رحلة ساحر - الفصل 146 : دوامة البحر الأسود
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بعد سبعة أشهر .
كعادته كان غلين جالسا أمام الطاولة مرتديا رداءا فضفاضا أثناء استخدامه لقوته العقلية لنسخ كتابة الروح المدونة في عقد الشيطان ، كان يلاحظ تقلباتها و ردود الفعل بالاعتماد على كرته البلورية محاولا العثور على بعض الأنماط المحتملة .
بعد الجلوس بلا حراك أمام الطاولة ، قام غلين بإخراج الفرع المكسور ثم حدق فيه للحظة و وضعه بعيدا .
بعد تمديد مفاصله سار غلين مع صرير عظامه .
مشى إلى الوعاء المغطى بقطعة قماش سوداء ، و راقبه قليلا ثم أسقط القماش عليه ، سار إلى فرن الخيمياء ، بعد مراقبة درجة الحرارة بالداخل ، أكد أن المواد تمر بالفعل بتغيير طبيعي من الناحية النظرية لقد أخرج بعض الأحجار السحرية لتجديد طاقة الفرن .
طق ..
في البيئة المريحة تم طرق بابه الخشبي .
سار غلين ثم قام بفتحه محدثا صريرا ، كان كبير الخدم واقفا يحمل كوبا من عصير جوز الهند .
بعد شربه أخذ غلين نفسا عميقا ثم سأل ” هل من جديد ؟ ” .
” نعم سيدي ، لقد تم تأكيد الأخبار ، ستغادرون بعد ثلاثة أيام جبال تياندو ! ” خفض الخادم رأسه و قال بهدوء .
باستثناء صوته الميكانيكي ، كان من المستحيل معرفة ما إذا كان هذا العجوز دمية أو إنسانا .
بعد ثلاثة أيام ؟
فكر غلين للحظة ثم عبس و قال ” يبدو أن النموذج الأول من عصا غلين العنصرية لن يكتمل قبل ذهابي ، حسنا بعد إعداد العصا سأحاول تحسين النموذج الأولي لقناع الحقيقة ” .
بالتفكير على هذا النحو ، كان على غلين أن يخزن عيناته التجريبية و أدواته في كيس الفضاء الأخير ، من أجل الاستعداد لتلقي مكافأته التي لا تقدر بثمن أجزاء قلب العالم !
….
بعد ثلاثة ايام .
ارتدى غلين درعه سانرون و قناع الرماد ، قام بحمل النسخة الغير مكتملة من عصا غلين العنصرية النموذج 1.0 ، واقفا مع أربعة مشعوذين آخرين بجانبه .
لا تزال نيرو تطفو مع السلاسل المعدنية الملفوفة من حولها ، باستثناء شعرها الأشقر و وجهها الغير مبال و الخالي من العاطفة ، يبدو أن جميع أعضائها تم استبدالها بالسلاسل الملتوية كالثعابين .
كان زئير السجن لا زال يرتدي رداءا أسودا مع تعبير شرير على وجهه ، عيونه مثبتة فقط على نيرو ، لم يلقي حتى نظرة ثانية على غلين و البقية .
أما بالنسبة للمشعوذين الآخرين ، كانا على التوالي ذكرا و أنثى ، لم يكن لديهما حتى النية للتواصل مع غلين و نيرو و زئير السجن ، ارتديا ملابس زاهية و مشرقة ، حملا معا عصا سحرية و ارتديا قبعة عالية الزوايا .
تطفوا السلحفاة العملاقة تياندو بسرعة في السماء و تتحرك من خلال ظلام عالم الخواتم السبعة .
هوووو !
و مع هذا لم ينتبه الجميع لظهور دوامة سحابية في السماء ، بدلا من هذا انجذبوا إلى مظهر البرج المقدس ذو الخواتم السبعة و مهابته .
لم يكن شبيها قط بالأبراج السحرية في عالم السحر .
