رحلة ساحر - الفصل 147 : رافعة القدر !
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بوووم !
عندما أصدر حاجز الدوامة هديرا ، لم تستطع حارسة العالم إلا أن تستدير مع بقية المبتدئين لينظروا جانبا …
تم فصل مياه البحر الأسود المحيطة بواسطة مجال مغناطيسي غامض ، عند النظر من أعلى لمركز الدوامة ستبدو أمواج البحر الأسود كالهلام الأسود ، نشأ إحساس بالقمع من كل اتجاهاتها الأربعة ، نظرا لتشويه التفكير و القصور الذاتي ، سيشعر الشخص تلقائيا بالذعر و لن يتمكن حتى من التنفس و سيحاول الفرار بكل قوته .
إذا كان وصي عالم الخواتم السبعة يشبه الذبابة مقارنة بالدوامة السوداء فإن غلين و البقية يشبهون حبيبة الرمل …
لكن …
في هذه اللحظة انفجر حاجز الماء حول الدوامة مع هدير يصم الآذان ، مع صدمة و ذهول تم ضغط رأس عملاق يشبه الجبل ببطء من خارج الحاجز ، مع عدد لا يحصى من الكروم البحرية و بعض مراسي السفن البحرية و كأنها زينة معلقة على الظهر .
كان المشهد برمته أشبه بظهور ملعقة على طبق العشاء .
هذا هو …
لو كان غلين قد رأى هذا المشهد من قبل أن يصبح ساحرا مبتدئا لكان قد تمتم ” بوسيدون ! ” .
كل بحار يتجول في البحار على مدار أعوام سيكون لديه حصته من الأساطير حول وحوش البحر و لكن بغض النظر عن جميع الوحوش الخيالية الغير معروفة ، فإن أقوى وحش بحري سيكون و سيبقى وحش بوسيدون العملاق الجزيرة المتحركة !
وفقا للأساطير ، كان وحش بوسيدون ينام في عرض المحيط كاشفا عن ظهره على الدوام ، من بعيدا غالبا ما يعتقد راكبوا السفن البحرية أنه مجرد جزيرة لذا يرسون من أجل الراحة أحيانا عليها .
و مع هذا عندما يستيقظ وحش المحيط ، فإن الأمواج الضخمة تقوم بشد و إغراق السفن بسهولة في قاع البحر ، كما اختفى جميع البحارة و لم يتركوا أثرا لهم .
و مع هذا هم مجرد وحوش تنتمي لخيال هؤلاء الناس ، ليس لديهم معرفة حقيقية .
عندما درس غلين في أكاديمية إيسوتا السوداء ، اتسع أفق معرفته للوحوش التي تعتبر بمثابة أساطير ، و قد قام بتسجيلها و تأريخها ..
قد يبدو هذا النوع من التفاسير غير مهم لكنه أفضل و أكبر مكاسبه خلال مرحلة نشأته كمبتدئ بالإضافة لمعرفة السحر .
هذا هو تنوير التحليل الذكي للأسرار المجهولة .
….
نظر غلين إلى الرأس الشبيه بالجبل يبرز ببطء من حاجز الدوامة ، للحظة شعر أن السلحفاة الصخرية لم تكن ذا أهمية حقا مقارنة بهذا الكائن .
” حاكم الحيتان الحقيقي ! ” غمغم غلين في قلبه .
يعد أحد أكبر الأعراق في عالم السحر ، إنه أوفرلورد جميع الحيتان و أحد زعماء الوحوش الثلاثة في أعماق المحيط ، حاكم الحيتان الحقيقي !
موووو … !
تدريجيا مد هذا الكائن الهائل رأسه من حاجز الدوامة و قام بصناعة صدى هائل ثم فتح فمه لتطير خمس نقاط سوداء عبر المسافة .
شووو !
في الأعماق المظلمة و المجهولة لدوامة البحر الأسود ، انطلق شعاع من الضوء ليلتقي بالنقاط السوداء الخمسة ، كان مخلوقا بحريا مع قشور واقفا على نجم بحر سداسي ضخم !
