رحلة ساحر - الفصل 200 : بين الظلال
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بعد إخفاء المساحة أسفل البحيرة أخذ غلين السلحفاة البلورية و إندفعا بسرعة عبر الأنفاق تحت الأرض .
مستلقية على قرط غلين همست السلحفاة له ” يجب أن يكون هناك ثلاثة تنانين حمم بركانية من شلال الدم تم الاحتفاظ بها هنا ، كلهم في بحيرة قلب الحمم البركانية في أعمق نقطة من هذه الأنفاق ، لكني سمعت أيضا أنه من الصعب جدا على الأمونرو أن يتحكموا و يسيطروا على هذه التنانين باستخدام شجرة الكافور ” .
” كم سيستغرق منا للوصول من هنا لبحيرة الحمم البركانية ؟ ” سأل غلين على عجلة .
بعد التفكير قليلا أجابته ببطء ” وفقا لوحدة زمن الساعة الرملية التي أخبرتني عنها فنستغرق من ثلاثة إلى أربع ساعات رملية على هذا المنوال نظرا لأن المساحة حول بحيرة الحمم شديدة الحرارة ، لم يسبق لي ترك بحيرتي لذا لا أدري ما هو الوضع بالتحديد في الأسفل ” .
مر غلين عبر العديد من الممرات الضيقة بخفة و سرعة قبل أن يتوقف في ساحة تبلغ مساحتها حوالي ثلاثة إلى أربعمائة متر متر مربع ، طاف غلين في الهواء بينما ألقى نظرة على الأضرار التي تم إلحاقها بجدران اللحم على الأرض و العديد من جثث الأمونرو المقتولين ، توصل لاستنتاج على الفور .
لا بد من أن معركة شرسة قد جرت هنا بين بعض الأمونرو و سحرة صيد الشياطين .
إنبعثت رائحة كريهة للغاية من الجدران الدهنية لذا كان على غلين منع دخول الرائحة بإجراء تغيير بسيط في غطاء الساحر .
إنطلاقا من وضع المعركة هنا لا بد من مرور ستة إلى سبعة سحرة من هنا و التعرض لكمين من قبل الأمونرو .
تجول بسرعة في الساحة و عثر على إثني عشر حفرة ، إختار بشكل عشوائي إحداها ثم غاص إلى الأسفل .
يبلغ قطر هذا المدخل حوالي خمسين مترا و هو واسع قليلا مقارنة بباقي الأنفاق ، توهجت جدران اللحم باللون الأحمر مع تقلصها و إلتوائها باستمرار ، يمكن سماع و رؤية سائل لزج متدفق بين الدهون .
بعد الطيران لفترة لم يكن بوسع غلين إلا أن يصبح أكثر حذرا لأنه لم يواجه أي عقبات على طول الطريق ما كان غريبا نوعا ما ، لم يستطع الشعور بالراحة في مثل هذا المكان الجالب للكآبة .
إنفجار !
فجأة خرج مجس أحمر بعد تفجير غلين بعيدا .
بدافع غريزي رفع غلين ذراعه و أطلق سيولا من النيران الحمراء ، من خلفه رفرفت ثلاثة من الخفافيش النارية مندفعة نحو مكان المجس ، مع دوي الإنفجارات المتتالية !
بوووم بوووم بوووم !
كررر …
تساقط سائل أخضر كريه الرائحة مع إنبعاث دخان كثيف ، إستخدم غلين سحر تحديد الصدى لفحص جدار اللحم على أمل العثور على أدلة حول من قام بمهاجمته .
إلا أن غلين سرعان ما شعر بالإحباط .
يبدو أن سحر تحديد الصدى غير فعال مع هذا النوع من الجدران الغريبة المكونة من اللحم و الدهون اللزجة ، لأن مبدأ هذا السحر هو تحليل الطاقة التي ترتد بعد ملامسة الموجة فوق الصوتية المنبعثة للشكل مادي ، ثم معالجتها لتشكيل صورة واضحة لهذا الشكل .
هذا السحر له بعض العيوب ، مثل مسافة الكشف القصيرة ، الإختباء تحت الأرض ، تحت الماء و إنشاء أمواج فوق صوتية ترتد عن الحواجز المادية ، هي نقاط عمياء للإدراك .