يمكن رؤية العديد من الأذرع الميكانيكية تمتد على جدران البرج الكبير ، سواءا كانوا وحوشا أو مشعوذين أو أشياء ميكانيكية أو حتى فقاعة ، عندما طاروا بجانبها تم إرسال هذه الأذرع إلى جدار البرج الشبيه بغشاء اللحم مع تغيير في الطاقة و تقلباتها ، امتص الغشاء كل شيء على الأذرع الميكانيكية .
العملية برمتها ، كان كما لو كان البرج مجرد وحش يقوم بحشو الطعام في فمه باستخدام أذرعه .
يبلغ ارتفاع البرج حوالي 10000 متر ، من أعلى البرج يمكن ملاحظة سلحفاة تياندو أثناء طيرانها و اقترابها من الدوامة العنصرية على قمة البرج المقدس .
المناطيد و السفن الفضائية أصغر من الوصي تياندو فنغماي ، لذا أفسحوا له المجال تلقائيا .
في الآن نفسه لم يقم الوصي بتمديد رأسه فقط ، بل قام بتمديد أذرعه و مخالبه الأربعة من داخل الجبل ، تتأرجح أطرافها مع احتكاك الصخور و انهيارها ، تدريجيا انزلق الوصي إلى الدوامة العنصرية و انغمس فيها .
بوووم ! بوووم ! بوووم !
بعد لحظة من امتداد أجسادهم عبر الفراغ ، شعر المشعوذون الخمسة بأن رؤيتهم غير واضحة ، منطقة بحرية تتكون من ماء أسود لا نهاية له .
شلو … شلو …
تلاطم الأمواط أيقظ الجميع من غفوتهم ، نظر غلين و البقية نحو البحر الأسود ، من خلفهم يومض ذيل الوصي و سقط في البحر مع ارتفاع أمواج البحر عاليا .
شلوووو !
بعيدا ، يمكن ملاحظة نحلة ميكانيكية عملاقة يبلغ طولها تسعون مترا تحلق بسرعة إذ لا يمكن رؤيتها بوضوح ، بالكاد لاحظها غلين قبل أن تختفي تاركة صورة لاحقة مع سيل من الرياح العاتية .
” هاه ؟ حقا ! إنهم برج السماء المقدس مجددا و ألعابهم الطفولية ، لماذا أنتم قلقون جدا ! …. ” .
بعد شكواها لم تستطع السلحفاة الصخرية إلا أن تصرخ في غلين و البقية ” بعد عودتكم لا تنسوا الاتصال بي عند اجتماع الجميع و إلا لن أعيدكم إلى برج الخواتم السبعة في حال نومي ! ” .
بعد قول هذا ، تم لولبة أطرافها الصخرية بينما شعر الجميع برياح قوية تندفع للأعلى من حولهم ، في اللحظة التالية ظهروا على بعد 1000 متر .
سريع جدا !
اندهش غلين في قلبه ، لكن قبل أن يعود لوعيه شعر بالرياح العاصفة مجددا بينما ظهروا على بعد 1000 متر .
بعد أقل من نصف ساعة رملية ، اختفى سطح البحر الأسود السلس تدريجيا بينما يمكن ملاحظة دوامة سوداء ضخمة للغاية أكبر من حجم الوصي ، كما لو أن مجالا مغناطيسيا لطاقة غير مرئية شكل هذا المجال .
قعقعة …
لحظة سقوط الوصي في الدوامة السوداء ، تردد صوت تلاطم أمواج البحر المهيبة في آذان الجميع و لكن فور اقترابهم من الدوامة عم الهدوء حالا !
دوامة لا نهاية لها ، لا يوجد ضوء في القاع ، يتدفق ماء البحر الأسود بتداول مع أفقها .
تجمد الوصي في مكانه وسط الدوامة كما لو أنه ذبابة في وسط طبق من الطعام !
شو !
طار شخص ما على بساط أحمر ، كان هناك مصباح غامض على قبعته المقببة ، كان شكلها غريبا يشبه إلى حد ما بعض الأسماك الوحشية المضيئة في أعماق المحيط .
” وصي عالم الخواتم السبعة ! اسمح لي بأخذ هؤلاء الأطفال إلى قلب العالم ! ” تبين من صوتها أنها ساحرة أنثى و هي تتكلم مع السلحفاة الصخرية .
