كتاب الموتى - الفصل 37
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 37 : إختراق
انهار تايرون بأنين، واهتزت العظام الملفوفة في البطانية القديمة وسقطت على الأرض. أراد بشدة النوم، حتى بالنسبة لشخص اعتاد البقاء دون نوم لعدة أيام إلا أن نشاطه البدني خلال الأسبوع الماضي كان مرهقًا جدا.
جسده كان في حالة من الفوضى. رغم كون جسده على الجانب النحيف والمكشوف، وهو أمر كثيرا ما قام ماغنين بالسخرية منه بسببه، إلا أنه كان دائما ذا جسد لائق، محاولًا آلا يكتسب وزنا زائدا أبدا. أسلوب حياته كان مستقرا في معظم الأحيان. كان دودة كتب, وهذا شيء لا يمكنه إنكاره.
الآن وجد نفسه يسحب حزمة ثقيلة عبر الغابة لساعات وساعات متتالية كل يوم. على الرغم من التحسينات في صلابته بفضل لياقته العالية إلا ان جسده ببساطة غير مهيأ لمثل هاته الأنشطة. كان هناك حرق في عضلات ساقيه وألم في فخذيه واحتجت كتفيه في كل مرة يرفع فيها ذراعيه.
لقد كان محطما تماما.
لم تكن هناك فرصة كبيرة لأن تتحسن الأمور في المستقبل القريب. لم يكن الأمر كما لو كان بإمكانه أخذ إجازة لعدة أيام لإراحة جسده، ببساطة لم يكن لديه أي وقت لكي يضيعه. كل ما كان بإمكانه فعله هو أن يأمل في أن يتكيف مع هذه الظروف في نهاية المطاف. انحنى للخلف، وأراح رأسه على حقيبته للراحة.
لقد كان محظوظا للعثور على هذا المكان. بعد أن انتهى من الجزارة، التي استغرقت وقتا أطول بكثير مما ينبغي، كانت الشمس قد غربت، لكنه رفض الانتظار أكثر وحزم معداته على الفور. بعد أن تعثر في الغابة لساعات طويلة، وجد في النهاية هذا المبنى المهجور آخد التعفن في مساحة صغيرة مقطوعة الشجيرات.
كانت هناك ثقوب في السقف، والأرضية بالكاد صامدة، ولكن الجدران كانت صلبة بشكل مدهش، أفضل مما كان يأمل. إذا كان سيخمن، فإن شخص ما قد بدأ بناء مزرعة ما و النجاة هنا حيث كانت الأرض هنا رخيصة للغاية ولكنه أجبر على التخلي عنها عندما لم يتمكن من التصدي لـ ريفكين.
كانت خسارتهم هي بالتأكيد مكسبه هو.
على الرغم من إرهاقه، كان تايرون يائسا للحفاظ على عقله في حالة إنشغال. كلما قل الوقت الذي سمح فيه لعقله بالخوض في ما فعله، كلما كان ذلك أفضل. بدلا من النوم، سار إلى حقيبته وسحب حزمة العظام التي وضعها بعناية في الداخل. حاول ألا يلاحظ منظر العظام التي لايزال بعض اللحم الذي أزاله مؤخرا ملتصقا بها، قام بفكهم وبدأ في ترتيب الهياكل العظمية الكاملة على الأرض.
بسبب الضرر الكبير الذي لحق بهم في المعركة التي تم قتلهم فيها كان عليه أن يخلط ويطابق بعض العظام هنا أوهناك، ولكن بعد بعض الجهد تمكن من تجميع أربعة هياكل عظمية كاملة. تحت إنارة سحر كرة الضوء وضع بصبر وتأني كل عظمة في مكانها. كان بحثه يؤتي ثماره بحيث لم يعد يخلط بين الذراع والساق أو الأصابع مع العظام الصغيرة في القدمين.
