رحلة ساحر - الفصل 114 : قمع !
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
يبدو أن ياز قد اصطدم بجدار غير مرئي ، تجذر في مكانه في صدمة .
حتى سام قد سقط على الأرض بينما تبدد الدخان الأسود من حوله ، تجمد كيري و الفأر الأبيض على كتفه ، لوه جيا الذي التقط يد بيونا استعدادا للفرار نسي كل شيء فجأة حتى أنه قد ترك ذراع أخته الصغيرة دون وعي منه و حام بغباء فوق العمود .
بعد إطلاق ذراعيها استدار جسد بيونا لكنها لا تزال تطير بشكل غريزي بينما تتمتم بلهجة لا يمكن سماعها ” هل أنا في حلم ؟ هاهاها ! هذا صحيح … بعد كل شيء هذا الرجل و حبيبته السامة … آههه “.
اصطدم جسدها بالعمود و كان الألم الشديد دليلا على كون كل شيء حقيقي و ليس حلما .
نينا التي لم تتحرك من مكانها بعد ، لم تستطع إصدار كلمة من الصدمة أيضا .
وقفت مينا بلا حراك أمام أختها ، تنظر بغباء إلى الشخص الذي أسمته العدو المقدر قبل دقائق من الآن .
سقط القفل من يد ميلي من ناحية أخرى مع ” دنغ ! ” ، التقطته ميلي فورا بذعر و عن غير قصد .
في هذه اللحظة حدق الجميع بصراحة في الساحر ذو الدرع المعدني و القناع ، لم يتردد في قلوبهم و أذهانهم سوى ” هذا غير صحيح ؟ لا ؟ ” .
في الواقع ، تجذر الجميع غريزيا و لم يلوذوا بالفرار بعد ، قاموا بمسح أعينهم مرارا و تكرارا ، نظروا بعناية إلى الحفرة في جبل الصقيع و الشقوق المحيطة به ، ثم نظروا مجددا للساحر المدرع ذو القناع ، ليؤكدوا بالضبط إذا كان ما جرى قبل قليل ليس سوء تقدير أو فهم منهم …
……
في السماء …
سخر غلين من قوة ما يسمى بوحش المنطقة 15 .
ببطء شعر بأحاسيس سلبية كالكبرياء و الغرور تنمو في قلبه ، بينما استعد لاطلاق قوته السحرية لسحق خصمه …
اهتز جسد غلين ، تحطم درع قناعه الواقي مع فرقعة ليتقيأ كل شيء …
” غووووه ! ”
لم يشعر غلين إلا بأزيز ، اجتاحته موجة صادمة و عالية التردد مما أدى لهز كل خلية في جسمه ، ما فكر به غلين فورا هو اتصال سيفه الهيدرا بحافة نصل ساحر المنطقة 15 ، جعل الاهتزاز وجهه يرتعش مع تدفق الدم من فمه .
كان وجهه شاحبا للغاية ، مشاعره المتعجرفة و السلبية السابقة تم إزالتها فورا من قلبه .
بصوت مرتعش قال غلين في ذعر ” هذا … هذا هو السحر الصوتي الذي ذكرته ميلي ؟ هذا الشعور مشابه لسحر الساحر بلا وجه على السفينة ! ” ( الساحر الذي قام باختطافهم ! و طارد الساحر ديور و معلم سام أيضا ) .
أثناء ارتجافه يبدو أن عيونه المحتقنة بالدم تحاول الخروج من محاجرها ، تحول جلده للون الأحمر ، في الآن نفسه شعر بارتخاء أطرافه كما لو كان رخويا ( من دون عظام ) ، على ذراعه تتشكل براثن و أذرع غريبة تدريجيا كما لو أنها تحاول الانفصال عن إرادة غلين لتصبح مخلوقا مستقلا .
شعر غلين بحالة جسمه ، و لم يستطع إلا أن يتنفس بثقل مع وجه مذعور .
لن ينسى غلين أبدا عاقبة تحطم شيفرة الحياة و فقدان السيطرة عليها و تحول عيناته التجريبية لوحوش بلا عقل …
” لا ! هذا … الصدع في شيفرة الحياة يهتز ! ؟ لا لا ؟ لا يمكن أن يستمر الوضع على هذا الحال ! ” تم استبدال رضا غلين السابق بفزع و ذعر قد اخترق من خلال قلبه و روحه .
