رحلة ساحر - الفصل 158 : شارع الطعام اللذيذ
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
أسفل ظلال شجرة الحياة الشاهقة يمكن ملاحظة نقطة سوداء تحلق بسرعة نحو حافة الجذع ثم تنزل ببطء على الأرض .
من فوق هناك العديد من النقاط تأتي ذهابا و إيابا باستمرار ، على جذع الشجرة الشبيه بعمود يدعم السماء ، تتخلل قلاع مختلفة لصائدي الشياطين من الدرجة الثانية بين ثنايا اللحاء ، في بعض الأحيان يمكن رؤية عبيد الروح من العوالم الأجنبية .
بعد نزول غلين على الجذر ، بدا أنه أشبه بتل أكثر منه مجرد جذع ، كان الجزء العلوي مكتظا بالقلاع و المنازل بأنماط مختلفة ، مما شكل شارعا مع تدفق لا نهائي من المشعوذين .
قبل نزوله حتى شعر غلين بالرائحة الممتزجة مع الهواء ، تم تعبئة جميع الخلايا في جسمه مع إفراز عميق حتى أنه أسقط القليل من لعابه من دون علم !
هذه هي الخطوة الأولى للساحر ليصبح من عشاق الطعام !
في نظام عشاق الطعام ، لا يعد تذوق الطعام في حد ذاته حاجة لإشباع رغباتهم الغريزية ، بل هو أيضا حاجة روحية عميقة الجذور .
من أجل البقاء ، لا يمكن للأعراق الحية أن تعتمد أبدا على توازن الطاقة الذاتية لإرضاء نفسها ، لا بد أن تمتص الطاقة الخارجية لأجل بقائها و تكاثرها ، هذا هو القانون الأساسي للتوازن في العوالم التي لا نهاية لها ، تقنية ختم توازن الطاقة و اختلافاتها هي نظام لتبادل الطاقة يستخدم لعزل مساحة من الفضاء و ختم شيء أو كائن ما .
إن الطاقة التي يستهلكها البشر من أجل البقاء هي الأكل أو الغذاء كما أطلق عليها في نظام المعرفة البشرية !
تحتاج الأعراق البيولوجية المختلفة إلى تناول أنواع مختلفة من العذاء ، حتى داخل العرق الواحد يتباين طلبهم من استهلاك الطاقة وفقا للتطور السلبي نظرا لاختلافاتهم الجينية و الفردية ، و لكن بشكل عام ، هناك بعض الأطعمة كفائتها أعلى من ناحية الحصول على طاقة أفضل و أكبر .
سيفرز جسد المخلوق تنبيها عاطفيا مختلفا بناءا على الطاقة المنهوبة من الطعام ، مما ينجم عنه تغيير نوعي في روح الكائن !
و منه ولد مصطلح ” عشاق الطعام ! ” .
يسعى بعض المشعوذون إلى التسامي العاطفي من خلال تحقيق المتعة بعد أكل أشهى الأطعمة ، بينما سعى البعض إلى تحقيق تأثير سلبي من خلال امتصاص الطاقة لتعزيز أجسادهم ، هناك أيضا القليل من الأبحاث حول بعض المعرفة المتعلقة بالطاقة العليا التي من الممكن أن يمتصها الجسد من الأطعمة .
من أجل تلبية حاجة عشاق الطعام ، قام بعض المشعوذين الغامضين بدراسة معرفة الطعام و بهذا أصبحوا هم أيضا يعرفون بالذواقة في عالم السحر !
…..
عند وقوفه على تلة الجذر ، شعر غلين برطوبة الأرض بينما تنفس و شم رائحة و هواء لحاء شجرة الحياة ، ربما قد لا يلاحظها ساحر مبتدئ لكن ساحر حقيقي قادر على التحكم في قوة الطبيعة سيستطيع شمها بسهولة .