مع سحبها لنظرتها لم تستطع حارسة العالم إلا أن تنظر إلى الساحر الأبيض بجانبها و هو ينظر بصدمة لأسفل لتقول ” هؤلاء هم حراس البحر من اختارهم مذبح حاكم البحر نبتون ، كأحد حراس عالم السحر ، مذبح نبتون أيضا لديه الحق في مشاركة أجزاء قلب العالم ، يبدو أن ناس قبيلة البحر قد وصلوا قبلنا لذا يبدو أننا الدفعة الأخيرة التي ستصل ، فلننزل بسرعة ! “.
بغض النظر عن ردود فعل الخمسة تم امتصاص الطاقة السحرية من البساط الطائر من قبل الحارسة .
وووش!
سقط البساط مع الوصية و الخمسة في أعماق الدوامة السوداء المظلمة .
أم !؟
غلين الساقط بحرية أراد استخدام سحر الجاذبية للطيران و مع هذا لم يعمل ، لم يستطع غلين استخدام السحر مهما حاول .
لكن بالاعتماد على قدراته كساحر صقل جسد ، بعد تعديل وضعية سقوطه تنفس غلين الصعداء عندما لاحظ أن الجميع يعانون من نفس المشكل يبدو أنهم تأثروا بقواعد معينة أو يمكن أنه نوع متسامي و متقدم لقوانين العالم .
باختصار ، في هذه اللحظة ، القوة الطبيعية هنا مختلفة كليا عن القوة الطبيعية في عالم السحر .
غووو …
مظلم للغاية .
استمر السقوط الحر لساعة تقريبا ، لولا الضوء على قبعة الحارسة كمرجع ، لكان العديد منهم قد شعر بالذعر كدخول برج الماء المدمر في أكاديمية إيسوتا السوداء .
بدأ غلين في الاعتياد على الشعور بانعدام وزنه و الرياح القوية ، طفا شعره الذهبي بشكل عمودي ، بدا مظهره أكثر إلـهاما من مظهر ميلي و ابنة الشمس و كأنه قد وصل لحدود قدراته الطبيعية .
” حسنا ! نحن على شفا الوصول إلى الفضاء الأساسي لقلب العالم ! استعدوا ! ” رمقتهم الحارسة في الأسفل .
خفض غلين رأسه و نظر لأسفل ، لاحظ توهجا طفيفا يظهر ببطء .
في هذه اللحظة كان لغلين بالفعل شعور دافئ و متسامح بأنه على وشك الوقوع بين ذراعي والدته ، على الرغم من … لم يكن في ذاكرته مخلوق عظيم كوالدته قط ، و لكن في هذه اللحظة شعر غلين بدفئ لا يمكن وصفه ، شعر بالرعاية و الاهتمام كالأم التي تنتظر ابنها مرحبة به .
هذا الشعور ! هو شعور رائع لم يختبره غلين من قبل !
تعود ذاكرة غلين إلى الشتاء القارس ، لم يتذكر سوى أن ذاك الشتاء كان باردا للغاية ، و مع هذا في مواجهة الرغبة في البقاء أضحى غلين باردا أكثر من صقيع هذا الشتاء ! لذا صعد غلين و قام بوضع ملابسه جانبا و غادر الزاوية المحمية من الريح ، أثناء ارتدائه لقماش من الكتان الممزق .
لم يختبر غلين قط رعاية والدته المتنافية و حبها و تسامحها ، لذا لم يظهر قط جبنه و حبه في مواجهة المخاطر و موته قبل الأوان ، أصبح غلين واقعيا و مخدرا ، كما لو كان دائما مجرد دخيل شخص يحاول أن يكافح رغم أنه يفتقر للمشاعر .
يبدو أن هذا هو القدر ، مصير غلين .
لكن في هذه اللحظة شعر بحضن الأم الدافئ ..
” وصلنا ! ” .
بعد تمتمتها ، شعر الجمبع بشيء متين أسفل أقدامهم باستثناء نيرو و فلين ، كان الجميع مستلقين الآن على البساط الطائر .
السقوط الحر لساعة جعلهم غير قادرين على استخدام أرجلهم ببراعة لحظة ملامستهم للبساط بعد انعدام التوازن .
على عكسهم و لأن غلين قام بتحسين لياقته البدنية و من ناحية كان في حالة دفاع عن النفس في اللا وعيه طوال سقوطه ، و هذا لأنه اعتاد على هذا منذ طفولته لذا سقط منتصبا على البساط .