إذا فقد السيطرة على الصدع في شيفرة الحياة و اتسع إلى ما لا نهاية ، فسيتمزق جسمه إلى عدد لا يحصى من الأجسام الغريبة و المستقلة ، و التي ستعلن وفاة غلين من دون رجعة !
” بدون علم مني لا أزال متعجرفا بشأن الحتمية التي ذكرها معلمي ! ” قال غلين بمرارة في قلبه .
في عجلة من أمره نظر إلى الذراع التي تعاني من تحول مجنون ، حاول قدر المستطاع التحكم في مجساته ثم أخرج ورقة الحياة و ابتلعها ثم قام أيضا بإخراج زجاجة ليبتلع السائل الموجود بها …
هذه هي الورقة التي اشتراها من متجر العجوز الشمطاء أما الجرعة التي ابتلعها فهي مسؤولة عن تعزيز قوته و لياقته مؤقتا .
مع تدفق الحيوية في خلاياه ، قدر غلين أن قوته قد تم تعزيزها بحوالي 15 إلى 20 نقطة ، سيدوم التأثير غالبا لنحو أحد عشر ساعة رملية ! ( ساعة رملية واحدة تساوي ساعتين ) .
مع تحسنه لاحظ غلين تراجع اللوامس المنفصلة عن جلده ليعود إلى شكله البشري المعتاد .
أخيرا استعاد غلين رباطة جأشه مع تنهد طويل ، تحول كبرياءه السابق إلى حكمة و هدوء شديد و غامض !
إن الساحر الذي قد تصفه ابنة الشمس بالوحش ، و يستطيع قمع ساحرة العصر الجليدي ، ليس في الواقع شيئا يمكن مقارنته بساحر مبتدئ آخر ، بالمقارنة مع سحرة أسطوريين عادييين ، هذا الساحر من المنطقة 15 أقوى بالتأكيد !
ربما هو قادر بالفعل على قمع حراس الأكاديمية .
في هذه اللحظة شعر غلين بحماس شديد و قشعريرة في قلبه .
نعم !
هذا ما شعر به ، هناك بالفعل عباقرة أكثر قوة في القارة السحرية ، في هذه الحالة لن يشعر غلين أبدا بكونه وحيدا ! في طريقه للمضي قدما ، لأنه لا بد من وجود العديد من المشعوذين ممن بدأوا بالفعل في وضع أنظارهم على قمم الجبال الأعلى و الأبعد !
…….
رأى الجميع على الأرض تحول غلين الذي لا يمكن السيطرة عليه .
في هذه اللحظة استنشق الجميع ببرود ، حتى سام الذي قيل عنه أنه قد عاش مع الوحوش ، شعر بقشعريرة متصببا عرقا باردا لحظة رؤيته لتحول غلين .
بالمقارنة مع صورة غلين الغريبة و المرعبة قبل قليل ، من هو الوحش حقا ؟
……..
ببطء مع تناثر الجليد قفز شخص يرتدي رداءا أسود من الأنقاض ، حام في السماء لكن من دون غطرسته السابقة ، الجرس في صدره لا زال يرن مع ” دينغ … دينغ … دينغ ! ” .
كان له كدمة في زاوية فمه مع ألم لاسع ، رغم أن وجهه كان شاحبا نوعا ما ، لكن عيونه كان لها نفس الضوء في عيون غلين ، نوع من الإثارة و الحماس .
نظر الساحران رغم تعرضهما لجروح خطيرة إلى بعضهما البعض ، في لحظة لاحظا شعورا غريبا و مألوفا انتابهما في الآن نفسه .
” حسنا ! جيد جدا ! بعد أعوام طويلة ، و أخيرا ! أتراجع عن كلماتي المتعجرفة التي قلتها للتو ، حسنا يا ساحر المنطقة 12 ! هل يمكنني معرفة اسمك ! اسمي هيل وودز ! ” نظر إلى غلين بهدوء و اهتمام .
يبدو أن غطرسته في الأصل ناجمة عن شعوره بالوحدة عندما لم يجد خصما له قط كغلين .
نظرا لأنه يتمتع بالقوة و الموهبة ، فهذا يعني أنه إنسان يتمتع بذكاء عال ، هو بالتأكيد ليس مجرد متغطرس أحمق و جاهل .
