رحلة ساحر - الفصل 192 : يأس عالم أمونرو (7)
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بفضل معرفته الواسعة حول علم الأدوية ، إستطاع غلين أن يحدد نوع الطحالب الحمراء الخبيثة و التي هي على الأرجح مواد تساعد على تسريع تآكل و هضم اللحم أو طفيلي قاتل ، لذا إذا أراد إيجاد علاج مضاد فلا بد أن يكتشف أصولها ثم يقوم بدراستها ، غالبا سيحتاج هذا لعقود في المختبر لتحيل هذا النوع من المواد بدقة .
كانت هذه الساحرة تمتلك شعرا أشقرا مجعدا و أنفا مرتفعا قليلا ، بشرتها البيضاء الناعمة تم تغطيتها بطبقة من الطحالب الدموية مما جعلها أشبه بطعام متعفن .
من خلال حاسة شمه القوية ، إستطاع غلين شم عطر فينوس من جسد هذه الساحرة ، مما أثار إهتمامه قليلا و دفعه لعدم ترك المكان .
بينما فكر غلين واضعا يده على ذقنه ، حاول في الآن نفسه التقليل من ضبابية عقله بعد استخدام قوته العقلية لفتح صدع بعدي كبير ، أخرج بعد التفكير لبرهة زجاجة بها سائل ذهبي .
كان هذا السائل عبارة عن سم قام غلين بتجميعه ، ثم قام بتخفيفه و تحويله لدواء بخلطه مع الأعشاب الطبية ، يمكن وصفه بسائل معادل ، و لكن بالنسبة لأولئك الذين لا يعانون من أي حالة غير طبيعية يمكن القول أنه سم .
بمعنى آخر ، قام غلين بتحضير هذا المحلول لمعادلة وضع الجسم في حالة التعرض لسم ما ، في الحالة الطبيعية يعتبر مجرد سم لكنه غير قاتل .
ببطء قام بحقن السائل في جسد الساحرة .
” سواءا تمكنت من العيش أو ماتت ، فهذا يعتمد على حظها ، لأن هذا المحلول لا يزال غير مستقر و قيد التجربة ، هناك العديد من العوامل و الآثار المحتملة … و أيضا هذه العصا ستكون مكافأتي ! ” قال غلين بينما التقط العصا السحرية بجوارها ، قام بفحصها قبل إلقاءها في صدع بعدي .
في المستقبل إذا أراد غلين صنع و تحسين العصا السحرية غلين الإصدار 2.0 فسيحتاج إلى بعض العصي السحرية كمرجع لها .
بدون الإهتمام بمصير الساحرة التعيسة ، طار غلين نحو بذور الروح التي شعر بها من على بعد ، بينما حلق فوق التلال الدموية شم عن دون قصد الرائحة الكريهة مما عزز رغبته في التقيؤ أكثر .
قبل أن يصل لوجهته لفت إنتباهه تذبذب هائل لقواعد العالم على بعد كيلومترين .
كان هذا التذبذب للقواعد يخص أحد حراس هذا العالم !
عندما يقوم السحرة المشاركون في حملة غزو عالم جديد بتوقيع عقد يتم وسم أرواحهم ، من ناحية يمكن إستخدامه لمراقبة سلوك صائدي الشياطين من قبل المشعوذين المقدسين و من ناحية ثانية لتسجيل إنجازاتهم !
بالإضافة للحصول على وسام شرفي من خلال المساهمة في تغيير مسار الصراع هناك طريقة ثانية و هي قتل حراس العالم الأجنبي !
عند قتل حامي عالم آخر ، سيتحول الوسم في روح صياد الشياطين تلقائيا إلى نقاط إنجاز بناءا على قوة القواعد التي تم تدميرها ، و عندما تصل نقاط الإنجاز إلى حد معين ، ستتحول تلقائيا إلى ميدالية كوسام شرفي درجتها من عدد نقاط الإنجاز ، دون الإنتظار لإنتهاء الحملة !
لذا في نظر المشعوذين ، حراس عالم آخر أشبه بكنوز أو نقاط إنجاز حية تحاول جذبهم !
بعد تردد بسيط ، قال غلين للطائر على كتفه ” خمس قطع من الأحجار السحرية المتوسطة ، غادر و قم بإحضار بذور الروح ! ” .
