رحلة ساحر - الفصل 191 : يأس عالم أمونرو (6)
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
إجتمع العديد من سحرة الفصيل الأسود معا لتقاسم الغنائم في أقصر وقت ممكن لهم .
من دون الحاحة للكثير من الكلام .
قام ساحر الرعد الأرجواني من المستوى الثاني بجنع براعم الأزهار العملاقة التالفة بينما إستولى ساحر العاصفة من المستوى الثاني على لحوم الخنافس السبعة العملاقة ، كما أخذ ساحر أسود من المستوى الأول يحمل وساما شرفيا من الدرجة الثالثة القليل من لحوم الأمونرو من النوع الأخضر المتوهجة .
أما الموارد المتبقية فقد تم نهبها من قبل بقية المشعوذين من خلال التنافس و الصراع .
حصل غلين على جثة واحدة من الأمونرو الأخضر و عينة من الطحالب الدموية الغريبة ، بالإضافة إلى سبعة أو ثمانية أحجار غامضة .
الأحجار الغامضة هي صخور بشكل مستدير رمادية اللون ، تخزن الطاقة الغامضة التي تم ضخها بتأثير من قواعد عالم الظلال ، يمكن القول أنها تشبه لحد كبير الأحجار السحرية .
بعد جمع الغنائم قام غلين و ميلي بإلغاء سحر تنشيط العناصر بعد تعرض عملاق نيران الجشع و عنقاء الجليد للعديد من الأضرار ، وقفا جنبا إلى جنب محدقين في المشعوذين من حولهم و هم يتفرقون بسرعة .
” إمتلاك وسام شرفي له العديد من الفوائد ! ” .
الوسام الشرفي هو تقدير لجهود صياد الشياطين ، من استطاعوا تحويل المد و ساهموا بشكل كبير في رحلة صيد و غزو عالم آخر ، حتى وسام من الدرجة الثالثة يشير إلى أن صياد الشياطين هذا قد غير مسار الحرب خلال حملة صيد الشياطين ، و ربما ساهم في تقليل الخسائر و كان له دور حاسم !
على سبيل المثال إذا تمكن غلين من تدمير زهرتين أخريتين و هي بمثابة أسلحة إستراتيجية للأمونرو فعند عودته سيتمكن من الحصول على وسام شرفي من الدرجة الثالثة سينقش في روحه للأبد .
بالإضافة لهذا ، هناك طرق أخرى للحصول على أوسمة شرفية ، قتل حامي هذا العالم أو مراكمة إرادة الساحر !
هذا الوسام لا يعزز فقط مكانة صياد الشياطين خلال غزو عالم آخر ، بل يعزز حمايته من قبل قواعد عالم السحر و حتى يعزز دفاع غطاء الساحر بشكل كبير .
كمثال ، الساحر ذو الوسام الشرفي من الدرجة الثالثة قبل قليل حصل على فوائد أكبر من غلين و بقية أقرانه من المشعوذين طبعا باستثناء ساحري المستوى الثاني .
و هكذا شعر غلين بأنه لا بد من اكتسابه لوسام شرفي !
قالت ميلي لغلين ” بما أننا قد دمرنا بالفعل أحد مدافعهم الكهرومغناطيسية ، لنستعد بذور الروح التي قمنا بزراعتها في عبيد الروح ، إذا طال الزمن فقد تتلاشى مع موتهم ! ” .
أومأ غلين برأسه موافقا .
” نعم جثث عبيد الروح الخاصة بنا لم تسقط بعيدا عن بعضها البعض ، بالإضافة إلى أن تلك المنطقة تقع بين قلعة الفضاء الأصلية و خطوط جيش الأمونرو الأمامية ، تم تدمير و قتل العديد من الأمونرو على الأرض بمدافع السفن الفضائية ، لذا لن نواجه صعوبة في التحرك بسلاسة … ”
إفترق غلين و ميلي .
تحرك غلين بخطى متسارعة من أربعة أو خمسة أمتار في كل خطوة له ، يحمل العصا السحرية و يتحرك على الأرض متتبعا و مستشعرا بذور الروح .
لاحظ الحفر المتفحة على الأرض و التي تركها المشعوذون بعد سقوطهم من السماء بالإضافة إلى العديد من جثث أمونرو الدرجة المنخفضة .
تم صبغ الأرض بلون الدماء ، بينما تعوي الرياح بشكل حزين و كأنها تبكي ، تم تدمير مباني عرق الأمونرو غريبة الشكل و تحويلها لأنقاض .
من وجهة نظر عرق الأمونرو ، كان هذا أشبه بكابوس من القتل و الإستبداد ، حيث يقوم جنس آخر بغزو و تدمير عالمهم المسالم و إبادتهم بالكامل .
فجأة شعر بمجموعة من أمونرو الدرجة المنخفضة عددهم ربما حوالي 1000 أو أكثر ، تفر في إتجاهه ، هذه الأمونرو الذهبية من الواضح أنها لا تستطيع الطيران .
نظر للسماء فرأى ساحرا يقف على رأس ثعبان مائي عملاق طوله أكثر من ثلاثين مترا ، يطاردها .
توقف غلين عن الحركة ، أومأ بالعصا السحرية فظهرت ستة كرات من النار في قمة العصا ، أرسلها نحو مجموعة الأمونرو الهاربة .
تم تفجير المقدمة على الفور مع تطاير النيران الأبدية .
سمع غلين ضحكة شريرة تتردد من فم الساحر الأسود .