” أنا أتبع أمر حارس العالم السحري ! ” قال الوصي بصوته الأجش و بكل احترام .
بعد هذا تم رفع غلين و الأربعة الآخرين من الجبل على ظهر الوصي ، ثم تم وضعهم على البساط الأحمر الطائر بعناية .
تفاجأ غلين بعد استشعار الطاقة الغريبة من حوله .
كان كما لو أنه لم يتم سحبه أو رفعه بل عالم السحر من تم تحريكه ، لقد ظل سليما بينما تم وضع البساط أسفل قدميه .
هذا ….
هل هذا هو التحكم المطلق في قوة الطبيعة ؟
تفاجأ البقية أيضا ، تطير فجأة لفافة ضخمة وراء الساحر المبتدئ الأبيض ، بعد فتح نفسها من تلقائها بدا أنها تقوم بجمع و تدوين شيء ما ثم تم لفها من جديد لتعود إلى الجزء الخلفي من ظهر الساحر .
يبدو أن البساط الطائر لحارسة عالم السحر قادر على تكبير نفسه إلى ما لا نهاية ، لم يشعر غلين بالزحمة قط بعد وقوفه على البساط ، لم يشعر أيضا بالنعومة بعد الدوس عليه ، بدا أنه قاسي للغاية كأرض صلبة .
لم تستطع الحارسة إلا أن تحدق في هؤلاء الخمسة .
الأكثر لفتا للانتباه هي نيرو بطبيعة الحال ، كان جسدها ملفوفا بسلاسل معدنية سوداء ، تم ترك شعرها الذهبي فقط يتحرك مع الرياح ، زوج من العيون الهادئة و اللامبالية .
على الرغم من أنها لم تعد تطفو بعد الآن إلا أن الجزء السفلي من الكتلة المعدنية الكروية لازال على مسافة بسيطة من البساط .
ارتدى زئير السجن رداءا أسودا مع دائرتين من عناصر النار على جبينه ، لوهلة بدا أنه مجرد وشم ، لكن اذا ركز المرء سيدرك أنه نوع من السحر المستمر السلبي ، مشرق و باهر .
في الآن نفسه توجد أنماط زخرفية لسحابة حمراء على الرداء الأسود الخاص به ، تشبه سحر سحابة النار المحترقة التي رآها غلين يستخدمها من قبل للطيران .
بشكل عام نادرا ما يمكن رؤية هذا النوع من الأنماط على رداء ساحر أسود ما .
بالنسبة لغلين .
جسم طويل و قوي مغطى بدرع معدني ضيق ، حقيبة من القماش و خنجر تم نحته من العظام على الخصر ، في يده عصا سحرية بسيطة ، شعر ذهبي مبعثر ، قناع رمادي اللون .
عيون هادئة لكن مشرقة مع قليل من الاحترام .
” أم ! ” .
بعد اتفاق ضمني تم تحويل انتباهها إلى الساحر مع لفافة ضخمة من خلفه …
بعد مراقبة الجميع قالت لهم الساحرة مع هز رأسها ” يا رفاق ، تذكروا أن تظلوا هادئين و مهذبين في جميع الأحوال ، بعد وصولنا إلى مكان قلب العالم ، من الأفضل أن لا يكون بينكم صراع مع باقي المشعوذين من الأبراج المقدسة المختلفة ، بعد اختراقكم سيتم نقلكم تلقائيا إلى مركز الدوامة بواسطة رافعة القدر من قلب العالم ! ” .
من بين العديد من المشعوذين ، فقط غلين و الساحر الأبيض مع اللفافة الضخمة ارتعدا قليلا ، كما لو أنهما صدما بعد سماع كلمة رافعة القدر .
في الواقع هل سنرى حقا رافعة القدر التي بسببها تم تغيير مصير عالم السحر في يوم من الأيام ؟
لم يتأثر لا نيرو و لا زئير السجن و لا الساحرة المبتدئة البيضاء ، من الواضح أنهم لم يهتموا بسحر رافعة القدر لعالم السحر .
ترجمة و تدقيق : Younes39