رحلة ساحر - الفصل 126 : إجتياح المناطق الخمسة (10)
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بووم ! بوووم !
اشتعل عمودان من النار في الأرض ، بعد تأوه التوى الفضاء و ترك ساحر ما هذا العالم للأبد .
” 120 نقطة فقط ؟ أي أنها 60 نقطة ! ” عبس غلين و تمتم لنفسه .
بدون توجيه كريتيا ، لم يعد غلين قادرا على إزالة الآخرين بنفس السرعة و الوضوح كما من قبل ، كثيرا ما اتخذ إجراءا ضد بعض المشعوذين بمائة نقطة فقط أو نحوها ، مما أدى إلى إبطاء سرعة تنظيفه للمنطقة 11 ، لم يتبقى إلا يوم واحد على انتهاء محاكمة البرج المقدس لكن غلين لا زال يتجول في هذه المنطقة .
في الأون نفسه شعر سحرة المنطقة 11 و كأنهم يعيشون كابوسا !
في خضم التبادل السري ، علم جميع الأقوياء و النخبة في المنطقة 11 أن ساحرا قويا للغاية قد جاء من منطقة خارجية ، أي ساحر بقيمة 100 نقطة أو أعلى سيهاجم من دون رحمة .
مع مرور الزمن ، بعد مغادرة هؤلاء المشعوذين المبتدئين ممن تقل قيمة نقاطهم عن 100 للعالم السري واحد تلو الآخر ، يمكن القول أن كل ساحر رآه غلين أصبح هدفا لهجومه ، تحولت المنطقة 11 من مزدهرة إلى مقفرة و متهالكة بين ليلة و ضحاها ، حتى أنه غالبا ما استطاع غلين رؤية ساحر آخر في أقل من ساعة .
لقد قام غلين بتنظيفها عن بكرة أبيها .
و لكن رغم هذا ، لاحظ غلين أيضا أن ما تبقى من سحرة في هذه المنطقة يتطورون بسرعة أيضا ، يعدون القليل من الأفخاخ المتطورة ، اذا استمر في التجول بغباء و من دون حذر فقد يقع في أحد الأفخاخ .
نظرا لعدم وجود منافس فمن الطبيعي أن غلين لن يكون غبيا بما يكفي لاختبار هذه الفخاخ ، بسخرية تمتم ” حان وقت المغادرة ، إنه بالفعل اليوم الأخير ، لنعد إلى المنطقة 12 ! ” .
بالتفكير على هذا النحو ، غادر غلين غابة المنطقة 11 بعد تنظيفها لعدة أيام من دون تردد .
أم ؟
في طريقه ظهر شعاع من الضوء ، بالنظر إلى اتجاه طيرانه قد تبين أنه عكس اتجاه غلين ، يطير من المنطقة 12 إلى المنطقة 11 .
بعد الشعور بعناصر الضوء ، تومض عيون غلين ببريق حاد ، قال في مفاجأة ” ييكيدا أجنحة الضوء ؟ لا بد أنه هو ، هممم بعد المنطقة 14 ربما توجه إلى باقي المناطق لجمع النقاط … ” .
همممم !
مع سخرية ، انفجر غلين الذي كان يطير بشكل منخفض في السماء ، مع ضوء و حرارة عالية كشمس حمراء اندفع في اتجاه ساحر الضوء ، مع التواء جسده ظهر على بعد أمتار ثم مع تعزيز عنصر البرق تحول إلى صورة لاحقة و انطلق كالوميض لعشرين أو ثلاثين مترا ثم اختفى مجددا و ظهر على بعد عدة أمتار .
تحت القوة المرعبة اندفع غلين في اتجاه بقعة الضوء البعيدة كما لو كان وحشا عملاقا يقوم بنشر جناحيه و يغطي الشمس ، تاركا ظلا كبيرا على الأرض .
المسافة التي تزيد عن 1000 متر لم تأخذ من غلين سوى بضعة أنفاس لتقليصها !
….
هذا الساحر ليس سوى ييكيدا أجنحة الضوء كما خمن غلين بالفعل .