على الرغم من أن المهمة كانت مزعجة، إلا أنه وجدها مهدئة بشكل غريب، كما لو كان يحل لغز ما. حاول عدم التفكير في ما كان عليه اللغز في الواقع، أو من أين حصل عليه، وطالما فعل ذلك، كان قادرا على الاسترخاء. بحلول الوقت الذي انتهى فيه، كان الليل قد حل والظلام كان حالِك. وقفت هياكله العظمية الثلاثة المتبقية خارج الكوخ المدمر الذي كان يعمل فيه، والنار المظلمة تومض في عيونهم بينما بحثت عقولهم الباهتة عن أي شيء لقتله.
إبتسامة علت محيا تايرون عندما تم الانتهاء من رفات القتلة الأربعة السابقين على الأرض أمامه. سيشعر أخيرا أنه بمأمن عندما سيتم إحياء هؤلاء الأربعة بأفضل ما لديه من قدرات. كان الخطر المتزايد حول الشق مقلق للغاية، ولكن مع وجود أربعة هياكل عظمية جديدة لحمايته شعر أنه سيكون آمنا بما يكفي لمواصلة الصيد في هذه المنطقة.
يأمل بأن يتمكن من مقابلة دوڤ عندما يعود إلى وودسيدج.
هز تايرون رأسه، كان التفكير في ذلك المستدعي عديم الفائدة بحيث لن يستطع فعل أي شيء لمساعدته الآن. كان فريق روجيل على مستوى عال وذا انضباط جيد. إذا كان هناك من سيكون قادرا على إختراق طريقه للخروج من الشقوق، فسيكون هم. سيكون أفضل بكثير بالنسبة له القلق على نفسه.
هناك أشياء عدة التي كان بإمكانه القيام بها الآن. يمكنه البدء في تحليل وإعداد الرفات أو يمكنه التنقل مباشرة إلى خياطة العظام وإعداد الرفات التي سيتم إحياءها. لا يزال لديه العديد من الطرق التي كان يستكشفها والتي قد تحسن إتقانه لتعويذة إحياء الموتى.
كان يميل أيضا إلى أداء طقس الحالة على الفور. مع المستويات الإضافية والزيادة في إحصائياته التي ستقدمها له، سيضع نفسه في أفضل حالة ممكنة لأداء العمل المهم المتمثل في إنشاء أقوى أتباعه الأربعة حتى الآن.
أدت تلك الفكرة إلى فكرة أخرى لم تزعجه بقدر ما ينبغي. إذا أراد أن يكون في أفضل حالة وأن يكتسب أكبر عدد ممكن من المستويات، فهناك طريقة يمكن أن يضمن من خلالها زيادة مستوى الـ أناثيما مرة أخرى، مما يعطيه المستوى الخامس وإحصائيات مفيدة للغاية.
‘لا تقرر وأنت في حالة تعب’، قال لنفسه. ‘من الأفضل النوم الآن، عندما يحل الصباح سأحلها.’
قام بفك لفة الفراش الخاصة به وأكل حفنة سريعة من اللحوم المجففة قبل أن يخلع حذائه ويطوي عباءته على شكل وسادة وتدحرج إلى بطانياته.
“النوم.”
أشرقت الشمس في اليوم التالي على مشهد يمكن التنبؤ به. قام تايرون بتطهير وجرف إحدى الجوانب من المبنى الذي احتله ووقف فوق نصف دائرة سحرية مرسومة.
قال لنفسه: “هذه فكرة سيئة”.
حذره دوڤ مرارا وتكرارا من محاولة أداء مثل هذه الطقوس الخطيرة دون التحضير المناسب. في الواقع، حذره المستدعي من ألا يؤدي مثل هذه الطقوس مرة أخرى أبدًا. لم يكن لدى تايرون ذكريات جيدة عن آخر مرة ألقى فيها هذه التعويذة بالذات، كان الخوف الزاحف من مشاهدة كيان غريب يمد يده في محاولة لغزو عقله تجربة مروعة. ستأتيه كوابيس بخصوص هذا.
لكنه كان في مكان أفضل للتعامل معه الآن. بحيث زاد من مستواه وكانت إحصائياته أفضل الآن وتحسنت مهارته في إلقاء تعويذة إختراق الحجاب، وقد إكتسب الآن مركّز طقوسي، مركّز بسيط إلى حد ما، ولكنه مازال مركّز على أي حال. بفضل متبرعه بذيء الفم، ستساعده قطعة الكريستال المصقولة هذه على تركيز الطاقة السحرية اللازمة لتشكيل الطقوس وإعطائه طبقة أخرى من الحماية في حالة حدوث خطأ ما.
