رحلة ساحر - الفصل 129 : آثار التاريخ القديم
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
في اللحظة التي فتح فيها غلين عينيه استقام بسرعة ثم نظر من حوله بحذر .
أم ؟
اختفى الدم و أجساد الفضائيين الثلاثة الميتة و حتى الرائحة الكريهة من الجو .
و مع هذا فإن العينة البيولوجية التي اقتلعها غلين من جهاز المخلوق التناسلي أخبرته أن كل شيء في ذاكرته كان صحيحا ، و أنه قد خاض معركة شرسة بالفعل قبل قليل .
عابسا ، ألقى غلين العينة في كيسه الفضائي ، ثم فجأة لاحظ الهالة الشفافة فوق رأسه ، تفاجأ ثم حاول لمسها بأنامل أصابعه ، لكن إصبعه مر من خلالها فقط .
ما هذا ؟
صحيح !
نظر غلين فجأة إلى السماء ، لا تزال رمادية و لم يتغير لونها ، لم يكن هناك شيء غير طبيعي على الإطلاق ، ركض بسرعة إلى حافة منصة المعركة ، كان الجزء السفلي لا يزال ضبابيا بشكل غامض .
ببطء سقط عقل غلين في تفكير عميق .
لم تكن غيبوبته قبل قليل بالتأكيد ناتجة عن نقص حيويته و إصاباته أو لأي أسباب أخرى ممكنة ، على الرغم من أن غلين قد قاتل ثلاثة فضائيين بمستوى قوة حراس الأكاديمية ، من ناحية كانت بالفعل و مسبقا مصابة ، من ناحية أخرى بفضل قوة عملاق الجشع المعززة بعد التهامه للكراهية و قدرة الحجر المشع في يد الدمية الدموية على التآكل لم تكن لديها فرصة للمقاومة من الأساس …
بشكل عام بعد نجاح غلين في قتل أول مخلوق فضائي أصبح ايقاع المعركة تحت سيطرة غلين بالكامل .
بهذه الطريقة لم يحتج غلين حتى لاستخدام مفتاح الصداقة الخاص بالبرج الأسود .
و لكن في وقت لاحق بعد انتهاء المعركة أحس غلين بضغط شديد ، لم يكن لديه حتى القوة للنظر إلى أعلى و رؤية العين التي تنفتح في السماء وراء صدع مظلم كبير ، مما أدى إلى إغشاءه تحت تاثير الضغط و الإرهاق .
لم يعد غلين مركزا بينما استرجع ذكرياته .
يمكن أن يكون …
العين العملاقة وراء الصدع الأسود هي الساحر الروحي للبرج المقدس ذو الخواتم السبعة ؟ هذا هو الحال حقا …
بالتأكيد بالنسبة لهذا الوجود الأعظم ، هل أنا مجرد مخلوق في زجاجة صغيرة ؟
لا يمكن أن يلاحظه إلا من خلال فتحة فم الزجاجة ، لكن مخلوق واهن مثله قد شعر بذعر شديد حتى أنه قد فقد وعيه من شدة الضغط الشديد بعد التحديق في مقلة العين فقط .
بهذه الطريقة …
عند اقتحامه لبرج المياه المنهار و المهجور بمفرده في أكاديمية إيسوتا السوداء قال المعلم بيرانوس أن الوهم داخل البرج كان في الواقع حاجزا دائم القوة تركه سيد البرج الأسود ، باستثناء برج المياه هناك عوالم وهمية مختلفة تستطيع تحفيز القوة الروحية لجميع السحرة المبتدئين ستساعدهم على تعزيز و رفع قوتهم العقلية بعد اجتيازها جميعا !
و لكن قبل دخوله إلى برج المياه هل العين الضخمة في السماء التي رآها آنذاك هي ما حاول ساحر مقدس من المستوى السادس أن يقوله بشكل غامض له ؟
في نظر هؤلاء السحرة الرفيعين فإن الساحر المبتدئ مجرد حشرة صغيرة في زجاجة ؟
بووووم !
فجأة بعد ضجيج كبير ، ظهر جبل من عديد الدمى الميكانيكية شبه بشرية من حوله ، لقد رأى هذا النوع من الحراس في الطوابق السابعة و الثامنة من البرج الأسود .
يقال أن هذا النوع من تقنية صنع الدمى قد تم تناقلها من المشعوذين القدماء عبر التاريخ الطويل ، و لكن في عالم السحرة و في وقته الحالي فقط برج السماء المقدس المتخصص في سحر الميكانيكا من يحتفظ بهذه المعرفة الخاصة .
