رحلة ساحر - الفصل 139 : عشاق الطعام !
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بعد أن قام كل من بيرانوس والساحر ذو الرداء الأبيض بتشكيل العقد ، نظروا إلى بعضهم البعض ، وقاموا على الفور بتغيير تعابيرهم من الارتياح السري إلى الحزن و خيبة الأمل والتفاجئ و اللمس على التوالي .
بعد انتهاء التبادل العاطفي الخاص بين الشخصين ، عاد سلوكهما تدريجياً إلى الهدوء .
تردد الساحر ذو الرداء الأبيض و قال ” الأخ الأكبر ، الأخ الأكبر لكلينا دعاني للعمل كعميد في أكاديمية البرج السحري الخاص به على مر السنين ، على الرغم من أني لا أريد القبول نظرا لبعض المشاكل ، لكن الشروط التي قدمها الأخ الأكبر هي حقا … ” .
رفع بيرانوس حاجبيه و نظر إلى حدائق القلعة ثم رد بينما تنهد ” هذا قرارك ، لقد ذكر المعلم بالفعل الحضارة المجهولة لنا ، إذا كنت مهتما بها تستطيع أن تلقي نظرة عليها ، فأنا لست متأكدا من ترقيتي كساحر مقدس ، لكن سيكون من الجيد زراعة بعض الدماء الجديدة في عالم السحر ” .
” أم ”
أومأ الساحر ذو الرداء الأبيض بينما لاحظ فراشتان تحلقان في تتابع أمامها .
فجأة يبدو أن الساحر ذو الرداء الأبيض قد فكر في شيء ما و سأل ” بالمناسبة في أكاديمية إيسوتا السوداء في المنطقة 12 ، ما هي نتائج محاكمة تأهيل البرج المقدس ؟ كم عددهم ؟ من منهم على استعداد على أن يصبح صياد شياطين ؟ ” .
بفششش …
عندما سمع بيرانوس سؤال أخيه الأصغر ، لم يستطع إلا أن ينفجر ضاحكا في اللحظة التالية مع تعبير عاطفي على وجهه ، كما لو أنه فكر في شيء كان سخيفا .
سأله ” ما الأمر ؟ ” .
” لا شيء ، حصل إجمالي 16 ساحرا مبتدئا من أكاديمية إيسوتا السوداء على مؤهل صيد الشياطين ، هذه أفضل نتيجة منذ انضمامي لها كعميد ، على الرغم من أنه … ” رد بيرانوس بهدوء شديد ، انطلاقا من الابتسامة المكبوتة العميقة بين عينيه ، كان هذا التفسير مجرد تغطية لشيء آخر .
لم يلاحظ الساحر ذو الرداء الأبيض شذوذ بيرانوس بل قال متفاجئا ” الكثير ؟ من المؤكد أن أكاديمية إيسوتا السوداء سيتم مكافأتها جيدا … إيه ” .
بعد التنهد لوى الساحر ذو الرداء الأبيض شفتيه و قال ” منذ عشرين عاما ، أثناء مطاردتي لآثار ساحر ظلام في منطقة نائية من القارة السحرية و بعد العثور عليه خلال ثلاثة أعوام ، حصل تلميذي كاميرون على تأهيله كحارس سحري أسود … لا يصل لما حققته أيها الأخ الأكبر … ” .
هز الساحر ذو الرداء الأبيض رأسه و سقط في تفكير عميق ، يبدو أنه يفكر في أن يصبح عميدا .
فجأة تم فتح بوابة القلعة مع دخول طفلة سمينة يبلغ طولها نصف متر فقط ، ترتدي إكليلا ملونا على رأسها مع قليل من الدهون على وجهها ، تحمل عصا سحرية مزخرفة في يدها و تلوح بها ، مع رداء صغير كان يبدو لطيفا للغاية عليها .
” الجد وو تونغ ، لقد عاد أبي ، لقد عاد أبي ! ” لم تستطع إلا أن تصرخ و تقفز عاليا .
أوه ؟
في الواقع تردد صدى المفاجأة و الإثارة من فم بيرانوس ، التقط الطفلة السمينة و اللطيفة ، بالطبع لم تعرفه الطفلة لكن لم تشعر بالإزعاج عندما أمسكها بيرانوس .
رفع وو تونغ رأسه أيضا و نظر مرتين لبيرانوس ثم قال ” حسنا لقد عاد كاميرون ، لقد قام بترويض تنين طائر من هاوية العالم السفلي قبل 10 أعوام ، مؤهلاته لا بأس بها ” .
في السماء ظهر ظل كبير .