نظر غلين من حوله في كل الإتجاهات ، كانت جدران اللحم الملتوية شيئا مثيرا للإشمئزاز للغاية بحق ، هز غلين رأسه و إستدار ثم طار بعيدا بسرعة .
لا حاجة للتورط أكثر ، عاجلا أم آجلا سيهيمن باقي المشعوذين على جميع الأنفاق ، سيتم إما قتل أو أسر جميع المخلوقات المعادية هنا .
وفقا لما تعلمه غلين من السلحفاة البلورية ، فإن سحابة الظل التي تغطي شجرة الكافور هي مجرد سحابة متوسطة الحجم في عالم الظلال الغامض ، و وفقا للمعلومات المرفقة في الكرة البلورية لا بد أن تكون هذه السحابة جزءا من الإثني عشر سحابة ظل المتوسطة لهذا العالم ، بالنسبة لجيش السحرة كان هذا شيئا لا يستحق الذكر .
حتى لو تم إضافة الظلال الإثني العشر المتوسطة و جمعها مع بعض فمن المحتمل أن المساحة التي ستغطيها قد تكون أقل من مساحة سحابة ظل كبيرة ، مقارنة بعالم السحرة فقد تغطي فقط جزيرة كبيرة في المحيط اللامتناهي .
بعد الطيران لنصف ساعة رملية تقريبا ، سارع من وتيرته فجأة بعد سماع أصوات الإنفجارات و إستشعار التقلبات السحرية القادمة من بعيد ، سرعان ما رأى أربعة سحرة يحلقون عاليا يهاجمون مجموعة من الأمونرو المحاطين بحاجز ذهبي .
شووو !
تناثرت النيران في الأرجاء مستهدفة بعض الأمونرو ، لكنهم من كانوا معتادين بالفعل على طاقة عنصر النار لهذا العالم لم يجدوا صعوبة في مقاومة نيران غلين ، سرعان ما تحركوا من خلالها و حاصروا هذا الأخير .
تومض عيون غلين .
في هذه اللحظة ، على الرغم من أن أمونرو الدرجة المنخفضة قد تحسنوا بشكل كبير داخل شجرة الكافور ، لذا قد يسببون بعض المتاعب لسحرة الفصيل الأبيض و عبيد الروح لكن بالنسبة لسحرة الفصيل الأسود ، فهم لا يزالون مجرد مخلوقات منخفضة و لاشيء أكثر إلا إذا كانوا بأعداد كبيرة .
فقط ثلاثة من نخبة الأمونرو الذهبيين يركبون وحوشا مجنحة يستحقون القليل من الإهتمام .
بووم !
بعد التعرض لنيران غلين المستعرة لم يمت أمونرو الدرجة المنخفضة كما كان متوقعا بل حفروا في اللحم و إختفوا .
لكن سرعان ما تردد صراخهم الأخير قبل لفظهم آخر أنفاسهم و إنتشار رائحة الإحتراق الكريهة في الأرجاء ، بفضل خصائص نيران غلين الأبدية التي لا تنطفئ فحتى الكائنات المنخفضة التي لها مقاومة للنيران لن تسلم من الإحتراق !
مع التحرك بسرعة تعامل غلين بسرعة مع العديد من الأمونرو منخفضي الدرجة من حوله قبل أن يقول للساحر الأسود الذي لم يظهر حماسا للقتل ” لقد حصلت للتو عن معلومات تفيد بأن بحيرة الحمم البركانية أسفل شجرة الكافور هذه هي قاعدة لإنتاج الطحالب السامة التي يتم استخدامها كقذائف لمدافع الأمونرو ، إذا تمكن أي منا من صنع ترياق فسيكون لواحد منا فرصة الحصول على وسام شرفي من الدرجة الثالثة ” .
حرض غلين على عجلة محاولا تشجيعهم .
” نحن نعلم عن هذا بالفعل ، أيها الساحر المستجد ، فقط إحذر من الأمونرو الغامض هنا ! ” قال ساحر أسود لغلين .
ماذا ؟!
