رحلة ساحر - الفصل 141 : سحر الطبيعة !
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
مع قيادة كاميرون ، شهد غلين الرخاء و الازدهار في المنطقة المركزية للبرج المقدس ذو الخواتم السبعة .
بعد الإقامة في قلعة الساحر وو تونغ في بحيرة القمر لخمسة أيام ، انطلق بيرانوس و غلين مجددا إلى وجهتهم النهائية ، برج الخواتم السبعة المقدس .
…..
بعد ثلاثة أيام .
في البرية ، تذوق غلين و بيرانوس حساءا لذيذا قام كائن يشبه البشر بطبخه ، مع شمه لرائحة الحساء الغريبة تلمع عيون غلين بينما تذوقها بعناية ، لقد اعتاد على هذا برفقة بيرانوس ، مع موجة سحرية تم إرسال عبد الروح إلى العالم السري للبرج الأسود .
إنها أحد فوائد أن تكون عميدا في أكاديمية سحر ، إذ يستطيع وضع عبيد الروح أيضا في العالم السري لسيد البرج و استدعائه في عالم السحر متى ما أراد دون استهلاكه للطاقة السحرية !
نظر بيرانوس إلى غلين المخمور هز رأسه ” بعد أن تصبح ساحرا حقيقيا و بعد قرون من الزمن لن يتغير شيء حقا و ستظل كل الأشياء على حالها … ” .
مسح غلين فمه ثم هز رأسه ” أيها المعلم ، هذا على وجه التحديد لأني لم أختبر لحد الآن كوني ساحرا حقيقيا ، لذا علي أن أستمتع بجمال كوني ساحرا مبتدئا حاليا ، و إلا حينها سأفقد الاهتمام بكل شيء و ذكرياتي ستكون مجرد حفنة من الهراء ، ألا يعني هذا أن حياتي مجرد فراغ و لا معنى لها ؟ ” .
ارتعش بيرانوس بعد سماع رد غلين و أسقط الملعقة من دون قصد بينما حدق في غلين .
كلماته جعلته ينظر إلى غلين بطريقة غريبة و مختلفة .
تومض ظلال النيران المتمايلة بينما تهمس الرياح عبر الجبال ، يبدو أن ضوء القمر قد غطى الأرض بطبقة من الشاش الفضي ثم اختبأ على الفور بخجل وراء الغيوم !
في هذه اللحظة استمتع غلين بجمال هذا العالم ، الجمال الذي لم يعد يشعر به المشعوذون الحقيقيون بعد الآن .
هذا النوع من الجمال و توقع المجهول و تأمل الطبيعة و أسرارها ، يبدو أن الطبيعة الفاتنة و سحرها قد يكون لها مفاجآتها الخاصة و الغير متوقعة فيما بعد ، على عكسه بيرانوس ، نظرا لتراكم الزمن و شساعة معرفته ، و كونه ساحرا حقيقيا يتحكم في قوى الطبيعة و يسيطر عليها ، بغض النظر عن المعرفة الأكثر غموضا و عمقا ، فإن المتعة الحقيقية لم يحس بها بعد الآن !
مينغ … ، مينغ ، مينغ …
يمكن سماع همس يشبه الخاص بالجان في الغابة كالأطفال الذين يتسللون ليلا للهو في أدغالها .
هاه ؟
في اللحظة التي رفع فيها غلين رأسه لاحظ ضوءا باهرا يزين سماء الليل الحالكة ، أضواء لا تعد و لا تحصى ، كما في القصص الخيالية سار غلين و من خلفه بيرانوس .
عدد لا يحصى من الأضواء الصغيرة جدا تشبه النجوم المتلألئة في السماء !
اندهش غلين بينما تمتم ” هذا ! … ” .
” نهر قوس قزح ! غلين هذا هو نهر قوس قزح ! هذا واحد من أجمل المناظر في عالم السحر ، إنه نهر من الفراش يكون معا قوس قزح ! إنهم نوع حشري نادر جدا قادر على ابتلاع ضوء العدم و لا يمكن رؤيتهم إلا بالصدفة ” تذمر بيرانوس و صرخ في غلين .
