رحلة ساحر - الفصل 62 : مهمة صيد الشياطين
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
” معلم ! ” وقف غلين باحترام بجوار بيرانوس ، في انتظار إصداره لمهمة الأكاديمية .
أومأ بيرانوس برأسه و أشار بإصبعه نحو الكرة البلورية ، بعد وميضها ظهر ستار أمام غلين .
قال بيرانوس بهدوء ” بعد تفكير طويل سأقوم باختيار مهمة لصيد ساحر ظلام ، لا تقلق فهو مجرد ساحر مبتدئ ، تذكر جيدا في مواجهة ساحر مظلم مبتدئ أقتله فورا من دون تردد ، لكن إذا كان ساحرا حقيقيا فتجنبه و اختر الفرار ” .
بعد رؤيته لغلين و كتابته لمسار المهمة و بعض الأدلة ، قام بيرانوس بإزالة الستار و قال بهدوء ” لقد تم إصدار هذه المهمة من قبل أكاديمية إيسوتا السوداء لأربعة مبتدئين ، ربما بعد أعوام فقط سيخترق الثلاثة للمستوى الأول كمشعوذين حقيقيين أي أنهم جميعا من كبار السن ، بمعنى آخر أنت القطعة الضعيفة بين الأربعة في مهمة صيد الشياطين ، شيء آخر تم إرسال أربعة تلاميذ آخرين إلى تقاطع موقع المهمة من قبل أكاديمية قلعة العاج لذا احذر هناك ” .
شرد غلين في التفكير .
اذا اعتمد على ساقيه فقد يصل لموقع المهمة بعد شهر ، لكن اذا قام باستهلاك الأحجار السحرية من أجل الطيران فسيصل في غضون خمسة أيام لكن هدفه من هذه المهمة سيضيع .
أما بالنسبة لتقييم بيرانوس باعتباره الحلقة الضعيفة في الفريق ، لم يهتم قط به و لم يلق له بالا ، بدلا من التعليق سأل ” بعد اكتمال المهمة هل سينجح الجميع اذن ؟ أيضا ما الذي علي أن أهتم به و أركز عليه في هذه المهمة ؟ ”
” لن تنجز المهمة إلا بعد حمل رأس الساحر المظلم و إعادته ، و لأنها مهمة داخلية و خاصة سنقوم نحن العجائز بمنح مكافأة صغيرة لمنجز المهمة ، أما بالنسبة لما تحتاج للاهتمام به حقا … فهو أن تحمي نفسك ، هذا هو الأهم ، إن الغرض الرئيسي الذي يجعل السحرة على استعداد للتحول لمشعوذي ظلام و الوقوع في المحظور هو المعرفة حول الحياة و الموت بحد ذاته ، بعبارة أخرى يركز ساحر الظلام على دراسة سحر الحياة و الموت كالمجنون تخصصهم ككل هو القتل و التدمير ! ” قال بيرانوس بنبرة تحذيرية إلى حد ما .
” هل تقصد أن سحرة الظلام أقوى من السحرة العاديين ؟ ” عبس غلين بينما سأل .
رد بيرانوس بفتور ” بالطبع ” .
” إذن … لما قارة السحر … ” بينما علق غلين في منتصف الجملة قاطع بيرانوس بنبرة ساخرة ” لماذا يمنع ظهور سحرة الظلام في القارة ؟ ” .
” نعم ! ” أومأ غلين برأسه .
” همف ! ” سخر بيرانوس ” لأنهم مجموعة من المجانين يستخدمون البشر كعينة تجريبية لدراسة أسرار سحر الموت و الحياة ، وجودهم لن يؤدي إلا لانقراض الجنس البشري ، لقد تسببوا بالفعل في زرع الفوضى و الدمار في الماضي ، مجال الظلام خير دليل على كلامي … و لكن … ” .
( مجال الظلام هو عالم آخر كالعالم السفلي ينتمي لعالم السحر يتجمع فيه سحرة الظلام ، تم انشاءه وفقا لقواعد سحرة الظلام و التي تختلف كليا عن قواعد قارة السحرة ككل )
في منتصف كلماته ، حدق بيرانوس في غلين و سأل ” هل تتساءل لما لم يقم السحرة العجائز بتجنيد سحرة الظلام لتعزيز قوة قارة السحر ؟ و تعزيز هذا العالم ؟ ” .
” آه … لا ! ” .
بالطبع لم يعتقد أن هؤلاء العجائز لم يفكروا في الأمر أيضا .
قال بيرانوس بفتور ” هذا هو السبب وراء رغبة جميع السحرة في أن يصبحوا صيادي شياطين ، بمعنى آخر ، هم أشبه بمشعوذي ظلام قانونيين يقوم البرج المقدس برعايتهم ، ساحر من الدرجة الأولى يستطيع مطاردة سحرة الظلام كالجرذان ، هم بمثابة حجر شحذ فقط لصيادي الشياطين ، فلا فرق بينهم و بين كائن فضائي من عالم آخر ” .
