رحلة ساحر - الفصل 177 : ميتة كريمة
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بعد ثمانية أعوام .
صر غلين على أسنانه ، كافح للمضي قدما على الطريق الوعر بين قلاع صيد الشياطين .
تتباين اللياقة البدنية عن القوة العقلية ، كل ما تحتاجه هو التأمل فقط لرفع الطاقة السحرية ببطء إلى نفس درجة القوة العقلية ، لكن رفع الحيوية و القوة و التحمل يحتاح للممارسة و التمرين و بذل جهد كبير .
هووو ! هووو !
من الصعوبة أن يتخيل شخص ما أن غلين ساحر صقل جسد يتمتع بلياقة عالية سيكون متعبا لهذا الحد أثناء لهاثه و هو يمشي ، كان هذا أمرا غير معقول بتاتا .
و لكن الحقيقة هي أنه كان متعبا حقا .
بالنظر إلى غلين على مقربة ، يحمل على أطرافه سبائك ثقيلة للغاية تم صقلها من خلال صيغ كيميائية و خيميائية مختلفة ، يتم استخدام هذا النوع من المعادن لصناعة السفن الفضائية و لكن غلين قد قام بوضعها على نفسه .
إذا كانت الأوزان فقط فعلى الرغم من أنها ستؤثر غلى غلين إلا أنها لن تقطع أنفاسه من الإرهاق ، أثناء مشيه قام باستخدام سحر الجاذبية و ضبطه على نفسه ، الأوزان المقترنة بالجاذبية جعلته يكافح تقريبا !
على هذا النحو ليس من المستحيل تفسير حالة غلين الحالية .
في السماء ، طار مشعوذان بينما استرقا النظر سرا على غلين في الأرض ، تجاهل هذا الأخير نظراتهم و خفض رأسه و حاول جاهدا المضي قدما نحو هدفه المحدد مسبقا ، رداءه المبلل صار متشبثا بجسمه العضلي مبرزا وحشيته ، ارتفع صدره لأعلى ثم انخفض لأسفل بتواتر واحد .
بجوار المسار الحجري جدول ماء من صنع الإنسان ، تسبح فيه أنواع مختلفة من الأسماك .
” هاه ؟ صباح الخير؟ أراك مجددا اليوم ؟ ” .
كان الشخص الذي استقبل غلين ساحرة عجوز ، تحمل حبلين و تمشي رفقة خنزيرين ، كان طول الخنزير الواحد حوالي 20 سم ، يشخر من أنفه ، حوافر بيضاء ، ذيل صغير مجعد مستدير بدا لطيفا للغاية .
من الواضح أنهما خنزيران أليفان !
مع غروب الشمس ، امتد ظل نحيل و غطا جسد غلين .
” أم ! ” .
أومأ برأسه و استقبل العجوز بخفة ، أنزل رأسه و مرر قطرتين من العرق من على جبينه حتى ذقنه .
هممم ، هممم …
قام الخنزيران بشد الساحرة البيضاء و جرها بعيدا .
بعد حين .
” مرحبا غلين ، أنا هنا لمرافقتك مجددا اليوم ، كيف حالك ؟ هل أنت سعيد ؟ ” لم تستطع كريتيا إلا أن تنظر لغلين مع ابتسامة .
تم تغطية جزء من منطقتها المخزية بتنورتها الحمراء و الخضراء ، مما سلط الضوء على شخصيتها الحسية ، على صدرها الأبيض تم وضع قلادة ذهبية غامضة بين ثدييها ، مما قد يثير أحلام و خيال البعض .
يا لها من عفريتة ! ( بالطبع البعض يعلم سبب تفردها هممممم ) .
دا ، دا ، دا ، دا …
تردد الصوت الواضح لكعبها العالي على المسار الصخري مع عطر أخاذ و مهلوس .
لم يتكلم غلين و لكن ظل يمشي و رأسه لأسفل بوقار و حزم ، مثل الجمل في الصحراء ، غير متأثر بينما تنفس بصعوبة ” هوو هووش ” .
بعد مرور ساعة رملية .
