصحراء وعطشه الذي يجعله يرى ويتوهم أشياءا ليست موجودة حتى، ولكن هذا جعله يتفاجئ حول هوية معلمه ليفعل مثل هذه الأشياء لأجله…
رين كان يزحف بينما يقترب من ذلك القصر، ولكن كلما إقترب منه فهو يراه يبتعد أكثر وأكثر قبل أن يصرخ:
“ااااااااااه تبا، لما تهرب مني معلمي….”
“أنا آسف حقا، لم أستطع حمايتك…”
ولكن قبل أن يكمل كلامه في ثلاثة رجال ذو ملامح قروية مع بعض الأوشام على أجسادهم التي كانت عارية من الأعلى، قبل أن يقول الأصلع من بينهم:
“ما الذي سنفعله زعيم، هل نقتل الفتى ونحضر النمر المجنح معنا ؟”
كان الشخص الذي بجانبه ذو شعر أسود وعينين عسليتان ولكن هناك العديد من الأوشام والندبات على جسده بينما يبتسم بخبث:
“يبدو أن غنيمتنا جيدة اليوم، شيان قم بربط هذا الفتى سنأخذه معنا للعشيرة وأنا وكاو سنقوم بالسيطرة على النمر المجنح، سنحتفل الليلة بلحم النمر المجنح”
لم يستطع رين تحريك شيئا وحتى أنه لم يشعر بالشخص الذي قام بربطه بينما يجره، وذلك جعل النمر المجنح غاضبا بشدة فحياته من حياة ذلك الفتى لذا فإن صواعق قوية إنتشرت حوله بينما يصيب بها أحد أولئك الأشخاص، ولكن ذلك لم يحدث شيئا فبنيتهم الجسدية كانت قوية جدا، والأكثر من هذا قوته وطاقته الروحية الحالية كانت في أضعف حالاتها، لذا فهو كان يقاتل مماطلا عسى أن يخرج ذلك الكيان الخبير..
وووش وووش وووش
بوووم بوووم بوووم
سرعان ما إنتهى القتال فأولئك الثلاثة كانو في مستوى روح بخمسة نجوم بينما زعيمهم كان في أوج مستوى روح بتسعة نجوم وهذا جعل القتال صعبا على النمر المجنح وحده وخسر بسرعة.
قام زعيم أولئك الأشخاص بأسر النمر المجنح داخل جوهرة ذات صفة الحيز المكاني بينما يعودون أدراجهم للعشيرة.
مرت حوالي ساعة قبل أن يستقظ رين ليجد نفسه يجر بحبل من قبل شخص ما، لذا فهو رفع رأسه ببطئ ليرى ثلاثة أشخاص قبل أن يرى في الأمام قرية صغيرة بعض الشيء بينما يقول داخله.
‘يبدو أنه تم إحتجازي حين فقدت الوعي…’
كان رين يحاول تحرير نفسه ولكنه كان ضعيفا جدا بسبب عطشه وجوعه فهو لم يشرب قطرة ماء واحدة طيلة اليومين الماضيين ولم يأكل أي شيء منذ أكثر من أربعة أيام، لذا فهو أغمض عينيه مجددا تاركا الأمر على حاله.
بعد بعض الوقت فإن رين تم إيقاظه ليجد نفسه مربوطا ومصلبا على صخرة، كانت الشمس في أوجها بينما تحرق رين بينما الغربان كانت تحوم حوله في السماء قبل يشم رائحة غريبة مشابهة لرائحة الدماء، قام رين بفتح عينيه بصعوبة ليدير رأسه هنا وهناك بينما يصعق من هول المنظر أمامه، لقد كان هناك العشرات من الصخور وهناك شخص مربوط على كل صخرة والعديد منهم سبق ومات بسبب العطش والجوع بينما بعضهم تعفنو والغربان حاليا تقوم بنهش جثثهم وهذا جعله يتسائل حول هذا المكان قبل أن يسمع صوت ضعيفا وشبه مألوف من جانبه الأيمن:
“هاي أيها الفتى من مملكة التنين…”
أدار رين رأسه ليجد فتاة ذات شعر أرجواني وعينين ذات لون أزرق سماوي كأن زرقة السماوات والبحار إجتمعت داخل عينيها، وجهها كان أبيضا لدرجة كبيرة ولكن حين ركز رين نظره نحوها قليلا فهو رأى شفتاها اللتان فقدتا الدماء وتشققتا من العطش إضافة لبعض الجروح على جسدها بينما كان هناك بعض السواد أسفل عيناها وهذا جعله يتسائل:
“هل إلتقينا من قبل ؟”
تكلمت تلك الفتاة ببسكة هيا الأخرى:
“أجل، في حادثة إمبراطورة الجليد العنكبوت السامة…”
بعد بعض الوقت فإن رين إسترجع ذاكرته فهذه الفتاة من ذلك الوقت، قبل أن يقول بلا مبالاة:
“وما الذي تفعله فتاة مثلك من عالم أصل السماء داخل عالم الدو، ألم يخبركم معلمي أن ترحلو من هذا العالم؟”
تجعدت حواجب تلك الفتاة بينما تقول:
“ليس الأمر وكأني لم أرد العودة لموطني، ولكن قبل فترة فإن البوابات التي تفصل بينما عالم الدو وعالم أصل السماء كلها كانت مستحوذة عليها من قبل أشخاص من منظمة النجمة السوداء….”