أما بالنسبة لقارة السحرة ، حتى لو درس البعض سحر الميكانيكا فإنهم يعتمدون عليه فقط كنقطة دعم لأنفسهم ، و لن يهتموا بمعرفة الدمى و الدروع الميكانيكية ( الميكا ) و القلاع الطائرة الأسطورية !
( مدينة السماء و برج السماء المقدس مكانان مهمان جدًا في عالم السحرة و غالبا سيشملان الحضارة و التاريخ القديم و حتى التطوري اللاحق لعالم السحرة ، في المراحل المتوسطة والمتأخرة من المرحلة الثانية من العمل ، سيتم الكشف ببطء عن سر التاريخ الطويل للعالم السحري )
أم ؟
حاليا يمكن ملاحظة سبع أو ثمانمائة دمية ميكانيكية تم إلقاءها بشكل عشوائي في أكوام ، نصفها سليم و نصفها الآخر قد تضرر و قد فقد فعاليته .
في وسط المنصة ، ظهرت دمية ميكانيكية سليمة بعد تشوه الفضاء و لكن تم تغطية وجهها بواسطة قناع .
شو ! دينغ !
في روح غلين ظهر تسجيل صوتي آلي بعد نغمة واضحة .
” كل ساحر مبتدئ على المسرح لديه فرصة لمحاربة دمية ميكانيكية على مستوى النمل العامل لوحده ! ” .
( ملاحظة : تنقسم الدمى الميكانيكية إلى ثلاثة مستويات فقط : النمل العامل ، و النمل الجندي ، والنمل العام )
” إن دمية النمل العامل محصنة ضد سحر اللعن و الوهم و التحكم بالعقل ، تستطيع الدفاع ضد الهجوم الجسدي بقوى 220 ~ 250 نقطة ، و الهجوم الارتجاجي عند 150 ~ 200 نقطة ، و الدفاع ضد هجوم الطاقة السلبية عند 120 ~ 350 نقطة ، تستطيع أن تشن هجوم طاقة بقوة تتراوح من 170 ~ 210 نقطة ، و هجوما جسديا من 120 إلى 250 نقطة ، هجوم ذوبان الطاقة تبلغ قوته 230 نقطة ، أما موجة تحلل الضوء فتصل إلى 270 نقطة “.
” الدمى الميكانيكية من فئة النمل العامل هي دمى منخفضة استخدمها القدماء في معاركهم ، تسمى أيضا بوقود المدفع ، نظرا لتكلفتها و عيوبها تم استبدال وضعها و طريقة استخدامها من خلال عقد العبيد و ربط الروح في وقتنا المعاصر ” .
” أمامكم فترة ساعة رملية لمراقبة الآثار التي تركها كبار السحرة القدماء على الدمى العاملة ، و بعدها تستطيعون أن تختاروا إذا ما كنتم تريدون قتالها أم لا ، يمكنكم مغادرة العالم السري من دون خصم نقطة واحدة ، أو يمكنكم هزيمة الدمى العاملة و سيتم نقلها مباشرة فيما بعد إلى البرج المقدس ذو الخواتم السبعة ” .
” بعد عام واحد ، سيتم مكافأة الجميع بأجزاء من قلب العالم في عالم السحرة بناءا على عدد نقاطهم ، بعد استخدامها يمكنم مداولة ما تبقى في أي برج مقدس و بيعها لساحر آخر في أي برج مقدس ” .
جزء من قلب عالم السحرة …
هل هذا ما قاله المعلم بيرانوس حقا …
بعد أن تنهد غلين ألقى نظرة سريعة على الدمية التي تم تقييدها في الوسط ، ثم بدأ في المشي ببطء في اتجاهها .
من بين هذه الدمى ، نصفها فقط بدا سليما ، لم يتضرر الهيكل الخارجي ، و من الواضح أنه طالما تم تنشيطها باستخدام مصدر طاقة ما فستستيقظ جميعها من أجل القتال على الفور .
بمعنى آخر نصف كبار السحرة ممن يتنافسون هنا ، حتى لو استخدموا كل قوتهم و إستغلوا كل إمكانياتهم في عالم آخر فهم ليسوا مؤهلين حتى ليصبحوا وقودا للمدافع في عالم السحر القديم أثناء غزوه للعوالم المختلفة .
أما نصفها الآخر المدمر فقام غلين بمراقبتها و دراستها ببطء و روية .
