رحلة ساحر - الفصل 203 : الطاعون ؟
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بوووم ! بوووم !
إجتمع السحرة الخمسة و هم يطلقون سحرهم باستمرار على الأمونرو الذين هاجموا بشراسة من هنا و هناك ، مع تذبذب الطاقة إنبعثت رائحة كريهة مع دخان منتشر من الحاجز الدهني .
شق الأمونرو طريقهم ببراعة مختبئين بين الجدران الدهنية نظرا للممر الضيق نسبيا ، لذا شعر المشعوذون بالخطر من كل جهة .
على جبين غلين إنفتح بؤبؤ ذهبي بينما تحول الأمونرو الذي طار نحوه إلى جثة جافة و سقط على الأرض .
بتلويحة من العصا السحرية طار خفاشان ناريان باحثان عن الأعداء من حولهما ، إستخدم يده الثانية للعزف في الهواء مع تحريك أصابعه ، ظهرت تقلبات في الفراغ قبل أن يظهر أمونرو و رأسه مقطوع .
إستخدم بقية السحرة أساليبهم الخاصة للهجوم و الدفاع عن أنفسهم ، ما عدا الساحر الذي كان في طور الترقية ، ردد تعويذته مطولا تحت حماية السحرة الأربعة ، إستعد على ما يبدو للإفراج عن سحر قوي للغاية .
بالنسبة للساحر ، عند الهجوم لمرة واحدة لا يستطيع إلا أن يحرك جزء من قوته العقلية الإجمالية ، بالنسبة لساحر مبتدئ هذا يعادل الربع ، أما بالنسبة لساحر حقيقي كغلين فهذا يعادل الخمس تقريبا .
يمكن لبعض السحرة إستنادا لمعرفة سحرية معينة و مع تحضير مطول إطلاق هجوم سحري متشبع بقوة عقلية خارقة ، و بالتالي خلق سحر قوي للغاية يتجاوز قوتهم العقلية و حدودهم !
منذ تعرضهم للهجوم المفاجئ ، إستمر الساحر ذو الهالة الزرقاء الغير مستقرة في الترديد لثلاثة دقائق تقريبا ، إستقرت التقلبات السحرية من حوله أكثر فأكثر ، رغم أن غلين و البقية قد قتلوا العديد من أمونرو الدرجة المنخفضة لكن من يدري عدد الأمونرو المختبئين بين جدران الممر .
لبرهة شعر الجميع و كأنهم محاصرون ، كما لو كان كل شيء من حولهم بمثابة تهديد لهم !
من يضمن عدم ظهور أمونرو غامض آخر ؟
كان هذا عرينا للأمونرو !
” تقنية شبكة البرق المكثفة ! ”
رفرف رداء الساحرة على اليمين و هي تلوح بسلاحها السحري ، تجمعت من حولها خطوط من الصواعق ، ثم في بضعة أنفاس تشكلت شبكة رعدية ضخمة غطت الممر بأكمله .
شششس !
غطت الشبكة الجدران الدهنية اللزجة و اندفعت عبر الممر ، أدى هذا إلى إنتشار رائحة الإحتراق الفائحة مع حرق العديد من أفراد عرق الأمونرو .
لكن يبدو أن الأمونرو المختبئين بعمق داخل الجدران لم يتعرضوا للصعق و الحرق .
و قد إكتشف غلين و البقية هذا بالفعل ، يبدو أن الجدران هما سميكة بشكل خاص .
بعد إختفاء الصواعق إنبثقت قوتان غامضتان من خلال الدخان .
” يا الهـي هناك حقا أمونرو غامض هنا ! بل إثنان ؟ ربما كانا يلاحقاننا بالفعل منذ زمن ” كان الساحر ذو أجنحة النسر أول من صرخ و هو يهاجم بإستخدام الريش كالسكاكين الحادة و المحاطة بأرواح شريرة سوداء غريبة .
كان إسم الساحر في الوسط و الذي كان في طور الإختراق آن مو .
ألقى نظرة على الساحر المجنح ثم واصل في إطلاق طاقتين أرجوانيتين سوداويتين تتحولان لخيوط حريرية تتدفق و تشكل كرة من الطاقة بين يديه ، في وسط الكرة أمونرو ذهبي يتلوى مع تعبير داكن و مشوه للغاية .
بووم بوووم بووم !
في خضم الهجمات السحرية ظهرت فجأة صورة لاحقة سريعة بشكل لا يصدق و هي تصفع غطاء الساحر الخاص بالساحر ذو أجنحة النسر ، مع فرقعة تم إلقاءه نحو أحد الجدران .
أممم ؟
صدم السحرة جميعا من هذا الهجوم المفاجئ ، نظروا إلى المجس الذي إنكمش بين الجدران ، لم يبقى منه سوى جزء يلتوي كالثعبان إنغرس في الجدار .
ما هذا ؟
لقد تعرض غلين لهذا الشيء من قبل و لكن لأن الهجوم لم يفلح لم يلق له بالا .
لكن بدى أن الساحر ذو أجنحة النسر مغطى بطبقة خضراء غريبة و أيضا رغم أن هجوم المجس الأحمر لم يحطم غطاء الساحر إلا أنه قد تزعزع و تم قذفه بعيدا .
و لكن بعد هذا …
في اللحظة التي سقط فيها الساحر و لامس جدار اللحم تحول على الفور لسائل و غمر هذا الأخير ليختفي بين اللحوم اللزجة من دون ترك أثر .