المنطقة 11 مختلفة عن المناطق الأخرى ، على الرغم من أنها لم تنتج ساحرا أسطوريا واحدا في المائة عام المنصرمة ، إلا أنها تحتوي على عدد كبير من نخبة المشعوذين أكثر من الأسياد الأوائل في المنطقة 12 بكثير ، العديد منهم لديه أوراق رابحة خاصة كما أن هناك ستة من بينهم يخشاهم ييكيدا و لم يجرؤ على مهاجمتهم قط !
بالإضافة لهؤلاء الستة ، هناك فرق أكثر رعبا منهم !
لأنه اذا التقى بأحد هؤلاء الستة بمفرده ، فلا زال بإمكانه الاعتماد على خصائص عنصر الضوء للفرار و لكن إن دخل عن طريق الخطأ لفخ مجموعة ما …
بسبب القوة الداخلية على وجه التحديد ، أدرك ييكيدا مدى صعوبة جمع النقاط في المنطقة 11 ، لذا فرصته الوحيدة هي الانتقال إلى المناطق الأخرى لمحاولة جمع النقاط …
ييكيدا أيضا ساحر طموح و إلا لما صعد لقمة المنطقة 11 خلال أربعين عام فقط !
كان هذا على وجه التحديد نظرا لأحلامه و أمانيه و ثقته بقوته ، بعد الانتقال إلى المنطقة 14 في المقام الأول و بعد قتال شرس لاحظ غريزيا أن الأشخاص من المناطق الأخرى بدوا مختلفين عن منطقته …
يبدو أن متوسط قوتهم أقل من قوة مشعوذي منطقته ؟
بعد التحقق من تخمينه ، فكر في الاعتماد على ميزة السرعة لجمع النقاط من المناطق الخمسة بسرعة ، حتى الأقوياء سيصابون بالصدمة و خيبة الأمل لأنهم ليسوا بنفس سرعته !
بالتفكير على هذا النحو كان ييكيدا يرى ذروة مكافأة معركة البرج المقدس تلوح له من الأفق مع مستقبل مشرق له .
حتى …
عندما التقى ييكيدا بساحر ذكر من المنطقة 14 ، عندما سخر منه باعتباره برغوثا مع نبرة ازدراء و تجاهله له ، هجومه لم يستطع حتى دغدغته ، حينها فهم ييكيدا شيئا واحدا !
هناك مستوى آخر أعلى من ذروة القوة في المنطقة 11 !
و لكن سرعان ما أدرك ييكيدا نقطة ضعفه ( فيكي ) و هي أنه فور مغادرته للأرض أو الطفو فسيخسر قوته المرعبة لذا عليه أن لا يغادر الأرض أو يطير في السماء !
في هذه الحالة اختار تجاهله و استمر في جمع النقاط .
بعدها قرر ييكيدا أن ينتقل إلى المنطقة 12 ، اكتشف أن متوسط القوة في هذه المنطقة لم يكن أقل من منطقته 11 ، لأنه التقى بالعديد من الأشخاص الأقوياء ممن قاموا بإرهاقه جدا .
لكن !
يبدو أنهم كانوا أيضا خائفين و مرعوبين من شيء ما ، كما لو كان في السماء ظل شرير يستعد لنحرهم جميعا ! بعدها سمع ييكيدا أخيرا عن أقوى ساحرين أسطوريين في هذه المنطقة ، العصر الجليدي ميلي و اللعنة الأصلية أديولو ، كان لديه مفهوم جديد و كلي لفرز المشعوذين المبتدئين .
بالاضافة للمشعوذين المبتدئين مثلي هناك أيضا سحرة أسطوريين ؟ ساحر مبتدئ قادر على قتال ساحر حقيقي لصقل الجسد وجها لوجه ؟
بالصدفة بعد التقاء ييكيدا بميلي و مينا و اللذان أضحيا ضعيفين جدا ، قال كلاهما لييكيدا أن هناك ساحرا أقوى بكثير في محاكمة البرج المقدس ، فيما بعد لاحظ ييكيدا أيضا مظهر الأعمدة المنهارة على بعد 500 متر و الأرض المجزأة و الوديان التي تم تدميرها …
أدرك حينها أنه بالاضافة إلى الساحر الأسطوري ، هناك أيضا ساحر الكابوس و الذي قد لا يولد إلا كل عشرة قرون في معركة البرج المقدس !
