رحلة ساحر - الفصل 142 : الحلزون رسول برج الخواتم السبعة
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
غطى وميض من اللون الأخضر الزمردي السماء ، لم يستطع غلين و الباقي ملاحظته إلا بعد وصول الحلزون إلى حافة الغطاء الدفاعي فوق المظلة الواسعة لشجرة الحياة بعد زحفه بأقصى سرعة .
صدمة لا يمكن وصفها !
دون رؤيته لأم عينيه ، لم يستطع غلين أن يصدق أن هناك شكلا من أشكال الحياة يستطيع تغطية السماء حقا ، و يكون مهيبا كما تم وصفه في الأساطير تماما !
حتى بجانبه ، هناك شعور للتلطع للسماء و الإطلال على المحيط …
ربما …
عندما ينمو حجم كائن حي إلى هذا الحد الهائل ، فإنه يصبح هو نفسه جزءا من قوانين العالم !
على الرغم من أنه لا يمكن إلا رؤية الأغصان البنية و المورقة و بعض من جذوعها المطلية بلحاء خشن و صلد ، أوراقها الزمردية بحجم أشجار النخيل ، على حوافها تم بناء العديد من القلاع المرئية ، يبلغ عرض الجذور و الأغصان حوالي 4000 متر .
تجمع العديد من المناطيد المحلقة و الطيور الضخمة و حتى فقاقيع ( جمع فقاعة ) غامضة شفافة ، تناثروا جميعا حول أغصان شجرة الحياة في السماء !
فتح المشعوذون المبتدئون أعينهم على نطاق واسع بينما نظروا إلى كل شيء أسفل الغطاء الدفاعي !
هذا النوع من المناظر المهيبة هو في الواقع أبعد من خيال الناس العاديين .
في هذه اللحظة بدا أن الحلزون الرسول ينزلق بسرعة فوق الغطاء الدفاعي الذي يغطي شجرة الحياة و يطل على كل شيء في الأسفل .
أسفل ظل شجرة الحياة توجد قلاع بيضاء ، هناك أنهار و ينابيع صافية و غطاء نباتي متنوع و العديد من الجسور تربط القلاع ، على الرغم من كونها منفصلة لكن هناك شعور غامض كما لو أنها متصلة ببعضها البعض برباط ما .
أشار بيرانوس إلى قلعة تبدو كحبة الرمل من الأعلى عند سفح جذور شجرة الحياة ثم قال لغلين ” هذه القلاع هي مساكن لصائدي الشياطين من المستوى الأول ، ستعيشون هنا مستقبلا ، ينص البرج على صيادي الشياطين تنفيذ مهمة كل مائتي عام خلال صراع ما بين العوالم ، و إلا سيفقد مكانته كصياد شياطين ” .
أومأ غلين برأسه و سأل بعناية ” القلاع المبنية فوق الجذوع هي مساكن لصائدي الشياطين من المستوى الثاني فأعلى صحيح ؟ ” .
” نعم هذا هو مقر إقامة صياد شياطين من المستوى الثاني فقط ، أما بالنسبة لمن هم أعلى رتبة جميعهم يقيمون في البرج المقدس ! ” .
هو …
أخذ غلين نفسا من الهواء البارد ، ثم تذكر أنه لم ير برج الخواتم السبعة المقدس بعد ، في الواقع لقد نسي بالفعل هدفه من المجيء هنا !
” يا معلم … البرج المقدس … ” .
قاطعه بيرانوس ” ستعلم لاحقا ، غلين قبل أن يتم منع رؤيتنا من قبل مظلة شجرة الحياة ، دقق في هيكل قلاع صائدي الشياطين من المستوى الأول ، هل تستطيع أن تخمن في شيء ما أم ماذا ؟ ” .
ماذا ؟
لم يجبه غلين بشكل عرضي ، بدلا من هذا راقبها بعناية ، محاولا ايجاد بعض التفاصيل الدقيقة ، هل يمكن أن تكون لهذه القلاع القدرة على الطيران ؟ نوع من الوهم و لم تكن حقيقية ؟
أو …
حتى غطته الأوراق الكثيفة ، لا تزال عيون غلين فارغة ، نظر إلى بيرانوس مع عبوس .
قال بيرانوس بينما هز رأسه ” لم أحصل على تأهيل صيد الشياطين في وقتي آنذاك ، لكن بعد اختراقي كساحر حقيقي و مجيئي هنا اكتشفته ، سر معين يخص هذه القلاع ! ” .
بعد لمحة من الفخر قال بيرانوس ” ألا تعتقد أن هذه القلاع عبارة عن رونية سحرية معزولة في مصفوفة سحرية بستة نجوم ! “.
أم ؟!
هذا ….
نظر غلين إلى بيرانوس في صدمة .