فجأة شعر غلين و كأنه غير قادر على التحكم في جسمه ، في حالة من الصدمة إستخدم سحر تحديد الصدى ليكتشف أن قزما ذو بشرة شاحبة بيضاء يخرج ببطء من ظله .
هل يمكنهم الإختباء في ظلال المخلوقات الأخرى ؟
يبدو أن غطاء الساحر غير قادر على كبح هذه القدرة الغريبة !
فجأة حلقت كرة غامضة رمادية كالفقاعة من تحت أقدام غلين ، لتغطي غطاء الساحر الشبيه بقشرة البيضة ، في الآن نفسه زأر الأمونرو الغامض و أفرج عن طاقة الغموض المتدحرجة كشلال غمر غلين من أسفل لأعلى ، و كأنها تحاول ختم هذا الأخير .
في الواقع كان هذا الأمونرو مجرد كائن غامض منخفض الدرجة لم يكن ليأخذه غلين على محمل الجد في الخارج لكن تحت شجرة الكافور فقد تم تعزيز قوته بشكل كبير حتى أن ساحرا أسودا مثله سيحتاج لأخذ الحيطة و الحذر منه .
” اللعنة كيف يمكن أن تكون غبيا هكذا ! ” .
” همف سيدفع ثمن عدم حيطته ” .
بعد رؤية غلين و هو تحت قمع الطاقة الغامضة ، علم الساحران الأسودان أن الأمونرو الغامض على وشك إطلاق ختم الغموض ، علاوة على هذا بمجرد أن يحيط حاجز الطاقة الغامض بأحد ما فسيواجه ضغطا كبيرا ، إن لم يكن مستوى القوة كبيرا فسيكون من الصعب جدا عليه أن يفر بمفرده .
و مع هذا كما هو الحال مع جميع تقنيات الختم ، فإن نقطة ضعف ختم الغموض هو تعطيله بواسطة قوة خارجية خلال إعداده ، لذا إذا تحرك أحد السحرة بسرعة لمهاجمة الحاجز فهناك فرصة لإنقاذ غلين .
هدير !
حاول نخبة الأمونرو على الفور إيقافهم بأي ثمن ، بينما حاول السحرة التصدي لهم ، على الرغم من جرحهم للعدو إلا أنهم قد خسروا بالفعل فرصة إنقاذ غلين لأن الختم قد إكتمل !
لكن كان هذا أمرا بديهيا ، في نهاية المطاف ليس لديهم إلتزام بإنقاذ غلين حتى لو كان هذا على حساب تعرضهم للإصابة !
كانوا في النهاية سحرة من الفصيل الأسود !
هز الساحران رأسيهما و تجاهلا غلين ببساطة ، ركزا مع الساحر الآخر على قمع نخبة الأمونرو المصابين ، تم قتل مطية أحدهم بالفعل بعد سقوطه على الأرض .
أما المطية الثانية فم تم حفر بطنها مع ثناثر أعضائها الداخلية .
سخر الساحر الأسود و أعاد مخالبه الذهبية الشبيهة بالخاصة عند النسر لأكمامه ، أشار بإصبعه نحو الأمونرو الذهبي على الأرض و أطلق شعاعا أسودا كئيبا .
…..
في الجانب الآخر !
لم يشعر غلين الذي كان محاطا بالطاقة الغامضة بالذعر ، بل كان في غاية الهدوء و التركيز ، كان جسمه الحالي مضغوطا باستمرار بالعديد من طبقات الفضاء ، كان الأمر أشبه بسحر بيرانوس الذي إستخدمه لتقليص حجم غلين عند زيارتهم للعم وو تونغ .
كان غلين متأكدا من سهولة كسر هذا الختم بفضل موهبته في التواصل بين الأبعاد بينه و بين الببغاء شياو با لتعطيل إستقرار الفضاء و تدميره من الخارج .
لكن …
و بما أن هذه الفرصة سانحة و قد لا تتكرر ، خطط غلين لدراسة هذا الختم الغامض و تجربة بعض خصائصه ، ربما قد تصبح هذه المعرفة ثروة له في المستقبل !
ترجمة و تدقيق : Younes39
أخيرا وصلنا للمئوية الثانية 🎉🙂