سوترا الموت - الفصل 18: كلمات حقيقية

الفصل 18: كلمات حقيقية

ترجمة: الملك لانسر

كان غو شينوي يمشي على أطراف أصابعه على طول الجدار. على الرغم من أنه كان على بعد حوالي 300 قدم فقط من الفناء الصغير إلى ساحة الأشباح ، فقد لاحظ محيطه بحذر قبل كل حركة ، كما لو كان يمشي على طول حافة منحدر.

على الرغم من استعداده جيداً ، إلا أن غو شينوي استخف بنظام أمان حصن غولدن روك. كان قد خطا اثنتي عشرة خطوة فقط عندما أمسكه أحدهم من الياقة ورفعه.

مثل الأشباح ، كان الحراس الليليون يتربصون حولهم ، وكانوا دائماً يظهرون في لحظة لا يمكن التنبؤ بها ، بغض النظر عن مدى حذر الشخص.

هدأ غو شينوي ، الذي تم التقاطه بقدم مسطحة ، وتحدث بصوت منخفض. “دعني أذهب.”

لم يكن الحارس الليلي هو نفسه الذي التقى به غو شينوي سابقاً ، وقد اندهش قليلاً من هدوء غو شينوي. على الرغم من أن وجهه كان مغطى بحجاب أسود ، إلا أن نية الحارس الليلي في القتل تضاءلت.

“لقد انتهكت أمر حظر التجول”.

“أنا في الخدمة”.

“لماذا؟”

“حسناً…” لم يكن غو شينوي قادراً على اختلاق عذر جيد على الفور.

فجأة ، رن صوت العبد ياو. “فعلت. رتبت له أن يخرج”. اعتقد غو شينوي أنه لم يلاحظ أحد أفعاله ، ومع ذلك ، فقد تم التجسس عليه لفترة من الوقت.

لم يدرك الحارس الليلي أن هناك رجلاً خلفه أيضاً. فاجأه مظهر العبد ياو ، لذلك ألقى غو شينوي إلى الجانب. تمسك يده اليمنى بالمقبض ويده اليسرى تضغط على غمد الغمد.

“من أنت؟”

“العبد ياو ، يخدم السيد الشاب الثامن.” تصرف العبد ياو بشكل أفضل من غو شينوي ، مضيفاً القليل من نفاد الصبر والغضب.

“لقد انتهكت أمر حظر التجول أيضاً”.

“لا يهمني ما يقوله أمر حظر التجول ، لقد تركت شيئاً في ساحة السيد الشاب الثامن ، لذلك طلبت من العبد هوان استعادته. ما الخطأ في ذلك؟”

لم يتوقع غو شينوي أن يكون العبد ياو هنا لمساعدته في التستر على كذبته ، وقد تأثر قليلاً. ومع ذلك ، لم يكن من السهل على العبد ياو أن يحزم الحارس الليلي ويطرده لأنه شغل أيضاً منصباً منخفضاً.

كما كان متوقعاً ، لم يأخذ الحارس الليلي كلماته على محمل الجد وقال بتهمة: “أنتما تتبعانني لرؤية سيد النصل في الخدمة.”

كان سيد النصل أحد القادة الأساسيين في حصن غولدن روك. إذا تم إرسال شخص ما للقاء سيد النصل ، فهذا يعني أنه سيتم تسجيل سلوكه غير اللائق ، ومن ثم ستتبعه عقوبة قاسية.

لن تكون مشكلة كبيرة إذا تسلل غو شينوي من الفناء فقط ، ومع ذلك ، فإن المفتاح الذي سرقه جعل الأمور أسوأ. من المحتمل أن يتم سجن غو شينوي في ساحة الأشباح.

في الواقع ، كان غو شينوي الآن نصف يتوقع أن يتم سجنه ، حيث من المحتمل أن يحصل على فرصة لإيجاد أخته الكبرى. ومع ذلك ، فإن العبد ياو لم يعتقد ذلك.

“يجب أن تكون القاتل ليو شوان. صحيح؟ كلانا عبيد ننتمي إلى السيد الشاب الثامن ، لذا يجب أن نعمل معاً. بعبارة أخرى ، كانت السيدة الثامنة الصغيرة في حالة مزاجية سيئة مؤخراً. إذا أرسلتنا إلى سيد النصل ، لن يفيد أي من الجانبين “.