من النادر أن يتغير مزاج ساحر قديم بهذا الشكل خاصة ساحر كبيرانوس .
ضوء العدم هو الضوء القادم من الفضاء الخارجي و من العوالم الأخرى و ينتقل عبر الفراغ إلى عالم السحر ، يتم تنقيته تلقائيا من خلال قوانين مصدر الضوء لعالم السحر ، في الليل ستمر كمية عبر عالم الفراغ و تنتشر في جميع أنحاء هذا العالم ( مهلا ألا يشبه هذا أشعة الشمس ! ) .
فراشة قوس قزح ، عندما يتجمعون معا لالتهام ضوء العدم سيتشكل قوس قزح في الليل و هو ما يسميه سكان العالم السحري نهر قوس قزح .
فراشة ألفانيا ؟
يتذكر غلين جيدا ، فراشة ألفانيا أو الحفار طفيلي تكافلي ، الخيار الأكثر شيوعا لجميع المشعوذين المبتدئين !
و لكن يقال أن الحفار و ولادته لم تكن إلا نتيجة تغيير معين في عالم السحر في العصور القديمة ، كان هناك عدد كبير من الأضواء التي تزين السماء كالنجوم ، من لم يستطع منهم التهام ضوء العدم يتحول تدريجيا من فراشة قوس قزح إلى فراشة ألفانيا أو الحفار كما يسميه البعض ، بدلا من الضوء تلتهم أشياءا مختلفة للبقاء حية في هذا العالم !
لاحقا و بالصدفة تمكن ساحر مجهول من اكتشافه لقيمة الحفار و التي تعد أعلى من قيمة كونها فراشة قوس قزح ، و هي التمويه و إطالة عمر الساحر المبتدئ .
لوح بيرانوس بيده و أطفأ النار ثم أوضح ” ستقوم الآن بتنقية الضوء الشديد ! ” .
شو شو شو !
يبدو أن فراش قوس قزح قد تلقى نوعا من الاستدعاء ، نشروا أجنحتهم و حلقوا عاليا ، سرعان ما شكلوا قوس قزح بقطر يتعدى مائة متر و يصل إلى السماء ! بالطبع لم يأخذ قوس قزح هذا شكل جسر منحني ، بل يبدو أنه نهر يتدفق من السماء نفسها !
ببساطة رائع و ساحر !
في سماء الليل التي لا نهاية لها ، يمكن رؤية خطوط من الضوء بألوان غير مرئية تقريبا ، أسفل السماء المرصعة بالنجوم ، يبدو أن هذه الأضواء مصحوبة بنوع من المهام ، تسجيل مرحلة معينة من التاريخ ، امتصاص ضوء عالم آخر !
لم يكن الأمر حتى جاؤوا إلى عالم السحر و أحاطوا بهذا الضوء الغير مرئي و أنهوا مهمتهم ثم اختفوا من هذا العالم !
لا أحد يعلم عدد الأعوام و العصور التي سافر فيها هذا الضوء من العوالم الأجنبية عبر عالم الفراغ قبل أن يصل إلى عالم السحر .
بعد 1/3 ساعة رملية ، اختفى الضوء ببطء من السماء ، أصدر فراش قوس قزح نقيقا مبهجا كطيور الصباح ، سرعان ما تلاشوا كالبقع و اختفى نهر قوس قزح !
بدا كل شيء و كأنه حلم عابر !
تمتم غلين في حالة ذهول ” الطبيعة حقا سحرية و رائعة … ” .
….
بعد خمسة أيام
طار غلين و بيرانوس عبر قمة من السلاسل الجبلية الشاهقة مع تعابير وجه قبيحة بعض الشيء .
بالكاد استطاع غلين الرؤية نظرا للرياح العنيفة و الرمال و الحصى التي تتطاير في كل مكان ، انتشر تموج من خلال الغطاء الدفاعي المحيط به كما لو أن سطح الماء قد تغير بعد سقوط الأطار مع تموج لا نهائي !
