عودة الشرير المخدوع - الفصل 151
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
إدعمنا لنكمل ترجمة الرواية
الفصل 151
انبثق ضوء فضي خلف “يي تشن”، فتلاشت ابتسامة “مو ياو” الساحرة في لحظة. ومن دون أي تردد، وهي تواجه ظهره، بادرت بالهجوم.
صرخة حادة ومؤلمة مزّقت سكون المكان. حاول “يي تشن” أن يلتفت، لكنه شعر بطعنة غادرة قد استقرت في خاصرته، بينما كانت “مو ياو” قد تراجعت بعد أن أصابت هدفها. السكين المغروس حتى مقبضه كان الشاهد الصامت على ما حدث.
لم يخطر بباله قط أن “مو ياو” ستطعنه! اندفعت في قلبه موجة من الحزن العميق، ولم يكد يستوعب ما جرى حتى أحكمت يدان غليظتان قبضتهما حول عنقه وطرحته أرضًا بقوة.
قالت “مو ياو” بامتعاض:
– هل هذا كل شيء؟
صحيح أن كل شيء كان مُخططًا له بعناية، وأنها هي نفسها نجحت في إسقاط حذره إلى أدنى مستوى، لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة… عليه أن يقاوم على الأقل!
تقدمت “مو يوتشيو” وهي تشرح:
– ضربة للقلب… أسلوبك السابق منحه أوهامًا كاذبة، وبسبب خطوبتكما القديمة، أصبحتِ في تلك اللحظة أغلى إنسانة في حياته، وربما كنتِ دائمًا كذلك. والآن، حين توجهين له هذه الطعنة، سيفقد الأمل في العالم كله دفعة واحدة.
ابتسمت “مو ياو” بسخرية وقالت:
– بصراحة، الأمر لا يعدو كونه نوعًا من الإشباع الذاتي.
أشارت “مو يوتشيو” للطبيب والحراس. في اللحظة التالية، انهالت قبضة حديدية على وجه “يي تشين” وجسده.
–” تأكدوا من أن يبقى بين الحياة والموت، لا أكثر! “– أمرت الطبيب بلهجة باردة.
كانت تعرف أن “لو لي” يريد الضحية في حالة شبه ميتة، فهي ليست إلا امرأة ضعيفة أمامه، ولن تجرؤ على معارضته.
رفع “يي تشين” رأسه بصعوبة، وجهه غارق في الحزن:
– لماذا؟
لكن قبضة أخرى أسقطته أرضًا، وجهه يلتصق بالبلاط. لماذا تخونه؟ لماذا تسلّمه لـ “لو لي”؟! أنتِ خطيبتي!
قالت وهي تبتسم ببرود:
– لا سبب… أنت فقط مزعج.
كانت تلك الكلمات كطعنة ثانية، ربما أعمق من الأولى. شعر أن الجنة والجحيم يفصل بينهما رمشة عين.
أعطت “مو ياو” أوامرها:
– بعد أن ننتهي، غيّروا كل شيء في هذا المنزل، حتى الأرضيات. لا أريد أن يبيت أحد في هذا المكان المقرف.
رد الحراس:
– حاضر، سيدتي.
ثم قالت “مو يوتشيو”:
– ضعوه في سيارتي وخذوه إلى العاصمة السحرية.
عندما وصل الخبر إلى “لو لي” لاحقًا، تفاجأ برؤية ما تبقى من “يي تشين” في الفندق الذي أعدته “مو ياو”. كان بالكاد يشبه إنسانًا.
أخبر الطبيب:
– لديه ثلاثة أضلاع مكسورة، نزيف داخلي، أذن صماء، وكسور في الأطراف. إنه بالفعل في حالة نصف ميتة كما طلبت.
ابتسمت “مو يوتشيو” ابتسامة أنثوية وهي تشعل سيجارة وتنفث دخانها برائحة النعناع قرب وجه “لو لي”.
لكن “لو لي” أبعدها وتقدم نحو “يي تشين”.
في وعيه الممزق، رأى “يي تشين” أسوأ شخص في حياته… شعر بالصدمة، لكنه لم يعد قادرًا على الكلام أو الحركة، فقط الرعب ينهش قلبه.
أمر “لو لي” رجاله:
– خذوه إلى المستشفى، عالجوا جروحه، لكن لا تدعوه يموت من هذه الإصابات.
سألته “مو ياو”:
– ألن تقتله؟
ابتسم ببرود:
– لماذا؟ هذا الرجل حاول أن ينال من “تشانغ زيتشين”، ثم من “كاو يينغ يينغ”، وأخيرًا طمع بـ”شياو يومنغ”. لن أقتله… لكن سأجعله يتمنى الموت.
وبينما حمله الحراس، توقف “لو لي” فجأة وقال:
– الطابق العلوي في هذا المطعم ممتاز، أفرغوه. عندما أعود أريد أن أجد شخصين بداخله… نظيفين تمامًا.
كان في صوته ما يكفي ليجعل “مو ياو” و”مو يوتشيو” تتبادلان نظرات مليئة بالارتياح. طالما أن “لو لي” راضٍ، فإنهما في مأمن.
أما الطبيب فتمتم بخوف:
– الإصابات أثرت على أعصابه، حتى لو تعافى… على الأرجح لن يكون قادرًا على…
قاطعه “لو لي”:
– افعل ما بوسعك.
لقد حصل على ما يريد، والضرر الحقيقي لم يكن من ضربهم… بل من يده هو.