عودة الشرير المخدوع - الفصل 150
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
إدعمنا لنكمل ترجمة الرواية
الفصل 150
«يي تشن هنا.»
«حقًا… لقد جاء!» تنهدت مو يوتشيو قليلًا. طوال اليومين الماضيين، اضطرت لترك أعمالها جانبًا لتنتظر هذا الشخص، فقط لضمان أن يسير كل شيء كما خُطِّط له.
«هل كل شيء جاهز؟» سألت مو يوتشيو بجدية. كانت تستطيع أن تخسر مئة مرة في مجال الأعمال، لكن هذه المرة… لا مجال للفشل.
«كل شيء أُعِد منذ يومين. الطبيب الذي أحضرناه حكيم، وسينهي عمله دون أن ينطق بكلمة إضافية.» أومأت مو ياو بثقة.
«جيد. الأعمال الاحترافية تُترك للمحترفين. بعد أن ننتهي، نأخذه مباشرة إلى العاصمة السحرية.»
ابتسمت مو ياو بمكر: «وماذا عنك أنتِ…؟»
«بالطبع سأذهب معكم! وعندما أعود، سأرمي ذلك العجوز زوجي خارج حياتي، هل لديك مانع؟» رفعت مو يوتشيو كتفيها بخفة.
«…اتركي له شيئًا من مصاريف المعيشة.»
«آه، كم أنتِ رحيمة!»
«رحيمة؟! ابنة مثلي لا تنطق بكلمة عند طلاق والديها، ثم يقال عنها إنها عاقّة!» هزّت مو ياو رأسها مبتسمة بأسى.
لكن مو يوتشيو ردّت ببرود: «رحيمة بما فيه الكفاية… وجودكِ يضمن أن ذلك الرجل لن ينال شيئًا بلا مقابل. بعد كل هذه السنوات كزوجي، إن لم تُعِدي حقكِ من مكان آخر، فما جدوى حفاظكِ على كبريائكِ منذ البداية؟ طريق اخترته بيدك، ثم في منتصفه تريد كل شيء… يا له من وهم جميل!» وأشارت بيدها، حاسمة.
«حسنًا، كفانا حديثًا عن هذا. كوني مستعدة. لا تستهيني به، فمع أن هناك عوامل ساعدته، يبقى أمرًا غريبًا أن ينجو يي تشين من براثن لو لي مرات عديدة.» ثم ابتسمت لمو ياو وأضافت: «بالطبع، ربما يكون أقل حذرًا تجاهكِ.»
«مؤسف… يثق بكِ إلى هذه الدرجة، وأنتِ تخططين لطعنه.»
«محزن… أنتِ طوق النجاة الوحيد له، ومع ذلك ستلقينه بنفسك في الهاوية.»
«مؤلم… أنتِ خطيبته، ومع ذلك تؤذينه!»
وضعت مو ياو يدها على جبينها وحدّقت في مو يوتشيو غاضبة، مستغربة من خفة دمها المفاجئة ومزاحها في هذا الموقف.
بعد دقيقة، دخل يي تشين الفناء الآخر من القصر. ورغم أنه لم يكن المرة الأولى التي يأتي فيها، إلا أن مشهد حدائق عائلة مو أثار في صدره رغبة في البكاء.
في خضم هذه الأزمة، لم تكن هناك إلا مو ياو التي لم تتخلَّ عنه.
«في المستقبل… سأحميها مهما كلّف الأمر. سأجعل عائلة مو السيّدة الأولى في العاصمة الإمبراطورية.»
«أخي شياو تشين!» جاء صوت مرح، فرفع رأسه، وتجمد في مكانه. لو وُجدت جملة تصف حاله الآن، لكانت: «ألف عام في لحظة!»
ساحر… حتى لو كان الشعور من طرف واحد.
وفي اللحظة التالية، ظهرت صورة الحلم أمامه. لقد كبرت، وأصبحت أجمل بكثير… فارتبك ولم يدرِ كيف يتصرّف.
«أخي شياو تشن، لقد قلقنا كثيرًا على أخبارك في اليومين الماضيين. لماذا لم تأتِ لرؤيتي بعد عودتك؟ لم أسمع عنك إلا قبل يومين، وكانت الأخبار من العاصمة السحرية، فيها الصدق والكذب، سبعة أجزاء صدق وثلاثة كذب، وهذا أخطر ما في الأمر.»