أظهر غلين نظرة مهيبة ، لا عجبا في أن هؤلاء المبتدئين و الذين تمكنوا من الاختراق لحدود 40 نقطة من ناحية القوة العقلية لم يحاولوا الاختراق بعد ليصبحوا مشعوذين حقيقيين ، بدلا من هذا اختاروا انتظار محاكمة تأهيل صيد الشياطين و الذي ينظمه البرج المقدس مرة واحدة كل قرن ( 100 عام ) .
……….
بعد ثلاثة أيام ، تجمع غلين و ثلاثة مبتدئين آخرين ممن تلقوا مهمة صيد ساحر الظلام هذا مثله في مدينة بامير ، عند مدخل الأكاديمية و بعد فحص الجميع لبعضهم البعض ركز الثلاثة فجأة على غلين .
” وافد جديد ؟ لكنه ليس سام أو كيري أو بيونا ؟ مثير للاهتمام ” بلغ طول هذا المبتدئ 1.9 متر ، على أنفه خاتم معدني كالقرط و على ظهره حقيبة جلدية مع تسريحة شعر غريبة .
في العامين الفارطين ، سمع غلين عن الأسياد الأوائل من بين مبتدئي الأكاديمية ، في الحقيقة لا مقارنة بين هؤلاء المبتدئين بأي حال من الأحوال و العشرة الأوائل من الوفد الجديد كلافيتي و أليستر ، سواءا تعلق الأمر بالعمر أو القوة و حتى الخبرة .
تم تقسيم العشرة الأوائل ( الأقوى ) إلى قسمين ، الأربعة الأوائل و هم قادة الروابط الأربع الكبرى في أكاديمية إيسوتا السوداء ، قوتهم و مكانتهم أعلى نسبيا من الستة الأدنى منهم .
يمكن القول أنه بعد عقود من التراكم ، العشرة الأوائل من بين جميع المبتدئين هم الأفضل و الأقوى بلا منازع .
فقط …
لم يكن هذا الساحر واحدا من العشرة الأوائل ، و لكن بما أنه قد تم اختياره من قبل مشعوذي الأكاديمية العجائز كمرشح لصيد الشياطين فلا بد أن له بعض المزايا .
” غلين ! ”
أسفل قناعه الرمادي و القاتم ، تردد صوته الهادئ و الغامض ، لم يفضل غلين قط الكلام الكثير ، أما الاتصال كالمصافحة و التقبيل فهذا محظور بين جميع المشعوذين .
” أنا رايان ساحر مبتدئ ، لقد كنت مشهورا في فترة معينة من الماضي ، لكن طبعا أنا لا أقارن بها ! ” أشار رايان للشخص المجاور له .
أول ما أثار انتباه غلين هو جسدها الكبير و المستدير مع كرتين مطاطيتين على صدرها ، تذكرها غلين فورا نظرا لسمنتها المفرطة من النظرة الأولى ، نفس الفتاة السمينة التي التقى بها بعد الخروح من مرآة عالم الظلام في برج المياه المدمر ، و المعروفة أيضا للبعض بروح الشتاء نظرا لاحتلالها المرتبة 10 بين الأسياد الأوائل في أكاديمية إيسوتا السوداء ، ” تشو ساني ( هذا اسمها ) ” .
في برج المياه نظرا للظلمة و حقيقة أن غلين كان في حالة هلع و قلق ، لم يلق نظرة على وجهها و لم يتمكن من التعرف على أنها روح الشتاء ، لكن الآن ؟ لم يستطع إلا أن يلقي نظرة فاحصة و يقوم بتحجيمها .
واقفة كالقلعة الصلبة و الغير قابلة للتدمير مع هالة شاهقة و التي تم تحديدها من خلال جسدها العملاق ، اعتقد غلين أن قوة جسدها لم تكن أقل شأنا من جسده ، ناهيك عن أنه كان ساحرا يمارس سحر تنقيح الجسد على عكسها ربما .
من خلفها تم تعليق مطرقة نيزكية تنضح بهالة باردة ، تم ربط سلسلتها المعدنية حول خصرها ، ترتدي درعا من الجلد الأسود من دون أي رداء ( غالبا لأنها سمينة 🙂 ) لأن الرداء الفضفاض قد يعيقها أثناء المعركة نظرا لضيقه ، تم ظفر شعرها في شكل جديلة طويلة ، من جانبها لم تكن هناك أي إشارة عن كونها أنثى ، مع عينيها الباردتين كالشتاء القارص ، مثل البرودة في عيون سام .
” همف أعتقد أني أتذكرك ! في برج المياه المدمر ، أيها الجبان ! ” لم تستطع تشو ساني إلا تنظر إليه بعيونها الفاترة مع قليل من الاشمئزاز .
لم يردّ غلين على تعليقها و لم يحاول شرح سوء الفهم حتى لأنه لم بهتم .