“كيف عرف العبد ياو اسم الحارس الليلي؟” فوجئ كل من غو شينوي و ليو شوان. كان الحراس الليليون يرتدون ملابس سوداء ويغطون وجوههم لإخفاء هوياتهم.

“كيف … كيف عرفتني؟”

“حسناً … خذ الأمور بسهولة يا صاح. منذ فترة ، توليت الوظيفة كحارس في ساحة السيد الشاب الثامن. التقيت بك كثيراً أثناء تعلم فنون الدفاع عن النفس من ماما شيويه. كما تعلم ، نحن نخدم نفس السيد لذلك يجب أن نعمل مع بعضنا البعض “.

أدار عينيه ، تردد الحارس الليلي ليو شوان في اصطحابهما إلى سيد النصل. أخفى الحارس الليلي هوياتهم حتى يتمكنوا من فرض الانضباط بحيادية. ومع ذلك ، فقد تم التعرف عليه من قبل العبد ياو وأصبح من الصعب الآن أن يكون “محايداً” في هذه الحالة. علاوة على ذلك ، لم يكن انتهاك أمر حظر التجول مشكلة كبيرة ، ولن يؤدي القبض عليهم إلى تعزيز مسيرته المهنية.

“عد الآن! لا تكسر حظر التجول مرة أخرى.”

“لكني أحتاج ذلك الشيء الذي تركته على الفور.”

“لا يمكنك ذلك. عد الآن. أنت تخدم السيد الشاب الثامن في فناء منزله كل يوم. ستكون هناك فرص كثيرة لاستعادة هذا الشيء. لا تقلق.”

“حسناً…” هز العبد ياو كتفيه باستياء. “سأستعيدها غدا.” ثم قام بتوبيخ العبد هوان. “عد الآن. إنه لأمر مزعج حقاً السماح لك بعمل شيء من أجلي.”

أجاب غو شينوي عليه بشكل غامض. ثم هرع عائداً إلى الفناء الصغير … كان الحارس الليلي ليو شوان قد غطى بالكامل لأنه تم التعرف على هويته. في النهاية ، اكتشف أن العبد ياو كان يخدعه. لكنه حرّرهم ، لذلك ، لن يكون من الضروري دفع الأمرذ للعبيد الشباب.

انتزع العبد ياو المفتاح من غو شينوي وأغلق البوابة. لاحقاً ، أعاد المفتاح إلى غرفة العبد جي. ثم جاء وسحب غو شينوي نحو البوابة الغربية حيث كانوا يمارسون دائماً فنون الدفاع عن النفس. كان المكان الأكثر هدوءاً.

“كيف تجرؤ؟ لا يجب أن تتسلل إلى الخارج.” تنهد العبد ياو وتحدث بصوت لطيف.

“شكراً لك. كان من حسن الحظ أنك تعرفت على القاتل”.

“اصمت! كان هذا مجرد تخمين محظوظ. في البداية ، لم أكن أعرف من هو حتى رأيت كيف أمسك سيفه. كل شخص لديه خصائصه الخاصة عندما يحمل سيفاً. هذا الرجل ، ليو شوان ، لا يقوم بعمل الكونغ فو بشكل جيد للغاية. لكنه يحب التباهي ، لذا فهو دائماً ما يلوح بيده اليمنى قبل أن يمسك سيفه. ويأمل أن يكون لديه تسعة أرواح. إذا قابل ليو شوان سيداً ، فسيتم قتله بينما يلوح بيده . “

كان العبد ياو يمارس فنون الدفاع عن النفس لمدة أسبوعين فقط ، ولم يكن لديه أي خبرة قتالية حقيقية. ومع ذلك ، فقد فوجئ غو شينوي بمهاراته في الملاحظة وقدرته على الاستنتاج. في وقت لاحق اكتشف ذلك. “يجب أن تكون ماما شيويه قد أخبرته وأنه كررها للآخرين. إذا لم يكن الشخص على دراية به ، فمن المحتمل أن ينظروا إليه بالخطأ على أنه خبير.”

شكر غو شينوي عبد ياو بصدق.