لكن لم يكن هناك داعٍ للكلام الكثير… فمجرد رؤيته لبدره المنير، جعل عقله ينحدر إلى مستوى أغبى شخصية شريرة في روايات البطولات.
باختصار… بلا عقل.
«شياو ياو، أنا… أنا…»
أمامها، تمايل جسده بلا وعي، لا يعرف أين يضع يديه.
أراد أن يحتضنها، لكنه خشي أن يجرح نقاءها. حتى الكلام لم يحسنه. حقًا… كان يستحق ما حلّ به.
شعرت مو ياو بالاشمئزاز قليلًا؛ رائحة العرق والوسخ المنبعثة منه دفعتها لأن تكتم أنفاسها، ومع ذلك تماسكت، محافظة على مسافة فاصلة.
لحسن حظه، أنه لم يحاول التقرّب أكثر، وإلا لكان عليها بذل جهد أكبر في تبرير ابتعادها خطوة للخلف.
«أوه… أليس هذا الشاب الشهير يي تشين؟ لم أرك منذ سنوات! كنت أظن أنك تصنع لنفسك مجدًا في الخارج… لكن انظر لحالك، يا للخزي الذي جلبته على ياو الصغيرة!» خرج صوت مو يوتشيو ساخرًا، ونظرتها له كانت كما لو تحدّق في قمامة على قارعة الطريق.
«أمي!» نادت مو ياو بسرعة، وانتهزت الفرصة لتبتعد عن يي تشين، وركضت نحو مو يوتشيو ممسكةً يدها.
«لا تقولي هذا، يا أمي. أخي يي تشين لم يكن مخطئًا.»
«أنتِ يا فتاة، طوال اليومين الماضيين وأنتِ تذكرينه حتى أرهقتِنا… ألا يحق لي أن أقول كلمتين؟» بدا وكأن كلمات مو يوتشيو العفوية أخفت بين طياتها لمسة تعاطف، جعلت قلب يي تشين يرق.
«عمة مو!» قالها بابتسامة متكلفة. بالطبع، أغضبته كلماتها، لكنها والدة مو ياو، وهو قادر على تحمّل أي شيء من أجلها.
«همف، تعودت إلى البلاد ولا تكلف نفسك عناء الزيارة… أن ياوياو لا تنفك تذكرك!» أضافت، مبديةً وكأنها تكشف شيئًا لم يحدث.
ازداد قلب يي تشين خفقانًا، وابتسم نحو مو ياو بنظرة ملؤها العاطفة: «شياو ياو~»
لكنها ردّت ببرود: «اذهب واستحم أولًا… تبدو كالمتسوّل، ألا تخشى أن تُفسد مظهر المكان؟»
«إذًا، أمي، سأخذ أخي شياو تشن ليستحم.»
«اذهبي.» أجابت مو يوتشيو بلا مبالاة.
شعر يي تشين برغبة في الإمساك بيد مو ياو، لكن نظره إلى يده المتسخة ملأه بالخجل، فتراجع.
«أخي شياو تشين، لا تلتفت لكلام أمي، فقد كانت متوترة هذه الأيام لأننا لم نجدك.»
«لا، الخطأ خطئي أنا. من حق العمة أن تلومني.» أجاب بتواضع.
«أنت طيب جدًا!» ابتسمت مو ياو ابتسامة دافئة، وعينيها تتلألآن كسرب نجوم.
اهتز قلبه، وسرح لوهلة.
«حسنًا، أخي شياو تشن، هذه غرفتي. سأجلب لك بعض الثياب… لكن تحمّم أولًا، رائحتك لا تُحتمل!»
رؤيتها وهي تتعامل معه بكل هذا اللطف جعلت ضغائنه القديمة تتبخر قليلًا.
حقًا… لا أحد سواها يستحق أن يحيا في قلبه.
وفوق ذلك… أن أستحم في غرفة شياو ياو نفسها؟!
المفاجأة جعلته يظن نفسه في حلم.
«حسنًا…» قال وهو يفتح الباب ليدخل.
وفي تلك اللحظة…