رحلة ساحر - الفصل 208 : الطحلب الدموي
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
مع أخذ قرار حاسم إنسحب غلين من هذه المعركة التي لا معنى لها ، إستدار و طار نحو جثة تنين الحمم البركانية .
لا تزال فقاقيع الحمم تتصاعد و على الرغم من أن سطح البركة قد استقر لكن لا زال منسوبه يرتفع ببطء مع ارتفاع درجة الحرارة أكثر فأكثر .
” الغريزة البرية المستوى الأول تفعيل ! ”
و بينما زأر غلين إنبعثت حيوية قوية من جسمه ، في الآن نفسه بدا إحساسه بالبيئة المحيطة به أكثر وضوحا ، على سطح جلده ظهرت قشور سوداء و كأنه مخلوق شرير من الهاوية .
مع تعزيز مقاومته للعناصر بدا أن درجة الحرارة من حوله في حالة إنخفاض .
تطورت هذه الطبقة من القشور من خلال التطور التفضيلي للمستوى الأول من الخلايا غريزيا بعد التطور السلبي لمقاومة العناصر ، تركز على صد و مقاومة الطاقة إلى حد 700 نقطة ، بينما تبلغ مقاومتها لعناصر النار حوالي 1000 نقطة .
بالإضافة إلى تطوير مقاومته للعناصر فإن أهم شيء بخصوص الغريزة البرية هي تعزيز البنية الجسدية بعد تنشيطها .
ربما هذا التعزيز غير واضح في المستوى الأول و الثاني لكن بعد تطورها إلى المستوى الثالث و الرابع فإن هذا التعزيز البدني لا يصدق تقريبا .
الآن مع القشور السوداء لا توجد مشكلة لغلين لمحاولة دخول جثة التنين طبعا من دون الاتصال بتدفق الحمم البركانية .
مع صفير حاد طار غلين بسرعة عبر فم التنين .
تم حرق لحم التنين من الداخل بعد تدفق الحمم عبر فمه لكونه ميتا الآن .
كانت المساحة الداخلية واسعة حقا و بنيتها الداخلية مختلفة عن بنية الكائنات الحية العادية ، بالإضافة لطبقة القشور الصخرية البركانية الخارجية كان هناك طبقة ثانية من الدروع السوداء في الجزء الداخلي لمقاومة الحرارة و عزلها .
تم تحويل جثث الأمونرو في الداخل لكتل محترقة متكدسة في زوايا معينة .
يمكن للمرء أن يتخيل يأس هؤلاء الأمونرو من الدرجة المنخفضة ، غير قادرين على الطيران أو الفرار من بطن تنين الحمم البركانية ، ليطبخوا في الداخل و هم أحياء !
يوجد في بطن التنين العديد من المواد المتبلورة مثل الأحجار الكريمة المتوهجة .
إلتقط غلين أحد هذه الأحجار بقوة الجاذبية ثم إستمر في الطيران باحثا عن أصل الطحالب الدموية السامة .
لم يجرؤ غلين على لمس الحجر المتوهج بيديه بل إعتمد على قوة الجاذبية ليحوم بين أصابعه ، ‘ درجة حراراته عالية لكن دافئة ، يبدو أنه مادة عازلة ‘ .
‘ لنجمع البعض منها ‘ قد يحتاج لهذا النوع من المواد مستقبلا في تجاربه .
قام غلين بفتح شق بعدي و ألقى أكثر من إثني عشر حجرا فيه قبل أن ينظر إلى قشور التنين المتفككة .
” إذا تم إستخدام هذه القشور لصناعة درع أو رداء فسيكون مثاليا لمقاومة عناصر النار ، حتى ساحر من المستوى الثالث سيقدر خصائصه القوية ” .
بينما تتدفق الأفكار هنا و هناك قرر غلين غلين جمع القشور و سلخ جلد تنين الحمم البركانية .
متجاهلا جثث الأمونرو المتحللة و المتفحمة لاحظ كتلة من اللحم المتحركة على طول رأس التنين ، كان أحد جذور شجرة الكافور .
لكن هذا الجذر قد ذبل بالفعل و فقد رطوبته ، لم يفكر غلين كثيرا و سرعان ما إندفع إلى الداخل .
وووووو …
مثل بكاء طفل أو صراخ وحش يحتضر ، تردد الصوت من مكان ما ذو رائحة كريهة مع غليان الدم ، تبين أنها نوع من الحضانة تم تغطيتها بطبقة ناعمة من الدهون و اللحم .
