رحلة ساحر - الفصل 199 : مرآة الرعد في قاع البحيرة
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
هناك طاقة غامضة في قاع البحيرة ؟
بعد أن حصل غلين على هذه المعلومة من السلحفاة البلورية شعر بالفضول ، في الواقع شعر غلين بالفعل سابقا أثناء تحريكه لقوى الطبيعة بوجود طاقة غريبة مختلطة بعناصر الماء في الأسفل .
و مع هذا بالنسبة للسحرة كان هذا أمرا طبيعيا ، و لم يكن غلين مهتما بهذا التباين ، و لكن بعد أن ذكرته السلحفاة البلورية لم يستطع كبح رغبته في إستكشاف قاع البحيرة .
بعد وضع غطاء الساحر غاص غلين في الماء مع ” بلوو ” .
لم تكن مياه البحيرة صافية كما توقع غلين ، كان هناك العديد من الفقاقيع تتصاعد من كل مكان مما جعل رؤية الشخص محدودة لعدة أمتار فقط ، لذا إعتمد غلين على تردد الصدى لإستكشاف أعماق البحيرة ، في ذهنه ظهرت صور بالأبيض و الأسود للعديد من الأجسام .
لم تكن هناك حياة أخرى في البحيرة باستثناء السلحفاة البلورية ، كانت درجة حرارة الماء حوالي 21 ربما بسبب هيمنة قواعد عنصر النار في هذا العالم ، مما جعل هذه المنطقة المائية معرضة للضغط الشديد ، و هذا يفسر أيضا نقاء الطاقة الكبير في البحيرة .
كان عمق البحيرة حوالي عشرين مترا ، و قف غلين على صخرة ضخمة في القاع ، إنحنى و لمس سطحها لتحليلها ، لكنه لم يشعر بتباين يذكر ، بدت كأي صخرة طبيعية أخرى ، تجول غلين ببطء بينما تحركت تيارات الماء المحيطة به تحت تحكمه الدقيق ، كأنها أيدي لطيفة تداعبه هنا و هناك .
” سيدي ! هنا ! ” .
قادت السلحفاة البلورية غلين إلى مكان ضيق بين الصخور المتداخلة .
شعر غلين بوجود نقاط تداخل في الفراغ .
نقاط التداخل في الفراع هي المناطق التي تكون فيها حدود الفضاء المادي في غاية الضعف ، غالبا ما تكون هذه الأماكن الأكثر إحتمالا لخلق شقوق بين العوالم .
هذا الإكتشاف جعل غلين يشعر بحماس شديد ، هل يمكن أن هذا الشق قد يربط بين عالم الظلال الغامض و عوالم أخرى ؟
لا يمكن !
غلين على معرفة دقيقة بأن إكتشاف صدع عالمي سيكون بمثابة ثروة هائلة لعالم السحرة .
هذا يعني أن السحرة المقدسين الذين يخططون لغزو هذا العالم لن يحتاجوا إلى إنفاق ثروة هائلة لتحريك قواعد رافعة القدر لنقل قلعة الأصل الفضائية عبر الفراغ ، بالإضافة إلى هذا سيكون من الممكن إنشاء قاعدة في هذا العالم بسرعة من دون وجود دفاع يذكر لمقاومتهم ، بدلا من التعرض لهجمات من كائنات العالم الآخر كما حدث لهم عند غزو عالم الظلال الغامض .
هذا …
كان غلين متحمسا لدرجة إرتعاشه ، تجول بين الصخور و فكر في أفضل طريقة لإزالة الصخور .
بعد دقائق قام غلين بوضع عصاه السحرية جانبا و إعتمد على قوته البدنية لرفع و حمل الصخور بدعم من عناصر الماء المحيطة ، ثم قام بإلقائها خارج الماء على حافة البحيرة .
ثم إستدعى عملاق نيران الجشع خارج البحيرة .
كان وحش العناصر لا يزال يعاني من العديد من الجروح ، وقف عملاق النيران ببطء في حين شعر بالضيق نوعا ما .
غريزيا شعرت السلحفاة البلورية بالخوف من هذا الكائن العنصري المكون من نيران سوداء غريبة .
أمر غلين عملاق النيران بالوقوف عند مدخل البحيرة ثم إستدار نحو السلحفاة البلورية ” بما أنك قلت أن أفراد عرق الأمونرو هنا يعتبرونك مقدسة ، فلماذا يوجد بعض الأمونرو من الدرجة المنخفضة لحراسة هذا المكان فقط ؟ ” .
” ذلك لأنهم توجهوا جميعا لنقل تنين الحمم البركانية من شلال الدم ” أجابته السلحفاة بهدوء .
تنين الحمم البركانية ؟ شلال الدم ؟ أليس هذا ما قالته دمية القش التي إستخدمها الساحر البارع في إستعمال سحر الروح ؟
” ما هو تنين الحمم البركانية ؟ ” سأل غلين .
هزت السلحفاة رأسها و هي تستلقي على راحة يد غلين ” نظرا لأنني نادرا ما أغادر هذا المكان على مر العصور لم أرى تنين الحمم البركانية قط ، و لكن وفقا لما سمعته من حراس الأمونرو فإن هذا التنين ذو حجم كبير للغاية ، و قوته هائلة كانوا شركاء لعمالقة الحمم البركانية من حكموا هذا العالم في الماضي البعيد ، و لكن الآن هذا التنين مجرد ماشية لإنتاج السموم ” .
