رحلة ساحر - الفصل 67 : حاكم شيطاني ؟
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
ملاحظة : تم تغيير كلمة سَّامِيّ لحاكم في هذا الفصل و باقي الفصول .
تقع مدينة بانغار عند تقاطع أكاديمية إيسوتا السوداء و أكاديمية قلعة العاج في المنطقة 12 من برج الخواتم السبعة المقدس ، تعتبر مدينة كبيرة مقارنة بباقي المدن و حتى مدينة بي سير في أرخبيل جزر المرجان ، كما أنها تضم تيارا لا نهاية له من التجار و الفرسان و المغامرين ، مليئة بجو من التوافق و التنوع .
فأهمية هذه المدينة و مكانتها لا تقل عن المدن الساحلية و الموانئ المشهورة في القارة السحرية .
في القارة السحرية ، غالبا ما يتجمع السحرة في مكانين فقط ، المناطق الغير مأهولة ، و الأخرى عند تقاطع قوتين رئيستين كمدينة بانغار .
مدينة بانغار هو مكان مختلط ، حيث تتجمع معظم القوى ، النبلاء هنا نوعا ما من بقايا نسل المشعوذين ، كما أنه حافل بالصراع التاريخي ، إنه أفضل مخبأ لسحرة الظلام !
جلس غلين في الحانة ، كالتمثال بينما حدق في التدفق اللامتناهي من المارة عبر بوابة المدينة ، احتسى رشفة من النبيذ الراقي ، على عكس الحانة التي يتجمع فيها الفرسان عادة ، هذه الحانة مختلفة كليا و مخصصة للأثرياء و النبلاء ، جلس غلين في غرفة أنيقة و مرتبة .
فجأة تغير تعبيره ” أخيرا خرجوا ! ” وضع كأس النبيذ من يده ثم وقف من على الكرسي ، نظر للوجوه المألوفة في الشارع بأعين خافتة .
حاكم الدببة ، الفأس و المطرقة ، الكوبرا بالاضافة لثلاثة وجوه جديدة لم يرها من قبل ، أحاط سبعة فرسان بعربة فاخرة أثناء الخروج من مدينة بانغار .
قام غلين بالمراقبة من الحانة لعشرين يوما ، قبل ثلاثة أيام بعد دخول الفتاة و الفرسان إلى المدينة بشكل غامض ، لم يتجرأ غلين على ملاحقة القافلة و التعمق في التحقيق أكثر ، إذا كان هناك حقا نقطة تجمع لسحرة الظلام فسيكون كالحمل بين مجموعة من الضباع .
و مع هذا بعد التأكد من أن حياة الفرسان لم تكن في خطر ، فكر غلين بالفعل في إجراء مضاد .
ابتسم سرا في قلبه ، تشوه وجه غلين ثم تغير ، غادر الحانة بهدوء و تابع من وراء الفتاة و الفرسان سرا ، بفضل قدرة غلين على التقفي من خلال حاسة الشم تمكن من تتبع القافلة من على بعد 100 متر ، مما جعل من المستحيل على الفرسان اكتشافه .
” لنرى ما الذي تخطط له هذه الفتاة الصغيرة هنا ؟ ” لم يعد غلين في عجلة من أمره بعد الآن .
بعد السير لخمسة أيام ، إستنبط غلين من خلال حاسة الشم أن العربة قد توقفت فجأة ، قام غلين بإخفاء نفسه فورا و تربص ببطء .
” آه ! … حفنة من القتلة … النجدة ! ساعدونا ! ” .
سمع عواء يائس ، أخرج غلين رأسه من الخندق ، لرؤية كوبرا و هو يذبح إمرأة قروية بلا رحمة .
ثم قام بقتل الطفل الباكي بين ذراعيها من دون تردد ، تم قطع رأسه مع تدفق الدماء كالنافورة ، بدا كوبرا مذعورا و متعطشا للدم من دون أي مشاعر .
تقلص بؤبؤ عيني غلين من الصدمة .
” ماذا ؟ ما الذي يجري هنا ؟ ألا يقوم سحرة الظلام عادة بإلقاء القبض على البشر لإجراء تجاربهم عليهم ؟ لما قتلوا المرأة و ابنها إذن ؟ ” بعد عدة أعوام من العيش كساحر ، تحول غلين بالفعل لشخص بدم بارد ، و لكن برؤية مقتل القرويين بلا مبالاة و من دون غاية تذكر ، أضحى غلين غاضبا .
على الرغم من أن الساحر المظلم قد يقوم بأسر البعض لإجراء تجاربه بحثا عن المعرفة و على الرغم من عدم اتفاقه مع وجهة نظر هذا النوع من المشعوذين إلا أنه قد تفهّمه نوعا ما .
لكن القتل العشوائي للأبرياء أثار غضبه و سخطه !
بعد كل شيء أساس عالم السحر هم البشر فهم بمثابة البذور من دونهم لا وجود للمشعوذين !
فجأة رأى غلين مشهدا غريبا و لا يصدق .
أخرج الكوبرا جسما أسود يشبه الحجر ، بعد هزه مرتين ، ظهر تحول غامض مع انتشار هالة غامضة من الطاقة .