سار تايرون إلى حقيبته وحفر حتى وجد الحقيبة الملفوفة والمبطنة بعناية التي تحتوي على المركّز مزيلاً إياها، وفك القماش الأرجواني الناعم الذي قام بتغطيته. تعرضت البلورة للضوء متوهجةً بخفوت مما أضاء النص الدقيق الذي تم نقشه على الأربطة المعدنية الملفوفة حول الجوهرة. قطعة معقدة من السحر، تم إيجاد مركّز الطقوس لمساعدة السحرة على إلقاء التعويذات الضخمة والمتطلبة. تستخدم كمصفاة موضوعة بين الملقي والتعويذة مما يضيف طبقة من الاستقرار والتحكم. أعطا هذا لـ تايرون المزيد من الثقة بأنه سيكون قادرا على إتمام هذه التعويذة.
كلما فكر في الأمر أكثر، كلما أصبح أكثر تصميما.
‘لا بأس’، لقد أكد لنفسه، ‘سأكون حذرا’.
وبطبيعة الحال، بعيدا عن وودسيدج بكل هذا البعد، لن يكتشف أحد الطقوس أثناء إلقاءها. حتى القتلة في الشق كانوا من على بعد كيلومترات. سيكون في مأمن من الكشف على الأقل.
عاد إلى رسم الدائرة، مشيرا إلى ملاحظاته على نطاق واسع حيث استخدم إصبعه لرسم الأشكال المعقدة في الغبار. كان عليه إجراء تعديلات طفيفة عدة مرات عندما كان الترتيب أقل من الكمال، لكنه كان سريع في الرسم، ويده ثابتة أثناء عمله بثقة. تشكلت دائرة الطقس بسرعة تحت يديه. تم وضع الدوائر العريضة والخطوط الموصلة وأختام الحماية ومجموعة من الأشكال والرموز الأخرى على بعضها البعض.
خطى تايرون بحذر أثناء تحركه في جميع أنحاء الغرفة، تم وضع كرتان من الضوء فوق رأسه للقضاء على أي أثر للظلام قد يحجب أي جزء من الدائرة. كانت هذه المرة أسهل بكثير من المرة الأولى التي فعل فيها ذلك حيث أدى الطقس خلسة في الظلام في المرة الأولى. على الأقل هذه المرة لن يأتي أي شخص لإزعاجه أثناء إلقاءه للتعويذة.
بعد أربع ساعات أخرى من العمل الدقيق، تم إكمال الدائرة، لكنه لم يبدأ الطقس على الفور. في البداية فحص كل شبر من الدائرة بعناية مع التأكد من أنه لم يفوته أي شيء. فقط عندما كان راضيا تماما عن عدم وجود أي أخطاء، جمع مركّزه الجديد. حتى ذلك الحين لم يبدأ، بدلا من ذلك سار خارج الكوخ لفحص الظروف في الخارج. ظلت هياكله العظمية الثلاثة ثابتة تماما، تراقب المنطقة المحيطة بحثا عن أي علامة تهديد. كانت السماء العلوية صافية في الوقت الحالي ولم تكن هناك رياح. لذا لا حاجة له للقلق بشأن هذا المصدر المقلق(الرياح). إذا تسببت الشتاء في انقطاع الدائرة أو حول نسيم طائش الخطوط أثناء الإلقاء، فسيؤدي ذلك إلى كارثة.
مع الفحص النهائي لملاحظاته، خطى تايرون إلى وسط الدائرة وأخذ عدة أنفاس عميقة محسوبة.
كان متوترا للغاية. إذا كان لديه الخيار، فلن يحاول إلقاء أي من هذه الطقوس مرة أخرى.
‘لنقم بذلك’.
مع استنشاق نفس نهائي واحد، بدأ في الإلقاء.
