رحلة ساحر - الفصل 197 : جدران من اللحم !
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
بعد مرور خمس ساعات رملية .
تجمع ثلاثة و سبعون ساحرا أسودا أمام شجرة الكافور ، بمن فيهم ثلاثة مشعوذين من المستوى الثاني ، لكن لم يحمل أي منهم وساما شرفيا .
لو كان الحاضرون من مشعوذي الفصيل الأبيض ، لقرروا على الفور الإنقسام لثلاثة فرق كل فريق تحت قيادة ساحر من المستوى الثاني و لكن بالنسبة لمشعوذي الفصيل الأسود فإن كل ساحر يمثل نفسه فقط هنا .
أخرج فيكتور كرة من المعدن من تحت ملابسه ، طافت ببطء مع الإفراج عن طاقة معينة .
كانت الكرة قلبا ميكانيكيا لكن من صنع ساحر معاصر ، بعد الإهتزاز تفككت إلى العديد من الشرائط التي غطت و لفت فيكتور في لحظة ، لتصبح بذلة تلائم قوام جسمه .
قام غلين بإنشاء درع سحري بينما حامت ثلاثة خفافيش نارية من حوله ، إندفع السحرة نحو فتحة التهوية لشجرة الكافور التي يبلغ ارتفاعها مائة متر ، حلقوا واحدا تلو الآخر نحو الأعماق .
بعد ثوان ظهرت ساحة مفتوحة على نطاق واسع تحت الأرض ، مع جدران من اللحم و أرضية من الدهون الممتلئة ، بالإضافة إلى العديد من الفتحات في أماكن مختلفة و متفرقة من الأنفاق .
أينما نظرت ستلاحظ جدرانا من اللحم تتحرك و تتلوى كأنها كائن حي ، تتوهج بلون أحمر ، من خلالها يمكن سماع صوت تدفق الماء و طرق المعادن و صراخ الأمونرو العشوائي .
بعد أن سقط جميع السحرة من الفتحة تحركوا بحذر شديد و لم تطأ أقدامهم الأرضية الغريبة بل إستمروا في الطفو على بعد متر أو مترين .
قام ذيل فيكتور بطعن حاجز اللحم مما تسبب في تدفق سائل أخضر ذو رائحة كريهة .
قام فيكتور برفع ذيله و وضع القليل من السائل في زجاجة ، ثم أدخل الإبرة المعدنية لإصبعه في الزجاجة ، بعد ثوان قال بهدوء ” تركيز طاقة النار عال حوالي 0.75 % ، طاقة الحياة حوالي 0.3 % ، قد تكون هذه المادة مفيدة لتجارب ساحر مبتدئ و لكنها أقل فائدة لنا ” .
في وقت قصير جد ، إلتئم الجرح في حاجز اللحم .
بالنسبة لغلين فقد دقق ببطء ثم أخرج حشرة سوداء بحجم الظفر من الفجوة بين حواجز اللحم الدهنية ، كانت حشرة غريبة ممتلئة و سمينة مع بقع بيضاء ، بدت أنها غير مجرد حشرة عادية لا تستطيع المقاومة باستثناء أنبوب شفط في رأسها .
بعد أن تنهد غير مصدق أخرج غلين المزيد من الحشرات ، بعد التأكد من شيء ما بدا متحمسا فجأة و هو يدخل الحشرات في فمه من أسفل قناع الحقيقة ، تساقط سائل أخضر من فم غلين مع مضغه المستمر للحم .
ردد متفاجئا ” إنها حقا تحتوي على فيتانا ! عنصر غذائي نادر متوفر فقط في بعض الأطعمة الفاخرة للغاية ” .
” فيتانا ” هو مصطلح يستخدمه خبراء الذواقة للإشارة لبعض العناصر الغذائية النادرة جدا .
في هذه اللحظة كان تفكير غلين منصبا فقط على قواعد السلسة الغذائية و معرفة الطهي و الذواقة في عالم السحرة ، إن لم يكن الطعام مناسبا له كواحد من الذواقة فإن غلين لن يفضل تناوله .
من الواضح أيضا أن غلين قد نسي إعلانه بثقة قبل مائتي عام في أول فصل له لتعلم أساسيات السحر عن أنه لن يجرؤ على محاولة أكل الحشرات إطلاقا !
في النهاية الشباب دائما ما يكونون جاهلين ، مما يجعل البعض ينظر لماضيه بسخرية و محو جميع ذكرياته أو محاولة نسيانها .
بما أن فيكتور كان ساحرا ميكانيكيا ، لم يكن مهتما بهذا النوع من المعرفة المخصص للذواقة ، نظر للساحة الفارغة بعد تفرق المشعوذين و قال لغلين ” هل نتحرك معا ؟ ” .
