رحلة ساحر - الفصل 196 : شجرة الكافور
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
في كل بقعة يقع بصرك عليها ، سترى جثثا مشوهة و بركا من الدم ، أرضا مليئة بالأخاديد و الحفر العميقة ، دخان أسود يتصاعد نحو السماء …
سماء حمراء داكنة ، مع ضباب غامض و غيوم سوداء متفرقة ، بينما طارد العبيد بعض جنود الأمونرو الذهبيين وراء غلين .
من بعيد أمكن رؤية العديد من الكائنات تتقاتل و تتشابك بوحشية فيما بينها ، في وسط المعركة الرئيسية كائنان يتحكمان و يحركان طاقة هائلة حامي عالم الظلال و نبي الغموض و ساحرة كلمة القبر المقدسة لعالم السحرة !
أطلق هذان الإثنان أمواج صادمة من الطاقة مع كل تصادم بينهما ، أدى إلى تسوية التلال و الأراضي المسطحة و قتل العديد من الكائنات الحية الضعيفة .
طفا غلين ممسكا بحجر سحري لاسترجاع طاقته ، إتجه بسرعة نحو مكان ساحر المستوى الثاني .
كان سلاح صيد الشياطين معيبا نوعا ما ، فحالما تنفذ الطاقة من الحجر السحري المضمن فيه يصبح من دون قيمة ، لكن لحسن الحظ لا زال بالإمكان بيعه مقابل خمس أرواح سحرية بعد عودته للبرج المقدس ثم محاولة شراء سلاح صيد شياطين جديد .
أدرك غلين أيضا أن المعركة الكبرى الأولى قد حسمت لصالحهم بالفعل ، جيش الأمونرو أو ما تبقى منه يقاوم فقط بيأس ، بل أن بعضهم قد حاول حتى الإقتراب من قلعة الأصل الفضائية .
هل فكروا أنهم قادرون على تغيير مجرى المعركة بهذا الفعل ؟
تصرف غبي و جاهل !
حتى لو كانت قلعة الأصل من دون حراسة فلن يتمكن أي كائن دون المستوى الرابغ من إلحاق ضرر يذكر بها ناهيك عن نظام الدفاع التلقائي الخاص بالقلعة و ساحرة القبر المقدسة في الداخل .
على الرغم من أن غلين قد واجه خطرا كبيرا و كاد أن يقتل على يد حامي هذا العالم ، إلا أن ساحرة همس القبر المقدسة التي تجتاح بالفعل عالم الظلال الغامض كانت أيضا كارثة على كائنات هذا العالم .
هل ستتمكن كائنات المستوى الأدنى من الرد ؟
ما لم يكن هناك مجموعة من سحرة الفصيل الأبيض تضم الآلاف منهم ، مع تعاون و تنسيق قوي للغاية ، فإن هذا غير ممكن ، من الواضح أن جنس الأمونرو البدائي في عالم الظلال غير قادر على فعل هذا .
بعد نصف ساعة رملية ، ظهر ظل شجرة الكافور التي تم تصويرها في الكرة البلورية ، هبط بببطء لإلقاء نظرة .
شجرة الكافور هي نوع من الأشجار لا تنبت على ما يبدو إلا في عالم أمونرو فقط ، حولها جنس الأمونرو لقصور تحت الأرض ، تتكون هذه الشجرة من جزئين ، الجزء الأول يقع فوق الأرض كباقي الأشجار لكنه عبارة عن كتلة من الإسفنج أشبه برغيف الخبز الطويل مع فتحة تهوية في الأعلى لدخول الهواء و الجزء الثاني يقع تحت الأرض .
أيضا لا تتكون أشجار الكافور من الألياف كباقي الأشجار التقليدية بل من مزيج من اللحم و الدهون .
كما يبدو أن معظم النباتات في هذا العالم تتبع نفس النمط في التكوين .
وفقا لسجلات الكرة البلورية ، فإن الجزء العلوي الظاهر من شجرة الكافور لا يمثل سوى جزء ضئيل من حجمها الكلي ، بينما الجزء السفلي هو الرئيسي .