كما كان من قبل، تدحرجت كلمات القوة من فمه بينما اجتاحت يديه من إيماءة إلى أخرى، مما أعطى شكلا وهدفا للقوة التي تدفقت من خلاله. تدفقت الكلمات باستمرار، بينما كان مركّز الطقوس يحول كل السحر الذي أطلقه من خلاله موجها إياه إلى التعويذة، صاقلا ومنقيا إياه.
كانت طقوسا طويلة وصعبة، ولكن حتى عندما ركز عقله بالكامل على التعويذة، يمكن أن يدرك تايرون أنه كان يتقدم بسلاسة أكبر من ذي قبل. كانت خبرته تؤتي ثمارها بحيث لم يتعثر ولو للحظة مع استمرار الطاقة في البناء والحجاب آخد في الظهور.
لقد أشتعلت الدائرة تحت قدميه الآن حيث تجسدت أمامه الستارة الأثيرية التي فصلت هذا العالم عن الهاوية. كما فعل في المرة الأولى، تقدم تايرون من خلال الطقوس دون توقف أو تأخير، ومد بيديه لفتح ثقب في المجهول.
كاد أن يتعثر في تلك اللحظة الأخيرة.
عندما سحب يديه لأسفل، غمرته الذكريات. الهمسات التي مزقت عقله، الأطراف المظلمة التي وصلت إلى جسده. جوع الهاوية. عاد الرعب إلى طليعة أفكاره وللحظة واحدة مروعة شعر أن تركيزه بدأ في التذبذب، وكادت الكلمات أن تنزلق أثناء إلقاءه بحيث تأرجح على حافة الإبادة في تلك اللحظة. خوف جديد ظهر في عقله وسرعان ما صعد ليطغى على الآخرين. ماذا لو فشل؟ ماذا لو مات موتا مخزيا هنا، وفشل في إلقاء الطقس؟ بماذا سيفكر والداه؟ أحرقت عيون تايرون باللون الأحمر عندما شعر أن عقله آخد في الانهيار.
‘لا’.
بقوة إرادة غير إنسانية، دفع ذلك الخوف والذكريات وعدم اليقين وكل ذلك إلى الأسفل.
مثل السم الذي عزله، أمسك بالمشاعر السلبية التي ابتليت بعقله في قبضة حديدية متشكلة من قوة إرادته وخنقها قبل أن يطردها. ثبت تركيزه واستمر صوته الثابت وفرق يديه بعيدا وثقب الحجاب مرة أخرى.
كان وجهه باردا وصلبا بحيث لا يمكن قراءة أي عاطفة من عينيه. بالنسبة للمارة، ربما ظهر كتمثال، دون أي مشاعر، دون أي أفكار، مضاء بالنار السحرية البراقة التي تتبعت الأنماط على الأرض.
عندما وصلت الأصوات إلى مسامعه، كان مستعدا.
مرة أخرى صرخوا عليه، صخب آلاف الأصوات التي حاولت الترسب إلى دماغه وتمزيقه. غمرته الهمسات بلغة غريبة وحاصرته من جميع الجهات. سرعان ما تراكم الضغط في رأسه حتى خفق صداع شديد للغاية في صُدغيه.
لكنه لم يكن كما كان في المرة الأولى. حمى مركّز الطقوس عقله وأعطاه طبقة إضافية من الحماية ضد هجوم الأصوات. بعد أن اختبر هذا مرة واحدة من قبل، قام بتعديل الدائرة الداخلية للحماية أيضا بحيث عزز دفاعها ضد أي هجوم على عقله.
نخرت وصرخت الأصوات، مضغت وخدشت حواف إدراكه، هامسة بعجالة في أذنيه، لكنه منعهم من التأثير عليه، وبذلك تعلم شيئا جديدا. يمكنه فهمهم. ومضات المعرفة وشرائح من المعلومات، وقطع غير واضحة من صورة أكبر، كل واحدة من تلك الأصوات التي عذبته زودته بأسرار ورؤى لم يستطع فهمها.
‘هذه هي المعرفة التي يقدمونها’.
الأصوات، الكيانات في الهاوية، كانوا يعرفون أشياء لا ينبغي لأحد أن يعرفها، فهموا أسرار من شأنها أن تدمر العقل البشري، وكان لديهم إتقان في التعاويذ التي من شأنها إفساد الروح البشرية. لقد احتفظوا بكل ذلك عن متناول يده، وأعطوه أجزاء بسيطة منها فقط ورقصوا أقرب وأقرب أكثر إليه، ضاغطين بأنفسهم ضد الحماية حول عقله هامسين بشكل يائس أكثر فأكثر.