ربما لم يكن هيل وودز هكذا قبل قرون من الآن !
و مع هذا نظرا لأن عائلة هيل وودز في المنطقة 15 لم تعد قادرة على العثور على ساحر مبتدئ يستطيع أن يضاهيه قوة ، تجنبه الجميع بعيون خائفة ، بعد الدخول للعالم السري لم يتمكن أيضا من العثور على ند له أو غريم يتكلم معه بنفس المساواة ، تماما كما أطلق الأطفال في السفينة على لافيتي و الآخرين اسم الملوك ! ، نما فخرهم و غطرستهم بأنفسهم ببطء مع كل يوم !
بعد عقود ، أصبح هيل وودز على ما هو عليه الآن ، متغطرس و فخور !
فقط بعد العثور على خصم حقيقي بنفس قوته ، عند رؤيته لعالم أبعد و أوسع ، سيكبح هيل وودز غطرسته الجاهلة مجددا ، فقط عندها سيتذكر ذاته التي تكافح باستمرار ، سهره طوال الليل و تكريس نفسه لدراسة السحر كل يوم !
يمكن القول ..
في هذه اللحظة عاد هيل وودز إلى الحياة أخيرا ! ( موته قصدك ؟ هههه ) .
بطريقة ما يمكن اعتبار غلين محظوظا مقارنة به ، على الرغم من عيشه لحياة صعبة و تكريس نفسه أيضا لتعلم السحر ، إلا أنها مرضية نوعا ما له .
هذا النوع من الإثراء هو ما منع غلين من أن يصبح متغطرسا بجنون كهيل وودز .
بخلافه ، إذا تقاعص غلين عن الصعود إلى القمة و اضطر إلى النضال لعقود من أجل التحضير لمحاكمة البرج المقدس ، فهل ستتمكن هذه المشاعر السلبية من السيطرة على غلين ؟ هل سيصبح متعجرفا بشدة كهيل وودز …
غلين حقا لا يعلم ، لأنه شخص يشعر بالرضا و السعادة عند اقترابه تدريجيا من القمة مع مرور الأيام .
نظر غلين إلى هيل وودز ذو الوجه البارد ، حدق به و قال بنبرة منخفضة ” اسمي غلين ! ” .
أعظم احترام للخصم هو قتاله بجدية !
قام غلين فورا بتنشيط قوته السحرية من دون تردد ، كان سيفه هيدرا مليئا بطاقة الرعد مع تشويه الفضاء ، استنادا لمعرفته السطحية حول سحر قوة الأمواج الصوتية و ترددها ، وجد غلين أن عنصر الرعد و قوة الفضاء هما النوعين الوحيدين القادرين على تقييد الأمواج الصوتية .
تحرك غلين بينما شعر بفعالية أوراق الحياة و جرعة تعزيز اللياقة البدنية .
تحول جسده إلى صورة لاحقة ، في اللحظة التالية ظهر غلين أمام هيل وودز ، هاجم بسيفه و اصطدم بسيفه القصير المنحني ، تردد طنين آخر ، لكن بمساعدة تشويه الفضاء و قوة الرعد و قوته المعززة ، استطاع مقاومة الهجوم الصوتي للحظة ، لكن جسد هيل وودز طار بسرعة في اتجاه الجبل .
أصدر موجة صوتية من ظهره ، تحطم الجليد خلفه بعد اصطدامه به .
لم يهتم غلين بوضع هذا الأخير ، تحول لصورة لاحقة و اندفع بقوة عنيفة ، مع دوي طارد هيل وودز عبر الجبل .
استمر صدى اصطدام المعادن في التردد مع تقلباته التي لا حصر لها من الطاقة السحرية عبر السماء من أعماق الجبل !
فجأة ، تردد صدى مفاجئ من داخل الجبل ، تم تفجير شظايا الجليد ، عوى عملاق الجشع و وحش معدني بينما تم تحطيم الجبل إلى أجزاء لا حصر لها .
تبين أن الوحش المعدني يستطيع أيضا استخدام سحر الأمواج الصوتية ، الفم على وجهه يشبه الجرس بوجهين ، يبلغ طول أرجله الثمانية و النحيلة الشبيهة بأرجل العنكبوت سبعة أو ثمانية أمتار ، في منتصفه فم كبير فقط من دون ملامح أخرى للوجه .