و الآن أمام غلين بلغ ارتفاع شجرة الكافور مائة متر ، مما جعله يتسائل عن حجم القصر المتصل بالجزء السفلي .
” أهذا أنت غلين ؟ ” تردد صوت متفاجئ من الأرض .
على الأرض ، تجمع حوالي ثلاثين ساحرا أسودا ، منهما ساحران من المستوى الثاني في المركز يناقشان خطط المعركة و دخول القصر .
حول غلين بصره و لاحظ ساحرا بذيل آلي يشبه ذيل العقرب مع ذراع آلية مكشوفة بالكامل ، كان هذا الساحر الأسود هو فيكتور !
عندما قرر غلين ببيع القلب الميكانيكي كان فيكتور مهتما به و لكن بدا أن الوضع المالي للساحرة البيضاء كيلي كان أفضل بكثير لذا باعه إياها .
” فيكتور ؟ كيف الحال هنا ؟ ” سأل غلين عن الوضع الحالي .
على الرغم من أن غلين كان متفاجئا بلقاء فيكتور إلا أنه كان قد توقع أن كليهما قد يشاركان معا في هذه الحملة ، لذا تقبل هذا بسرعة و إستفسر عن الوضع .
من الواضح أن الجزء السفلي لشجرة الكافور يحوي العديد من الأمونرو الأقوياء مما جعل ثلاثين ساحرا يشعرون بالتردد .
لاحظ بقية السحرة غلين و قناعه الحلزوني الدائري و شعره الذهبي الطويل ثم عادوا لمناقشة إستعداداتهم للمعركة .
ساحر من المستوى الثاني إقترب من غلين ، كان رأسه أشبه باليقطين ، أكبر من جسمه بكثير ، مع لون برتقالي مائل للأصفر ، لم يستطع غلين تحديد إذا ما كان هذا نتيجة لسحر تحول الدم أم لا .
حيى الساحر غلين قبل أن يرد هذا الأخير بكل ببساطة .
” بما أنكما تعرفان بعضكما البعض فلن أضطر لإطلاعك بالوضع هنا بنفسي ، هدفنا بسيط هو قتل كل الكائنات التي تحاول مقاومة إرادتنا ! ” قال ساحر المستوى الثاني مع إظهار أسنان مسننة و حادة لا تحصى .
لم يتغير تعبير غلين ، أومأ برأسه فقط .
” حسنا ! ” قال الساحر ثم إبتعد .
بين صيادي الشياطين لا حاجة للكلام الكثير ، كل صياد مسؤول عن حياته و نفسه فقط .
مد فيكتور ذراعه الآلية ، بدت أكثر تعقيدا و ثقلا مما كانت عليه في أيامه كساحر مبتدئ ، مع العديد من الأجهزة و المعدات المثبتة في الذراع الأخرى .
فتح غطاء على الذراع المعدنية ليفرج عن مجموعة من النحل الآلي .
أغمض غلين عينيه و إعتمد على الإستشعار الروحي لقياس و تحديد تشكيل و طاقة النحل الآلي ، كانت مصممة بشكل معقد و ليس مجرد قواقع فارغة ، ربما حتى أنها احتوت على خاصية التفجير الذاتي ربما بقوة تقدر بحوالي 200 نقطة !
كان هناك حوالي مائة نحلة آلية تحلق حول فيكتور .
إختار فيكتور نحلة عشوائية و أدخل إبرة معدنية غريبة في النحلة ، ثم بدأت عينه اليمنى في عرض الصور مثل الشاشة .
” هذه الصور من داخل أنفاق شجرة الكافور التي إستكشفتها إحدى نحلاتي الآلية ، الجدران اللحمية تبدو و كأنها تمتص عناصر النار في هذا العالم ، مما جعلها تشع بضوء ذاتي لإنارة الأنفاق المظلمة ، لحسن الحظ لن تشكل عائقا للسحرة ذوي قدرات الإستشعار الضعيفة ، و لكن لا بد من الحذر فهذه الجدران توفر مكانا مثاليا لإختباء و تنقل الأمونرو ، من الصعب جدا إكشافهم بالإضافة إلى … ” .