فور سماع رين لإسم منظمة النجمة السوداء فإن غضبه إشتعل فحسب كلام معلمه سابقا فتلك المنظمة هيا أعظم شر يحيط بعالمي الدو وأصل السماء وجذورها تمتد لما هو أبعد من ذلك، دائما ما أرادو السيطرة على العالمين ويمكن القول أنهم السبب الرئيسي في فقدان معلمه، فطوال الفترة السابقة فإن رين قد فهم ما حدث تلك الليلة بصورة واضحة، فإن الأشخاص من منظمة النجمة السوداء قامو بإعطاء عشبة الصقيع لإليزابيث كي تقتل سيلفر، فهو رآها في القصر تحمل تلك العشبة سابقا ولكنه لم يستطع تذكر ماهيتها حتى يوم وقوع الحادث..
“هاااي أنت…”
بينما كان رين منغمسا في أفكاره فإن تلك الفتاة نادته بينما توقظه من أفكاره، قبل أن يقول بإنفعال:
“ولما كان أولئك الأشخاص مستحوذين على بوابات الإنتقال بين عالم الدو وعالم أصل السماء..”
قامت تلك الفتاة بخفض رأسها بينما ترد على رين بحزن:
“بعد هروبي أنا والكبير الموقر يو شينغ من بوابة لأخرى خوفا من أولئك الأشخاص من منظمة النجمة السوداء، حتى وصولنا لبوابة أخرى فإننا لم نجد أي شخص هناك وهذا حعلنا نندفع بسرعة للبوابة، ولكن قبل أن نلاحظ فإن مجموعة من الأشخاص رفقة القائد الأعلى لإمبراطورية الأرض الكبرى إضافة للأمير الثاني يوتشي شينساي قد قامو بمحاصرتنا…”
فور قول تلك الفتاة لإسم شينساي فإن رأس رين تعرض لصداع بينما يقول بألم كبير في عقله:
“شينساي، شينساي…”
كان رين يكرر إسم شينساي بينما الصداع بدأ يختفي تدريجيا فهذا الإسم سبق ومر على رين وهذا جعله يقول مجددا:
“آسف يمكنك أن تكملي..”
كانت تلك الفتاة متفاجئة مما حدث لرين الآن قبل أن تكمل قائلة والدموع تملئ عيناها:
“لذا في تلك اللحظة فإن العم الموقر يو شينغ ضحى بنفسه، رغم علمه أن القائد الأعلى تشانغ رويس أعلى قوة منه بأضعاف وهذا فقط ليمهل لي بعض الوقت لأهرب، لذا فإنني قمت بالهرب وفي طريقي إلى هنا سمعت إشاعات عديدة، أنا أتسائل هل أنت من طائفة الأسد؟”
تفاجئ رين مما تقوله هذه الفتاة قبل أن يقول:
“ما أمر طائفة الأسد؟”
أكملت تلك الفتاة ما كانت تقوله ولكن بكلمات صادمة جعلت رين يشعر بأن الوقت قد توقف والدم تجمد وكل جسده تصلب تماما:
“قبل أن يتم إمساكي فإني سمعت إشاعات حول أن منظمة النجمة السوداء أرسلت ألف مقاتل من كتيبة الموت الأسود السرية، رفقة أحد القادة الثمانية، لهذا وقعت حرب ضخمة بين طائفة الأسد ومنظمة النجمة السوداء وفي النهاية فإن طائفة الأسد قد خسرت ما أدى إلى تدميرها….”