عندما لاحظ الساحر الواقف على الثعبان أن غلين قد منع فرائسه من الفرار ، أطلق مجموعة من السهام المائية التي قتلت العديد من الأمونرو .
بعدها تعاون غلين مه هذا الساحر لقتل البقية و لم ينجوا إلى عدد قليل منهم .
بعد تبادل بضع كلمات مهذبة إفترق الإثنان في إتجاهين مختلفين ، إزداد معدل جمع غلين لنقاط اليأس أكثر .
الآن مع انتشار سحرة الفصيل الأسود على نطاق واسع أضحى عدد أمونرو الدرجة المنخفضة أقل فأقل …
في السماء بدا جيش سحرة الفصيل الأبيض كسمكة قرش هائلة الحجم تطارد أسرابا لا حصر لها من الأسماك .
إذا إستمر الوضع على هذا النحو ، فلن يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن ينهار جيش الظل لعرق الأمونرو بالكامل ، حاليا هم يعتمدون فقط على أعدادهم لتأخير المحال .
مع إقترابه أكثر فأكثر من الأرض التي تقع أسفل المعركة الرئيسية أصبح عدد الحفر أكثر فأكثر كما ازداد عدد جثث الأمونرو المرمية و المتراكمة كما لاحظ غلين جثث عبيد الروح المتساقطة من السماء .
إضطر غلين للتحليق أعلى باستخدام قوة الطبيعة بعيدا عن عن أكوام الجثث الدموية المتراكمة في شكل تلال .
وهنا خطر ببال غلين ” إذا فشلت حملة صيد الشياطين لغزو هذا العالم ، فهل ستصبح هذه المنطقة بالنسبة لعرق الأمونرو في المستقبل البعيد بمثابة جبال إرادة البشر في عالم السحرة ؟ ”
كلتا المنطقتين كانتا ساحتي معركة قديمتين بحيث حاول أسلافهم القتال هنا من أجل إستمرار عرقهم !
في هذا المستقبل البعيد ، هل سيحلق أمونرو عجوز مع أمونرو أصغر فوق هذه الجبال و يشير لعظام عبيد السحر قائلا ” هؤلاء كانوا عبيد المشعوذين الأشرار ، من قاتلوا بشراسة ضد أسلافنا العظماء حتى إنتصرنا … ” ؟
هز غلين رأسه ببرود ” هذا مستحيل لأننا سننتصر لا محالة ، لقد تحدد مصيرهم لحظة ظهور قلعة الأصل الفضائية ! هذا هو قانون العوالم التي لا نهاية لها ! ” .
لم يكن غلين الساحر الأسود الوحيد الذي يحاول العثور على بذور الروح و إستعادتها ، كان هناك العديد من أقرانه يتجولون هنا و هناك .
بالنسبة لنخبة المشعوذين من سقطوا من السماء في الدفع الأولى فقد إنتشروا بالفعل لدرء مقاومة الأمونرو في مناطق ثانية .
من وقت لآخر تتساقط جثث عبيد الروح من السماء ، لم يلقي السحرة لها بالا ، تراكين إياهم يتعذبون و يئنون من الألم ، مما زاد من كآبة هذا الكابوس أكثر .
و لكن في حالة سقوط أمونرو رمادي أو أمونرو من نخبة جيش الظل رفقة وحوشهم و لم يقتلوا بعد ، سيتدخل السحرة فورا و يتأكدون من إنهاء حيواتهم مع إطلاقهم للعديد من التعاويذ القوية !
” مم ؟ ” .
توقف غلين عند جثة أحد عبيد الروح .
كانت جثة نسر عملاق يبلغ طوله أكثر من عشرين مترا ، قام بفحصها بعناية باستخدام قوته الروحية و لاحظ على الفور شيئا مميزا في هذه الجثة .
بعد لحظة إرتعش جسد غلين ليبتسم بشكل مفاجئ .
” هذا الشعور … إنه بالفعل جسد ذو لحم ناشط ! هذا الشعور صحيح ! ”
الأجساد الحية الناشطة هي التي تتمتع بقدرتها على إنتاج طاقة غريبة تسمح للخلايا بإلتهام بعضها البعض بعد موتها لإطالة حياة الجسد !
عادة من الصعب اكتشاف هذا النوع من الأجساد و هي على قيد الحياة من دون إجراء فحص شامل و خاص .
بالنسبة لساحر أسود فأن كمية اللحم هي الشرط الأول لصنع وحوش هجينة و إصطناعية و قيمتها تقاس بقيمة بالأرواح الساحرة .
كانت مفاجأة سارة لغلين ، نقر بأصابعه و إستدعى شياو با ثم قال ” لنتعاون و نفتح فجوة بعدية معا لتخزين جثة هذا الوحش ” .
فتح فجوة بعدية بطول أكثر من عشر أمتار ، حتى لو كان للحظة فهو عبئ هائل على غلين الحالي .
” مم ؟ وا هااا هذا … حظ جيد ! إنها كمية هائلة من اللحم الناشط ، تكفي لتجربة صنع وحوش الكيميرا في مراحلها الأولى ” .
بعد تحزين الجثة بنجاح شعر غلين ببعض الدوار ، لاحظ فجأة ساحرة تم تغطيتها بالطحالب الحمراء ، تتقلص و ترتعش .
على الرغم من أنها لم تمت بعد ، إلا أن طاقتها السحرية تنفذ بسرعة مهولة ، يمكن القول أنها في مراحلها الأخيرة من الصراع !
ترجمة و تدقيق : Younes39