رحلة ساحر - الفصل 173 : تجربة اليأس
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
بعد إرسال 1000 حجر باستخدام المذبح نظر غلين إلى شياو با و هو يمضغ مكسراته ، سار نحو المذبح و فتح صدعا أسودا .
بدون تردد دخل غلين إليه .
السماء المدعومة و أمواج البحر المتموجة المحيطة بقطعة أرض سوداء في الوسط ، في التربة السوداء تنمو شجرة يزيد ارتفاعها عن عشر أمتار .
من خلال حشد قوة الطبيعة طار غلين نحو شجرة فاكهة الجينسنغ الذهبية و لاحظ وجود أربعة أرواح من زهور الندى مع أجنحة شفافة و صغيرة تحلق فوقها و تحييه بينما ترتعش بتحفظ .
بإلقاء نظرة خاطفة على روحي زهرة الندى الصغيرتين و المولودتين حديثا ، صرخ كلاهما في حالة ذعر و نزلا على الأوراق و الأغصان بينما يرتجفان من خوفهما .
خمن غلين أن زهرتي الندى البالغتين هما من قامتا بزرع أفكار الساحر الشرير في عقليهما .
متجاهلا أفكار هذه الأرواح أكد غلين صحة شجرة الجينسنغ ، ثم أخرج عددا من الأحجار الصلعاء من صدع الأبعاد و ألقاها نحو أرواح زهرة الندى ثم أمر ” إطحنوها إلى مسحوق ثم قوموا بنثره على جذور الشجرة الأم ” .
” حاضر ” .
تردد صوتها المرتعش .
لم يعد يهتم بها ، نظر بشكل عرضي لبعض نباتاته التجريبية المزروعة حول الجزيرة ، ثم طار نحو المواد التجريبية التي حصل عليها من مقر صيد الشياطين الأسود التابع للبرج المقدس ذو الخواتم السبعة .
ثلاثون مخلوقا بدروع عظمية و جلد أسود لا يزالون في حالة نوم .
بعد أن دار حولها فكر بعمق .
جمع اليأس ، على الرغم من أنها تقنية تسمح بجمع المشاعر السلبية طورها ساحر الظلام ، إلا أن طريقة عملاق الجشع في جمع الكراهية مشابهة لها جدا لذا قد يوفر له القليل من وقته في دراسة المشاعر و تأثيرها .
على الرغم من هذا ، فإن تجاربها ستستهلك لا محالة البعض من وقته ، و لكن من منظور الطبيعة طويلة الأمد لكونه صياد الشياطين ، فإنه لا يعتبر وقتا طويلا حقا و لا يذكر في نظر صياد شياطين يعيش لقرون لا تعد و لا تحصى !
بالتفكير على هذا النحو ، صفع غلين الحاوية ثم رفعها باستخدام سحر الجاذبية و غادر شظية العالم .
على مذبح صيد الشياطين ظهر غلين مع حاوية ضخمة بعد تشويه الفضاء .
” هاه ؟ سيد غلين هل ستختار عبدا روحيا جديدا من بين هذه الأشياء ؟ ” .
ظهر شياو با فورا على كتفه ، نظر بفضول للثلاثين مخلوقا داخل الحاوية .
” هاه ماذا ؟ قوتها منخفضة جدا ، إنها مجرد مواد تجريبية ” بعد أن قال هذا باستحقار ، أخرج أول مخلوق و قام بوضعه على طاولة اختبار ، استخدم قوته السحرية و حفز خيط الأناكوندا الأخضر لتثبيته في مكانه .
أول خطوة لتحصيل اليأس هو الشعور باليأس !
وفقا للقواعد القاسية لعالم السحر فإن الشعور باليأس هو تقرييا شيء مقدر لكل ساحر أسود أن يشعر به في مرحلة ما ، و إلا لن يصبح ساحرا أسودا حقيقيا .
تنقسم عملية استشعار ساحر صيد الشياطين الأسود إلى خطوتين الشعور باليأس من عيناته التجريبية و أن يشعر هو أيضا باليأس من قبل .
تشبه هذه العملية النظرية لحد ما ملاحظة غلين لطاقة الإبادة و دراستها .
” نعم …. هل سيشعرون باليأس ؟ لا بد أن أفكر في الأمر بعناية … ” .
بعد نصف شهر .
اليوم كان غلين في حالته الضعيفة بعد تكرير جسمه بسم مختلط ، و لكن عند ملاحظته لتحفته على طاولة الاختبار ، امتلئ وجهه بالإثارة و الحماس ، لقد فكر فيها لثلاثة أيام و استغرق عشر أيام لإتمامها .
قام غلين بزراعة رأس هذا الكائن في جسد قرد من عالم السحر ، تقنية الخياطة السيئة ذكرته بوجه بيرانوس ، لحسن الحظ هذا النوع عنيد حقا ، في حالة سباته لا تزال روحه مشتعلة و لم تختفي .
أما بالنسبة لجسم هذا المخلوق فقد قام غلين بعزله للحفاظ على وظائفه الفيزيولوجية الطبيعية و زرع حشراته الطفيلية .