بقي بيرانوس أمام غلين لحمايته بينما قال ” هذه هي رياح الجمل التي تم خلقها بعد سقوط كائن فضائي يجيد التحكم في الأعاصير قديما ، لقد اجتمع هذا الكائن مع العديد من المشعوذين الروحانيين هنا في معركة خلال حربنا الثانية ، مما نجم عنها كارثة طبيعية هنا تسمى رياح الجمل و انصهار الكهرباء ، هذا هو حوض الحلقة المزدوجة في منطقة البرج المقدس ذو الخواتم السبعة ” .
لا بد أن الحلقتين المزدوجتين هي أشكال متداخلة من الحفر كحوض الآثار المقدسة ، تم تشكيلها بعد سقوط كائنين بنفس درجة ساحر روحي حقيقي !
على بعد أكثر من 100 كيلومتر في منطقة من الحوض ، دار إعصار وصل ارتفاعه إلى السماء و بلغ قطر هذا الأخير أكثر من مائة متر ، تم تطيير التربة و جرفها مع الحصى و الرمال ، تم اقتلاع الأشجار و كل جماد في منطقة الحوض ، في السماء عاليا تنزل خطوط من الرعد الأحمر من دون غاية ، مع نفخة تم تفجير بعض قمم الجبال و ظهور الحمم البركانية .
هاه ؟
شعر غلين أن قوة الرياح من حوله تصبح أكثر عنفا ، لاحظ بعيدا أن إعصاران يتشكلان و يتشابكان تدريجيا تم إحاطتهما برعد أحمر كالدم ، تم نشر الكهرباء الذائبة على الأرض كالحقل الكهرومغناطيسي !
في أبعد المناطق من الحوض التي تغطيها الرمال و الرياح ، يعلم الله كم عدد الأعاصير المروعة و حجمها …
لم يكن لدى غلين أدنى شك في أنه إذا تجرأ على عبور هذا الحوض الكبير في هذه اللحظة و من دون بيرانوس ، فسيتم تمزيقه بلا رحمة إلى أشلاء و يتحول إلى رماد متطاير بعد حرقه بالكهرباء في أقل من ساعة !
” في الأصل إن مررنا عبر الحلقة المزدوجة ، فتستغرق رحلتنا 10 أيام فقط للوصول إلى البرج المقدس ، و الآن في هذا الوضع و مع اشتداد رياح الجمل و انصهار الكهرباء ، حتى أنا لا أجرؤ على الدخول و أن أخاطر بحياتي ، لذا سنطير عبر حدود الحوض ، سنصل في غضون ثلاثة أشهر على الأقل بالسرعة العادية ” قال بيرانوس بعبوس .
ثلاثة أشهر ؟
تفاجأ غلين قليلا ، سيستغرقه كساحر من الدرجة الثالثة ثلاثة أشهر كي يطير بسرعته العادية و يدور حول هذا الحوض ؟
لا عجبا أن المعلم قد قال سابقا أن سدس القارة السحرية قد تم تدميرها كليا ، يعلم الله عدد المشعوذين المقدسين الموتى و الحفر الناتجة من مقتل مشعوذي الروح الحقيقية في القارة السحرية .
و مع هذا بما أن المعلم بيرانوس قال بأنه حتى هو لن يجرؤ على عبور حوض الحلقة المزدوجة ، لم يجرؤ غلين على قول شيء فقط أومأ برأسه ، تابع بيرانوس مع خيبة أمل و استدارا معا حول السلاسل الجبلية .
يبدو أن نهاية هذه السلاسل الجبلية مشهد من يوم القيامة و لكن بدايتها مجرد مشهد سلمي مع فصول الطبيعة و دورة الليل و النهار ، كأنهما عالمين مختلفين بالكامل مع قوانين متباينة .
……
بعد شهرين !
وصل غلين و بيرانوس أخيرا إلى حافة البرج المقدس .
على قوقعة حلزون ضخم جدا يزيد ارتفاعه عن عشرين مترا ، قام بيرانوس و غلين و سبعة آخرون بالانحناء و تحية بعضهم البعض ، ثم انتظروا حتى يصعد الحلزون إلى قمة الغطاء الدفاعي .