” لا بد أنها طاقة الروح ؟ هل يمتص كوبرا أرواح الناس ؟ ” كان تنفس غلين سريعا ، لربما استنبط غلين سرا عظيما ، فحتى الساحر المبتدئ من أمثاله لا يستطيع استخدام الأرواح بطريقة بسيطة و دقيقة ، لا بد أن السبب هو الحجر الأسود و الذي سمح لفارس عادي بجمع الأرواح .
” كوبرا ما هو الحال ؟ ” رأى غلين أخيرا الفتاة التي استأجرتهم سابقا ، كانت حاليا محاطة بهالة رمادية و هي بالضبط الطاقة السلبية التي تحيط عادة بسحرة الظلام !
لم يستطع غلين تصديق عينيه .
” هل يمكن أن تصبح ساحرة مبتدئة في مثل هذه الفترة القصيرة ؟ هذا مستحيل ! قوة السحرة بغض النظر عن العالم أو المنطقة تكمن في المعرفة ، التراكم هو أساس القوة للساحر ” حاول غلين أن يجد تفسيرا منطقيا لكن لم يستطع إلا أن يشعر بالصدمة !
فجأة فكر غلين في شيء ما ” هل من الممكن أن هذه الفتاة الصغيرة كساحر الظلام الذي قتلته سابقا ، و الذي اعتمد على الطاقة السلبية لتحسين لياقته فقط ؟ ” .
في الواقع فيما يتعلق بالقوة السحرية و التحكم العقلي حتى غلين بدون استخدام تحكم دقيق و قوة نفوذ لن يتمكن من انتاج هجوم بقوة 10 نقاط !
على الرغم من قدرة سحرة الظلام على التحكم في الطاقة السلبية و صقل الجسد ، إلا أن الحد الأقصى للطاقة المطبقة هو حوالي 20 نقطة فقط ، بمعنى مساحة نمو سحرة الظلام محدودة للغاية ( على الأقل من وجهة نظر السحرة في عالم السحر ، هناك مجال ضئيل للنمو ) .
إذن ما هي القوة التي قام بخلقها هذا الوحش للتحكم في الأرواح و هو مجرد ساحر ظلام ؟
بالاعتماد على التحليل و حكمته هز رأسه ببطء في حالة إنكار .
ما يسعى إليه ساحر الظلام هو الارتفاع لأعلى قمة السلسلة الغذائية من خلال القتل ، ما يسعى إليه هو التدمير بالإضافة لبحثه عن أسرار الموت و الحياة لا غير ، لن يفكر بقصر نظر و ملل ليقوم بجمع الأرواح البشرية كهذه الصبية الآن ، حتى لو احتاج لجمع الأرواح فالطريقة الأكثر أمانا هي العثور على مكان مشابه لمسقط رأس غلين خارج القارة السحرية ، و استخدام السحر على نطاق واسع لقتل الجميع ، إنه أفضل حل من ناحية الكفاءة و السرعة …
فكر غلين في الأمر ، لكن لم يخطر بباله قط أن يسأل عن الغاية من استعانة سحرة الظلام بمجرد فتاة صغيرة لجمع الأرواح ، من الواضح أنهم ليسوا بسحرة ظلام تقليديين !
” بعد كل شيء ، سحرة الظلام هم على الأقل فئة من نخبة السحرة ممن يتمتعون بذكاء عال ، هذا النوع من السلوك لا يعتبر حكيما بالمرة بالنسبة لساحر ظلام حقيقي ! ”
أوه ….
تنفس غلين الصعداء .
باختصار بغض النظر عن من قام خلق هؤلاء السحرة ( يقصد الفتاة و الذي قام بقتله و غيرهم ) و قام بدعمهم ، فإن حكمته و معرفته منخفضة ، في عالم السحرة عدم امتلاك المعرفة يعني عدم امتلاك القوة ، و بدون القوة ؟ لما قد يقلق غلين إذن منهم ؟ ( ما رأيكم هل تفكيره سليم ؟ 😒 )
حتى بالنسبة لغلين ، طالما بذل جهده لإنشاء بعض الأتباع ، على الرغم من أن العدد ليس بالكثير ، إلا أنه بالتأكيد أفضل من هذا الساحر المظلم المزعوم .
بعد أن فكر غلين سرا لبرهة ، غادر الفرسان مع الفتاة و لم تترك وراءها سوى الجثث الباردة و حقل من الدماء .
كالشبح في الظلام استمر غلين في التعلق بها و بالفرسان ( نعم إنه باتمان يا سادة 😂😂 ) .
بعد أربعة أيام .
في قرية أخرى و مع مذبحة أخرى ، لكن الفرق الوحيد أن غلين قد تسلل بهدوء و حل محل كوبرا ، الغاية وراء اختياره كبديل هو على وجه التحديد لأنه لا يتكلم كثيرا مع الآخرين ، لذا من غير المرجح أن يتم كشفه .
أثناء لعبه بالحجر الأسود في يده ، لم يتمكن غلين من تحديد ماهيته أو مما صنع حتى .