سموم ؟ لحظة جهاز إطلاق القذائف المدارية للأمونرو ؟
إذن هذا الكائن هو مصدر الطحالب الحمراء الدموية المستخدمة كطلقات للزهور العملاقة ؟
لم يكن غلين مهتما بمعرفة نوع الصراع بين الأمونرو و عمالقة الحمم ، لأن هذا بلا فائدة له ، بدلا من هذا كان مهتما بتاريخ غزو عمالقة الحمم لعالم الشورا لأنه إذا عثر على شق يربط بين العالمين فسيكون هذا بمثابة ثروة هائلة لعالم السحرة .
إذا كان عالم الشورا أقوى من عالم الأمونرو في الماضي فلا بد أن ثرواته أكبر بكثير من عالم الظلال الغامض .
و مع هذا ، إذا تم إغلاق الشق بالفعل فبدون قوة خارجية تقوم بفتحهه تدريجيا ، فسيلتئم و يتشكل في مكان آخر ، لذا من غير الواقعي محاولة العثور على هذا الصدع من خلال القرائن التاريخية القديمة لهذا العالم .
” كيف سينقلون تنين الحمم البركانية من شلال الدم ؟ المنطقة كما تعلمين مليئة بالمشعوذين ، ربما قد تم قتل جميع الأمونرو بحلول الآن … ” قال غلين بسخرية .
” لا لقد أسأت الفهم ، تنين الحمم البركانية الكبير كحيوان لإنتاج السموم فقد تم التحكم فيه بالكامل من قبل الأمونرو ، يمكنهم الفرار من خلال دخول بطن التنين و المرور عبر طبقة الحمم البركانية في باطن الأرض ” وضحت السلحفاة البلورية .
طبقة الحمم البركانية ؟
صدم غلين ، قال متلعثما ” ما ماذا ؟ كائن يعيش في الحمم البركانية لا بد أن تكون مقاومته لعناصر النار على الأقل 10000 نقطة ! إلا إذا كان كائنا عنصريا من النار ! ” .
نقل غلين الصخور بسرعة ، كان عليه التحرك بسرعة لاعتراض الأمونرو التي تحاول نقل تنين الحمم البركانية .
على أي حال ، إذا تمكن من القبض على هذا التنين فمن الممكن أن يتمكن بعض السحرة من تطوير ترياق لسم الطحالب الدموية في غضون بضعة أشهر ، مما سيمنحهم ميزة في هذه الحرب .
بل إنه من الممكن أن يحصل على وسام شرفي من الدرجة الثالثة بسبب هذا الإكتشاف !
عند التفكير في هذا أضحى غلين أكثر حماسا .
بعد ثلاث ساعات من العمل الشاق ، و عند تحريك آخر صخرة ظهرت طاقة رعدية .
بلوو بلوو …
مع تصاعد العديد من الفقاقيع من القاع صرخ غلين في دهشة ” هذا مستحيل ! … هذا … طاقة الرعد الموجودة في منطقة القطع ! ” .
طبقة مستقرة و هادئة من طاقة الرعد تبدو و كأنها في فضاء مطوي ، كانت مرآة ! و ضخمة للغاية ، متصلة بالعالم المادي من خلال الفتحة بين بقايا الصخور .
كانت المرآة الأرجوانية بلون فاتح مائل للأخضر تشع بضوء حاد ، كان غلين و السلحفاة البلورية كلاهما مذهولين .
كان غلين مندهشا لأن طاقة الرعد المنبعثة من هذه المرآة تشبه لحد بعيد طاقة الرعد البدائية في الغصين المتفحم ، أما السلحفاة البلورية فكانت مندهشة لأنها لم تتوقع وجود مرآة في قاع البحيرة قط .
لا !
بعد أن كبح غلين دهشته ، أضحى أكثر عقلانية و شرع في المراقبة بعناية من بعيد ، وصل إلى إستنتاج مفاده أن هذا المكان لم يتشكل بشكل طبيعي كما توقع سابقا ، بمعنى آخر من المحتمل أن هذه المرآة الرعدية قد تم تشكيلها بواسطة كائن قوي للغاية قبل ولادة السلحفاة البلورية حتى !
ساد الصمت أرجاء المكان للحظة .
من الواضح أن هذا السر ليس شيئا يمكن لغلين أن يخوض في إستكشافه أو التعامل معه ، الفرص تأتي دائما مع مخاطر متساوية ، إذا دخل بتهور فقد تكون النتائج كارثية .
هل يبقى في انتظار أن يصبح أقوى لإكتشاف أسرار هذا العالم ؟ أم يقوم بإعلام أحد السحرة الثلاثة المقدسين ليحصل على بعض الفوائد ؟
كان غلين في حيرة شديدة ، حيث كان لكل خيار فوائد ! لكن بدرجة مختلفة !
إذا قرر محاولة الإكتشاف في المستقبل فقد يحصل على جميع الموارد المحتملة ، و لكن إذا قدم هذا الإكتشاف على طبق من ذهب لساحر مقدس فسيقلل من المخاطر و يحصل على فوائد قد تقلل من مدة بقائه كساحر منخفض المستوى .
و لكن …
بغض النظر عن الخيار الذي سيقوم باختياره يجب أن يكون مبنيا على أساس واحد ، و هو أن يفهم سبب وجود هذه المرآة هنا و ما الغرض منها ؟
قد يكون دليلا مبكرا لحل ألغاز طاقة الرعد الغامضة في الغصين المحترق .
ترجمة و تدقيق : Younes39
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.