أصبح لدى غو شينوي الآن انطباع أفضل بكثير عن العبد ياو. علاوة على ذلك ، أراد أن يكون صادقاً مع العبد ياو وأن يعتمد على مساعدته في الانتقام.

وُلد غو شينوي باللون الأرجواني ، وكان يمتلك العديد من العبيد واعتقد أنه يتوافق معهم جيداً. بعد أن أصبح عبداً ، اكتشف أنه كان مجرد وهم. في الواقع ، لم يتعلم كيف يعيش بين العبيد ، ناهيك عن كيفية بناء علاقة جيدة معهم.

مر ما يقرب من شهر منذ دخول غو شينوي إلى حصن غولدن روك ، ولم يحصل إلا على القليل من المعلومات. هؤلاء البرابرة الشباب ما زالوا غير قادرين على التحدث باللغة الصينية بطلاقة في السهول الوسطى ، وكانوا يعرفون الكثير من القيل والقال في حصن غولدن روك منه. أما بالنسبة إلى العبد ياو ، فقد كان خبيراً  في البحث عن الأخبار وكان أكثر دراية بـ حصن غولدن روك من عبد قديم كان هنا منذ عقد من الزمان.

إذا كان بإمكان غو شينوي الحصول على مثل هذا المساعد ، فسيكون من الأسهل عليه البحث عن أخته والانتقام.

“العبد ياو ، أريد أن أخبرك بشيء. أنت في خطر ، لكن يمكنني مساعدتك.”

قرر غو شينوي أن يخبر العبد ياو بالحقيقة ، أن لديه انحراف كيغونغ. ما قاله كان موثوقاً تماماً – يمكن أن يساعده غو شينوي بالتأكيد ، لأنه وصل بالفعل إلى المستوى الأول من قوة اليين.

على الرغم من أنه لم يكرس نفسه للتدريب على فنون الدفاع عن النفس خلال السنوات العشر التي قضاها تحت التوجيه المهني لوالده غو لون ، إلا أنه كان لديه أساس عميق في الكونغ فو. إذا أخذ تدريب نفسه على محمل الجد ، يمكن أن يحرز غو شينوي تقدماً كبيراً في وقت قصير.

لم تحسن قوة اليين القوة الداخلية للممارس. ومع ذلك ، فقد ساعد الممارس على التحكم في قوة اليانغ بسهولة. إذا قارن شخص ما قوة اليانغ ببوابة للدخول إلى قوتهم ، فإن قوة اليين ستكون مفتاح التحكم فيها.

اعتقد غو شينوي أنه قادر على إنقاذ العبد ياو من انحراف الكيغونغ ومساعدته في السيطرة عليه عندما وصلت قوة اليانغ الخاصة به بمجرد أن يحقق المستوى الأول من قوة اليين.

هزّ العبد ياو رأسه وابتسم لغو شينوي ، كما لو كان طفلاً صغيراً يتحدث بسذاجة.

“أنا لا أمزح. لقد تدربت على قوة الين واليانغ بسرعة كبيرة وقد يتسبب ذلك في انحراف كيغونغ.” أخيراً ، أخبره غو شينوي بالحقيقة.

إذا لم يكن خائفًا من إيقاظ الناس في الفناء ، لكان العبد ياو سخر منه بصوت عالٍ. ومع ذلك ، لم يستطع إلا أن يضحك وهو يضع يده اليمنى على كتف العبد هوان. بعد فترة ، توقف عن السخرية من غو شينوي ، الذي كان يحدق به بغضب.

“لا تجعلني أنظر إليك باستخفاف. فأنت لست شخصاً يمكنه لعب الحيل. في كل مرة تكذب ، أريد حقاً أن أضحك عليك. إن الكذب ليس موطن قوتك. تذكر ، أحياناً كونك بريئاً يجعلك محبوب أكثر “.

انزعج غو شينوي وتخلّى مؤقتاً عن فكرة مساعدة العبد ياو في قمع قوة اليانغ. “حسناً ، لقد ساعدتني. أعتقد أنه من الأفضل أن أرد لك. ماذا تريد؟”

كانت يد العبد ياو لا تزال على كتفه. “أعلم أن لديك سر”.

