عودة الشرير المخدوع - الفصل 152
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
إدعمنا لنكمل ترجمة الرواية
الفصل 152
بعد ساعات، أصدر الطبيب حكمًا مؤسفًا: لقد أصبح يي تشين في حالة غيبوبة دائمة، مجرد جسد حيّ بلا روح. لكن “لو لي” — بطيبة قلبه المزعومة — لم يُفكّر في تركه يموت. أخرجه من المستشفى، ورتّب له غرفة هادئة منعزلة، بلا أي ضوضاء، أشبه بقبر مفتوح.
لا يستطيع الحركة، ولا الكلام، بل إن جميع ردود أفعال جسده اختفت تمامًا، وحده عقله ما زال واعيًا.
قال لو لي بصوت هادئ، وكأنه يمنحه نعمة:
“من الآن فصاعدًا، سيأتي شخص ليبدّل لك محلول التغذية يوميًا. وبالطبع… بعد أيام، حين تزول الانتفاخات عن عينيك وتتمكن من الرؤية، سأعود لزيارتك، وسأحضر معك أهم شخص في حياتك… ربما هذه آخر فرصة لك لرؤيته، فاستغلها!”
لم يكن هناك من يجيبه. ومع ذلك، وعده لو لي بأنه سيوفّر له أفضل علاج، وأمهر الأطباء، وأن تبقى حرارة الغرفة ثابتة كي لا يمرض، وأن يحافظ على جسده بصحة جيدة ليعيش مئة عام كاملة!
لكن… لن يكلّمه أحد طوال تلك المئة عام.
ابتسم بسخرية خافتة:
“يا لي من شرير!”
ثم أشاح بوجهه عن يي تشين، وغادر الغرفة.
كان هناك من دخل في غيبوبة إثر حادث سيارة، ولم يستفق إلا بعد ثلاثة وعشرين عامًا. وعندما تواصل الأطباء مع دماغه، لم ينطق سوى كلمتين: “اقتلوني”.
ذلك لأن أقسى عذاب في الدنيا… هو الوحدة. البشر مخلوقات اجتماعية، وقليلون من يحتملون العزلة. أما يي تشين، فلن يستطيع حتى أن يموت.
تنفّس لو لي بعمق، وكأن ما تبقّى من ضيقه قد تبخّر.
تذكّر أن لو يا وتشانغ زيتشين ماتتا بسرعة وبسهولة، وهذا في الحقيقة لم يُرضِه. خصوصًا أن لو يا قبل موتها بدا وكأنها وجدت راحة أو تحرّرًا ما.
“إلى الجحيم براحتك! ما أردته أن أرى هو عذابك، أقسى وأقذر لحظاتك، لا أن أراك تبتسمين كطفلة!”
وأما تشانغ زيتشين، فلا حاجة للحديث عنها…
هتان المرأتان كانتا سعيدتين بالتعاون مع يي تشين في حياته السابقة، بل وشاركتا في إذلال لو لي معًا. لذا… فالبقية من العقاب سيتركه لو لي لِيي تشن!
انتعش شعوره بالرضا.
وبالفعل، بعد أيام، أوفى بوعده وزار يي تشين.
…
وفي المساء، عاد لو لي إلى قصره في العاصمة السحرية. استقبلته كاو يينغ يينغ بصوتها الحلو المعتاد، وهي تربّت على كتفه وتنفض الغبار عن ثيابه:
“انتهيت من أمر يي تشين… ومن الأخريات أيضًا؟”
ارتبك للحظة وكأنه ضُبط متلبسًا بالخيانة، لكنه تدارك الأمر.
قالت وهي تبتسم بحنو:
“لا داعي للذعر، لم أتهمك بشيء. من الطبيعي أن يحب الشاب التسلية أحيانًا… لكن لا تُفرط.”
ثم أضافت بصوت ناعم:
“وفوق ذلك… لا تحضر إلى البيت وأنت تحمل روائح نساء أخريات. لا أريد أن أشمها وأنا أحتضن زوجي.”
شعر لو لي بعرق بارد يتصبّب من ظهره.
ابتسمت ببرود لطيف:
“اذهب للاستحمام، طعام شياو مينغ جاهز تقريبًا، ولا أريد أن يشتمّن تلك الروائح. على كل حال… هنّ لسن أفضل مني!”
عرف في داخله أنها على حق، لكنه كان يشعر بالذنب. نعم، لقد أفرط في التسيّب قليلًا… لكن، من يستطيع أن يقاوم إغراء “تي مو”؟
ثم قالت بصراحة تامة:
“لا تظن أنني أختبرك أو أخفي وراء ابتسامتي خنجرًا. ما أقوله صدق… أنا أحبك وأدلّلك. لكن إن اكتشفت شياو يي أو شياو منغ شيئًا… فسأترك الأمر لك لتدبّره.”
التقط أنفاسه وقال مبتسمًا:
“هكذا ستفسدين الرجل.”
أجابته وهي تضحك:
“لا بأس… قلتُ لك، سأراقبك فقط لأتأكّد أنك ما زلت قويًا. وإن اكتشفت العكس… سأحاسبك!”
رغم لطفها، ازداد عرقه البارد. ثم خطر له: ماذا لو اجتمعت زوجاته الثلاث لإدارته؟ عندها… قد لا ينجو!
اقترب منها فجأة وعانقها.