رحلة ساحر - الفصل 56 : أنواع السموم
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
” قبل تلقين سحر خلط السموم و تنقية الجسم ، عليك أن تفهم أن أصل هذا السحر هو العالم السفلي ، فهو ليس سحرا من نوع العناصر و لا علاقة له بقوة الروح ” أخرج بيرانوس كرة سوداء بلورية ” هذه كرة بلورية خاصة يستخدمها سحرة العالم السفلي ، تستطيع قياس و تحليل الحالة الجسمانية للساحر ، خذها إنها هدية مني ” .
فتح غلين فمه ثم قام باخراج كرته السوداء البلورية و قال ” أيها المعلم لقد حصلت بالفعل على واحدة … ” .
” هاه ؟ بالفعل ؟ لقد … لقد … ” .
شعر بيرانوس بالصدمة و الحرج الشديد ، لم يستطع حتى التحكم في تدفق الدم بينما تحول لون وجهه للأحمر .
” حسنا انس الأمر ! ” تابع بيرانوس ” قبل كل شيء أخبرني عما تعرفه عن السموم ؟ تصنيفها و أنواعها ؟ ”
بعد التفكير ، قال غلين ” أعتقد أن هنالك ثلاثة أنواع ، سموم مصدرها حيواني ، سموم مصدرها نباتي ، و أخيرا سموم مصدرها العناصر المعدنية ؟ ” .
” همف ، هل تقوم بتصنيفهم وفقا للمصدر و الترياق ؟ ” شخر بيرانوس بخيبة أمل و سأل ” إذا قل لي … اذا اختلط سم الحيوان و سم العناصر المعدنية ، و إذا قمت بخلط الترياقين فهل سيكون الترياق الجديد فعالا لكليهما ؟ ”
عبس غلين و هز رأسه ببطء .
وقف بيرانوس و مشى بجوار الطاولة ، قام بفتح الخزانة و أخرج لفيفة ليضعها على طاولة الاختبار أمام غلين ، تم صناعة اللفيفة من جلد مجهول ، ربما نظرا لعمرها الطويل فهي تحتوي على لمحة من اللون الأخضر النحاسي بالاضافة لكونها خالية من أي تشوه أو تجاعيد .
” أنظر ! إقرأ تصنيفها في هذه اللفيفة ! ” أشار بيرانوس إلى اللفافة القديمة .
لم يستطع غلين في البداية ترجمة لغة اللفافة نظرا لقدمها ، بعد نصف ساعة قال مستغربا ” تم تصينفها حسب رد فعل الكائن الحي بعد التسمم ؟ ” .
وفقا للفافة قام هذا الساحر بتصنيفه للسموم إلى سبعة أنواع !
الأول هو السم الانتاني ( السم الذي تنتجه البكتيريا … ابحثوا في غوغل ) ، و الذي بعد افرازه يؤدي إلى قتل و تدمير الخلايا الحية و تخثر الدم بيولوجيا ، النوع الثاني هو السم العصبي و الذي يؤدي إلى فرط الاستجابة العصبية و تدميرها ، ثالثا السم التفاعلي و الذي من شأنه أن يعطل نظام إزالة السموم في جسم الكائن الحي و بالتالي إعاقة وظائفه الحيوية كليا ، رابعا السم الناخر و هو نوع يؤدي إلى تدمير الخلايا الحية من خلال تفاعل الأحماض .
بالإضافة لهذه الأنواع الأربعة التقليدية نسبيا ، هناك نوعان من السموم لا يتواجدان إلا في بعض العوالم بشكل نادر ، على ما يبدو أنها سموم واجهها هذا الساحر بالمصادفة أثناء ترحاله عبر العوالم المختلفة .
النوع الأول هو السم المشع ، و الذي يسمم الكائن على شكل أشعة ضوئية موجية ( لا أعتقد أني بحاجة للشرح ؟ التسمم الاشعاعي ؟ لمزيد من الشرح إسأل عمك غوغل ) مسببا ضعفا شديدا للخلايا مما يؤدي لتآكلها ، أثناء استكشافه ( الساحر ) تبين أن مصدر هذا النوع هو حجر نادر أطلق عليه هذا الساحر اسم الحجر المشع وفقا للفافة .