بعد أن ابتسم بيرانوس بشكل غامض ، سأل ” يبدو أنه قرر سلوك نفس مسار يو تشوان ، إذن هل اخترق المستوى الأول من غريزته البرية ؟ ” .
” حسنا غريزته البرية قوية حقا ، و قد اخترق طبعا قبل 20 عاما ، بالطبع لا يمكن مقارنته مع يو تشوان ” رد وو تونغ مع خيبة أمل .
ها هو ….
سقط هذا الظل من السماء ، كان مخلوقا طائرا قام بنشر أجنحته على ارتفاع يتراوح بين خمسة إلى ستة أمتار .
له أجنحة لحمية ضخمة كالخفاش ( Wyvern ) ، جسم يشبه التمساح مغطى بحراشف صلبة و ذيل طويل مسنن ، مخلبان على جانبي قدميه الخلفية ، رقبة سميكة يبلغ طولها مترا واحدا ، فم ضخم مع أنياب شرسة ، امتلأ أنفه برائحة دخان لاذع تشبه الكبريت ، تبين أيضا أن عينيه تشبهان عيون الثعابين الفسفورية مع حدقة عين و بريق بارد ، يبدو أنهما تراقبان العالم من خلال إشعاع درجة الحرارة فقط .
هذا هو التنين الطائر في هاوية العالم السفلي ، و هو أيضا الطفيلي المرافق لساحر صقل الجسد .
في هذه اللحظة على ظهر التنين قفز رجل ارتدى درعا متينا كالفرسان ، بعد النظر لبيرانوس بدا أنه يتذكر شيئا لذا قال على وجه السرعة ” اللورد بيرانوس ! ” .
أثناء حديثه أظهر هذا الرجل الوسيم آدابه كساحر أمام الأخ الأكبر لمعلمه .
هدير !
زأر التنين الطائر من خلفه ، انكمش تدريجيا و في بضع أنفاس ، أصبح بحجم الإصبع ، مع زحفه برشاقة على طول فخذ الرجل إلى كتفه دخل عبر الأذن إلى الداخل .
‘ اتضح أن التنين الطائر لساحر صقل الجسد لديه هذا النوع من القدرة بالفعل ‘ .
” لا عجبا أني لم أر التنين الطائر لأختي الكبرى يو تشوان عند التقائنا ‘ .
” حسنا ! ههه ليس سيئا ! لم أرك منذ عقود ، لم تعد ضعيفا كالسابق ، حتى اصطيادك لتنين سحيق في العالم السفلي ” قال بيرانوس بابتسامة .
” أبي … ” .
لم تستطع باربرا إلا أن تركض و تقفز إلى ذراعي كاميرون بغطرسة ، أومأ للساحرين بخجل ثم وضع ابنته جانبا .
” هيهي ! ترى الآن ! من المستحيل أن تأمل في انتصار الطفل فارو صحيح ؟ أخي الأكبر فقط سلمني الأسماك … ” ابتسم وو تونغ كاشفا عن نيته .
” هاه ؟ من قال أن رهاننا قد اكتمل ؟ يمكننا القيام به هنا و الآن ” قال بيرانوس بابتسامة غريبة .
” هاهاها ! تقصد أن فارو لن يأخذ المبادرة باعترافه بالهزيمة ؟ هاها حسنا أنا أخطط للسفر في كل الأحوال …. لا بأس إذن ” .
” حسنا …. ”
قام بيرانوس بسحبه على عجلة ، و قال بجدية مرتبكا ” أيها الأخ الأصغر ، لم أقل أنني قط سأسمح لفارو بمقاتلة تلميذك كاميرون ؟ ” .
أم ؟
اندهش وو تونغ ثم سخر ” أيها الشقي ، لقد وقعنا عقدا ، إنه ينص بوضوح على أن يكون تلميذا جديدا ، ماذا هل تجرؤ على كسر العقد ؟ ” .
سخر وو تونغ بينما غير لقبه من أخ أكبر لشقي !
” هاهاهاهاهاهاها ! ” .
ابتسم بيرانوس بغرابة ، حرك كمه كاشفا عن كرة صغيرة من الضوء ، بعد انفجارها ظهر غلين في حجمه الأصلي ، قال بيرانوس بابتسامة وقحة ” المهم أيها الأخ الأصغر ، تعال و شاهد معي أصغر تلاميذي ، تلميذ جديد أخذته قبل 17 عاما اسمه غلين ! ” .
” اللورد وو تونغ ! ” قام غلين بالانحناء مع قليل من الإحراج .