لم تستطع كريتيا إلا أن تنظر إلى اللوح الحجري أمامها و تتمتم ” هذا بالتأكيد ليس مبدأ تشويه الفضاء ؟ ربما يكون تطورا جديدا لقدرته الفضائية ، هذا الرجل هل يخطط لدراسة معرفة الفضاء ! … ” .
بعد تفكير عميق إثر إختفاء غلين المفاجئ كعادته ، لم تستطع إلا أن تهز رأسها لتطير نحو قلعتها .
في قلعة غلين …
غمر الماء الساخن جسد غلين ، لكن لم يضر بمقاومته ، قام بهدوء في الحمام بينما ملأ البخار الهواء ، شعر تدريجيا بالارتخاء و الراحة .
أم ؟
متفاجئا ، بحركة من ذراعه استدعى غلين كرته البلورية ، نظر إلى سطحها و تمتم ” عالم الظلال الغامض ؟ لقد مر تسعة أعوام على آخر رحلة إليه ، قام آخر فريق صيد الشياطين بالفعل من مسحه و إخضاعه ، إذن لقد انتهى بنا الأمر في عالم الظلال هذا … ” .
دي دي …
تلقى غلين اتصالا من ميلي لذا اختار فورا ضخ طاقته السحرية و الرد عليها بعد إرتداء ملابسه .
” غلين كيف هو استعدادك ؟ من اسمه عالم الظلال الغامض أخشى أن قوانينه مختلفة كليا عن عالم السحر ، آمل فقط أن لا تكون البيئة قاسية و مليئة بالخطر ” قالت ميلي بنبرة قلقة .
عبس غلين بينما قال ” تم توقيع العقد و ليس لدينا خيار آخر ، وفقا للاتفاقية ، لصياد الشياطين الحق للبقاء في القلعة الفضائية لنصف شهر من أجل فهم قواعد العالم و تحليل بيئته و سكانه ، خلال فترة التحضير سيقوم الساحر المقدس بإصدار معلوماته حول الغزو و كيفية مقاومة أعراق هذا العالم ، لذا كوني على أهبة الاستعداد ” .
” أم ”
بعد إيمائتها سألته و هي تغير الموضوع ” بالمناسبة كيف هو الوضع مع عبيد الروح لديك ؟ نظرا لارتكابي بعض الأخطاء توفي اثنان من عبيدي قبل أن أتمكن من تعويضهما ” .
شوو !
بفرقعة أصابعه ظهر أربعة أشخاص يشبهون البشر مع دروع عظمية سوداء من خلفه ، ارتفاعهم 1.5 متر فقط ، قال غلين ” تم تحويل هؤلاء الأربعة باستخدام سحر تحويل الدم ، قوتهم في نفس درجة الفرسان الأسطوريين ، تبلغ قوة هجومهم حوالي 150 نقطة ، لكن حيويتهم عالية جدا ، حسنا أسميتهم الأشباح المدرعة “.
هووو ! هووو ! هووو ! هووو !
زأر الأربعة معا في الآن نفسه ، أظهر كل شبح مدرع زوجا من أجنحة الخفافيش السوداء ، امتلأ الفم بأثر من الطاقة الأرجوانية ، و تم إفراز سم أخضر داكن من أظافرهم !
” هاه ؟ واو يبدون جيدين حقا ! ماذا عن بيع اثنين لي ؟ إختر الثمن طبعا إن لم يكن أرواحا ساحرة ! ” .
رد غلين ” حسنا ، لا زال لدي ثلاثة أشباح إضافية كاحتياط ، سأرسل إليك اثنين لاحقا ، أعطني ثلاثة ساعات رملية لإغلاق المعمل ثم سأتوجه إلى مقر الفصيل الأسود ” .
” نعم ” اختفى وجه ميلي من على شاشة كرته البلورية مع إغلاق الخط .
عالم الظلال الغامض …
أثناء التفكير بعمق ، قام غلين بتنظيم معمل الخيمياء و فرز معداته و عيناته التجريبية ، وضع القليل في صدع الأبعاد في حالة احتاجها في رحلة صيد الشياطين .
” السيد العظيم غلين ، هناك أخبار عن مهمة صيد الشياطين ؟ هل تخطط للمغادرة الآن ؟ ” سأل شياو با من أعلى الثرية .
خفض غلين رأسه ليجمع معداته و عيناته ثم رد من دون رفع رأسه ” حسنا إنه عالم يسمى الظلال ، استعد سنغادر في غضون ساعتين ! ” .
” أوه استعداد ؟ أنا شياو با وحيد و لكن قد تستمر الرحلة قرن أو قرنين لذا من الأفضل أن أقول وداعا للصغير أنجيل ” نشر شياو با أجنحته و طار من قلعة صيد الشياطين .
بعد ساعتين رمليتين كاملتين .
بعد حزم كل شيء ، جلس غلين على الأريكة في الردهة و فكر فيما إذا كا فاته شيء ما .
بعد ربع ساعة تأكد غلين من أنه لم ينسى شيئا ، و قبل أن يغادر قلعته لاحظ العبد القاضم أثناء تنظيفه للغرفة بجد .
كان جسد هذا جينغبا منحنيا تقريبا على الأرض ، بالكاد استطاع حمل المكنسة ، كان تنفسه ثقيلا بعض الشيء ، تجعد و ذبل جلده الأخضر .
كان غلين قادرا على تقدير أن هذا القاضم العجوز لن يعيش إلا لثلاثة أعوام إضافية كأقصى حد .
كما لو أنه شعر بنظرة غلين ، رفع العجوز رأسه و نظر لغلين بعيون غائمة ثم شهق ” سيدي ؟ ” .
كان غلين مذهولا بعض الشيء و كاد أن ينسى هذا العبد .
وقع في تفكير عميق ، بالنسبة للمشعوذين فإن وضع عبيد الروح ليس في الواقع بأهمية معداتهم و لكن الآن كاد أن يضيع بذرة روح ثمينة نظرا للاستهتار .
لوح بذراعه بينما تمتم سرا ، طار ضوء أخضر غير مرئي للناس العاديين من جسد العجوز و اندمج مع جسد غلين .
كان العجوز جينغبا ضعيفا لدرجة سقوطه على الأرض ، أسقط المكنسة مع ” كراك ! ” .
” أيها السيد ! … ” .
على الرغم من أنه استعاد حريته ، لم يكن للعجوز نية للمقاومة ، نظر لغلين بعيون غائمة و رطبة .
أراد غلين استخدام سحر النار للتخلص من هذا العجوز ، و لكن فور رؤيته لعيون جينغبا الغائمة و الرطبة ، بدا أن شيئا ما قد لمس أعماق قلبه ، وضع ذراعه جانبا و استمر في تذكر ما مر به في قلعة صيد الشياطين خلال المائتي سنة الفارطة !
نظرا للسيطرة المطلقة ، ليس للساحر مشاعر نحو عبيد الروح تماما مثلما لا يهتم البشر بالدمى الميكانيكية .
و مع هذا فإن عبد الروح ليس دمية ميكانيكية ، فهو إنسان حي في حد ذاته ، و له تقلباته العاطفية و تاريخهو ذكرياته ، ما عدا أن روحه تحت تحكم الساحر .
يبدو أن الساحر لديه تحكم كامل في روح و جسد العبد ، لكن عبد الروح لا يزال لديه مشاعر و عواطفه الخاصة ، فقط لا يستطيع إلا أن يلاحظ الأشياء و يراقبها في سكون و من دون مقاومة .
بعد إطفاء فكرة القتل العرضي لهذا الكائن عديم الفائدة قرر غلين أن يمنح لهذا القاضم الذي كرس حياته لخدمته لحظة أخيرة كريمة و سلمية قبل وفاته .
أخرج القليل من الأحجار السحرية المتوسطة و زجاجة من جرع الشفاء و ألقاها في اتجاهه ، قال بهدوء ” بعد رحيلي ، فقط تعامل مع هذا المكان كمنزل لك ، سأترك لك قطعة أرض في الفناء الخلفي ، تستطيع دفن نفسك فيه في المستقبل ” .
استدار غلين فورا و غادر بسرعة مغلقا بوابة القلعة .
ترجمة و تدقيق : Younes39