مصفوفة سحرية عملاقة للغاية تستخدم القلاع كأساس للرونية السحرية و الملايين من صائدي الشياطين كأساس للطاقة و ستة أبراج سحرية كعقد طاقة ؟
هذا النوع من التفكير ، الكرم و حتى الشجاعة … هل هذا هو الفرق في الإدراك بين ساحر روحي حقيقي و مجرد ساحر مبتدئ ؟
ما هي الغاية من هذه المصفوفة السحرية التي تقوم بتجميع الطاقة ؟
بوم ! بوم ! بوم ! بوم ! بوم !
أثناء زحفه بأقصى سرعة و من خلال اختراقه لزاوية رؤية الدرع الدفاعي ، يمكن رؤية ستة أشعة من الطاقة أعلى شجرة الحياة تندفع إلى السماء في مجال رؤية غلين .
” رائع ! ” .
” واو يا لها من طاقة سحرية خالصة … ”
تردد صياح المشعوذين المبتدئين بجوار غلين بينما نظروا إلى أشعة الطاقة التي ترتفع بين الغيوم في السماء مشكلة دوامة حلزونية ضخمة نظرا لتحريض حزم الطاقة .
لكن بعد التحديق أكثر تبين لم لم تكن دوامة بل ستة منها .
يبلغ قطر كل دوامة أكثر من 100 متر مصحوبة بضجيج عال ، في وسط الأشعة يمكن ملاحظة صناديق معدنية سداسية الشكل يبلغ قطرها 1000 منر محمولة لأعلى و أسفل بين حزم الطاقة .
” هذا هو قلب الخواتم السبعة ! يمكن القول أنه بالنسبة لبرج الخواتم السبعة أشبه بمصخة الدم في جسد الإنسان ” قال بيرانوس مشيرا إلى أحد الصناديق المعدنية بين الأشعة السداسية ! ( لا أعلم لكن ربما باقي الصناديق تعود لباقي الأبراج ) .
قلب الخواتم السبعة !
عندما دنى أكثر فأكثر من شعاع الطاقة ، كان لغلين شعور يشبه إحساس مينا و ميلي عند استخدامهما لمواهبهما ، نظر لبعض الخصائص الغامضة ، فإن الطاقة السحرية الهائجة ستجعل شعرهما يتطاير للأعلى عموديا ، كما لو أن الرياح تستمر في النفخ من تحته .
و لكن بعد حصول غلين على موهبة مينا ، بغض النظر عن كيفية استخدامه لها ، لم يكن لديه هذا النوع من رد الفعل أو الإحساس .
لكن في هذه اللحظة ، أحس غلين بشيء غامض لا يمكن وصفه ، ليس فقط غلين بل جميع المشعوذين و أقرانه من المبتدئين ، تم رفع أرديتهم و شعرهم للأعلى أثناء ارتعاشه !
” أيها المعلم ! … ”
قبل أن يكمل غلين قاطعه بيرانوس كما لو كان قد علم ما أراد غلين أن يسأله ، قال له ” هذا مجال مغناطيسي لتشويه الطاقة ، أضحى اضرابا واضحا و ناجما عن اختلال محدد في الطاقة ، لا يمكن التحكم به بالسحر أو الطاقة ، إنه شيء يحاول جميع المشعوذون تجنبه ! ” .
أومأ غلين برأسه عند دنو الحلزون الرسول أكثر فأكثر من أشعة الضوء الستة ، صعد رداء و شعر غلين عموديا للأعلى !
أم ؟
وجد غلين أنه على الجهة الثانية من الغطاء الدفاعي يمكن رؤية حلزون آخر يحمل العديد من المشعوذين مع هالة على رؤوسهم مع مرافقين لهم طبعا .
و مع هذا ، لم يكن لهذا الحلزون نية للانتظار ، فقد اندفع إلى مركز الطاقة و اختفى على الفور .
” الجميع انتبهوا ! نحن على شفا الوصول إلى نقطة تقاطع الطاقة ، أيها المعلمون ! يرجى حماية تلاميذكم ! ” أدار الحلزون رأسه و صرخ في الجميع أثناء اندفاعه .
قال بيرانوس بهدوء لغلين ” لا تقلق فأنت لست ساحر عناصر فقط ، بل ساحر صقل جسد أيضا ، لا يعني فقدانك السيطرة على الطاقة السحرية شيئا ، فقط ابقى ساكنا و لا تتحرك ! ” .
” أوه حسنا ” رد غلين بتوتر .
بعد لحظة شعر غلين بشعور غامض كان غريبا كما لو أن الزمن و الفضاء يتم تشويهه عندما انغمس الحلزون في شعاع الطاقة ، شعر غلين أنه يصبح أقصر كما لو تم ضغطه إلى عجينة مسطحة ، في حالة من الذعر نظر غلين إلى الآخرين أثناء التوائهم ، يبدو أن السحرة بجانبهم لم يتفاجأوا بل استخدوا وسائل مختلفة لحماية تلاميذهم !
غووووخ !
لم يستغرق الأمر إلا بضعة أنفاس حتى مر غلين و الباقي من خلال الغيوم لأعلى ، لاحظ غلين ضوءا دمويا ملأ مجال رؤيته ، صر على أسنانه أثناء فتحه لعينه و مقاومة الضغط الهائل .