” إذن ؟ هذا الشعور … هل شجرة الحياة جزء من قواعد العالم الآن ؟ تماما كالحراس ، تتماشى مع إرادة العالم بأكمله ، حتى هم أصبحوا قادرين على إصدار قوانين العالم بين الواقع و الوهم ! ” .
كان لغلين بعض الأفكار .
طفا غلين ثم ألقى نظرة على العديد من المشعوذين المارين بجانبه ، حافظ الجميع على مسافة معينة بينما نظروا إلى الأطعمة المختلفة و البضائع في المتاجر على كلا الجانبين .
هذا هو شارع الخواتم السبع للطعام اللذيذ الشهير في برج الخواتم السبعة المقدس .
تباع هنا أندر و أشهر الأطعمة في عالم السحر ، لم تقتصر فقط على كائن حي ، بل حتى وحوش العناصر ، أجسام الطاقة ، كنوز العالم ، فواكه خاصة ، مصادر طاقة مختلفة ….
بطبيعة الحال ، جميعها صالحة للاستهلاك من قبل المشعوذين البشر .
أثناء تجواله جذبه سائل أحمل موضوع في زجاجة على طاولة المتجر .
” هذا هو ؟ ”
نظر غلين بعيون متشككة إلى السائل الأحمر الشبيه بالحمم ، رائحته لم تستطع إلا أن تذكر غلين بطعم المحار الجميل .
هذا الشعور المذهل .
تم إدراة المتجر من قبل ساحرة أنثى ، كان نصف وجهها في الواقع مليئا بالقشور الفضية ، بعد سماع استفسار غلين ، رمقته قائلة ” هذا هو دم دلفين الزعنفة من عالم مارينا ، يمكن استخدامه كمتبل ، به عناصر غنية بالطاقة سعراته الحرارية تترواح بين 30 حتى 80 ، كما أنه غني بعناصر النار ، إنه متتم مثالي للأطعمة التي تفتقر لسمة النار … ” .
لم يسبق لغلين أن تعرض لمعرفة الأطعمة و الذواقة ، لذا لم يفهم شيئا تقريبا من كلامها .
لكن و من منطلق غريزته واصل غلين تساؤله ” إذن ثمنها ؟ ” .
بعد ظنها أن غلين قادر على الشراء لم تستطع إلا أن تبتسم و تقول ” في حالة الأحجار السحرية ، ميليلتر واحد مقابل حجر سحري متوسط ، بالنسبة للأرواح الساحرة ، روح ساحرة مقابل لتر كامل من دم الدلفين الزعنفي ” .
بعد التفكير للحظة قال غلين بتردد ” أريد 300 ميليلتر أولا ! ” .
مع تلويحة أنشأ غلين صدعا بعديا لم يكن مرئيا لباقي المشعوذين ، أخرج ثلاثة أحجار عالية الدرجة و سلمها لصاحبة المتجر .
هنا ، من الشائع أن يكون للمشعوذين أسلحة فضاء أو طرق مختلفة لتخزين أغراضهم ، لذا لم تندهش صاحبة المتجر .
بعد رؤية أن غلين سيستخدم الأحجار السحرية فقط لشراء سلعتها ، انخفض اهتمامها فورا .
بعد شراء دم دلفين الزعنفة سار غلين بعيدا لتفقد المزيد من السلع .
أمامه فواكه ضخمة يبلغ إرتفاعها ثلاثة أمتار ، تشبه هذه الفواكه إلى حد ما ثمار الأناناس ، و لكن على قشرتها العديد من اللوامس الناعمة المتمايلة بكثافة ، مخيفة نوعا ما .
لاحظها غلين باهتمام ، بينما تومض أعين القليل من المشعوذين من حوله مع بعض الإثارة .
تم تعليق لافتة صخمة أعلى الفاكهة ، تم كتابة ملاحظة عليها ، تنص على أن اسم الفاكهة هو بوليناس ، و هي مكون ثمين من عالم آخر تخص عرقا ضخما ، ثمنها ثلاثة أرواح ساحرة .