بدون أي تردد أخرج غلين خنجر الخطيئة و قام بتقطيع الطبقة ، بسبب الحرارة الشديدة يبدو أن السائل الأخضر قد جف بالفعل ، لذا تم قطع طبقة الدهون كقطعة من الورق .
ووووووو …
إزداد الصراخ حدة عندما لمح غلين عضوا حيا يشبه القبة ، كان محاطا بطبقات متشابكة من اللحم تماما كالأعوية الدموية حول القلب و كان يبدو بشعا و مرعبا للغاية .
من الواضح أن هذا العضو له علاقة بالأمونرو و كان من المستحيل أن يكون له علاقة بتنين الحمم البركانية ، ربما كان وسيلة للتحكم في التنين ؟
متجاهلا الأشياء المثيرة للإشمئزاز ، طار غلين و نظر لداخل القبة .
أولا أحس بحرارة عالية ممزوجة بغاز حمضي لاذع يحاول اختراق غطاء الساحر .
بينما حاول جاهدا الحفاظ على مصدر قوته السحرية ، كان يركز أيضا على تعبئة قوة الطبيعة لتجديد قوته السحرية بسرعة .
ثانيا ما لفت انتباهه كان سائلا لزجا يشبه الدم في أسفل القبة ، كان مصدر الصرخة المزعجة هو هذا السائل الأحمر .
ها ؟
صدم غلين سرا .
هل من الممكن ؟ هذه الأجسام اللزجة و الدموية هي الطحالب الدموية التي تم استخدامها كوقود لمدافع عرق الأمونرو ، و لكن حاليا بدا أنها على وشك الموت بسبب الحرارة الشديدة و تبخر المحلول الغذائي داخل الحويصلة الهوائية ، لذا كافحت هذه المخلوقات الطحلبية باستمرار مثل الأيدي الممتدة من الجحيم .
للوهلة الأولى يبدو أن هذه الطحالب لها وعي مشترك فهي تتمدد و تتدحرج بتناغم و هو أمر مرعب للغاية .
على أقل تقدير هذه الطحالب الدموية هي في الواقع أكثر عنادا و رعبا من بعض النباتات السامة و المرعبة في عالم السحرة ، لا ينبغي حتى تصنيفها على أنها من النباتات بل من الأحسن القول أنها طفيليات !
فجأة بدا أن هذه الطحالب قد شعرت بأنفاس غلين ، أصبح صراخها أكثر حدة مخترقا طبلة أذن هذا الأخير ، إستمروا في التدحرج و هم يكافحون للخروج من القبة الحاضنة .
ظل غلين ثابتا و هو يحاول تحليل الوضع بعقلانية .
لا بد أن السائل الأحمر اللزج الممزوج بطحالب الدم هو دم كائنات حية ! بمعنى آخر إذا أراد رفع الطحالب بالإضافة للتأثير الخاص بالهيكل الداخلي لهذا التنين و ظروفه الملائمة فإن هذه الدماء هي رابط لا غنى عنه أيضا .
كانت درجة الحرارة داخل تنين الحمم في ارتفاع تدريجي ، لدرجة أن غطاء الساحر الخاص بغلين و القشور السوداء أضحت غير قادرة على مقاومتها بعد الآن .
بدون أي تردد ، أخرج غلين عدة أنابيب إختبار مختومة ، و تحت قوة الجاذبية قام بجمع عينات مختلفة من الطحالب الدموية البغيضة ، بالإضافة لطحلب ميت ، هناك أيضا المواد الجافة على جدار الكيس ، و طبقة الدم اللزج ، الغاز المتآكل الحمضي …
قام بتغطية الأنابيب و ختمها حتى أنه قام بإلقاء تعاويذ حماية عليها ثم خرج مهرعا من داخل تنين الحمم البركانية .
نظر إلى تدفق الحمم الذي كان على بعد عشرات الأمتار فقط من ملء المساحة بالكامل ، أضحى تعبير غلين جادا على الفور .
على الجانب الآخر ، قام السحرة بإخراج كرة ملفوفة من حاجز لحم متصل بالطبقة الخارجية لرأس التنين ، بداخلها كان هناك العديد من المخلوقات الحمراء تحفر في حالة ذعر للفرار .
لم يكن هناك ذكر لهذا النوع من الكائنات في كرة التسجيل البلورية في قلعة الأصل الفضائية .
ترجمة و تدقيق : Younes39