” أنتما ؟ أنتما …. ! ”
أشار وو تونغ إلى الهالة فوق رأس غلين ثم حدق في بيرانوس بذهول ثم صرخ ” أيها اللص اللعين ! لا تزال كاذبا ! كاذبا ! كاذبا ! لا تزال نفس الوغد الذي لا ينبغي أن تكون عليه كأخ أكبر ، أيها المتنمر ! كان علي أن أعلم ! أنّا أن تسمح أيها الماكر بأن تعيد أسماكي يا عاشق الطعام الفاسد ! آهههههه ! ” .
هو ….
” الأخ الأصغر لا بد أن تنتبه لسلوكك كشيخ كبير ” بقول هذا تابع بيرانوس بابتسامة متكلفة ” الأخ الأصغر ربما لا تعرفه ، هذا هو تلميذي الثمين الأخير غلين أقوى ساحر مبتدئ في معسكر الساحر الأسود من المنطقة 11 إلى المنطقة 15 ، إذن ماذا ستفعل كشيخ أكبر ؟ ” .
نفخة …
كان وو تونغ غاضبا جدا لدرجة أنه تقيأ القليل من الدم ، في الآن نفسه أشار إلى غلين في حالة صدمة و قال ” هو ؟ يو تشوان الثاني ؟ ” ( يو تشوان أيضا في جيلها هي أقوى ساحر مبتدئ في معسكر الساحر الأسود ) .
أومأ بيرانوس بفخر ، بدا راضيا للغاية عن غلين .
و مع هذا بعد سماع اثنين من كبار السن يمتدحانه بكونه أخته الكبرى يو تشوان ، كان متحمسا و لكنه شعر أيضا بخيبة أمل في قلبه .
في نظر هؤلاء العجائز الكبار ، هل أنا مجرد ظل لأختي يو تشوان ؟
” أوه أيها الأخ الأصغر غلين مرحبا ! ” سار كاميرون مع باربرا بين ذراعيه ، بدا مندهشا بعض الشيء بعد رؤية الهالة على رأس غلين ، في الآن نفسه مرتبكا من سلوك معلمه وو تونغ .
من الواضح أنه لم يكن على دراية برهان معلمه بعد .
و مع هذا ، عندما نظر كاميرون إلى عيني غلين من أسفل قناع الرماد شعر بعيون ثابتة و هادئة و حكيمة و قاسية لبعض المشعوذين الأكبر سنا ، شعر غريزيا بإحساس من القمع .
هذا غلين … كان مخيفا !
هذا الأخ الأصغر بالتأكيد ساحر مبتدئ أكثر رعبا ممن عرفهم جميعا !
انحنى غلين مجددا ” الأخ الأكبر كاميرون ! ” .
” غلين ! ” .
فجأة نادى وو تونغ باسم غلين ، بينما ركض هذا الأخير خافضا لرأسه ” اللورد وو تونغ ! ” .
” همم ! نحن جميعا مشعوذون من نفس السلالة ، لذا لن أثرثر كثيرا ، بصفتي أحد كبار السن من جميع مطالبي لدي واحد فقط و هو أن لا تصبح من عشاق الطعام كبيرانوس ! ” بعد إلقاء نظرة شرسة ، أخرج كرة تم نسجها من خيط حرير أخضر طوله ثلاثين مترا ،سلمها لغلين ثم قال ” هذا هو خيط الأناكوندا الأخضر ، ليس له تأثير على ساحر حقيقي من المستوى الثاني لكن بالنسبة لمشعوذي صقل الجسد و المشعوذين من المستوى الأول و الأعراق الأخرى من العوالم المادية ، فهو أبسط حامل لختم حفظ الطاقة ، بالطبع لا تستطيع استخدامه الآن إلا بعد الترقية لساحر حقيقي و فهم قوة الطبيعة للتحكم به ! ” .
استولى غلين على الخيط الأخضر المغزول ، هذا الشيء فريد جدا و مفيد للساحر حقيقي !
أما بالنسبة لكونه من عشاق الطعام !
في خطط غلين المستقبلية ، بعد ترقيته كساحر حقيقي في البرج المقدس ذو الخواتم السبعة ، من المرجح أن يصبح رسميا من عشاق الطعام ، بغاية تحسين مقاومته السلبية للطاقة الأساسية لجسمه .
بالطبع أطلق عليهم المشعوذون اسم عشاق الطعام كنوع من الاسترخاء و هواية مؤقتة ، و نظائرهم هم الذواقة من يعتبرون من النوع الغامض كأليس !
لذا من المقدر أن يخيبه غلين و يسير على خطى معلمه بيرانوس !
ترجمة و تدقيق : Younes39
عيد مبارك كل عام و أنتم بألف خير تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال !