رحلة ساحر - الفصل 193 : يأس عالم أمونرو (8)
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
هذا …
توقف العديد من صائدي الشياطين بعد أن كانوا على وشك التفرق و ترك المكان ، تومض عيونهم مع نوع من التردد .
لقد انخفض عدد جيش ظل الأمونرو في السماء بشكل كبير ، على الرغم من أن تعزيزاتهم لجيش الظل لا تزال متواصلة إلا أنها لم تعد قادرة على مواكبة سرعة قتل صيادي الفصيل الأبيض لهم .
لكن جيش الظل لم يفقد بعد قدرته على المقاومة فحتى الآن تم تدمير العديد من السفن التابعة للفصيل الأبيض منذ بداية المعركة .
وفقا لصائدي الشياطين من الفصيل الأبيض ، تعد السفن الفضائية أسلحة إستراتيجية متوسطة الدرجة ، و هي بمثابة حصن في مقدمة الجيش ، لا يمكن إلحاق الضرر بها إلا من قبل كائن من المستوى الثالث .
من الواضح أنه في الأون الحالي جيش الظل لجنس الأمونرو في السماء يتكون من العديد من الكائنات القوية لهذا العالم .
يمكن رؤية عدد لا يحصى من الأمونرو الذهبي تتبع السفن الساقطة و تحاول تدميرها ، بينما يحاول بعض مشعوذوا الفصيل الأبيض منع هذا في محاولة لانقاذ ما تبقى من السفن المحطمة .
على الأرض ، لاحظ مشعوذوا الفصيل الأسود الوضع و شرعوا في تغيير تشكيلاتهم ، مع ضجيج احتكاك المعدن ، سبعة سفن فضائية تشبه أسماك القرش تستدير نحو السفن الساقطة .
تتميز السفن الفضائية بأنظمة طفو لعكس الجاذبية ، حتى في حالة التعرض لأضرار جسيمة و سقوطها من السماء ، تستطيع أن تستعيد قدرتها على الطيران من خلال تفعيل أنظمة الطفو .
أما في حالة سقوطها فمن الطبيعي أن تتحطم و تتحول لخردة لا طائل منها .
رفع سحرة الفصيل الأسود رؤوسهم جميعا لأعلى ، راقبوا السفن الفضائية و هي تقترب أكثر فأكثر من الأرض ، إحداها لم تتمكن من تفعيل نظام الطفو أثناء إندفاعها لأسفل بسرعة عن مسافة كيلومتر واحد ، عندها أدرك الجميع أنه من المستحيل إنقاذها .
بشكل تلقائي إندفع صائدوا الشياطين كطلقة الرصاص مع موجة من طاقة العناصر المتدفقة .
على كتف غلين تشوه الفضاء و ظهر ببغاء ملون ، عندما لاحظ صراخ و إندفاع المشعوذين إلى السماء دخل على الفور صدعا بعديا من صنعه .
مع اقتراب السفينة التي تسقط بسرعة ، يمكن رؤية فجوة هائلة في ذيلها الخلفي مع إشتعال النيران و إنفجارات متتالية من الداخل ، أحاط بها أمونرو النوع الذهبي من كل جهة كالنحل المحيط بالعسل .
إندفع حوالي سبعين صائد شياطين أسود نحو السفينة مع وصول سحرة الفصيل الأبيض لتقديم يد العون لرفاقهم ، مع استمرار تدفق المزيد إشتبكوا فورا مع جنود جيش الظل في معركة شرسة .
فجأة لاحظ بعض المشعوذين شيئا غريبا على متن السفينة ، مما جعلهم مرعوبين .
عادة يتطلب تشغيل سفينة فضائية بهذا الحجم أكثر من ثلاثين صائد شياطين أبيض ، و لكن الآن لم يظهر من داخل السفينة إلا القبطان و هو ساحر من المستوى الثاني يفر في حالة ذعر .
لكن فور خروجه تم سحبه مجددا إلى الداخل من قبل كتلة سوداء غريبة ، في لحظة يأس أشار القبطان للجميع بالابتعاد قبل أن يتم سحبه بالكامل .
ماذا يعني هذا ؟
لقد حاول هذا الساحر تحذيرهم قبل قليل !
أسقل قناع الحقيقة ، تغير تعبير غلين ، قام بإخراج الببغاء من الصدع و أرسله يحلق بعيدا ثم قال ” حدد الإحداثيات و ثبتها ! ” .
طار شياو با بسرعة و إختفى في غضون ثوان .
على بعد مائتي متر من السفينة قام المشعوذون بتفعيل دروعهم السحرية و إستعدوا بتجميع طاقاتهم السحرية بمن فيهم غلين .
كان الجميع على أهبة الإستعداد و في حالة تركيز تام ، ينتظرون ظهور العدو .
أما كتيبة الأمونرو الذهبي فلم تكن مصدر قلق لهم .