حدق شياو با في غلين لبرهة ، على الرغم من أنه لم يفهم لماذا طلب منه هذا الأخير القيام بهذا بدلا من أن يفعلها بنفسه ، رد على الفور ” عشر قطع ! و إلا فلا صفقة ” .
” حسنا فقط إفعلها ” .
لم يعط غلين الطائر فرصة للتفكير ، إتجه على الفور نحو حامي العالم الذي شعر به .
كطائر عاش منذ العصور القديمة ، يعتبر شياو با مثالا نجاحا للتطور الطبيعي ، بالإضافة لهذا ، بفضل قدرته على البقاء و الإختباء في الصدوع البعدية من المحتمل أن يعيش هذا الطائر حتى بعد موت غلين .
شعر شياو با بالصدمة ثم صرخ فرحا ” هل هذا يعني أني سأحصل على عشر أحجار سحرية متوسطة في كل رحلة إستكشافية لنا ؟ هاهاها … عظيييم ! ” .
من وجهة نظر غلين طريقة تفكير هذا الطائر الغبي تفوق و تتجاوز خيال أي كائن حي !
بعد بضع دقائق توقف غلين عن الطيران ، أمامه طار كائن أبيض من نوع أمونرو الغموض ، فقد نصفه السفلي ، أحشائه تتدلى بينما تعرض لهجوم شرس من قبل تسعة مشعوذين أقوياء .
حامي و حارس عالم أمونرو ، أو كما يسميه عرق الأمورنرو نبي الغموض !
يبدو أن هذا الحامي قد تعرض لإصابة خطيرة أثناء القتال مع السحرة ، لكن ما كان مفاجئا أنه لا زال قادرا على التحرك و لم يقتل حتى بعد فقدانه للجزء السفلي من جسمه .
بشكل عام ، حتى أدنى مستوى من حراس العالم يعادلون قوة كائن من المستوى الثالث وفقا لتصنيف عالم السحرة .
لأول مرة له ، توصل غلين لفهم أساسي حول طريقة حامي العالم في القتال .
بدعم من سلاسل القواعد المتصلة به كان هذا الكائن الصغير مغطى بطبقة من طاقة الغموض ، مما شكل قبة بطول خمسة أمتار لحمايته .
في هذه الحالة من دون تدخل ساحر من المستوى الثالث سيكون من الصعب كسر هذا الدرع و قتل هذا الأمونرو الغامض .
و مع هذا بين التسعة كان أربعة منهم بالفعل من مشعوذي المستوى الثاني ، بينما كان البقية من مشعوذي المستوى الأول لكن من الواضح أنهم أقوياء للغاية ، من المحتمل أنهم جميعا حائزون على وسام شرفي لتعزيز قوتهم !
بعد مقارنة قوته مع هؤلاء التسعة ، قرر غلين التخلي عن فكرة التنافس على نقاط الإنجاز ، إنضم إلى ثلاثين ساحرا بينما شاهدوا العرض من بعيد .
على الرغم من أن قتل حامي العالم سيمنحه نقاط إنجاز إلا أن المخاطرة بحياته كساحر منخفض المستوى كان أمرا غير عقلاني .
كان نبي الغموض يصرخ غاضبا من داخل الدرع الواقي و يشتم سرا ، لكن لم يهتم السحرة التسعة بل إستمروا في الهجوم من كل جهة .
وسط الإنفجارات المتتالية ، تم إضعاف هالة الدرع الواقي بشكل متكرر .
كان هؤلاء التسعة كالذئاب الماكرة ، يهاجمون فيلا عجوزا من دون التحام مباشر ، بينما حاول الفيل المقاومة و لكنه لم يستطع إلحاق ضرر يذكر بغطاء الساحر ، بينما تفاقمت إصاباته أكثر .
تحول أحد السحرة من المستوى الثاني إلى وحش بطول الخمسة أمتار مع بطن كبير ثم أطلق قذيفة من اللحم من فمه ، على الرغم من أن نبي الغموض قد تجنبها إلى أنها أصابت جزءا من القبة الواقية فأذابتها جزئيا كالحمض .
إنفجار !