تصارع تايرون معهم بقدر ما قاتل نفسه. كان إغراء مد اليد وأخذ ما عرضوه شعور ساحق، ولكن للقيام بذلك فكان عليه أن يفتح نفسه لهم والسماح لهم بالدخول إلى عقله. إذا كان بإمكانه حيازتهم فقط، إذا كان بإمكانه فهمهم فقط.
مع بدأه بانتزاع ورد وعيه إلى جسده، عاد البصر إلى عينيه. كادت المجسّات أن تصل إليه، آلاف الصفوف من الخيوط السريعة جدًا امتدت من الخارج لتلتف حوله. داخل الفجوة التي خلقها في الحجاب، حدقت به عينان حمراء داكنة جهولة لا تدركها معرفة الفاني، حدقت به كما حدق بها هو الآخر في محاولة منه لإدراك الطبيعة الكسورية*١ لما رآه. داخل العين كانت عين أخرى داخل عين أخرى داخل عين أخرى التي كانت هي الأخرى داخل عين أخرى داخل عين أخرى التي كانت داخل عين أخرى إلى ما لا نهاية.
نفظ تايرون بيديه نحو الأسفل ناقرًا بأصابعه بسرعة من ختم إلى آخر كما صرخ بخمس كلمات من القوة، كل كلمة شكلت ضوضاء في الهواء، مليئةٌ بقوة سحرية مجهولة.
كل شيء انحسر. بدأ الهمس في الانحسار، وتلاشت العين وأغلق الحجاب مختفيًا عن الأنظار. تُرك تايرون واقفا في وسط الدائرة بينما انطفأت النيران، لم يكن هناك أي صوت سوى صوت أنفاسه المرهقة.
“ يا الهـي ، كانت هذه فكرة غبية”، قال بصعوبة قبل أن ينهار على ركبتيه.
لم يكن ذلك يسيرًا كما كان يأمل بحيث كاد سحره أن يستنزف كما أن حنجرته مدمرة وأفكاره في حالة من الاضطراب. لقد تعلم شيئا ما وأصاب نفسه بالصدمة مرة أخرى خلال هذه العملية. لقد حاول غريزيا ألا يتذكر ما رآه وسمعه. سيكون هناك وقت للخوض في هذا الأمر لاحقا. في الوقت الحالي، كان بحاجة إلى الراحة.
ذلك ما فعله تايرون بالظبط خلال الساعات القليلة التالية. عندما استرجع ما يكفي من الطاقة، حزم مركّز الطقوس الخاص به ووضعه مرة أخرى في حقيبته ثم لفه بعناية قبل وضعه في قاع حقيبته. جرف دائرة الطقس حتى لم يتبق أي بقعة منها، وتحقق من هياكله العظمية قبل أن يجلس ويأكل وجبة بسيطة وشرب حتى الارتواء من قُربة الماء الخاصة به.
كان حلقه جافًا من كثرة التحدث، اذا كان يريد أن يحيي الأتباع الأربعة الجدد فسيحتاج من حلقه أن يكون في أفضل حالة ممكنة.
خلد إلى النوم مقررًا أنه بحاجة ماسة إليه، على الرغم من حقيقة أنه كان في وقت مبكر بعد الظهر فحسب إلا أنه سيحتاج إلى أن يكون في أفضل حالة لما جاء بعد ذلك. للخوض في ما تعلمه من الطقس وأداء طقس الحالة حتى يتمكن من تسخير مكاسبه قبل أن يتخذ الخطوة الأولى لتشكيل فيلق الموتى الأحياء الخاص به.
مرة أخرى، أمر نفسه بالنوم وتلاشى العالم إلى الظلام مع بدأ مفعول سحره.
{*١- الكسيريات أو الفراكتال مصطلح يطلق على الأشكال الهندسية الغير متطابقة والغريبة من حيث التدرج و الشكل.}
~ORANOS~