يبلغ طول عملاق الجشع أربعة أمتار فقط ، يمكن القول أنه قد نما بسرعة نسبيا ، نظرا لأن درعه و سيفه مغطيين بعناصر الماء و الرعد فقد تمكن من قمع الوحش المعدني نوعا ما .
رغم هذا فمن المستحيل معرفة الفائز بين وحوش العناصر …
لكن ….
فجأة ظهر ظل شرس وراء عملاق الجشع و هو يحمل حجرا أسود ، لم يتمكن الوحش المعدني إلا أن يتأخر في الرد …
” الجاذبية … ! ”
صرخ غلين من بعيد ، ثم امتص هيلوودز بعد ترديد تعويذة ثانية ، يومض عمود مائي من بعيد مندفعا ، في الآن نفسه انفجر تيار من الرعد تلاه هجوم متسلل باستخدام قوة الفراغ !
بعد أن قام غلين بركله انفجر سيفه الهيدرا بالرعد و قام بتشويه الفراغ متسببا في اهتزاز الفضاء من حوله .
كان فم هيل وودز يقطر بالدم ، وجهه أحمر بشكل غير طبيعي ، نظر إلى غلين بذعر ، قام بشبك يديه معا و أطلق موجة صوتية معززة ، تناثر عمود الماء و تبدد هجوم غلين الفضائي ، رفع رأسه بقوة و عزيمة ، أصدر موجة صوتية فائقة التردد من فمه أثناء صراخه .
أم ؟
تغير تعبير غلين ، لم يتردد و لو لثانية ، قام فورا بتشويه الفضاء لتجنبها ، ثم استخدم سيفه ليقاوم صداها …
ظهر خنجر الخطيئة في يده ، تدفق لهبه الخالد من خلال حافته ثم زأر بشراسة ” تنافر ! ”
ووش !
مع تموج قاس ، ظهر الخنجر المحترق أمام هيلوودز في لحظة ، على الرغم من حظره باستخدام درعه المعدني إلا أن الاصطدام جعله غير قادر على التحكم في جسمه ، ارتد للوراء لحوالي 10 أمتار .
أوه …
مع انتشار النيران الأبدية على درعه ألقى هيل وودز نظرة خاطفة على طبيعته ثم قام بتفرقته مع فرقعة إصبعه .
فجأة تم تشويه المساحة فوق رأسه ، سقط سيف الهيدرا بكل قوته ، كان وجه هيل وودز محمرا ، رغم ارتعاش يده اليمنى إلا أنه اضطر إلى استخدامها مع سيفه القصير لصد هجوم غلين المتوحش .
” بوووم ! ”
تراجع هيلوودز مجددا و ارتطم بالأرض .
لم ينتهي ، هاجم غلين بثلاثة خفافيش نارية ، مع انفجار ” بوووم ! بووم ! بوم ! ” تم غمر هيل وودز في بحر من النيران ، اجتاحته بالكامل .
أسفل قناعه لم يستطع غلين إلا يحدق في هيل وودز أثناء لهاثه …
بعد حبس أنفاسه ، أصبح تعبير غلين فجأة مهيبا ، مد ذراعيه معا ، في أحد الأذرع تشكل ثعبان من النيران الحمراء و في الذراع الأخرى تشكل ثعبان من الماء الأزرق ، مع سيطرته الحذرة تم التميبز بين آثار النار و الماء و تم جمع ثعباني النار و الماء معا تدريجيا .
على الأرض و على الأعمدة الحجرية ، كان كل من ميلي و مينا و كيري و بيونا و لوه جيا و سام و نينا و ياز متحجرين و هم يشاهدون المعركة من بعيد غير مصدقين ، حتى هذه اللحظة ! يبدو أن غلين لا زال سيستخدم سحرا قويا آخر !
نظرت ابنة الشمس إلى الساحر المبتدأ من المنطقة 15 بينما قام عدوها المقدر بمطاردته و قمعه بالكامل ، لم تستطع إلا أن ترتعش بيأس .
في هذه اللحظة ، ظهر شعور بالجهل في قلبها كساحرة متغطرسة …
ترجمة و تدقيق : Younes39
كان فصلا طويلا … اللعنة لكن 🔥🔥🔥🥵