استخدم البعض وسائل و أسلحة لاختراق و تدمير قلب الدمية في صدرها ، و البعض الآخر حاول قطع أطرافها ، و البعض استخدم السحر أو أيا كان لتفجيرها من الداخل ، اعتمد البعض على سحر العناصر لمحاولة إتلافها بطرق غريبة .
لاحظ غلين الدمية تلو الأخرى .
لاحظ بصمة قبضة على صدر دمية معينة ، مما أدى في الواقع إلى تدمير جميع مرافقها الميكانيكية و درعها …
أم ؟
تم كسر أطرافها ، لكن لا يبدو أن هذا ناجم عن القوة الغاشمة ، هل هي قوة الرياح ؟ قوة الأرض؟ لا يمكن أن تكون لعنة أو شيء من هذا القبيل ؟ حسنا ؟ ماذا عن علامة الخنق على رقبة الدمية ؟ هل يمكن أنها ناجمة عن مبدأ التمدد الحراري و الانكماش لخيوط معينة …
هاه ؟
هل تم تفجير رأس هذه الدمية ؟ هل هي خصائص الذوبان و التآكل ؟ لكن مصدر طاقة الدمية موجود في قلبها ، هل يمكن حظر هجوم الطاقة الخاص بالدمية لتنفجر تلقائيا من الداخل كالقنبلة الموقوتة ؟
حسنا ؟
دمية تم تحجيرها …
سار غلين بجوار الدمى المتضررة ، لم يهتم سوى بالمتضررة منها بينما لم ينظر حتى للتي لم تتضرر كثيرا ، فجأة بدا أنه قد لاحظ شيئا ما ، تراجع بسرعة نحو دمية قد تجاهلها سابقا .
تبدو هذه الدمية مختلفة بعض الشيء …
على الرغم من عدم وجود ضرر يبدو أن حجمها أكبر ؟
بالتفكير على هذا النحو مد غلين يده لاستشعار الدمية .
و مع هذا بعد اختراق يد غلين للدمية من دون أي عائق قلص غلين حدقة عينيه !
وهم ! هذا في الواقع وهم ! لا توجد دمية هنا على الإطلاق !
للحظة شعر غلين بالديجافو ! و العرق البارد على كتفيه ! كبار السحرة المبتدئين في الماضي ! كان هناك الكثير من العباقرة الخارقين ممن لم يستطع غلين فهم قوتهم حتى الآن ، حتى أن هناك مشعوذين على مستوى الكابوس أكثر رعبا منه نفسه !
لاحقا أثناء مراقبته بالتفصيل جعله شكل آخر دميتين ميكانيكيتين يشعر بعدم الارتياح الشديد .
أحد الدمى لم يتبقى منها سوى رمل معدني بينما الأخرى لا تزال الأيدي و القدمين سليمة بينما اختفى الرأس كليا .
مع الدمية الأولى شعر غلين بالذعر من هذه الطرق الغير المعروفة التي اتبعها هذا الساحر للقضاء على الدمية ، و لكن مع الدمية الثانية شعر بالكآبة ، ساحر يستطيع تفكيك الدمى الميكانيكية و دراستها و حتى أخذ الرأس ؟
وقته يمضي بالفعل …
مع مرور ساعة رملية تم تحرير الدمية الميكانيكية من قيودها أخيرا ، قامت بفتح فمها بينما انطلق شعاع أسود نحو غلين .
لكن …
بعد سكون غامض في مسرح المعركة ، وميض ضوء أحمر داكن و قرميزي في السماء ، تم إشعال موجة مرعبة من النيران الداكنة في الدمية الميكانيكية مع انتشارها في كل مكان من ساحة المعركة القديمة .
تم تشويه المساحة بينما قام غلين بسحق قفله و اختفى أخيرا من هذا العالم !
حل الهدوء من جديد …
في الوقت نفسه من بين الدمى التي دمرها السحرة السابقون ، كان هناك مساحة فارغة لا يوجد شيء بها ، هناك ثلاثة أوضاع مشابهة من هذا القبيل ، لكن غلين لم يتمكن من اكتشافها سابقا .
لا ! لا بد أن ساحرا مميزا عبر التاريخ قد تمكن من العثور على أشياء مميزة في هذا المكان ثم قام باستخدام سحر الوهم و العقل لإخفاء أفعاله …
إنه تاريخ هذه الساحة و الآثار التي تركها هؤلاء المبتدئون في ذروة عالم السحر عبر قرون لا تعد و لا تحصى !
ترجمة و تدقيق : Younes39