” هذا هو درع البرج المقدس ذو الخواتم السبعة ، ما لم يكن للمرء طاقة ساحر مقدس أو كان محميا بالإرادة الأصلية لعالم السحر ، سيتم إزالته من الوجود فور دخوله إلى الدرع أو حتى بمجرد اقترابه ! ” همس بيرانوس .
أومأ غلين برأسه بينما جلس على ظهر الحلزون ، بالنظر إلى ما يسمى بالغطاء الدفاعي لم يستطع غلين إلا أن يبتلع بصعوبة .
تم إلقاء هذا الغطاء الضخم كالمرجل و هو يشبه إلى حد ما الغطاء الدفاعي في ساحة المعركة النهائية في محاكمة البرج المقدس ، و مع هذا هناك تباين واحد ، هذا الغطاء ببساطة واسع لدرجة أنه يعزل مساحة شاسعة من عالم السحر بقطر يقدر بأكثر من 20 كيلومترا !
طالما كان المرء ساحرا حقيقيا يمكنه بسهولة أن يمر عبر نقاط التفتيش حول الغطاء الدفاعي ، و من ثم المرور عبر نقاط وصل و ربط معينة للوصول إلى البرج المقدس ذو الخواتم السبعة .
لكن اذا كان يريد الوصول بشكل مباشر إلى البرج المقدس ، فباستثناء هذا الحلزون المسمى برسول الخواتم السبعة ، و الذي يستطيع الصعود على الغطاء الدفاعي من دون رد فعل في حين أن باقي أشكال الحياة التي تتجرأ على الاتصال به سيتم تدميرها من دون رحمة !
بعد خمس ساعات رملية ، على الغطاء الدفاعي شديد الانحدار تسلق الحلزون بسرعة .
متفاجئا بعض الشيء كان لدى غلين نفس رد الفعل كجميع المشعوذين المبتدئين على قوقعة الحلزون ، نظروا جميعا إلى أسفل الغطاء الدفاعي .
هذا هو ….
برج سحري ؟ برج يشبه البرج الأسود في أكاديمية إيسوتا السوداء ؟ هل هذا هو البرج المقدس ذو الخواتم السبعة حقا ؟
ليس فقط غلين و لكن باقي المشعوذين المبتدئين الآخرين نظروت إلى البرج السحري أسفل الحلزون بشكوك ، على الرغم من أنه كان رائعا و مهيبا إلا أنه كان بعيدا عن تخيلاتهم للأرض المقدسة لجميع البشر و المشعوذين في هذا العالم !
مجرد برج سحري يبلغ ارتفاعه من 700 إلى 800 متر فقط ؟ هل هذه هي حقا الأرض المقدسة للجنس البشري ؟
لاحظ بيرانوس حالة غلين و خيبة أمله لذا قال بهدوء ” لا تنفعل هذه مجرد عقدة طاقة للمصفوفة السحرية التي يستعملها البرج المقدس ذو الخواتم السبعة لدعم الغطاء السحري ، و إلا ما رأيك في هذا الغطاء الهائل ما هو مصدر طاقته ؟ ” .
اتسع فم غلين من الصدمة .
مصفوفة سحرية في شكل برج سحري كعقد طاقة ؟
……
بعد ثلاثة أيام !
بدا من بعيد أن الحلزون يتحرك ببطء و سلاسة لكن في الواقع سرعة زحفه أسرع بكثير من سرعة تحليق ساحر حقيقي يطير بأقصى سرعته !
حتى شعر الجميع بوجود سحابة على ارتفاع بضع أمتار فوق رؤوسهم ، أسفل قبة الغطاء الدفاعي ظهر لون أخضر زمردي لا نهاية له يغطي السماء و الشمس ، تصل قمم الأغصان الخضراء إلى ارتفاع 10000 متر في الجزء العلوي من الغطاء السحري !
بعد أن شعر غلين بالصدمة تمتم بهدوء “هذا هو … شجرة الحياة ؟ … ” .
يتبع ….
ترجمة و تدقيق : Younes39