نظر غلين لقمة الفاكهة ، جلس ساحر ذكر مع صدر عار و عضلي ، سأله بفضول ” عذرا ، ما هو حجم هذا العرق الفضائي ؟ ” .
نظر الساحر الذكر لأسفل و رد على غلين ” يترواح حجمهم من مائة إلى 1000 متر ، بالكاد يمكن القول أنهم يشبهون البشر ” .
بعدها أومأ غلين ثم غادر .
في قفص معدني أسطواني ، من خلال حاسة الشم و قناع الرماد استشعر غلين وجود أشياء تطير و تحلق داخل القفص بالكاد يمكن ملاحظتها بالعين ، مثل العصافير .
” مرحبا ! تستطيع الحصول على عشرة منها مقابل عشر أحجار سحرية عليا … ” .
لاحظ المسؤول عن المتجر تعبير غلين و أخذ زمام المبادرة لتقديم بضاعته أثناء وضعه لعود أسنان في فمه و هو يتمايل لأعلى و أسفل .
لم يتكلم غلين ، فقط شاهد باهتمام …
” هذا الشعور …. نعم هذه الأشياء المتناهية الصغر و التي لا أثر لها ، تتغذى على الأمواج الصوتية ! أمواج قناعي الصوتية جعلتها تطير من الفرحة ! ” .
ماذا سيحصل إذا قابلوا هيل وودز ؟
مقابل حجرين سحريين فقط من الدرجة العليا اشترى غلين اثنين فقط من هذه الأشياء بعد مفاوضة مع صاحبها .
بعد السير و المشي على طول الشارع توقف غلين أخيرا أمام مبنى يبلغ ارتفاعه أكثر من ثلاثين مترا ، على سقفه تم تعليق جثة مخلوق مجهول تم تقطيعها ببراعة من قبل ساحر جزار ، سقط زوج من الأجنحة مع تحرك خطافه و سكينه ، تدفق دم ذهبي اللون من الجثة رائحته تشبه الخاصة بعصير الليمون المنعش .
بعد رؤية السعر على اللافتة ، كان غلين مهتما و سرعان ما دخل في طابور طويل و قرر شراء القليل من اللحم .
هذا النوع من اللحوم مع السعر الرخيص هو ما يفضله أغلبية المشعوذون الحقيقيون !
…………
بعد دوران الساعة الرملية و إنفاق الأحجار السحرية هنا و هناك ، لم يقم غلين بإنفاق الأرواح الساحرة لشراء المواد الثمينة التي لا تباع إلا بدفع الأرواح الساحرة كعملة .
أما بالنسبة لبعض مطاعم الذواقة ، فلم يتوجه غلين إليها الآن لأنه لم يأتي اليوم بحثا عن الرفاهية .
في مطاعم الذواقة ، يستخدم بعض الذواقة المشهورون معرفتهم بالأطعمة لإنشاء بعض الأطباق السحرية الغريبة مع مزيج متوازن من استهلاك الطاقة ، تسامي الذوق ، التأثير البصري للأطباق ، الطعم اللذيذ !
و مع هذا فإن أسعار هذه الأطباق لم تكن في متناول المشعوذين العاديين .
لن يقوم ساحر منخفض بدفع الأحجار السحرية و الأرواح الساحرة التي قد تجعل فؤاد البعض تدمي ، من أجل إشباع رغباته و متعته .
و من هذا لم يستطع غلين إلا أن يتنهد بعد تذكر معلمه بيرانوس و زوجته أليس ، من الواضح أن زواجهم لم يكن مجرد مسألة حبهما لبعضهما البعض ، خاصة نظرا لجشع معلمه و طبيعته .
في بعض النواحي ربما أليس تتمتع ببعض الحكمة أيضا .
هل تريد أن تعتني و تسقط رجلا في الغرام ؟
إذن إعتني أولا بمعدته …
…..
مع ضخ الطاقة السحرية طار غلين و غادر شارع الطعام اللذيذ .
ترجمة و تدقيق : Younes39