“لا استطيع ان اقول لك ذلك.”

“لا يهم. لا أريد أن أعرف. ومع ذلك ، بمجرد أن أخبر شخصاً آخر أن لديك قوة داخلية ومخطوطة سرية ، فسيكون سرك مكشوفاً للجميع.”

دفع غو شينوي يد العبد ياو بعيداً ، وشعر بالقلق.

كان من الشائع أن يعرف العبد الكونغ فو في حصن غولدن روك. ومع ذلك ، سيحدث فرقاً إذا عرف العبد كيفية ممارسة القوة الداخلية. يمكن للعديد من الناس في هذا العالم ممارسة بعض أنواع الكونغ فو عن طريق تحريك قبضاتهم وأقدامهم. لكن قلة من الناس يعرفون القوة الداخلية. كانت هذه الطريقة في ممارسة القوة الداخلية سراً أساسياً لمدارس فنون الدفاع عن النفس ، وقد ورثها أعضاؤها حصرياً ، مما يمثل تفرد المدارس.

من وجهة نظر خبير فنون الدفاع عن النفس ، فإن قوة اليين و اليانغ يمثلان عائلة غو من السهول الوسطى ، بشكل أكثر موثوقية من اسمه الأخير.

“ماذا تريد بالضبط؟”

اتخذ العبد ياو ، الذي كان أقصر منه ، خطوة إلى الأمام ، مبتسماً بشراسة مثل رجل بالغ. “أنا معجب بك كثيراً طوال الوقت.”

“حسنا.” ومع ذلك ، لم يكن غو شينوي مولعا به.

“أتمنى أن تحبني مرة أخرى.”

“ما الذي تتحدث عنه؟” تراجع غو شينوي إلى الوراء ، وشعر بغرابة كلمات العبد ياو.

“ما زلت لا تفهم؟”

“ماذا علي أن أفهم؟”

“حسناً ، لن أجبرك. بعد أن تخدم قاتل العبد جي ، ستدرك ما أقوله. فقط افعل نفس الشيء من أجلي. أنا ، على الأقل ، أفضل منه.”

بسماع هذه الكلمات ، فهم غو شينوي المعنى الضمني. كان هان شيكي أحد أكثر أعدائه مكروهين ، وبالنسبة له كان أكثر الأشخاص إثارة للاشمئزاز في العالم. كان يعرف ما عاشه العبد شي و العبد شيه. على الرغم من مرور عشرات الأيام ، لا يزال الشقيقان يخفيان تجربتهما بعناية ، واستيقظ العبد شيه أحياناً وهو يصرخ في الليل.

لم يستطع غو شنوي تخيل ما فعله هان شيكي بهم. ومع ذلك ، كان هناك شيء واحد واضح – كان مروعاً. كان العبد ياو يطلب منه الآن أن يفعل نفس الشيء.

سرعان ما تبدد انطباعه الجيد عن العبد ياو وثقته فيه.

شعر غو شينوي بالألم والضعف لكونه عبداً بسبب شعوره بالإهانة ولكنه غير قادر على المقاومة ، وكان مليئاً بالغضب ولكنه غير قادر على إطلاق العنان له. خلال 14 عاماً من حياته ، فإن كل الإذلال الذي عانى منه ، مجتمعاً ، لا يمكن أن يكون مجرد رقعة على معاناة اليوم.

تخلى غو شينوي تماماً عن فكرة إنقاذ العبد ياو.

قال: “سحقا لك” ، ثم عاد إلى الفناء الصغير.

متكئاً على الحائط ، شاهد العبد ياو ظل الشاب يتلاشى. كان يعرف سر العبد هوان الذي يهدد حياته ، لذا فإن الشيء الوحيد الذي كان عليه أن يفعله هو الانتظار.

تمتم العبد ياو: “ستعود وتتوسل إلي يوماً ما”.

فجأة ، هبت ريح باردة ونحيب حزين خارق ، مثل صرخة وحش أو صراخ شبح ، جاء من جرف الموت. هرع العبد ياو إلى الفناء الصغير على عجل ، وأغلق الباب ، مفكراً ، “لماذا لا يغلق الناس في حصنن غولدن روك هذه البوابة اللعينة؟”