حدق غلين في الصور من منظور النحلة الآلية .
في كل أرجاء الجزء السفلي ، جدران لحمية تتقلص ثم ترتفع كما لو أتها تتنفس باستمرار ، معظم الأنفاق قطرها حوالي 30 – 40 مترا .
كان هناك عدد هائل من أمونرو الدرجة المنخفضة يتحركون داخل الأنفاق ، يبدو أنها متكيفة مع طريقة العيش تحت الأرض ، حتى أن البعض يقوم بصغط نفسه على الجدران ليختفي و يظهر في مكان آخر كما لو أنهم جزء من شجرة الكافور بحد ذاتها .
وفقا لتقدير غلين يبدو أن الأمونرو تحت الأرض أقوى بمرتين مما هم عليه على السطح ، يبدو أنهم يمتلكون قوة فارس أسطوري منخفض الدرجة قبل المرور بعملية تعديل الدم .
توقف فيكتور عن الكلام قبل أن يسأل غلين ” بالإضافة لماذا ؟ ” .
رد هذا الأخير بجدية ” إن جنس الأمونرو يستطيع أن يظهر في أفضل حالاته فقط في الظلال ، و لكن الظلال هنا لا تعني الظل بمفهوم السحرة ، بل تعني مكانا كغيوم الظل و داخل أنفاق شجرة الكافور بالتحديد ! ” .
ثم أخرج فيكتور لفافة و فتحها كاشفا عن ثلاثة كرات من طاقة الغموض تم حصرها بين نقوش غريبة تتلوى باستمرار .
أشار فيكتور إلى الكرات و قال ” أنظر ، هذه الكرات قد تم جمعها من سحب الظلال في وسط ساحة المعركة الرئيسية ، و أيضا يوجد المزيد منها في الأنفاق ! لكن الفرق بينهما في الطاقة يصل للضعف ! ” .
” هممم ؟ ”
قام غلين بفحص الكرات الثلاثة بعناية ، لم يلقي نظرة على سحب الظلال في السماء لذا لم يكن على علم بهذا .
بعد بضع دقائق همس غلين ” 13 نقطة ، 21 نقطة ، 28 نقطة ” .
في وقت قصير جدا ، قام غلين بحساب درجة التعزيز المحتملة لهذه الكرات الثلاثة ، باستخدام معادلات معقدة ، الفرق بينها كان مذهلا جدا !
يبدو أت قوة أمونرو الدرجة المنخفضة داخل أنفاق شجرة الكافور ستكون مرتين أقوى مما هي عليه على السطح .
هذا يعني أن قوتهم تعادل قوة أمونرو من النوع الأخضر .
بالإضافة لهذا تستطيع الأمونرو في الأنفاق الإختباء و التنقل بسلاسة بين الجدران اللحمية .
” هههه تم تحليل روح هذا الكائن البدائي بنجاح ، دعنا نرى ماذا تخفي ! … ”
فجأة إنفجر أحد السحرة ضاحكا من دون تحفظ ، كان يبدو كخبير في سحر الأرواح ، قام بحمل دمية قش بحجم طفل و ردد تعويذة ما بينما تم وضع أمونرو فاقد للوعي على مذبح بسيط .
جلد هذا الساحر كان مجعدا و يميل للون الرمادي ، فجأة صرخ بينما إشتعلت دمية القش .
” اللعنة ! الروح ضعيفة جدا و لم تتحمل التطعيم ، بحق أخبرني ! ماذا تحمون بالأسفل ؟ لماذا لا تفرون ؟ بل تقاومون حتى الموت ؟ ” صاح الساحر غاضبا في الدمية المحترقة ، بعيون مليئة بالشراسة و مظهر قبيح ، مع عظام أصابعه البارزة .
” تنين الحمم البركانية الدموية … آههه … ” تحولت الدمية إلى رماد على الفور .
ترجمة و تدقيق : Younes39
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.