في نفس اللحظة إهتز جدار اللحم بينما تجمعت الدهون في المنطقة التي تم فيها إمتصاص الساحر كما لو كانت تحاول خنقه في الداخل .
” عليكم اللعنة ! ” .
صرخت ساحرة و بينما إستعدت للهجوم أوقفتها الساحرة الأخرى ، كان من الواضح أنها خائفة من أن الهجوم الآن قد يؤذي الساحر داخل الجدار أيضا و يعرضه للخطر أكثر .
لمعت عينا غلين بنور غامض ، تلاعب بقوة الفضاء ثم ألقى بلا رحمة عدة تعاويذ لعنصر النار على حاجز اللحم .
بوووم بوووم بوووم بوووم !
إنفجر جدار اللحم و ظهرت العديد من ذيول الأمونرو المختبئة ، بعد قليل لم يبقى شيء حتى الساحر ذو أجنحة السحر قد إختفى .
” ماذا ؟ أنت ! ”
نظرت الساحرة التي أوقفت سابقا صديقتها لغلين بشراسة ، و كأنها تنتظر تفسيرا مرضيا منه ، في النهاية كان قتل صائد شياطين في حملة لصيد الشياطين جريمة خطيرة لا تغتفر .
قال غلين بكل هدوء ” أنا ملم بتقلبات الطاقة الغامضة ، لقد قام الأمونرو الغامض بختمه لحظة دخوله جدار اللحم ، كنت فقط أحاول إنقاذه لكن من الواضح أن الأوان قد فات ” .
ما قاله غلين كان صحيحا ، لكن من الواضح أن الثلاثة لم يصدقوا كلمة مما قالها قبل قليل .
بعد أن تم إحاطته بطاقة الغموض أدرك غلين بوضوح أن هناك قانونا غامض غريبا داخل كل أمونرو ، ما دامت تقنية الختم الغامض تطبق فسيفعل هذا القانون فورا .
نظرت الساحرتان ببرود لغلين ، ما أنهما لم تفهما دافع غلين لقتل صائد شياطين آخر ، إلا أن الشكوك ظلت تراود كلتاهما ، هكذا كان الساحر الأسود ، متشككا و حذرا للغاية ، حتى في ساحة المعركة في عالم أجنبي ، لكن على العكس الساحر الأببض لن يفكر في هذا حتى .
في هذه اللحظة و بعد تحضير مطول قال آن مو بصوت منخفض ” أخيرا تم الإنتهاء ! … سحر الطاعون المخصص لعرق الأمونرو ! ” .
بوووم !
إنفجر جسد الأمونرو الذهبي أمامه ، باسثناء الضباب الدموي من حوله لم يتغير شيء يذكر .
و مع هذا تغير تعبير غلين و الساحرتين .
فيما يتعلق بالأمراض و الأوبئة ، وفقا للأبحاث المطولة في عالم السحرة وجد أن سببها نوع من الطفيليات المجهرية ، نظرا لضعف مستوى أشكال الحياة الفردية تتمتع هذه الطفيليات فائقة الصغر بالقدرة على إلتهام و تدمير أشكال الحياة الأخرى من الداخل ، لكنها بطبيعة الحال لا تؤثر على أشكال الحياة الأعلى ، لذا يتجاهل السحرة ببساطة إدراج هذه الطفيليات في دراسات سحر الحياة و الموت .
و مع هذا بالنسبة لساحر أسود ، فإن هذه الطفيليات هي وسائل فعالة لإجراء أبحاث مستهدفة حول أسرار الحياة و الموت أثناء حملة صيد الشياطين نظرا لمرونتها و قابليتها للتحول و التحور ، يمكن إستخدامها لقتل أكبر عدد ممكن !
على سبيل المثال ، في هذه اللحظة تمكن آن مو في أقل من عشرين يوما من تحويل و صنع طفيلي مضاد للأمونرو كنوع من الطاعون القاتل لهم !
بالطبع نظرا لكونه تحول تمهيدي فإن هذا النوع من السحر لن يكون فعالا إلا في أماكن مغلقة كما لن يكون فعالا إلا على أمونرو الدرجة المنخفضة .
بمرور الوقت تم قتل الأمونرو مع انتشار الضباب الدموي .
…….
بعد ربع ساعة رملية .
مع الموت الغير معقول للأمونرو سقطت جثث المزيد منهم من داخل جدران اللحم كقطرات الماء من السماء .
حتى أن البعض تم تعليقه بين الكتل اللحمية و البعض بقي عالقا في الداخل للأبد .
لكن لم يظهر الأمونرو الغامضان قط ، من الواضح أن هذا السحر لم يكن فعالا ضد هذا النوع .
” همم مثير للاهتمام ، لكن يبدو أنه مختلف عن السحر الأسود التقليدي ، إنه مجرد نوع من الأمراض القاتلة و ليس وباءا كالطاعون الحقيقي ” فكر غلين في صمت و هو يراقب جثث الأمونرو .
ثم إستمر الأربعة في التحليق نحو باطن الأرض .
وفقا لحسابات غلين و إستنادا لنظام الطاقة و النظام المضاد ، سيتم هضم الساحر ذو أجنحة النسر خلال عامين على الأكثر في المساحة الغامضة .
في النهاية كان ساحرا حقيقيا … يا له من رجل تعيس غير محظوظ …
ترجمة و تدقيق : Younes39