قمر الدم ؟!
واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، ستة ، ستة أقمار دموية ؟
لا !
عندما ارتفع غلين أكثر لأعلى بسرعة الضوء نفسه ، وجد أنه حاليا في مكان بعيد للغاية عن الدرع الدفاعي ، في مجال رؤيته يطفوا قمر أحمر ببطء في الفراغ !
السطح السفلي لهذه الأقمار كروي الشكل ينضح معدنه بلون أحمر و بريق بارد و شرير ، على الرغم من أنه لا زال بعيدا جدا و لا يمكن رؤيته بوضوح ، لكن التقدير التقريبي هو أن أصغر الأقمار الدموية قطرها يتعدى بالفعل 10000 متر !
ما هو مفهوم 10000 متر ؟
هذا هو الارتفاع من عالم السحر إلى الغيوم ، هذا هو ارتفاع شجرة الحياة بحد ذاته !
لكن فوق الأقمار الدموية توجد منصة ضخمة ، يوجد مبنى مشابه للأبراج السحرية في منتصفها ، يمكن رؤية عدد لا يحصى من النقاط السوداء تتحرك بشكل غامض حول المنصة .
هذه هي قلعة الفضاء السحرية ؟
شو !
بينما لا زال غلين يرتفع سريعا ، تم توسيع المسافة بينه و بين الأقمار الدموية تدريجيا ، لم تعد قلاع الفضاء إلا مجرد نقاط حمراء تشبه الأقمار ترتفع فوق الغيوم !
كراك !
مع توهج الهالة على رأس غلين ظهر درع سحري حول غلين لتغطيته مع تردد صوتها الواضح ، عندما استدار لاحظ غلين أن الجميع من حوله كانوا مثله ، يبدو أن هذه الهالة لها وظيفة تجاهل الضغط و الحماية أيضا بفضل إرادة العالم !
في أعلى الفضاء في الفراغ المائي ( سماء الستار المائي ! ) ، تم توليد دوامة ضخمة مع تحرك ستة أشعة من الطاقة ، انتشر هزيج الأمواج مع تلاطمها وضربها للشعاب المرجانية في السماء ! ( لا أعلم كيف لكن تخيلوا فقط بحر طبيعي لكن معكوس 🙃 يمكن القول أنه بدلا من الغلاف الجوي كالأرض لديه سماء الستار المائي ) .
في هذه اللحظة ، في تفكير غلين البصري ، بدا أنه يسقط من أعلى من ارتفاع عال جدا في دوامة من المحيط .
و مع هذا ، تفكير غلين العقلاني كان يقول له أنه مجرد وهم .
بسرعة و في لمح البصر ، بعد دخول غلين في الدوامة ، تومض عيونه ، لقد أصبح في سماء مختلفة كليا خافتة و خالية من الضوء كليا !
في الآن نفسه اختفى الشعور بالضغط الشديد و محاولة طمسه كالعجينة .
” ها ! … ” ظهر على وجه أحد المشعوذين المشهورين آثار من الانزعاج لكن تم تهدئته بسرعة من قبل معلمه .
على الرغم من أن غلين لم يشعر بأي ازعاج ، إلا أنه تجذر في مكانه من الصدمة .
في السماء و أمام غلين ، برج ضخم بني و أسود اللون ارتفاعه ربما يصل إلى 100000 متر ، كمركز العالم ، من الأفضل وصفه بكونه واقفا شامخا في مواجهة السماء !
اندفع نحوهم جو قامع لا يمكن وصفه !
في السماء القاتمة ، يمكن رؤية سحابة تم تشكيلها من السحر دائرية الشكل تغطي كل شيء من تحتها ، في الأسفل يمكن رؤية العديد من السفن الفضائية تتحرك بشكل منظم !
” ماذا عن هذا ؟ ما هو شعورك أثناء الانتقال باستخدام رافعة القدر ؟ ” سأله بيرانوس .
” ماذا ؟ متى ؟ ” ذهل غلين .
ذهل بيرانوس أيضا بينما أشار إلى الدوامة في السماء المعتمة فوقهم ثم قال ” في اللحظة التي اخترقنا فيها سماء الستار المائي ، دخلنا عالم الفراغ ( الفضاء الخارجي ) ، هذا صحيح ، بعد كل شيء شظايا هذا العالم مرتبطة بعالم السحر ، لم يستغرق الأمر إلا لحظة لتشويه الزمان و المكان لنقلنا إلى هذا المكان ، على هذا النحو يمكن الحفاظ على الصدع بين العالمين ، انس الأمر حاليا ، ستتعلم أكثر عند غزو العوالم الأجنبية ! ” .
كرك … كرك … كرك
تم تحطيم العديد من أقنعة المشعوذين و التي يمكن التخلص منها واحدا تلو الآخر !
ترجمة و تدقيق : Younes39