و في هذه المنافسة بالضبط ! ولد ساحر كابوس حقيقي !
بعد أن شعر ييكيدا بالارتعاش في قلبه نظرا لفوعه ، شعر فجأة بالإثارة الشديدة ، لأن سماءا أوسع بكثير مما تخيلها تتبين له ، على مدى العقود القليلة الماضية ، سئم ييكيدا من نفس الأوجه المألوفة ، سئم من المعارك الفئوية المملة بين بعضهم البعض ، سئم من المجهول و الحيرة من عدم معرفة هدفه التالي !
استشعر ييكيدا النقاط على جبينه و أدرك عدم أهميتها ، تخلى عن فكرة التنافس من أجل المكافأة الأعلى في هذه المحاكمة ، كان أشبه بالساحر الذي عاد من السفر و قرر العودة لأصله ( العودة للأصل فضيلة 🙂 ) ، لذا قرر العودة إلى المنطقة 11 .
نظر إلى أسفل في التربة السوداء و الرطبة أثناء طيرانه بينما فكر في شيء ما في حالة شوق و ارتباك .
و مع فورة و اندلاع قوة عنصرية مرعبة لا يمكن وصفها من خلفه تم اضطهاده و سحقه تحت الضغط الهائل ، تحول شوق ييكيدا إلى يأس حقيقي !
هل هذا هو ساحر الكابوس ؟
هل حقا هو مجرد ساحر مبتدئ ؟ هذه القوة المرعبة ؟ لا ينبغي أن يتمتع بها مجرد ساحر مبتدئ إطلاقا ! حتى بعد عقود من تعلم المعرفة و استكشافها و إرشادي من قبل المعلم سأصل على الأكثر لمستوى الساحر الأسطوري !
لكن …
هذه القوة ، أي نوع من السحر قد تعلمه ؟ ما هي لفافة السحر التي حصل عليها ؟ هذه قوة ساحر حقيقي على الأقل !
…
نعم !
لن يفهم ييكيدا أبدا الفرق الأساسي بين ساحر على مستوى الكابوس و باقي المشعوذين المبتدئين …
إن قوة ساحر الكابوس لا ترجع أبدا إلى قوة السحر ، بل إلى المعرفة ! السير على خطى أسلافهم ، بدلا من اتباعهم و العيش في ظل الآخرين ، حينها لن يتمكنوا من رؤية المعنى الحقيقي لوجودهم و تألقهم الفريد .
فقط من الخلال السير في طرقهم الخاصة و الاعتماد على المعرفة لخلق السحر الذي يناسبهم بشكل أفضل مع أفكارهم الخاصة ، يمكنهم أن يصبحوا أقوى من أي ساحر آخر !
ربما عند التقاط الساحر المبتدئ لكتابه السحري لأول مرة و إتقانه لأول سحر له ، تم تحديد مستقبل هذا الساحر بالفعل و أعلى إنجاز له من خلال عقليته !
عندما يكون الجميع متحمسين لاكتسابهم القوة ، و تعلم المزيد من السحر النادر ، التفوق على الفرسان و تركهم وراءهم ، يا لها من متعة أن تقتل و تتحكم في مصيرك !
و لكن فقط عدد قليل من الأغبياء سيفكرون على هذا النحو …
و معظمهم سيقتل في معارك كارثية مختلفة نظرا لغباءهم و ضعفهم ، سيدفنون إلى الأبد في سجل التاريخ الطويل للبشر و رواسبه .
لكن …
سيكون هناك دائما و أبدا عدد قليل جدا جدا ! سيصبحون أسطورة في عصرهم ! لا يمكن لأي ساحر أن يأملوا في تحقيقها ، سيقمعون جميع هؤلاء المشعوذين بحسم تام ، و سيصبحون كوابيس حقيقية للجميع لمن سيعيش في نفس عصرهم !
هذا هو ساحر الكابوس !
بطل الرواية الحقيقي في كل حقبة و كل منطقة في عالم السحر !
ترجمة و تدقيق : Younes39