كرة سوداء من النيران المضغوطة و المكثفة تطفوا فوق عصا غلين السحرية .
مع صرير معدني تمزق الجزء الخارجي من السفينة مع ظهور كتلة سوداء طولها أكثر من عشر أمتار .
إنتشر شعور بالضغط مع تحرك موجة غير مرئية كما لو كان كائنا أعلى يحاول قمع الجميع .
كائن من المستوى الرابع !
صرخ أحد صائدي الشياطين في ذعر ، قام الجميع بإطلاق تعاويذهم ثم تفرقوا بسرعة .
كائن من المستوى الرابع ، فقط كائن آخر من المستوى الرابع يستطيع مجابهته !
إذا أرادت مجموعة من الكائنات الضعيفة مواجهة كائن من المستوى الرابع ، الشرط الأول أن يكون من دون أتباع ، و أن يكون بينهم شخص قادر على إعاقة هذا الكائن الهائل !
هذا شيء يمكن أن يقوم به فقط مشعوذوا الفصيل الأبيض و ليس الفصيل الأسود …
في الواقع كان عدد الأمونرو حول الظل الأسود الغامض أكثر من عدد المشعوذين .
تم غمر هذا الكائن مع إنفجار التعاويذ بما في ذلك سحر غلين تفجير النيران .
من بين جميع أنواع السحر كان سحر غلين متوسط القوة إذ كان هناك العديد من التعاويذ القوية للغاية ، مع تباين العناصر تحول الوضع لفوضى .
تم تشويه غطاء الساحر لغلين أثناء تراجعه بسرعة ، شعر بالذعر و هو يملأ قلبه .
هذا الكائن الأسود الذي كان غالبا حاميا قويا لهذا العالم هو كائن رفيع من المستوى الرابع ما يعادل ساحرا مقدسا !
فجأة ظهر ظل سريع من بين الفوضى ، لم يتأثر بانفجار الطاقة المحيطة ، حتى مع رؤية غلين المحسنة كان الظل سريعا للغاية و سرعان ما تجاوز هذا الأخير من دون رد فعل يذكر .
إنفجر ساحر من المستوى الثاني و تحول لرذاذ من الدم .
للحظة تجذر غلين في مكانه متصببا عرقا باردا ، كان على شفا أن يقتل مع عيون مليئة باليأس .
كانت هذه قوة كائن من المستوى الرابع ؟
هذا مستوى لا يمكن لكائن أضعف منه أن يقاومه ، حيث لم يتمكن حتى ساحر من المستوى الثاني من تفعيل قدرته على التحول لعناصر قبل أن يتحول لبركة من الدم .
من بين الدم المتناثر طار ظل طيفي ، غالبا كان تعويذة حماية إستخدمها صياد الشياطين .
عادة في مثل هذا النوع من الأوضاع يستطيع صياد الشياطين كسر تعويذة الحماية و الفرار بعيدا للنجاة بحياته .
و لكن في هذه الحالة ، تجاوز هذا الكائن من عالم الأمونرو حدود تعويذة الحماية و مزق ضحيته .
تم إطلاق المزيد من الظلال ، سبعة على الأكثر وسط الفوضى و صرخات يائسة ، تم ضغط سبعة مشعوذين بحجم عشرين سنتمترا قبل أن يتم ابتلاعهم من قبل أمونرو المستوى الرابع .
لولا رؤية غلين المحسنة ، لما إستطاع رؤية ما حصل قبل قليل .
كان غلين في حالة ذعر كلي ، شعر بأن روحه على وشك أن تغادر جسمه ، كان وجهه شاحبا أسفل قناع الحقيقة ، هذا كائن لم يتخيل غلين حتى مواجهته ناهيك عن المحاولة ، مثل فارس قد يفكر في مقاومة ساحر حقيقي !
بشكل غريزي أدار غلين رأسه و إستعد للفرار .
و لكن لاحظ إنفجار ساحر آخر و تحوله لرذاذ دم أحمر .
أضحى عدد صائدي الشياطين أقل فأقل .
حتى أن البعض لم يكن لديه الوقت للشعور باليأس ، ماتوا جميعا في لمح البصر .
تنفس غلين بصعوبة ، حاول تتبع حركة الظل السريع بينما صرخ سرا ” ألم تقم بتحديد الإحداثيات بعد ؟ ماذا تفعل ؟ ” .
مع كل إنفجار شعر غلين بإقتراب أجل موته ، لكن لم يكن لديه طريقة لأن يقاوم ، لأن الفرق في قوتهم كان كبيرا جدا !
في الحقيقة كان هذا الأمونرو أشبه بغلين و قتله للعديد من ضعفاء الأمونرو هنا و هناك .
و لكن الآن ، أضحى غلين و بقية السحرة الفريسة التي تحاول أن تنجوا بحياتها من المفترس .
ترجمة و تدقيق : Younes39