” جي جي إذا لم يشعر باليأس فسأقوم فقط بتغيير العينة التجريبية ” بعد الغمغمة بشكل منخفض ، أخرج غلين زجاجتين من الجرع السحرية و سكبها على رأس المخلوق المتصل بجسد القرد ، ثم استعد لمراقبة تغييراته العاطفية .
تطفو الكرة البلورية السوداء في الهواء و تسجل تجربة غلين .
بعد مرور ربع ساعة رملية .
شعر غلين بتموج روح العينة مما جعله يشعر بالانتعاش .
” ربع ساعة رملية ؟ الأجسام المضادة لهذا العرق أكثر ضعفا من الخاصة بالبشر بحوالي 400 % ، يبدو أن هذا يرجع إلى عملية التطور ، بعد كل شيء قام البشر المشعوذون باستخدام الجرع السحرية منذ أعوام لا تعد و لا تحصى ، إيه ؟ الأعراض تظهر … ” تمتم غلين بينما نظر لكرته .
يبدو أن روح هذا الكائن على شفا الاستيقاظ من خلال حركة عضلاته و تشنجها .
” تستغرق فترة التعافي من موجة الروح تسع دقائق و خمسين ثانية ، ثلاثة أضعافها عند الإنسان ، هل هذا يعني أنه في قواعد عالمه اليوم و الليلة أطول من أيام عالم السحر ؟ ” .
سجل غلين بسرعة ملاحظاته و إستلهاماته في الدفتر .
” لا ، سبق لي قرائتي لسجل قديم في أحد الفروع الساعة البيولوجية الطبيعية للمشعوذين في عالم السحر ، من الواضح أن حلقة النهار و الليل هي اثنتي عشر ساعة رملية و أربعة و عشرين ترسا ميكانيكيا للساعة ، لكن عند البشر خمس و عشرون ساعة بيولوجية ” .
شوو …
حرك غلين الريشة عبر دفتر ملاحظاته بسرعة .
” تكهن بعض المشعوذون في العصور القديمة لعالم السحر أن البشر لم يكونوا السكان الأصليين لهذا العالم و لهذا هناك استجابة غريبة للساعة البيولوجية ، البعض تكهن أن قواعد العالم تتغير … ” .
فجأة ظهر صراع واضح على وجه العينة التجريبية ، نظر غلين إليه ثم انغمس مجددا في كتابة ملاحظاته .
في هذه اللحظة لا تزال العينة في مرحلة صحوة الروح ، جميع ذكرياتها الحالية تعود لما قبل تجميدها .
بالنسبة له فإن وضعه مشابه لوجود كابوس يحلم به ، سيستغرقه وقتا قبل استيقاظه منه .
ديدي …
تردد ضجيج من جهاز ميكانيكي نظر إليه غلين ثم تجاهله .
هذا الجهاز مسؤول عن تسجيل الخصائص الحيوية ، و هو جهاز قديم ، الغرض منه هو تسجيل و مراقبة حيوية العينة التجريبية على طاولة الاختبار ، يبدو أن هذا الضجيج قبل قليل سببه هو انخفاض حيوية العينة مع استيقاظ الروح .
طبعا هذه ظاهرة طبيعية لذا تجاهلها ، ناهيك عن التنافر بين الجسم و الروح ، التزويد بالطاقة ، ببساطة جسم هذا القرد بعيد كل البعد عن تلبية احتياج روح هذا المخلوق الفضائي .
بالطبع ، هذا ينطوي على معرفة أكاديمية أكثر عمقا .
لم يزعج غلين صحوته بدلا من هذا استمر في التفكير .
” من الناحية النظرية طالما لم تكن مختلفا عن البشر ، فلا بد من وجود نصف ساعة رملية بيولوجية تعتبر نقطة وهن خلال اليوم الواحد ، من خلال خصائص الساعة البيولوجية البشرية ، تتقاطع مقاومة الجسد مع الروح و يصبح في أدنى درجة و حالة له ، في النهاية يستغل المشعوذون المختصون في اللعن هذه النقطة لتحديد ضعفه المطلق و تطبيق اللعنة ، هناك أيضا مشعوذوا الظلام ، بالإضافة للعديد من مدارس السحر التي تدرس الساعة البيولوجية لجميع الأعراق الحية ” .
غلين المنغمس في دفتر ملاحظاته ارتعش فجأة و نظر للعينة التجريبية .
و في الآن نفسه ، قام المخلوق بفتح جفونه ، نظر لغلين وجها لوجه .
” أخيرا ستبدأ عملية اليأس برمتها ! ” .
امتنع غلين عن التفكير و شرع في مراقبة العينة التجريبية .
أذهل الوجه الأسود مع تجاويفه العظمية ، ظهر أثر من الذعر على وجهه ، غالبا لأن غلين كان ساحرا .
خفض هذا الأخير رأسه و دون في الدفتر ” ممم الخوف لا يعتبر كراهية ، و لا هو يأس ، مشاعر مختلفة كليا ” .
” كاك .. قر … قر … قر ، قر ، قر ، قر ، قر … ” .
