رحلة ساحر - الفصل 145 : قمة ساندو
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
على قمة ساندو نزل غلين .
لاحظ طبقة من التربة السوداء أسفل قدميه ، من الواضح أنها اصطناعية من آثارها ، يبدو أن الصخور السوداء الصلبة قد تم سحقها و تنعيمها و من ثم خلطها مع عناصر حية و عناصر الأرض و الماء .
على هذا النحو يمكن أن يزدهر الغطاء النباتي .
ألقى نظرة سريعة على مقر إقامته للأشهر القليلة المقبلة ، سار بهدوء نحو قلعته .
ديكور داخلي بسيط لكن أنيق ، يزيد ارتفاع القاعة عن عشر أمتار ، واسعة و مشرقة ، في وسطها تتدلى ثرية سحرية ضخمة ، سلالم متعرجة حلزونية تؤدي إلى الطوابق العليا من القلعة .
” سيدي ! ما هي الخدمة التي تحتاجها ؟ ” تردد على مسامعه صوت ميكانيكي من دمية في شكل خادم عجوز ، مع زوج من العيون الزاهية .
نظر غلين إلى الدمية بدهشة طفيفة ، ثم إلى باقي الدمى من خلفه سأل ” دمية ذكية ؟ ” .
ما يسمى بالدمى الذكية هي دمى شبه حية تم صناعتها من قبل المشعوذين الميكانيكيين بالاعتماد على فنون الروح الخاصة بمشعوذي الظلام ، و استخدام أراوح بعض الأعراق الأجنبية و أنصاف البشر من عوالم أخرى و خلطها مع مواد سحرية ثمينة ، مع عملية في غاية التعقيد يتم إنشاء الدمى لتحاكي التفكير البيولوجي الطبيعي للكائن الحي .
وفقا لنظرية بعض المشعوذين الميكانيكيين ، يمكن اعتبار هذا النوع من الدمى أشكال حياة غير مكتملة .
” نعم ، تستطيع مناداتي سانزيشان ، أو أي شيء آخر ، هذا قرارك ، خلال الأشهر السبعة المقبلة ، سأكون مسؤولا عن تقديم الطعام و تسيير أمورك و تلبية حاجياتك اليومية أيها السيد ! ” انحنى المدبر العجوز و قال باحترام .
تلبية احتياجاتي ؟
رد غلين ” ثم خذني إلى مكان تخزين الطعام أولا لإلقاء نظرة عليه ” .
” أوه … ” هز كبير الخدم رأسه و قال ” احتياطي الطعام كله موجود في مساحة مغلقة داخلي ، على الرغم من أنني لا أستطيع أخذك لرؤيته ، إلا أنني أستطيع الإبلاغ عنها ! ” .
حسنا ؟
ذهل غلين للحظة ، ثم أدرك ما قاله ” هل أنت سلاح سحري فضائي لتخزين الأغراض ؟ ” .
أومأ الخادم العجوز برأسه ثم تابع ” تستطيع قول هذا ” .
سار غلين بشكل عرضي من جناح العلية في الطابق الثاني صعودا إلى الطوابق العليا ، أثناء الاستماع لتقرير كبير الخدم عن وظائفه و الأشياء المخزنة في جسمه .
بعد مرور نصف ساعة رملية .
عاد غلين إلى الجناح العلوي للقلعة ، كان عبارة عن غرفة تم إعدادها كتقليد لبيئة عالم السحر ، الأضواء السحرية و الستائر المتحركة .
توجه غلين إلى الطاولة و جلس ، التقط ريشة و شرع في الكتابة بعناية بينما فكر ” أدرها كل عشر أيام و استخدم الأغراض المكتوبة كمكون … ” .
التقط الخادم الورقة التي سلمها غلين و رد ” حاضر أيها السيد ” .
تابع غلين ” في الأشهر المقبلة سأقضي ربع ساعة كل ليلة لتشرح لي فيها توزيع عالم البرج المقدس ذو الخواتم السبعة ، أحداثه التاريخية الكبرى ، تطوير العالم الجديد ، قواعد الغزو ، بالإضافة إلى هذا ، هذه هي غرفتي الخاصة من الآن فصاعدا ، يمنع على أحد آخر الدخول من دون إذني ” .
” حسنا سمعا و طاعة ! ” رد كبير الخدم بصوته الميكانيكي .
بعد إيمائته و السماح لكبير الخدم بالخروج ، عم الهدوء الغرفة من جديد .
أثناء وقوفه منتصبا فكر غلين في خططه ، قام أولا بخلع درعه الثقيل و قناع الرماد ثم ارتدى رداءا فضفاضا رماديا .
بعد أن فتح كيس التخزين قام بضخ طاقته السحرية و أخرج العديد من المواد و الدعائم السحرية .
من خلال فرزها قام غلين بوضع بعض الأغراض على الطاولة بينما تخلص من الباقي مؤقتا .
الأول هو عقد الشيطان الذي خدع به غلين مخلوقا من عالم آخر ، حاكم النيران المظلمة .
على الرغم من أن غلين خدعه ليحصل على العقد فقط منه لكن أثناء استكشافه لكتابة هذا العقد وجد أنها غريبة و غامضة .
يبدو أن هذا النوع من الكتابة هو تطبيق جماعي لنوع ما من قواعد الروح ، على الرغم من أنه لم ير هذا النوع من الكتابة من قبل ، لكن الغامض أنه قد فهم المحتوى ، كما لو كان رمزا ولد في امتثال تام مع قواعد الروح الأساسية ، ينتمي لقوانين معينة أجنبية تتعلق بالروح و التأثير عليها .