يتمتع جميع السحرة بأنواع مختلفة من الشخصية من غريبة إلى مجنونة إلى مهووسة ، لكن شيء واحد مؤكد ، هو أن الضعفاء ليس لديهم خيار و لا بد من تجنبهم لأي صراع ممكن ، ربما لم يكن غلين الحلقة الضعيفة حقا بين الأربعة كما اعتقد بيرانوس ، لكنه متأكد من أنه ليس ندا لتشو ساني بعد .
فجأة سار آخر ساحر مبتدئ في اتجاهه بعجرفة ، و تحت دهشة هذا الأخير ظهر رأسان آخران من رداء هذا المبتدئ ليحدقا بعمق في غلين .
” غريب لما لا رائحة لجسمك ؟ ” نظر هذا الساحر المبتدئ لغلين بريبة .
” سحر تحول الدم ، الكلب ذو الرؤوس الثلاثة ؟ ( سيربروس كلب الجحيم ) ” لم يجبه غلين بل سأل بدهشة .
تذكر غلين كتابه لتعزيز حاسة الشم و رسم خارطة الروائح إذ تم ذكر هذا النوع من الوحوش ذي الرؤوس الثلاثة كمخلوق بحاسة شم جد قوية و يستطيع تمييز العديد من الروائح بفضلها .
” يبدو أنك على اطلاع ! أيها الوافد الجديد ، نادني هاري ! ” كان هذا الساحر المبتدئ فخورا ، و بما أن غلين مجرد وافد جديد في الأكاديمية لم يهتم بنبرته بيما قال ” طريقتك في التخلص من الرائحة مثيرة للاهتمام سلمها لي ! ” ( نعم إنها مغازلة الموت و أنا لا أمزح هههه ! ) .
مع تقلص حدقة عين غلين ، قال بهدوء ” إذن ما هو المقابل ؟ ” .
” لن أقوم باحراجك في هذه المهمة ، ما رأيك ؟ أعتقد أنه تبادل عادل ” بدا صوته واقعيا ، لكن في الواقع بقدر ما يتعلق الأمر بالعلاقة التنافسية في القارة السحرية ، فهذا أمر طبيعي ، الساحر الواهن تحت رحمة الساحر القوي ، الطريقة الوحيدة لمقاومة القوة هي الخلفية و القواعد .
على سبيل المثال عملية التفتيش التي تقوم بها رابطة الشراع في الأكاديمية .
لكن هذا الوضع لا ينطبق على غلين بالمرة ، بعد تحسن قوته و مرورها بتغيير نوعي !
ففي حكم غلين ، هؤلاء الثلاثة بعيدون كل البعد عن كونهم تهديدا له ، لا بد أن قوة رايان على قدم المساواة معه ، أو ربما هو أقوى منه نظرا لممارسته لسحر خلط السموم و صقل الجسد .
أما هاري ؟ سخر غلين من تحت قناعه و قال ببرود ” إذن واحد منا فقط من سيشارك في هذه المهمة ! ” .
بعد كلماته عم السكون و الصمت مدخل الأكاديمية .
هز رايان كتفه و اشتكى ” حقا ! سأمضي قدما بمفردي إذن ، الأخت الكبرى تشو ساني ، سأغادر أولا الوداع ” لم يهتم رايان بشجار غلين و هاري ، غادر وحيدا ثم صرخ ” لمن يصل أولا ، بعد ثلاثة أشهر أترك إشارة من أجل التجمع عند بوابة المدينة ” .
من ناحية أخرى ، نظرت تشو ساني لغلين على حبن غرة ، بدا أن موقفها السابق قد تغير بعد قولها ببرود ” بغض النظر عن بقاءك على قيد الحياة أو مماتك في المستقبل ، سأقوم بسحبي لتقييمي السابق بكونك مجرد جبان ” سرعان ما ابتعدت بجسدها الضخم مع نظرة قوية و حازمة .
تحت قناع الرماد ، بهدوء شديد نظر لهاري و قال بنبرة منخفضة ” أراك في غابة الأشواك ! ” .
بعد قوله لما سبق ، تجاهل غلين تعبير هاري المصدوم و الساخط بشدة تاركا إياه أمام المدخل .
ترجمة و تدقيق : Younes39
ملاحظة : ساحر أسود = ساحر ظلام لكن للتفريق بينهم سأستخدم اسم الساحر الأسود ليشير لغلين و أشباهه من المشعوذين في عالم السحر .
شيء آخر يطلق على الجسد المغمور في النيران جسد العنقاء أيضا ، لأنه يشبهها عند قيام العنقاء رمادها و من النيران كما تفعل مينا لمن لا يتذكر بعد قتال كيري و سام و بيونا معا لانقاذ غلين و الانتقام منها ، حينها توهج جسدها و اشتعل بالنيران لتستعيد طاقتها و عافيتها من أجل الفرار .