يبدو أن القدرة اللغوية لهذه العينة التجريبية أدنى بكثير من التي عند البشر في عالم السحر ، المقاطع التي يقوم بانتاجها و تعابير وجهه العاطفية .
و مع هذا من خلال الروح ، لا يزال غلين على بينة من أن المعنى العام للغته هو الشتم و التوسل و الذعر ، لكن بما أنه مجرد شكل حياة منخفض فلا يستطيع غلين التواصل معه باستخدام الروح .
يبدو أن العينة تدرك تدريجيا أن غلين الساحر الشرير لن يستمع لكلماته إطلاقا ، كافح بشراسة لكن للحظة شعر فجأة أن هناك خطأ ما بجسمه ، عندما خفض رأسه لم يستطع إلا أن يطلق عواءا عال ” كلاك ، آهههه دووووههه ” بدا صوته أشبه بالبكاء .
” لا ! لا يوجد يأس ؟ لا أشعر به بعد ” تمتم غلين .
أم …
” لا بد أن تكون مشاعر اليأس هي الأحاسيس التي يشعر بها كائن ما عند فقدان الأمل في مصدر ما في المستقبل أو الحاضر ، وفقا للتاريخ عندما قام صائدوا الشياطين بغزو عالم فضائي في أول لقاء استطاعوا جمع اليأس ، هل من الممكن أن هذه العينة لا تزال تحمل القليل من الأمل في قلبها لعودتها إلى حالتها الأصلية و عالمها ؟ حتى لا يكون هناك يأس ؟ ” .
أثناء التفكير و التكهن تجاهل غلين صراخ العينة و نضاله على طاولة الاحتبار ، سار بقربه كاشفا عن الجسم الأصلي للعينة على طاولة إختبار ثانية مع العديد من الأنابيب المتصلة به .
” تشي تشي تشييييييشيييتشيييي ! ” صرخ الكائن مع قليل من الشوق .
هذا ما جعل غلين يشعر بالفرح لأن تحليله كان صحيحا ، لكنه تعرض لخيبة أمل لأن العينة لم تظهر اليأس .
لذا …
وضع غلين راحة كفه على الجسد الأصلي الأسود ، بعد ضخ الطاقة السحرية تحكم في حشراته الطفيلية لتحفيز شيفرة الحياة و تحويلها !
تدفق جو مشؤوم من خلاله .
بعد هذا استرخى جلد الجسد المدرع ، بدأ في التحول مع ظهور أعضاء عشوائية ثم ظهر ذراع لزج من سرته مع ” كرك … ” و فرقعة .
” دا دا شي شيشي شي شيشيييييش ! ” لم تستطع العينة إلا أن تصرخ .
شعر غلين أخيرا ببعض اليأس .
بوووم !
تمزق الجسم المتحول إلى العديد من الأشكال المنفصلة و اللزجة حتى روحه تم فصلها و تقسيمها ، توفي الرأس بالفعل مع سقوط جفونه .
دي ديدي !
و مع هذا ، أظهر جهاز تسجيل الحيوية أن حياته لم تستنفذ بالكامل وفقا له ، من الواضح أن جسمه لا زال يحتفظ بحيوية هائلة رغم وفاته و تحطم روحه .
التفسير الوحيد أن اليأس قد استهلك كل طاقته الحية و جعلها تتبدد ، لكن الجهاز فشل في تسجيلها ، لكن طالما استطاع ساحر الظلام جمع هذا النوع من المشاعر و الطاقة السلبية و استخدامها للهجوم على نفس النوع ، فسيتم تعزيز سرعة هجومه و قوته بشكل دائم !
هذه هي تقنية اليأس التي يستخدمها ساحر الظلام .
كان الاختبار الأول ناجحا ، حفز غلين قوته السحرية و استدعى عملاق نيران الجشع .
بلغ طول العملاق خمسة أمتار مع هالة عنيفة و شرسة ، فتح بطنه و التهم روح و كراهية العينة التجريبية ثم تبدد مع زئير مرتفع .
على طاولة الاختبار الدموية تركز عيون غلين على تدوين ملاحظاته و متابعة تسجيل الكرة البلورية .
اذا استمر في العمل على هذا النحو ، في غضون بضعة عقود ، سيحصد غلين بعض النتائج الأولية لجمع و استخدام طاقة اليأس ، و هو ما يكفي لتلبية احتياجاته في القتال في عالم آخر .
بعد نصف ساعة رملية .
بعد غسل بسيط ليديه ، سار غلين نحو طاولة الطعام و شرع في تذوق الأطباق المختلفة بشكل ميكانيكي ، متبوعا بتطوير مقاومته السلبية للعناصر في سجن المطهر .
لتأخذ حياة غلين في قلعة صيد الشياطين منعطفا منتظما و بسيطا ، بدأ في التأقلم مع الحياة الطويلة للمشعوذين …
تايم سكايب الفصل القادم و أخيرا تبا ! ….
ترجمة و تدقيق : Younes39
أعتذر مجددا على التأخير في تنزيل الفصول نظرا لبعض الظروف …
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.