لكن مع معرفته الحالية كساحر مبتدئ بالروح و خصائصها ، من المستحيل أن يتعمق في هذا الأمر ، و لكن بعد اختراقه و مع التغيير النوعي في روحه ، قد يكون قادرا على فهم أسرارها .
العنصر الثاني هو لفيفة ، و هي التي تخص معرفة العين التي لا نهاية لها و التي تم تمريرها لغلين من قبل بيرانوس .
يريد غلين تحسين قناع الحقيقة ، بعد أكثر من عشر أعوام لتحسين مهاراته في الخيمياء قد يتمكن من استخدام أفضل المواد و أندرها لتحسين قناع الرماد و جعله النموذج الأولي لقناع الحقيقة .
عند تحسين النموذج الأولي ، فإن العين التي لا نهاية لها و التي تتكون من عين الحد و عين العالم السفلي سيتم صقلها لتصبح جزءا من قناع الحقيقة ، و حتى سيقوم باضافة سحر عين النسر لتعزيز الرؤية و دقتها .
بالنسبة لعين النسر يمكن لغلين أن يحصل على المعرفة المقابلة لهذا السحر بسهولة لأنها شائعة كسحر كرة النار .
و لكن بالنسبة للعين المجهرية ، فلا يستطيع إلا أن يسافر إلى مدينة السماء للحصول على معرفة صنع هذا المجهر و كيفية دمجها مع قناع الحقيقة ، قد يحتاج منه تعلم بعض المعرفة الأساسية حول الميكانيكا ، و قد يستغرقه وقنا طويلا ليتمكن من تحسين و صقل العين المجهرية .
لكن …
عندما يقوم بصقل العين التي لا نهاية لها في وجه الحقيقة ، فإن سرعة تحليله لأنماط الرعد الغريبة في الفرع المكسور ستخضع لتغيير نوعي ، قد يتمكن من فهمها كاشفا عن أسرارها في غضون عقود أو قرون من الزمن ، غير محدد للآن .
بالطبع قبل اختراقه كساحر حقيقي للتحكم في قوة الطبيعة ، لن يحاول غلين فهم أنماط الرعد بعد الآن .
ثالثا هو الفرع المكسور ، لن أخوض في التفاصيل حول هذا الأمر .
العنصر الرابع هو الجينسنغ الذهبي ، وقع في حالة سباتية ، يشخر بصوته العال ، و يركل بقدميه كالطفل النائم بينما يسيل لعابه ، فكر غلين قليلا ثم أنزل قطعة القماش على الوعاء التجريبي .
العنصر الخامس هو المنديل المطرز ببغاء شبه حي .
أظهر غلين القليل من الاهتمام ، أرجح بالمنديل يمينا و يسارا ، و لكن رغم هذا لا تزال عيون الببغاء تنظر إليه فقط ، كما لو كان شبيها بالمنارة في المحيط المظلم .
الاتصال بين الأبعاد ؟
وضع غلين المنديل جانبا ثم أخرج ملقطا و إبرة كاشفا عن خيوط الحرير حول حافة المنديل …
بعد تضييع وقته ، هز غلين رأسه ثم نظر إلى الزجاجة التي تحتوي على سائل النخاع الفضائي ، و دفتر ملاحظاته و العصا السحرية التي استغرق وقتا لتحسينها الإصدار الرسمي لعصا غلين العنصرية النموذج 1.0 !
أخيرا هناك دفتر آخر موضوع على حافة الطاولة سجل فيه غلين بعض الأفكار و فرضياته حول خصائص طاقة الإبادة !
أمضى غلين وقته في القمة .
درس غلين على هذا النحو أسرار معرفته الخاصة بهدوء في قمة ساندو في جبال تياندو ، كأنه قد نسي الزمن و المكان ، انغمس في دراساته و أبحاثه ، فقط أصداء معركة زئير السجن و نيرو في الخارج أخبرته و ذكرته أين كان .
على الرغم من أن القمم الخمسة لقمة جيل تياندو ليس لها معنى خاص ، لكن نظرا لارتفاعاتها المختلقة تم تسميتها على التوالي ، قمة دادو ، قمة إردو ، قمة ساندو ، قمة سيدو ، قمة شيودي ، في كل قمة يعيش ساحر من بين الخمسة .
بالنسبة لبعض المشعوذين المبتدئين ، نظرا لأعوام خبرتهم المحدودة ، فإن التنافس على قمة معسكرهم يشبه التنافس على لائحة الأسياد الأوائل في مدارس السحر ، يبدو أنه رمز لهويتهم و مكانتهم .
و مع هذا ، فإن هؤلاء المشعوذين الصغار لا يعلمون بعد أن هوية و حالة صياد شياطين لم يتم الحصول عليها أبدا من خلال الاقتتال بين البشر ، و هذا هو أيضا الفرق بين ساحر صيد شياطين و ساحر غامض .
علاوة على هذا عندما تصبح رؤية صائد الشياطين أوسع ، يصبح قادرا على التطلع إلى سماء أعلى ، و التغاضي عن الأرض الواسعة ، سيفهم عدم أهميته و مكانته الحقيقية في هذا العالم ، جميع ألقابه مجرد أشياء رمزية سيتم طويها مع غبار الزمن .
في هذه اللحظة ، بالنسبة لنخبة و ذروة المشعوذين المبتدئين ، يبدو أن هذا هو الرضا بعد تحقيق أحلامهم ، و الاستمتاع بنتائج تدريبهم كساحر ، و إظهار قوتهم .
و مع هذا بالنسبة للآخرين فإنهم فقط ينتظرون بشوق بداية مستقبلهم الجديد .
هذه البداية هي رحلة الساحر …
ترجمة و تدقيق : Younes39