إهتزت الأرض من تأثير إضطدام القذيفة ، إضطر السحرة الآخرون إلى تفعيل أغطية الساحر لحماية أنفسهم من موجة الصدمة .
و مع هذا ظل الجميع في حالة تأهب على الدوام .
من خلال بعض القواعد و القوانين الخاصة بهذا العالم ، يبدو أن طاقة الغموض لها علاقة توافق مع ظلال هذا العالم لتظهر فعاليتها و قدرتها الحقيقية ، كانت سحب الظل التي قام نبي الغموض بجمعها قليلة ، مما جعل العديد من أمونرو الغموض غير قادرين حتى على استخدام ختم الغموض .
أما النخبة بينهم فتمكنوا من استخدامها بالكاد لكن فقط ضد الضعفاء .
بفضل قدرة غلين و الطائر على التواصل بين الأبعاد و الزمكان ، كان لهما مقاومة قوية ضد جميع أنواع الأختام ، لذا عندما حاول أمونرو غامض ختم غلين ، لم يتأثر هذا الأخير بأي شكل من الأشكال .
و مع هذا بالنسبة للسحرة الآخرين ، كان هذا الحامي أقوى منهم و أعلى من مستواهم ، على الأقل بالنسبة للسحرة منخفضي المستوى الذين اعتمدوا على تأثير الوسام الشرفي ، كان نبي الغموض يشكل تهديدا كبيرا .
بعد خمس ساعات رملية .
إزاداد عدد السحرة المشاهدين إلى حوالي ستين ، لكن اثنين فقط انضموا إلى المطاردة ، أضحى الدرع الواقي لنبي الغموض أصغر بينما عكست عينا هذا الأخير اليأس .
غااااا !
فجأة أطلق نبي الغموض صراخا مع توجيه موجة من طاقة الغموض نحو أحد السحرة من حوله ، محاولا إبتلاعه .
بدى أن المشعوذين كانوا على إستعداد تام لمثل هذا التغيير ، تراجعوا بسرعة .
كانت ردود أفعالهم مذهلة ، و هو ما كان متوقعا من نخبة صائدي الشياطين !
و مع هذا ، بدا أن طاقة الغموض هذه قد تم تعزيزها بقدرات نبي الغموض ، كانت تشبه الثعبان و هو يحاول إبتلاع الساحر المتراجع .
فور اقتراب الموجة ، أمسك الساحر بعصاه السحرية و ردد بسرعة ، إنفجرت هالة ذهبية من جسده مما جعل بشرته كا لو أنها مطلية بالذهب الخالص .
أثار هذا السحر اهتمام غلين و السحرة الآخرين .
لم يكن هذا السحر من نوع عنصر الضوء ، بل بدا نوعا من عنصر المعدن .
شووو !
كخخخخ !
بعد أن غطته الطاقة الغامضة تغير تعبير الساحر أخيرا ، شعر كما لو أن جسمه يتم سحبه نحو فم ثعبان عملاق في محاولة لابتلاعه .
بالنسبة للساحر الذي تم تغطيته بالكامل بدا أن هذا الوحش القزم العجوز مثل وحش شرس على حافة اليأس .
لكن لحسن حظه إستغل باقي السحرة الوضع و هاجموا في آن واحد ، أطلق نبي الغموض آخر صرخة يائسة له و سقط على الأرض جثة هامدة !
” هاهاها ! بالطبع النقاط ستكون لي … ” قال أحد السحرة بعد قتل الأمونرو الغامض .
أما الساحر الذي تم إبتلاعه من قبل الطاقة الغامضة ، عاد لون بشرته الأصلي و تنفس بالكاد بعد خروجه من هذا القفص .
كان موقفه خطيرا ، من يدري أين كان سيختم لو تم إبتلاعه بنجاح .
شعر غلين ببعض الأسف لعدم مشاركته في الهجوم ، و لكن لا زال يعتقد أن هذا القرار كان حكيما أيضا .
عندما إستعد غلين و بقية السحرة للمغادرة تردد على مسامعهم صوت إنفجار هائل من السماء ، سقطت سفينة فضائية مشتعلة من ارتفاع عشرات الآلاف الكيلومترات .
ترجمة و تدقيق : Younes39