نظر هدير السجن إلى غلين و نيرو ثم سرعان مع استقام للتغطية على إحراجه .
نيرو لم تستطع أيضا إلا أن تلقي نظرة على غلين ، لكن عندما رأته غير مهتم بها لم تعره المزيد من الاهتمام ، فقط تنظر إلى المساحة الملونة و الغامضة أسفل قدميها .
تدفق ضوء ذاتي يبدو أنه ينتمي لعالم السحر ، أضاء كل شبر في هذا الفضاء الغامض ، سلاسل لا تعد و لا تحصى مع تتغيير في تألق الضوء و الظلام من حولها .
بعد إطفاء الحارسة للمصباح السحري على قبعتها قامت بفتح ذراعيها على نطاق واسع بفرح ” هذه الأضواء هي مصدر الضوء في عالم السحر و هذه السلاسل هي قواعد و إرادة عالم السحر ! “.
مصدر الضوء ؟ قواعد ؟
بالتفكير في الأمر الآن ، لا يمكن نقل الإرادة الأصلية لقلب العالم إلى كل زاوية من زوايا عالم السحر إلا من خلال هذه السلاسل و الوصايا .
على هذا النحو ، لعالم السحر قوانينه الخاصة كالفصول المتناوبة ، دورة الشمس و القمر ، المد و الجزر ، الرياح ، الأمطار ، الرعد و البرق ، التسونامي …
أما بالنسبة لمصدر الضوء !
ماذا لو مر نور عالم السحر إلى عالم أجنبي آخر ، هل يمكن أن يكون ضوءا معدوما يحمل في طياته تاريخ سقوط و صعود عالم السحر أيضا ؟
علاوة على هذا ، في هذا العالم المجهول ، هل يوجد كائن يشبه فراشة قوس قزح قادر على التهام ضوء العدم أيضا ؟
……
في مركز الفضاء البعيد ، تمتد إلى الخارج سلاسل متشابكة لا تعد و لا تحصى بين الحقيقة و الخيال ، فوق رؤوس غلين و غيرهم دوامة مظلمة لا يستطيع ضوء المصدر اختراقها و لو لنصفها .
الجدران الحجرية المحيطة بمساحة الدوامة التي تم خرقها مع تغلغل السلاسل و تطورها تدريجيا إلى شيء يشبه الوهم .
تتراوح هذه السلاسل من ناحية الحجم بين كبير و صغير .
يبلغ طول كل حلقة من السلسلة أكثر من 1000 متر ، متشابكة فيما بينها مما يجعلها صلبة و ثقيلة لا تتزعزع ، أما السلاسل الصغيرة فتشبه خيطا بلوريا مع طول لا نهاية له ، حتى حلقة السلسلة لا يمكن رؤيتها .
أيضا تأتي هذه السلاسل بأشكال و ألوان مختلفة .
بعض حلقاتها مستطيلة و مربعة ، مثلثة ، و كأنهم ضباط قانون صارمون و لا يلينون ، بعضها أملس ، ناعم و كستنائي ، بعضها واضح كالماء الصافي …
بعضها غامض بعضها رمادي و الآخر بشبه ألوان قوس قزح …
بعضعا مقدس ، بعضها شرير ، بارد ، دافئ …
…….
بعد المرور عبر سلاسل القوانين التي تبدو صلبة لكنها في الواقع مجرد وهم ، وسط مشاعر الجميع ظهر نهر ذهبي من الضوء في مجال رؤيتهم !
نهر يشبه بحرا بلا حدود ، يبدو مهيبا و لا يمكن ايقافه ، لكن من الداخل بدا أنه يحمل الأمل و التسامح بين جميع الأعراق الحية في العالم !
يشبه لحد ما نهر النجوم في السماء المرصعة ليلا .
بدا المشهد باهرا و أثيريا للغاية ،لكنه بعيد في الأفق كانعكاس المرايا لا يمكن لمسه .
” هذه هي رافعة القدر ! ” تردد صوتها الصارم و المحترم على البساط و هي تهمس للخمسة الذين يقفون خلفها .
ترجمة و تدقيق : Younes39