كان غلين مهتما بجمع الحشرات و نقلها لشظية عالمه من أجل تربيتها و رعايتها كوجبة خفيفة له في المستقبل ، وفقا لمعرفة الذواقة فإن تناول عناصر الفيتانا بانتظام يزيد من حساسية خلايا الجلد ، مما يعزز قدراته الإدراكية بشكل غير مباشر ، لذا رد ببساطة ” أحتاج لجمع المزيد تستطيع أن تغادر أولا ” .
كانت الأنفاق تحت الأرض أشبه بالمتاهة .
” حسنا ” .
رد فيكتور ثم غادر على الفور من دون قول المزيد .
في لحظة لم يتبقى سوى ثلاثة سحرة في الساحة المفتوحة ، قام غلين بجمع الحشرات بينما ركز ساحر آخر على صنع مذبح صغير يبدو أنه نقطة مرجعية لسحر النقل الآني ، أما الساحر الثالث فقام باستدعاء شجرة طولها خمسة أمتار و زرعها في أرضية اللحم .
كان كل ساحر منغمسا بأموره الخاصة ، دون الإهتمام بالآخرين .
كان أول من غادر هو ساحر المذبح الصغير ، قام غلين بعد الانتهاء من جمع الحشرات باستدعاء الببغاء شياو با .
” كوووااا ك ! سيدي غلين العظيم أين نحن ؟ ” كان شياو با معتادا على الحذر و التحقق من الوضع أولا ، بعد أن تأكد من عدم وجود خطر يذكر سأل بسرعة .
” أنفاق قصر شجرة الكافور ! ” رد غلين باختصار ثم أشار إلى الفتحة في الأعلى و قال ” ساعدني في تحديد نقطة مرجعية خارج الفتحة ، أيضا عمل رائع سابقا ” .
عمل رائع ؟
طار شياو با بحماس ضاحكا ” عمل رائع ؟ حقا ؟ هل كان جيدا ؟ كواااك حسنا ماذا عن مكافئتي ؟ ” .
” سنناقش ذلك لاحقا ! ”
بعد أن تجاهل غلين سؤال الببغاء بوقاحة ، طار نحو فتحة عشوائية .
كان قطرها صغيرا جدا ، حوالي عشر أمتار ، مع جدران اللحم و الدهون التي تتلوى و تتمدد باستمرار ، مما جعل غلين يشعر بالإنزعاج و كأنه يسير في أمعاء كائن آخر .
بعد مدة قصيرة من الطيران إتسع الممر أكثر و ظهرت مجموعة من الصخور لم تكن مغطاة باللحم .
توقف غلين للحظة و بينما إستعد للاقتراب من الصخور للتحقق منها ظهر ذيل ذهبي لأمونرو من أحد الجدران محاولا إختراق رأس هذا الأخير .
بالطبع حتى لو كان غلين يحافظ على الدرع السحري بدرجة 300 نقطة ، فإن هذا الكائن من الدرجة المنخفضة لن يكون قادرا على إختراقه ، و مع هذا فإن هذا الهجوم المفاجئ أثار ذعر غلين إذ لم يكن لديه أدنى فكرة عن وجود هذا الكائن حتى لحظة الهجوم .
بدا و كأن هذا الأمونرو الذهبي قد إندمج بالكامل مع حاجز اللحم .
تبين أن هذا المكان كان فخا قام الأمونرو بنصبه و لم يتمكن غلين من ملاحظة هذا .
قام غلين بتوجيه خفافيش النار نحو المهاجمين بينما تراجع نحو الصخور باستخدام قوة التنافر .
مع إنفجار الخفافيش تم إغراق الأمونرو في موجة من النيران .
لكن تمكن البعض من النجاة بعد إختبائهم في جدران اللحم ، بدلا من هذا خرجوا مجددا بشراسة مندفعين نحو الصخور .
فجأة إنطلق عمود أحمر من بين الصخور مما سبب إنفجارا هائلا ، ثم تم إلقاء جثث الأمونرو المتفحمة على الأرض .
شعر غلين بزيادة طفيفة في طاقة اليأس ثم إستدار لينظر للبحيرة المتلئلئة وسط الصخور مع الأعمدة البلورية المتدلية من السقف .
مع خرير الماء ظهرت سلحفاة بلورية شبه شفافة من البحيرة ، بحجم متر تقرييا ، نظرت لغلين بعيون تشبه عيون الإنسان ، مليئة بالدهشة و الفضول لكن بدون ذعر .
كان غلين معتادا على نظرات الكراهية و الخوف من كائنات هذا العالم و لكن هذه السلحفاة كانت مختلفة و هادئة بشكل غريب يثير الريبة مما أثار دهشته أيضا هو الآخر .
ترجمة و تدقيق : Younes39
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.