النوع الثاني هو السم الطفيلي ، بدلا من القول أنه سم ؟ ربما هو مجرد طفيلي صغير لا يمكن رؤيته باستخدام العين المجردة ، يزدهر هذا الطفيلي السائل في الحاجز الخلوي ( جدار الخلية ) للكائن الحي و له قدرة كبيرة على التحمل من خلال تكيفه ، يعتبر الخلايا موطنا له من ناحية يستمر في امتصاص الطاقة من خلايا الجسم الحي ليتكاثر بسرعة ، من ناحية أخرى يشكل طبقة رقيقة لحماية الخلايا من أي ضرر .
بالنسبة لآخر نوع من السموم السبعة تم تصنيفه كمجهول !
النوع الأخير يتمتع بقدرة فريدة و له علاقة بمخلوق نادر من العوالم الأخرى ، ينتقل سواءا من خلال البصر أو حتى الصدى و ربما الأفكار ! يمكن استخدامه في سحر اللعن و التنجيم و لكن لن يتمكن هذا الساحر من معرفة ماهيته أو حتى الشعور به .
وضع غلين اللفافة جانبا و نظر لبيرانوس حائرا ” يا معلم ، ما الذي تريده مني بالضبط ؟ ” .
أشار بيرانوس إلى النوع السادس السم الطفيلي و قال ” إن أساس سحر تنقية الجسم من السموم المختلطة هو هذا السم الطفيلي و الذي يطلق عليه البعض أيضا السم اللمفاوي ، أعتقد أنك تفهم القليل عنه صحيح ! … ” .
فكر غلين ثم ارتعش قائلا ” هل يمكن أن الإصابة به قد يؤدي إلى تقوية جدار الخلية و مكوناتها عن طريق تحفيزها باستمرار و بالتالي تحقيق منفعة متبادلة بين السم و الخلية نفسها ، العلاقة التكافلية كالحشرة الطفيلية مع الساحر ؟ ” .
” صحيح ! ” أومأ بيرانوس بارتياح و قال ” فكر بعقلانية و ستتوضح الأمور ، الخيال اللانهائي و الترابط المنطقي هما مصدران من مصادر المعرفة اللانهائية للمشعوذين في هذا … ! ” .
قام بيرانوس بمدح حكمة غلين و سرعة بديهته .
لكن غلين قابل هذا المديح بابتسامة ثم قال ” و لكن بما أن هذا السم اللمفاوي سم طفيلي ، فلا بد أنه مضر أيضا ، كيف سنستطيع فصل التأثير الضار عن التأثير النافع ؟ ” .
” لا توجد طريقة أو بالأحرى لا حاجة لنا لفصل التأثير الضار ! ” .
إنذهل غلين بينما تابع بيرانوس ” لا تنظر إلي ، لا توجد طريقة حقا ! ، لا يمكن للساحر أن يمارس سحر تنقيح الجسم و خلط السموم إلا بعد السماح لهذا الطفيلي بالتكاثر إلى الحد الأقصى و تحقيق التعايش المثالي مع الجسم ، ستواجه عقبتان فقط ! هما فترة التعايش مع هذا الطفيلي ، و لأن تكاثره يحتاج للطاقة فإن الساحر سيفقد قدرته على القتال و استخدام السحر ، ثانيا التحقق و التأكد من فعالية السم و جودته مع كل تحفيز ، اذا لم تكن حذرا فقد تتعرض للتسمم ، ستتعرض للقتل في مختبرك على يد الدواء الذي تقوم بصنعه ” .
كان تعلم هذا النوع من السحر محفوفا بالمخاطر !
” لذا فترة التعايش ؟ كم ستستمر ؟ ” سأل غلين بعصبية .
لم يطرح غلين أسئلة غبية كعن كيفية ضمان سلامته عند تحفيز الخلايا لأن بصفته ساحرا ! لن يهتم الباقي بحياته لأنه قد اختار هذا المصير بنفسه !
إذا أراد عدم التعرض للتسمم و الحفاظ على حياته فإن الطريقة الأفضل و الأمثل هي فهم قوة و تأثير هذا السم الطفيلي !
ابتسم بيرانوس و قال ” عادة كائن مع دستور لديه أقل من 5 نقاط لن يستطيع التعايش مع السم اللمفاوي على الإطلاق بل سيقتل ! أما الكائن الذي تتراوح حالة دستوره بين 10 و 30 نقطة فسيتعرض لتقيح موضعي و سيفشل التعايش ، الكائن الذي لديه نقاط أعلى عن 30 ، لن يستطيع الطفيلي اللمفاوي التعايش في خلاياه إطلاقا ، لكن الكائن الذي يتراوح دستوره من 5 حتى 10 ! طالما لم يقتل بتأثير خارجي ، خلال 3 أشهر فقط من ضعفه ، فإن هذا الطفيلي سيتكاثر و ينتشر بين الخلايا بين الأغشية ليحقق علاقة تكافلية مطلقة و مثالية ! ” .