إلا أنه قد استطاع الشعور بطاقة الروح الضعيفة و القادمة من الحجر ، قدّر أنه يحتوي على ما لا يقل عن عشرة أرواح ، قبل أن يخترق كساحر مبتدئ إلى المستوى الأول كساحر حقيقي فإن روحه لا تختلف حقا عن روح الانسان العادي .
” كوبرا كم هو حصادك ؟ ” مع اقترابها سألته الفتاة بحماس شديد و يداها لا تزالان ملطختين بالدماء الطازجة .
نظر غلين للحجر الأسود ثم قال بصوته العميق ” 13 يا آنسة ” و بغض النظر عن النبرة ، فقد تمكن غلين من اجتياز الاختبار لأن الفتاة لم تكن على دراية بكوبرا حقا لقلة كلامه .
بعد التفكير لمدة ، قفزت الفتاة الصغيرة بسعادة و ببراءة كطفلة بعد حصولها على الحلوى ” عظيم ! لقد تمكنت أخيرا من جمع مائة روح ، سأتصل بالحاكم الشيطاني ، سأتمنى أمنيتي أخيرا ! و سأتمكن أيضا من التخلص من هذه الهالة الرمادية بعد جمعي 500 روح في المرة القادمة ! سأصبح حينها ساحرة ظلام مبتدئة قوية ! ” .
حاكم شيطاني ؟
من هو ؟ هل هو ساحر قديم من عالم السحر ؟ لكن في عالم السحر يشعر السحرة عادة بالاشمئزاز من كلمة ” حاكم ” لأنها تمثل في العقل الباطن لأي ساحر كلمة خرافة و جهل و تقاعص ، لن يقبل أي ساحر باضافة كلمة حاكم بعد أو قبل لقبه … ( يعني أنهم مجموعة من الملحدين 😒😒 ) .
علاوة على هذا ، بما أن هذا الساحر قد أطلق على نفسه اسم حاكم فلا ينبغي أن يكون ضعيفا صحيح ؟ إذن لم سمح لهؤلاء الضعفاء بجمع الأرواح ؟ ( حسنا ربما لأنهم ليسو من هذا العالم يا ذكي … 🙂🙂 … هذا ليس حرق أنا أقرأ الرواية أيضا مجرد تخمين ) .
هناك شيء غامض و غير منطقي في هذا .
أثناء لعبه لدور كوبرا تابع غلين من وراء الفتاة ، عاد مع حاكم الدببة و المطرقة و الفأس و الثلاثة فرسان آخرين إلى مدينة بانغار .
في قصر ضخم و فاخر في مدينة بانغار .
بعد المرور عبر طبقة تلو الأخرى من الحراس ، جميعهم من الفرسان ، وصلوا إلى مدخل القاعة تحت الأرض ، ضيق غلين عينيه بينما لاحظ اثنين من سحرة الظلام ، كلاهما بالفعل أقوى من الطفلة الصغيرة .
و مع هذا من الواضح أنهما أيضا لا يتمتعان بأي قوة سحرية ، جلّ ما يستطيعان استخدامه مجرد أجسام و بعض البدائل و تطبيق فظّ للطاقة السلبية ، و التي تعتبر في نظر أي ساحر طريقة رديئة للاستخدام .
” انتظر ! حاكم الشياطين يلتقي بمؤمن آخر ! ” أوقفهم حارس فجأة ، لم تقل الفتاة أي شيء أثناء انتظارها بصبر و حماس .
بعد مدة خرج ساحر الظلام و هو صبي بدا في 14 أو 15 من عمره تقريبا من القاعة ، شعر غلين بطاقة سلبية قوية منبعثة منه ، لاحظ أن عيون الصبي في غاية الحماس و الجنون كالوحش المتعطش للدماء ، قاد العديد من الفرسان من خلفه و لم ينظر حتى للفتاة و غلين .
” هيا لندخل ! ” تردد صوت الفتاة الصغيرة بغير سعادة ، ربما أثارتها غطرسة الصبي قبل قليل .
في القاعة تحت الأرض ، مرآة يزيد ارتفاعها عن عشرة أمتار ، تشبه شلالا من الماء ، تنضح بهالة متقلبة و طاقة غير معروفة ، مما جعل القاعة بأكملها تبدو و كأنها جزء غير متصل بفضاء عالم السحر ، لاحظ غلين تشوه الفراغ من حوله أثناء الدخول و شعر بالمشاعر السلبية و نواح الأرواح و هالة غريبة و غامضة لم يشعر بها من قبل .
” أيتها المؤمنة ماذا تريدين مني ؟ ما هو مرادك ؟ ” .
تردد صوت بمهابة و وقار من شاشة المرآة مع انكماش عيون غلين .
على المرآة ظهرت مخلوق غير منتظم و الذي يبدو كالنيران السوداء العملاقة ، تكلم مع الفتاة بلغة غير قياسية لا تشبه لغة عالم السحر ، لديه العديد من اعيون تم تشكيلها من النيران الزرقاء كما لو كان لديهم القدرة على الرؤية من خلال الروح ! ( 🔥🔥🔥🔥)
ترجمة و تدقيق : Younes39
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.