فتح غلين فمه ثم قام بإغلاقه و أخرج كرته السوداء و فعلها ، بعد تحريض بسيط تبين أن دستوره قد تحسن و أصبح 5 نقاط .
” لا تقلق فجسدك لم يمتص بعد مفعول السمكة الطائرة لحد الآن ” قام بيرانوس بمواساته .
على الطاولة أشار بيرانوس إلى عديد كتبه مكدسة ثم أشار إلى عدة فئران بيضاء في القاعة الخلفية و قال ” بعد إصابتك بالعقد اللمفاوية سأقوم باحتجازك هنا لأن لا تنتقل العدوى ، يمكنك التركيز على الدراسة ، بعد عملية التكافل سأقوم بارشادك بنفسي لاجراء تحفيز الخلايا ، إن لم تواجه أي مشاكل في غضون عامين ، سأعلمك أنواع أخرى من السحر ! ” .
صر غلين على أسنانه ، الحجز لمدة ثلاثة أشهر ؟
” أوه ذا صحيح ! ” قال بيرانوس فجأة ” صقل الجسد ليس كصقل الروح ، التأمل اليومي قد يؤدي إلى رفع القوة السحرية إلى نفس القوة الروحية ( القوة العقلية ) ، لكن ممارسة سحر تنقية الجسد مختلف كليا ! لتطلبه وقتا طويلا بين الحين و الآخر لزيادة القوة و التحمل و حتى الحيوية ! لذا … ”
بعد أن ألقى بيرانوس موجة من قوته السحرية على الكرة البلورية في يده العارية ، ظهر كم كبير من الرمور الغريبة و المعقدة !
” لذا سأستخدم سلطتي من أجل تنظيم و اختيار المهمة الأكاديمية و الإلزامية الخاصة بك بعد عامين من أجل تدريبك و تحسين جسدك ، لكن قد تؤدي هذه المهام إلى التفاعل مع باقي المبتدئين من مدارس السحر المختلفة في المنطقة 12 و قد تتعرض لخطر شديد ! ” قال بيرانوس بلهجة لا مبالية .
بعد يوم من الشرح ، تحسن دستور غلين مجددا في اليوم الثاني بنقطة واحدة ، أخرج بيرانوس زجاجة صغيرة بها سائل أرجواني لزج من مستودع جليدي بارد و مغلق بإحكام ، أشار لغلين و قال ” هذا هو الطفيلي اللمفاوي ” .
التقط غلين الزجاجة و أغمض عينيه و صر على أسنانه ، أسقط السائل في فمه لكن بعد فتحه لعينيه لاحظ الدهشة و هي تعتري ملامح بيرانوس ، لم يستطع إلا يتساءل ” أيها المعلم ما المشكلة ؟ ” .
” لماذا شربتها ؟ ”
” هاه ؟ ” فكر غلين في شيء ما ثم أظلم وجهه و قال ” دعني أحزر لم أكن بحاجة لشربه صح ؟ ” .
” آه … لا … يمكن استخدامه عن طريق الفم ، و مع ذلك يمكن استخدامه أيضا عن طريق الجلد أو التنفس إنه عدوى بعد كل شيء ! ” بدا وجه بيرانوس ككرة تم خياطتها ، حاول قمع ضحكته بالكاد ، قد يشكك المرء في احتمالية انفجار رأسه !
سأل بيرانوس بفضول ” ما هو طعمه إذن ؟ ”
نقر غلين على لسانه و قال بجدية ” في البداية كان طعمه و رائحته كريها … لكن الآن ؟ لا أشعر بشيء ! ” .
أومأ بيرانوس برأسه و قال بهدوء ” لا بد أن أنفك و فمك قد تعرض لعدوى الطفيلي بالفعل مما يفسر فقدانك لحاسة الشم و الذوق مؤقتا ، في الواقع الرائحة الكريهة تعود لبعض القمامة في القاعة الخلفية ” تجاهل بيرانوس تعبير غلين الفاتر و غادر المختبر بسرعة .
ترجمة و تدقيق : Younes39